صفحة 1 من 1

نصوص لبعض كبار العلماء في تقديم الدليل العقلي على الدليل النقلي:

مرسل: الاثنين نوفمبر 18, 2024 12:07 pm
بواسطة عود الخيزران
نصوص لبعض كبار العلماء في تقديم الدليل العقلي على الدليل النقلي:

قال أبو منصور الماتريدي في كتابه "تأويلات أهل السنة" (4/566) عند قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}:

[وقال أهل التأويل ـ أي التأويل الباطل ـ : إنها تسأل الزيادة حتى يضع قدمه فيها ، فتضيق بأهلها حتى لا يبقى فيها مدخل لرجل واحد، ورووا خبراً عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك. وإنه فاسد، وقول بالتشبيه، وقد قامت الدلائل العقلية على إبطال التشبيه، فكل خبر ورد مخالفاً للدلائل العقلية يجب ردّه لأنه مخالف لنص التنزيل وهو قوله عز وجل { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، ثم هذا القول على قول المشبهة على ما توهموا مخالف للكتاب لأن الله عز وجل قال: {لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}، وعندهم لا تمتلىء بهم ما لم يضع الرحمن قدمه فيها].
وقول ابن حجر في "فتح الباري" (3/30) عند شرح حديث النزول:
[وقد اختلف في معنى النزول على أقوال: فمنهم مَنْ حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم].
وقال أيضاً في "الفتح" (13/432): [فمن أجرى الكلام على ظاهره أفضى به الأمر إلى التجسيم ومن لم يتضح له وعلم أن الله مُنَزَّهٌ عن الذي يقتضيه ظاهرها إما أن يُكَذِّب نَقَلَتها وإما أن يُؤَوِّلها].
وقال أبو معين النسفي (ت 508هـ) في "تبصرة الأدلة" ص (129): [إن هذه الألفاظ الواردة في الكتاب والسنن المروية التي يوهم ظاهرها التشبيه وكون الباري تعالى جسماً متبعضاً متجزئاً كانت كلها محتملة لمعانٍ وراء الظاهر، والحجج المعقولة التي بيناها غير محتملة، والعقول من أسباب المعارف وهي حجة الله تعالى، وفي حمل هذه الآيات على ظواهرها على ما حملت المجسمة والمشبهة إثبات المناقضة بين الكتاب والدلائل المعقولة، وهي كلها حجج الله، ومن تناقضت حججه فهو سفيه جاهل بمآخذ الحجج ومقاديرها، والله تعالى حكيم لا يجوز عليه السفه، عالم لا يجهل، ولو حملت هذه الآيات على ما يوافق حجج العقول لكان فيه إثبات الموافقة بين الحجج وذلك مما تقتضيه الحكمة البالغة، فحمل تلك الدلائل السمعية على ظواهرها كان محالاً ممتنعاً].

فهذه نصوص علماء تدل على تقديم العقل