الكلام على الأحاديث التي احتج بها المجسمة والمشبهة في كلام الله تعالى :

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

الكلام على الأحاديث التي احتج بها المجسمة والمشبهة في كلام الله تعالى :

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

الكلام على الأحاديث التي احتج بها المجسمة والمشبهة في كلام الله تعالى :

هناك بعض الأحاديث المردودة التي تتعلق بمسألة الكلام لا بد من ذكرها وبيان عدم صحتها لأن المجسمة والمشبهة يحتجون بها :

حديث أبي أمامة: (ما تقرَّب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه).
وهذا حديث تالف واهٍ شديد الضعف رواه أحمد في المسند (5/268) والترمذي (2911) وفي السند ليث ابن أبي سُلَيم وهو متروك، وقد صرَّح البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" ص (104) بأنه لا يصح.
وقد أخطأ ابن القيم – وهو ضعيف في التصحيح والتضعيف – فذكر في حاشيته على أبي داود (13/49) هذا الحديث التالف وصححه اعتماداً على تصحيح الحاكم في المستدرك (1/555)!! وهو حديث جبير بن نفير الذي صرح البخاري وغيره بأنه لا يصح! وفي إسناد الحاكم العلاء بن الحارث وكان قد اختلط فوهم إذ رواه عن جبير بن نفير عن أبي ذر، قال البخاري في تاريخه (6/113): (منكر الحديث).
وقد ضعف الألباني هذا الحديث في "ضعيف سنن الترمذي" ص (350) وذكر هنالك أنه ضعفه في ضعيفته (1957) وفي المشكاة (1332) وفي ضعيف الجامع (4993).

وعبارة ( بمثل ما خرج منه ) التي في هذا الحديث الموضوع مقولة شنيعة لا تصدر إلا من مُجَسِّمٍ مُشَبِّه ولا يقولها مَنْ يتقي الله تعالى!!

احتج ابن تيمية في "مجموع فتاواه" (3/175) بأثر خباب الذي فيه
(فلن يتقرب إليه بشيء أحب إليه مما خرج منه).
وأثر خباب هذا رواه الحاكم في المستدرك (2/441) بغير هذا اللفظ ! وإنما بلفظ: (فإنك لست تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه).
رجاله ثقات رواه الآجُرِّي في كتابه "الشريعة" ص (77)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة!!" (2/340)، والبيهقي في الاعتقاد (103) وعبدالله بن أحمد في كتاب السنة (1/137و142)، وابن أبي عاصم في كتاب الزهد ص (35).
وليس فيه لفظ (مما خرج منه)!!
فهذا من جملة أوهام الشيخ الحَرَّاني أو تدليساته!
إذا فالحديث بلفظ: (مما خرج منه) رواه الحاكم في المستدرك (1/555) وصححه ووافقه الذهبي، عن غير خباب وإنما من طريق معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً، وهذه الرواية خطأ وهو معلل، لأن الترمذي قال في سننه (2911): إن الحديث عن جبير بن نفير مرسل.
وقال البخاري في "خلق أفعال العباد" ص (150) برقم (404):
[هذا خبر لا يصح لإرساله وانقطاعه].
فالخلاصة أن الحاكم رواه موقوفاً على خباب وليس فيه لفظ (مما خرج منه) ، ورواه مرفوعاً وفيه لفظ (مما خرج منه) لكنه لا يصح.

ومنه يتبين أنه كيف يتم التلاعب بالأحاديث منذ عهد السلف وكيف يأتي أناس فيتبنون الأحاديث والروايات التالفة ويشيعونها وينشرونها ثم ينغر الناس بكلامهم ويظنونهم ثقات ينقلون ما صح!

أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“