قضية تعذيب المطيع وإثابة العاصي الباطلة!
مرسل: الاثنين نوفمبر 18, 2024 1:18 pm
قضية تعذيب المطيع وإثابة العاصي الباطلة!
ومعها قضية التحسين والتقبيح العقلي.
ومسألة تكليف ما لا يطاق:
قال العلامة السيد الزبيدي الحنفي في "شرح الإحياء" (2/185) :
[ وحاصل ما في المسايرة وشرحه أن الحنفية لما استحالوا عليه تعالى تكليف ما لا يطاق فهم لتعذيب المحسن الذي استغرق عمره في طاعة مولاه أشد منعاً لتعذيب المحسن المذكور وهم في ذلك مخالفون للأشاعرة القائلين بأن له تعالى تعذيب الطائع وإثابة العاصي ولا يكون ظلماً كما مرَّ ، ثم منعهم ذلك ليس بمعنى أنه يجب عليه تعالى تركه كما تقول المعتزلة بل بمعنى أنه يتعالى عن ذلك لأنه غير لائق بحكمته فهو من باب التنزيهات هذا في التجويز عليه تعالى عقلاً وعدمه ، أما الوقوع فمقطوع بعدمه غير أنه عند الأشاعرة للوعد بخلافه وعند الحنفية والمعتزلة لذلك الوعد ولقبح خلافه ].
وقال الزبيدي في "شرح الإحياء" (2/192-193) :
[ وحاصل ما في المسايرة وشرحه ما نصه : لا نزاع في استقلال العقل بإدراك الحسن والقبح بمعنى صفة الكمال والنقص كالعلم والجهل والعدل والظلم وَرَدَ شرع أم لا وكذا بمعنى ملاءمة الغرض وعدمها كقتل زيد بالنسبة إلى أعدائه وأوليائه وفاقاً منا ومن المعتزلة ....... وقالت الأشاعرة قاطبة ليس للعقل نفسه حسن وقبح ذاتيان ولا لصفة توجبهما ...... وقالت الحنفية قاطبة بثبوت الحسن والقبح للعقل على الوجه الذي قالته المعتزلة .... ] .
واحتج بعض مَنْ لم يعِ لذلك من القرآن بقوله تعالى : { قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } المائدة : 17 ، قالوا : { يُهْلِكَ } أي يضع في النار ! وهذا احتجاج مردود لأن معنى الإهلاك هنا الإماتة وليس التعذيب ، كما قال تعالى : { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ } النساء : 176 ، وبما أجبنا به أجاب أكابر العلماء كالإمام القرطبي الأشعري في تفسيره (6/119) حيث قال :
[ يملك بمعنى يقدر من قولهم ملكت على فلان أمره أي اقتدرت عليه ، أي فمن يقدر أن يمنع من ذلك شيئاً ، فأَعْلَمَ اللهُ تعالى أن المسيح لو كان إلهاً لقدر على دفع ما ينزل به أو بغيره ، وقد أمات أمه ولم يتمكن من دفع الموت عنها ، فلو أهلكه هو أيضاً فمن يدفعه عن ذلك أو يرده ..... ] !!
وقال الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره (6/11/196) : [ الملك هو القدرة ] .
فيملك معناها يقدر والهلاك هنا هو الموت وليس ما يزعمه بعض المبتدعة من تعذيب المطيع وإثابة العاصي ! فسقط كلامهم من أصله !!
وقال العلامة الزبيدي في "شرح الإحياء" (2/195):
[ تنبيه : قال ابن الهمام : اعلم أن محل الاتفاق في الحسن والقبح العقليين إدراك العقل قبح الفعل بمعنى صفة النقص وحسنه بمعنى صفة الكمال ، وكثيراً ما يذهل أكابر الأشاعرة عن محل النزاع في مسألتي التحسين والتقبيح العقليين لكثرة ما يشعرون النفس أن لا تحكم للعقل بحسن ولا قبح فذهب لذلك عن خاطرهم محل الاتفاق حتى تحيَّر كثير منهم في الحكم باستحالة الكذب عليه تعالى لأنه نقص ؛ حتى قال بعضهم ونعوذ بالله ممن قال : لا تتم استحالة النقص عليه تعالى إلا على رأي المعتزلة القائلين بالقبح العقلي ... ] !
فتأمل جيداً !
ومعها قضية التحسين والتقبيح العقلي.
ومسألة تكليف ما لا يطاق:
قال العلامة السيد الزبيدي الحنفي في "شرح الإحياء" (2/185) :
[ وحاصل ما في المسايرة وشرحه أن الحنفية لما استحالوا عليه تعالى تكليف ما لا يطاق فهم لتعذيب المحسن الذي استغرق عمره في طاعة مولاه أشد منعاً لتعذيب المحسن المذكور وهم في ذلك مخالفون للأشاعرة القائلين بأن له تعالى تعذيب الطائع وإثابة العاصي ولا يكون ظلماً كما مرَّ ، ثم منعهم ذلك ليس بمعنى أنه يجب عليه تعالى تركه كما تقول المعتزلة بل بمعنى أنه يتعالى عن ذلك لأنه غير لائق بحكمته فهو من باب التنزيهات هذا في التجويز عليه تعالى عقلاً وعدمه ، أما الوقوع فمقطوع بعدمه غير أنه عند الأشاعرة للوعد بخلافه وعند الحنفية والمعتزلة لذلك الوعد ولقبح خلافه ].
وقال الزبيدي في "شرح الإحياء" (2/192-193) :
[ وحاصل ما في المسايرة وشرحه ما نصه : لا نزاع في استقلال العقل بإدراك الحسن والقبح بمعنى صفة الكمال والنقص كالعلم والجهل والعدل والظلم وَرَدَ شرع أم لا وكذا بمعنى ملاءمة الغرض وعدمها كقتل زيد بالنسبة إلى أعدائه وأوليائه وفاقاً منا ومن المعتزلة ....... وقالت الأشاعرة قاطبة ليس للعقل نفسه حسن وقبح ذاتيان ولا لصفة توجبهما ...... وقالت الحنفية قاطبة بثبوت الحسن والقبح للعقل على الوجه الذي قالته المعتزلة .... ] .
واحتج بعض مَنْ لم يعِ لذلك من القرآن بقوله تعالى : { قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } المائدة : 17 ، قالوا : { يُهْلِكَ } أي يضع في النار ! وهذا احتجاج مردود لأن معنى الإهلاك هنا الإماتة وليس التعذيب ، كما قال تعالى : { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ } النساء : 176 ، وبما أجبنا به أجاب أكابر العلماء كالإمام القرطبي الأشعري في تفسيره (6/119) حيث قال :
[ يملك بمعنى يقدر من قولهم ملكت على فلان أمره أي اقتدرت عليه ، أي فمن يقدر أن يمنع من ذلك شيئاً ، فأَعْلَمَ اللهُ تعالى أن المسيح لو كان إلهاً لقدر على دفع ما ينزل به أو بغيره ، وقد أمات أمه ولم يتمكن من دفع الموت عنها ، فلو أهلكه هو أيضاً فمن يدفعه عن ذلك أو يرده ..... ] !!
وقال الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره (6/11/196) : [ الملك هو القدرة ] .
فيملك معناها يقدر والهلاك هنا هو الموت وليس ما يزعمه بعض المبتدعة من تعذيب المطيع وإثابة العاصي ! فسقط كلامهم من أصله !!
وقال العلامة الزبيدي في "شرح الإحياء" (2/195):
[ تنبيه : قال ابن الهمام : اعلم أن محل الاتفاق في الحسن والقبح العقليين إدراك العقل قبح الفعل بمعنى صفة النقص وحسنه بمعنى صفة الكمال ، وكثيراً ما يذهل أكابر الأشاعرة عن محل النزاع في مسألتي التحسين والتقبيح العقليين لكثرة ما يشعرون النفس أن لا تحكم للعقل بحسن ولا قبح فذهب لذلك عن خاطرهم محل الاتفاق حتى تحيَّر كثير منهم في الحكم باستحالة الكذب عليه تعالى لأنه نقص ؛ حتى قال بعضهم ونعوذ بالله ممن قال : لا تتم استحالة النقص عليه تعالى إلا على رأي المعتزلة القائلين بالقبح العقلي ... ] !
فتأمل جيداً !