صفحة 1 من 1

فرعون يعتقد بأن الله تعالى في السماء ويزعم أن سيدنا موسى عليه السلام يدعي ذلك

مرسل: الاثنين نوفمبر 18, 2024 1:14 pm
بواسطة عود الخيزران
فرعون يعتقد بأن الله تعالى في السماء ويزعم أن سيدنا موسى عليه السلام يدعي ذلك:

والله تعالى يبين لنا في القرآن الكريم أن من اعتقد ذلك فقد صُد عن سبيل معرفة الله تعالى.. وأن فرعون هو سلف من يأتي من الناس في آخر الزمان ويزعم أن الله تعالى في السماء حقيقة وهم المجسمة:

قال الله تعالى عن فرعون ومن معه: (فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخِرين).

تفصيل ذلك باختصار:

قال تعالى:
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ(36)أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}

سيدنا موسى عليه السلام لم يقل بأن الله في السماء أو على العرش حيث لم يرد ذلك في أي موضع في القرآن الكريم، بل فرعون هو الذي ظن ذلك، فقال الله عنه لذلك أنه {صد عن السبيل} أي سبيل معرفة الله تعالى. فجعله الله تعالى هو (السلف) لمن يأتي في آخر الزمان ويدّعي ذلك!

قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره (14/119) :
[إنَّ فرعون لـمَّا طلب حقيقة الإله من موسى عليه السلام ولم يزد موسى عليه السلام على ذكر صفة الخلاقية ثلاث مرات، فإنه لـمَّا قال {وما رب العالمين} ففي المرة الأولى قال: {رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} وفي الثانية قال: {ربكم ورب آبائكم الأولـين} وفي المرة الثالثة قال: {رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} وكل ذلك إشارة للخلاقية، وأما فرعون لعنه الله فإنه قال: {يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى} فطلب الإله في السماء، فعلمنا أنَّ وصف الإله بالخلاقية وعدم وصفه بالمكان والجهة دين موسى عليه السلام وسائر جميع الأنبياء، وجميع وصفه تعالى بكونه في السماء دين فرعون وإخوانه من الكفرة].

قال تعالى مبيناً أن فرعون صاحب عقيدة في السماء هو سلف المجسمة:

{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ(51)أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ….فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ(54)فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ*فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَــــــــــــفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ}
صدق الله العظيم