من تدليس المجسمة في مسألة العلو النقل المزور عن الأخفش:
مرسل: الاثنين نوفمبر 18, 2024 11:56 am
من تدليس المجسمة في مسألة العلو النقل المزور عن الأخفش:
قال ابن قيم الجوزية في اجتماع الجيوش الخرافية:
[قول الأخفش (ت215هـ): قال الأزهري في كتاب "التهذيب" له في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} قال الأخفش: استوى أي علا، يقال استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته].
أقول:
رجعت إلى كتاب "معاني القرآن" للأخفش (3/4) فوجدته يقول:
[وقال: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} يقول عَلاَ ومعنى عَلاَ: قَدَر. ولم يزل قادراً ولكن أخبر بقدرته].
فالأخفش كباقي أئمة اللغة العقلاء يؤلون الاستواء بالقدرة، وعلى هذا نفهم أن كثيراً من السلف عندما يقولون أن معنى (استوى): (علا)، أي علا بالقدرة، لا كما يريد ابن القيم وشيعته الحشوية!
واستكمالاً لهذا الموضوع أقول: الذي قاله الأزهري في كتابه "تهذيب اللغة" (13/85):
[وقال الأخفش: استَوى أي علا، ويقول: استوَيْتُ فوقَ الدّابة، وعلى ظهر الدَّابة، أي: عَلَوْته].
فالأزهري زاد بعد ذكر ما قاله الأخفش، كلاماً آخر في معنى الاستواء أوهم فيه بقصد أو بغير قصد علو الأجسام الحسي، وهذا صنيع مذموم، وهذا يؤكد ما قلته سابقاً من أن لدى الرجل ميولاً غير محمودة، وعلى كل حال فالسلف عندما قالوا علا لم يقصدوا العلو الحسي إلا من كان منهم مجسماً مشبهاً، وقد عبَّر عنهم الحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره (1/192) حينما قال: [فكذلك فقل: علا عليها علو مُلْك وسلطان لا علو انتقال وزوال].
وبذلك يذهب احتجاج ابن القيم بكلام الأخفش والأزهري أدراج الرياح! على أن الدكتور عبدالله المعتق محقق كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية لم يعرف من هو الأخفش هذا وكان يطالب ابن القيم بأن يعيِّنَهُ له من هو وظن أنه الأخفش الدمشقي، مع أنه هو الأخفش المجاشعي أبو الحسن سعيد بن مسعدة البصري الآخذ عن سيبويه، ولم يكلف نفسه الدكتور المعتق بقراءة ترجمة كل ممن اسمه الأخفش ليرى لأي منهم كتاب في معاني القرآن!
ومنه يعلم أن كثيراً مما ينقلونه عن السلف إما كذب عليهم لم يقولوه أصلاً أو إنه محرف مزوّر!
والله تعالى أعلم.
قال ابن قيم الجوزية في اجتماع الجيوش الخرافية:
[قول الأخفش (ت215هـ): قال الأزهري في كتاب "التهذيب" له في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} قال الأخفش: استوى أي علا، يقال استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته].
أقول:
رجعت إلى كتاب "معاني القرآن" للأخفش (3/4) فوجدته يقول:
[وقال: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} يقول عَلاَ ومعنى عَلاَ: قَدَر. ولم يزل قادراً ولكن أخبر بقدرته].
فالأخفش كباقي أئمة اللغة العقلاء يؤلون الاستواء بالقدرة، وعلى هذا نفهم أن كثيراً من السلف عندما يقولون أن معنى (استوى): (علا)، أي علا بالقدرة، لا كما يريد ابن القيم وشيعته الحشوية!
واستكمالاً لهذا الموضوع أقول: الذي قاله الأزهري في كتابه "تهذيب اللغة" (13/85):
[وقال الأخفش: استَوى أي علا، ويقول: استوَيْتُ فوقَ الدّابة، وعلى ظهر الدَّابة، أي: عَلَوْته].
فالأزهري زاد بعد ذكر ما قاله الأخفش، كلاماً آخر في معنى الاستواء أوهم فيه بقصد أو بغير قصد علو الأجسام الحسي، وهذا صنيع مذموم، وهذا يؤكد ما قلته سابقاً من أن لدى الرجل ميولاً غير محمودة، وعلى كل حال فالسلف عندما قالوا علا لم يقصدوا العلو الحسي إلا من كان منهم مجسماً مشبهاً، وقد عبَّر عنهم الحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره (1/192) حينما قال: [فكذلك فقل: علا عليها علو مُلْك وسلطان لا علو انتقال وزوال].
وبذلك يذهب احتجاج ابن القيم بكلام الأخفش والأزهري أدراج الرياح! على أن الدكتور عبدالله المعتق محقق كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية لم يعرف من هو الأخفش هذا وكان يطالب ابن القيم بأن يعيِّنَهُ له من هو وظن أنه الأخفش الدمشقي، مع أنه هو الأخفش المجاشعي أبو الحسن سعيد بن مسعدة البصري الآخذ عن سيبويه، ولم يكلف نفسه الدكتور المعتق بقراءة ترجمة كل ممن اسمه الأخفش ليرى لأي منهم كتاب في معاني القرآن!
ومنه يعلم أن كثيراً مما ينقلونه عن السلف إما كذب عليهم لم يقولوه أصلاً أو إنه محرف مزوّر!
والله تعالى أعلم.