العوامل الأموية في تحريف الأحاديث (الجزء الثاني): - بقلم حسن السقاف -
مرسل: الأحد نوفمبر 12, 2023 11:51 am
تأثير السياسة الأموية والعباسية على رواية الأحاديث والعقائد
هناك أدلة كثيرة جداً تبين أثر سياسة الأمويين والعباسيين في رواية الأحاديث وخاصة أحاديث الصفات والأحاديث التي تدور على مصالح أولئك الخلفاء وتحقق مآربهم في شتى المجالات التي يريدونها، وكذلك في جانب العقائد، حيث كانوا يعتمدون عقيدة من يواليهم من العلماء ويحاربون عقائد من يخالفونهم ولا يخضعون لهم، وخاصة أن الأمويين كانوا ضد آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم يعتبرونهم منافسيهم السياسيين، فكانوا ينتقصون الهاشميين وهم العترة المطهرة ويقللون من شأنهم ويشوهون صورتهم وما إلى ذلك، والعباسيون كذلك تابعوا الأمويين في معاداة ذرية سيدنا علي كرم الله وجهه وخاصة آل الحسن والحسين عليهما السلام حتى وصل الحال بالمتوكل العباسي الناصبي أن يهدم قبر سيدنا الحسين عليه السلام وأن يعاقب كل من ضبط متوجهاً لزيارته بالقتل والتنكيل.
لذا وجب علينا أن نتنبّه لهذا الأمر في بعض الأحاديث التي نرى أنها مرتبطة بترويج ما يريده أولئك الحكام كترويجهم للإسرائيليات عن كعب الأحبار وأضرابه، أو ترويجهم لأحاديث الرؤية والصفات لأن فريقاً من أهل الحديث الموالين لأولئك الخلفاء والذين يحرمون الخروج عليهم يعتقدون صحتها أو يعتقدون ظواهرها الصريحة في التشبيه والتجسيم.
كما يجب علينا أن نكون واعين منتبهين وحذرين من تلك العقائد التي تسير في نفس المهيع والطريق، ولا ننقاد للمحرفين في تشويه صور مخالفيهم من الفرق والأشخاص والأئمة والعلماء الذين رأى أولئك الخلفاء أنه لا بد من محاربتهم وتأليب الحمقى والمغفلين أو المأجورين أو العلماء المهددين عليهم.
وهذا موضوع مهم لا بد أن نفرده بتأليف مستقل ويا ليت إخوتنا أيضاً يساعدوننا في جمع كل ما وقفوا عليه في هذه البابة وإرساله لنا لنخرجه في مصنف جامع يكشف القضية ويبرزها لكثير ممن لا يعرفها حتى نقنع المخالفين بأحقيتها.
وكنت قد وضعت فصلاً صغيراً في كتابي (عقد الزبرجد النضيد في شرح جوهرة التوحيد) وذكرت أيضاً هنا وهناك فيما علقته على بعض الكتب والمؤلفات أمثلة متفرقة، أحببت أن أعرض بعضها عليكم في هذا المقال فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الظاهر أن الوضع في الحديث بدأ من زمن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك جاء عنه في الحديث الصحيح الذي وصفه الحفاظ بالتواتر: (إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
ولذلك نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا هريرة وكعب الأحبار عن الرواية، روى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسند صحيح عن السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: (لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لألحقنك بأرض دوس). وقال لكعب ـ الأحبار ـ: (لتتركن الأحاديث أو لألحقنك بأرض القردة).
وعندما أنكرت السيدة عائشة على من حدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه مرتين وقالت: (من حدثكم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله تعالى) أي كذب وافترى، لم يكن إنكارها على ابن عباس وإنما على كعب الأحبار، فقد قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري (8/606): ((في رواية الترمذي زيادة قصة في سياقه، فأخرج من طريق مجالد عن الشعبي قال: لقيَ ابن عباس كعباً بِعَرَفَة، فسأله عن شيء فكبَّر كعبُ حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنَّا بنو هاشم! فقال له كعبُ: إن الله قسم رؤيته وكلامه هكذا في سياق الترمذي، وعند عبد الرزاق من هذا الوجه... فكبَّر كعب وقال: إنَّ الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد، فكلَّم موسى مَرَّتين ورآه محمد مرَّتين، قال مسروق: فدخلتُ على عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه ؟... الحديث. ولابن مردويه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن كعب مثله. قال يعني الشعبي: فأتى مسروقٌ عائشة فذكر الحديث، فظهر بذلك سبب سؤال مسروق لعائشة عن ذلك)) انتهى من فتح الباري.
وهذا عن كعب الأحبار بإسناد صحيح. ورواه ابن جرير في تفسيره (27/51) بسندين. وابن خزيمة في كتاب التوحيد ص (202).
ومعاوية مع مدحه لكعب الأحبار وقوله (إن عنده علم كالثمار وإنا كنا فيه لمفرطين) فقد اعترف أنه كان يكذب كما في صحيح البخاري (7361) حيث قال: ((وإنْ كنا مع ذلك لَنَبْلوا عليه الكذب)).
وهذا مما يؤكد لنا أن الصحابة رموا كعباً بالكذب وإن حاول بعض من ذكرهم الحافظ ابن حجر أن يَلووا أعناق النصوص.
وهذا أيضاً مثل قول ابن عباس في ابن امرأة كعب الأحبار نوف البكالي:
((كذب عدو الله)) وهو في البخاري (122) في قصة سيدنا الخضر عليه الصلاة والسلام، وأعجبني قول الحافظ ابن حجر هناك: ((قلت: ويجوز أن يكون ابن عباس اتَّهَمَ نوفاً في صحة إسلامه)).
وملخص ما نذهب إليه أن هذا جَرْح بليغ من الصحابة لهؤلاء القوم وإنما اعتذر من جاء بعدهم عنهم وحاول أن يخفف الحكم عليهم بأنهم مفترون كذابون لأن سياسة بني أمية كانت قائمة على رفع هؤلاء وفتح الباب لهم بالتحديث وكانوا من قبل في مثل عهد سيدنا عمر وسيدنا علي مزجورين أذلاء لا يسمح لهم بالكلام.
وهذه أمور لن يفهمها إلا من تجرد عن العصبية العمياء والتعاطف الساذج مع الأشخاص ضد نص الكتاب والسنة!
فكعب كان يقول: قال الله في التوراة! وقرأت في التوراة!... والله تعالى يقول في كتابه العزيز: { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } آل عمران: 78!
ولهذا نجد العلماء المنزهين كمالك ينكر هذه الأحاديث وينهى الناس عن روايتها ويربط ذلك بالسياسة الأموية وبكون من يرويها إما جاهلاً وإما عاملاً عند الأمويين وتابعاً لهم، يقول الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (8/103):
[قال ابن القاسم: سألتُ مالكاً عمَّن حدَّث بالحديث، الذين قالوا: ((إنَّ الله خلق آدم على صورته)) والحديث الذي جاء: ((إنَّ الله يكشف عن ساقه)) وأنه:((يُدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد)) فأنكر مالك ذلك إنكاراً شديداً، ونهى أن يحدث بها أحد، فقيل له: إنَّ ناساً من أهل العلم يتحدّثون به، فقال: من هو ؟ قيل: ابن عجلان عن أبي الزناد، قال: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالماً. وذكر أبا الزناد فقال: لم يزل عاملاً لهؤلاء حتى مات] انتهى.
وزاد العقيلي على هـــذه العبارة في ((الضعفاء)) (2/251): [وكان صاحب عمَّال يتبعهم]!!
تأمل فيقول الإمام مالك (لم يزل عاملاً لهؤلاء) أي الأمويين. وقوله: (كان صاحب عمال يتبعهم)!! تدرك السر بوضوح!
أي أنَّ أبا الزناد كان صاحب عامل بني أمية على المدينة وكان تابعاً لهم!! وقد توفي أبو الزناد سنة (130هـ) من الهجرة أي في أيام الدولة الأموية كما نجد ذلك في ترجمته.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (1/225) أن مالكاً كرَّه رواية أحاديث الصفات والتحديث بها.
وتآلب المحدثين وطعنهم بشيخ الإمام الشافعي إبراهيم محمد بن أبي يحيى القدري مشهور في كتب الجرح والتعديل، لأنه على غير منهج طغاة الأمويين والعباسيين، وكانوا يقولون عن ابن أبي يحيى:
(قدري معتزلي جهمي كل بلاء فيه).
والشافعي رحمه الله تعالى لم يعر لذلك بالاً وكان يروي عنه ويقول: (حدثني الثقة)، و (حدثني من لا أتهم).
فقد جاء في ترجمة العلامة ابن أبي يحيى المعتزلي في ((تهذيب التهذيب)) (1/137):
[قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان قدرياً معتزلياً جهمياً كل بلاء فيه،... وقال بشر بن المفضل: سألت فقهاء أهل المدينة عنه فكلهم يقولون كذاب،... وسمعت يحيى يقول: كان فيه ثلاث خصال: كان كذاباً وكان قدرياً وكان رافضياً..... وقال العجلي: كان قدرياً معتزلياً رافضياً وكان من أحفظ الناس وكان قد سمع علماً كثيراً......
وقال البزار:.... وهو من أستاذي الشافعي وعز علينا.....
وقال إسحاق بن راهويه: ما رأيت أحداً يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى مثل الشافعي....
وقال الربيع سمعت الشافعي يقول: كان إبراهيم بن أبي يحيى قدرياً.... وكان ثقة في الحديث.....].
وفي ((تهذيب)) المِزِّي (2/188) أن الشافعي كان يقول في إبراهيم:
((أخبرني مَنْ لا أَتَّهِم)).
وإنما رموه بالموبقات وذموه لأنه في الجملة معارض لسياسات طغاة الأمويين والعباسيين، والذين ذموه أكثرهم في زمن المتوكل أو متأثر بذلك.
وهنا أنبه قبل أن أذكر ما ذكرته في شرح الجوهرة مما يتعلق بهذا الموضوع أن الشيخ الألباني المتناقض يوافقنا في ما نذهب إليه من ثبوت هذه التأثيرات ويرى أن التأثير السياسي الذي يسميه (ظروف حكومية) وكذلك تأثير العامة والدهماء المغرر بهم والمعبئين بفاسد الفكر والاعتقاد والذي يسميه (ظروف شعبية) لها أثر في ذلك!
فلننقل لكم بعض كلامه في ذلك ليعلم الجميع أن هذه النقطة محل اتفاق ووفاق بيننا وبين بعض أئمة ومشايخ مخالفينا وإن كابر وعاند وتمعّر المغشَّى على عقولهم وضمائرهم ممن لا يفقهون ما يقولون:
قال الألباني المتناقض في الجزء السابع من صحيحته حديث (3240) عن الحكم بن أبي العاص الصحابي والد مروان بن الحكم الملعونين:
[لَيدخُلنَّ عليكُم رجلٌ لَعِينٌ. يعني: الحكم بن أبي العاص.
أخرجه أحمد (2/163)، والبزار في "مسنده " (2/247).. عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن عبدالله بن عمرو قال: كنا جلوسآ عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني، فقال ونحن عنده:... فذكر الحديث، فوالله! ما زلت وجلاً أتشوَّف داخلاً وخارجاً حتى دخل فلان: الحكم بن أبي العاصي... قلت: وهو إسناد صحيح على شرط مسلم، وقال الهيثمي (5/241): "رواه أحمد والبزار والطبراني في" الأ وسط "،ورجال أحمد رجال الصحيح"... ولذلك لم يسع الحافط الذهبي- مع تحفظه الذي سأذكره- إلا أن يصرِّح في "تاريخ الإسلام " (2/57) بقوله: "إسناده صحيح ". وسكت عنه في "السير" (2/108)؛ ولم يعزه لأحد! وقد أخرجه أحمد أيضاً (5/5): ثنا عبدالرزاق: أنا ابن عينية عن إسماعيل ابن أبي خالد عن الشعبي.
وهذا صحيح على شرط الشيخين كما ترى.
هذا؛ وإني لأعجب أشد ّالعجب من تواطؤ بعض الحفاظ المترجمين لـ (الحكم) على عدم سوق بعض هذه الأحاديث وبيان صحتها في ترجمته، أهي رهبة الصحبة، وكونه عمَّ عثمان بن عفان- رضي الله عنه-، وهم المعروفون بأنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم؟!
أم هي ظروف حكومية أو شعبية كانت تحول بينهم وبين ما كانوا يريدون التصريح به من الحق؟
فهذا مثلاً ابن الأثير يقول في "أسد الغابة":
"وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة، لا حاجة إلى ذكرها، إلا أن الأمر المقطوع به: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -- مع حلمه وإغضائه على ما يكره- ما فعل به ذلك إلا لأمرعظيم ".
وأعجب منه صنيع الحافظ في "الإصابة"؛ فإنه- مع إطالته في ترجمته- صدَّرها بقوله:
"قال ابن السكن: يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عليه، ولم يثبت ذلك "!
وسكت عليه ولم يتعقبه بشيء، بل إنه أتبعه بروايات كثيرة فيها أدعية مختلفة عليه، كنت ذكرت بعضها في "الضعيفة"، وسكت عنها كلها وصرح بضعف بعضها، وختمها بذكر حديث عائشة المتقدم:أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن أباك وأنت في صلبه. ولكنه- بدل أن يصرح بصحته- ألمح إلى إعلاله بمخالفته رواية البخاري المتقدمة، فقال عقبها:
"قلت: وأصل القصة عند البخاري بدون هذه الزيادة"!
فأقول: ما قيمة هذا التعقب، وهو يعلم أن هذه الزيادة صحيحة السند، وأنها من طريق غير طريق البخاري؟! وليس هذا فقط، بل ولها شواهد صحيحة أيضاً كما تقدم؟! اكتفيت بها عن ذكر ما قد يصلح للاستشهاد به! فقد قال في آخر شرحه لحديث: "هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش " من "الفتح " (13/11): "وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد. أخرجها الطبراني وغيره؛ غالبها فيه مقال، وبعضها جيد، ولعل المراد تخصيص الغلمة المذكورين بذلك "!
وأعجب من ذلك كلِّه تحفُّظُ الحافظ الذهبي بقوله في ترجمة (الحكم) من " تاريخه " (2/96):
"وقد وردت أحاديث منكرة في لعنه، لا يجوز الاحتجاج بها، وليس له في الجملة خصوص من الصحبة بل عمومها"!
كذا قال! مع أنه- بعد صفحة واحدة- ساق رواية الشعبي عن ابن الزبير مصححاً إسناده كما تقدم!!
ومثل هذا التلون أو التناقض مما يفسح المجال لأهل الأهواء أن يأخذوا منه ما يناسب أهواءهم! نسأل الله السلامة.
وبمناسبة قوله المذكور في صحبته؛ أعجبتني صراحته فيها في "السير" (2/107)؛ فقد قال:
"وله أدنى نصيب من الصحبة"!].
انتهى ما أردنا نقله من قول الألباني المؤيد لقولنا.
ولئلا نطيل فهذا هو الجزء الأول ونعقبه بالجزء الثاني والله الموفق والمعين.
____________(تعليقات مفيدة)____________
احسنتم سيدنا وكما ذكرتم هذا يحتاج لمؤلف خاص في بيان التلاعب ببعض الاحاديث لخدمة الظالمين
ومن تلك الاحاديث حديثا رواه البخاري ومسلم ومفاده ان النبي عليه واله السلام يتبرا من ال ابي طالب ويقول ان ال ابي ليسوا باوليائي وفي بعضها بياض بال فلان والحديث بتمامه هو
5990 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ العَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: " إِنَّ آلَ أَبِي - قَالَ عَمْرٌو: فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بَيَاضٌ - لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ " زَادَ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبَلاَهَا» يَعْنِي أَصِلُهَا بِصِلَتِهَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «بِبَلاَهَا كَذَا وَقَعَ، وَبِبَلاَلِهَا أَجْوَدُ وَأَصَحُّ، وَبِبَلاَهَا لاَ أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا
____________________________
هناك أدلة كثيرة جداً تبين أثر سياسة الأمويين والعباسيين في رواية الأحاديث وخاصة أحاديث الصفات والأحاديث التي تدور على مصالح أولئك الخلفاء وتحقق مآربهم في شتى المجالات التي يريدونها، وكذلك في جانب العقائد، حيث كانوا يعتمدون عقيدة من يواليهم من العلماء ويحاربون عقائد من يخالفونهم ولا يخضعون لهم، وخاصة أن الأمويين كانوا ضد آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم يعتبرونهم منافسيهم السياسيين، فكانوا ينتقصون الهاشميين وهم العترة المطهرة ويقللون من شأنهم ويشوهون صورتهم وما إلى ذلك، والعباسيون كذلك تابعوا الأمويين في معاداة ذرية سيدنا علي كرم الله وجهه وخاصة آل الحسن والحسين عليهما السلام حتى وصل الحال بالمتوكل العباسي الناصبي أن يهدم قبر سيدنا الحسين عليه السلام وأن يعاقب كل من ضبط متوجهاً لزيارته بالقتل والتنكيل.
لذا وجب علينا أن نتنبّه لهذا الأمر في بعض الأحاديث التي نرى أنها مرتبطة بترويج ما يريده أولئك الحكام كترويجهم للإسرائيليات عن كعب الأحبار وأضرابه، أو ترويجهم لأحاديث الرؤية والصفات لأن فريقاً من أهل الحديث الموالين لأولئك الخلفاء والذين يحرمون الخروج عليهم يعتقدون صحتها أو يعتقدون ظواهرها الصريحة في التشبيه والتجسيم.
كما يجب علينا أن نكون واعين منتبهين وحذرين من تلك العقائد التي تسير في نفس المهيع والطريق، ولا ننقاد للمحرفين في تشويه صور مخالفيهم من الفرق والأشخاص والأئمة والعلماء الذين رأى أولئك الخلفاء أنه لا بد من محاربتهم وتأليب الحمقى والمغفلين أو المأجورين أو العلماء المهددين عليهم.
وهذا موضوع مهم لا بد أن نفرده بتأليف مستقل ويا ليت إخوتنا أيضاً يساعدوننا في جمع كل ما وقفوا عليه في هذه البابة وإرساله لنا لنخرجه في مصنف جامع يكشف القضية ويبرزها لكثير ممن لا يعرفها حتى نقنع المخالفين بأحقيتها.
وكنت قد وضعت فصلاً صغيراً في كتابي (عقد الزبرجد النضيد في شرح جوهرة التوحيد) وذكرت أيضاً هنا وهناك فيما علقته على بعض الكتب والمؤلفات أمثلة متفرقة، أحببت أن أعرض بعضها عليكم في هذا المقال فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الظاهر أن الوضع في الحديث بدأ من زمن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك جاء عنه في الحديث الصحيح الذي وصفه الحفاظ بالتواتر: (إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
ولذلك نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا هريرة وكعب الأحبار عن الرواية، روى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسند صحيح عن السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: (لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لألحقنك بأرض دوس). وقال لكعب ـ الأحبار ـ: (لتتركن الأحاديث أو لألحقنك بأرض القردة).
وعندما أنكرت السيدة عائشة على من حدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه مرتين وقالت: (من حدثكم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله تعالى) أي كذب وافترى، لم يكن إنكارها على ابن عباس وإنما على كعب الأحبار، فقد قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري (8/606): ((في رواية الترمذي زيادة قصة في سياقه، فأخرج من طريق مجالد عن الشعبي قال: لقيَ ابن عباس كعباً بِعَرَفَة، فسأله عن شيء فكبَّر كعبُ حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنَّا بنو هاشم! فقال له كعبُ: إن الله قسم رؤيته وكلامه هكذا في سياق الترمذي، وعند عبد الرزاق من هذا الوجه... فكبَّر كعب وقال: إنَّ الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد، فكلَّم موسى مَرَّتين ورآه محمد مرَّتين، قال مسروق: فدخلتُ على عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه ؟... الحديث. ولابن مردويه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن كعب مثله. قال يعني الشعبي: فأتى مسروقٌ عائشة فذكر الحديث، فظهر بذلك سبب سؤال مسروق لعائشة عن ذلك)) انتهى من فتح الباري.
وهذا عن كعب الأحبار بإسناد صحيح. ورواه ابن جرير في تفسيره (27/51) بسندين. وابن خزيمة في كتاب التوحيد ص (202).
ومعاوية مع مدحه لكعب الأحبار وقوله (إن عنده علم كالثمار وإنا كنا فيه لمفرطين) فقد اعترف أنه كان يكذب كما في صحيح البخاري (7361) حيث قال: ((وإنْ كنا مع ذلك لَنَبْلوا عليه الكذب)).
وهذا مما يؤكد لنا أن الصحابة رموا كعباً بالكذب وإن حاول بعض من ذكرهم الحافظ ابن حجر أن يَلووا أعناق النصوص.
وهذا أيضاً مثل قول ابن عباس في ابن امرأة كعب الأحبار نوف البكالي:
((كذب عدو الله)) وهو في البخاري (122) في قصة سيدنا الخضر عليه الصلاة والسلام، وأعجبني قول الحافظ ابن حجر هناك: ((قلت: ويجوز أن يكون ابن عباس اتَّهَمَ نوفاً في صحة إسلامه)).
وملخص ما نذهب إليه أن هذا جَرْح بليغ من الصحابة لهؤلاء القوم وإنما اعتذر من جاء بعدهم عنهم وحاول أن يخفف الحكم عليهم بأنهم مفترون كذابون لأن سياسة بني أمية كانت قائمة على رفع هؤلاء وفتح الباب لهم بالتحديث وكانوا من قبل في مثل عهد سيدنا عمر وسيدنا علي مزجورين أذلاء لا يسمح لهم بالكلام.
وهذه أمور لن يفهمها إلا من تجرد عن العصبية العمياء والتعاطف الساذج مع الأشخاص ضد نص الكتاب والسنة!
فكعب كان يقول: قال الله في التوراة! وقرأت في التوراة!... والله تعالى يقول في كتابه العزيز: { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } آل عمران: 78!
ولهذا نجد العلماء المنزهين كمالك ينكر هذه الأحاديث وينهى الناس عن روايتها ويربط ذلك بالسياسة الأموية وبكون من يرويها إما جاهلاً وإما عاملاً عند الأمويين وتابعاً لهم، يقول الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (8/103):
[قال ابن القاسم: سألتُ مالكاً عمَّن حدَّث بالحديث، الذين قالوا: ((إنَّ الله خلق آدم على صورته)) والحديث الذي جاء: ((إنَّ الله يكشف عن ساقه)) وأنه:((يُدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد)) فأنكر مالك ذلك إنكاراً شديداً، ونهى أن يحدث بها أحد، فقيل له: إنَّ ناساً من أهل العلم يتحدّثون به، فقال: من هو ؟ قيل: ابن عجلان عن أبي الزناد، قال: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالماً. وذكر أبا الزناد فقال: لم يزل عاملاً لهؤلاء حتى مات] انتهى.
وزاد العقيلي على هـــذه العبارة في ((الضعفاء)) (2/251): [وكان صاحب عمَّال يتبعهم]!!
تأمل فيقول الإمام مالك (لم يزل عاملاً لهؤلاء) أي الأمويين. وقوله: (كان صاحب عمال يتبعهم)!! تدرك السر بوضوح!
أي أنَّ أبا الزناد كان صاحب عامل بني أمية على المدينة وكان تابعاً لهم!! وقد توفي أبو الزناد سنة (130هـ) من الهجرة أي في أيام الدولة الأموية كما نجد ذلك في ترجمته.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (1/225) أن مالكاً كرَّه رواية أحاديث الصفات والتحديث بها.
وتآلب المحدثين وطعنهم بشيخ الإمام الشافعي إبراهيم محمد بن أبي يحيى القدري مشهور في كتب الجرح والتعديل، لأنه على غير منهج طغاة الأمويين والعباسيين، وكانوا يقولون عن ابن أبي يحيى:
(قدري معتزلي جهمي كل بلاء فيه).
والشافعي رحمه الله تعالى لم يعر لذلك بالاً وكان يروي عنه ويقول: (حدثني الثقة)، و (حدثني من لا أتهم).
فقد جاء في ترجمة العلامة ابن أبي يحيى المعتزلي في ((تهذيب التهذيب)) (1/137):
[قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان قدرياً معتزلياً جهمياً كل بلاء فيه،... وقال بشر بن المفضل: سألت فقهاء أهل المدينة عنه فكلهم يقولون كذاب،... وسمعت يحيى يقول: كان فيه ثلاث خصال: كان كذاباً وكان قدرياً وكان رافضياً..... وقال العجلي: كان قدرياً معتزلياً رافضياً وكان من أحفظ الناس وكان قد سمع علماً كثيراً......
وقال البزار:.... وهو من أستاذي الشافعي وعز علينا.....
وقال إسحاق بن راهويه: ما رأيت أحداً يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى مثل الشافعي....
وقال الربيع سمعت الشافعي يقول: كان إبراهيم بن أبي يحيى قدرياً.... وكان ثقة في الحديث.....].
وفي ((تهذيب)) المِزِّي (2/188) أن الشافعي كان يقول في إبراهيم:
((أخبرني مَنْ لا أَتَّهِم)).
وإنما رموه بالموبقات وذموه لأنه في الجملة معارض لسياسات طغاة الأمويين والعباسيين، والذين ذموه أكثرهم في زمن المتوكل أو متأثر بذلك.
وهنا أنبه قبل أن أذكر ما ذكرته في شرح الجوهرة مما يتعلق بهذا الموضوع أن الشيخ الألباني المتناقض يوافقنا في ما نذهب إليه من ثبوت هذه التأثيرات ويرى أن التأثير السياسي الذي يسميه (ظروف حكومية) وكذلك تأثير العامة والدهماء المغرر بهم والمعبئين بفاسد الفكر والاعتقاد والذي يسميه (ظروف شعبية) لها أثر في ذلك!
فلننقل لكم بعض كلامه في ذلك ليعلم الجميع أن هذه النقطة محل اتفاق ووفاق بيننا وبين بعض أئمة ومشايخ مخالفينا وإن كابر وعاند وتمعّر المغشَّى على عقولهم وضمائرهم ممن لا يفقهون ما يقولون:
قال الألباني المتناقض في الجزء السابع من صحيحته حديث (3240) عن الحكم بن أبي العاص الصحابي والد مروان بن الحكم الملعونين:
[لَيدخُلنَّ عليكُم رجلٌ لَعِينٌ. يعني: الحكم بن أبي العاص.
أخرجه أحمد (2/163)، والبزار في "مسنده " (2/247).. عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن عبدالله بن عمرو قال: كنا جلوسآ عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني، فقال ونحن عنده:... فذكر الحديث، فوالله! ما زلت وجلاً أتشوَّف داخلاً وخارجاً حتى دخل فلان: الحكم بن أبي العاصي... قلت: وهو إسناد صحيح على شرط مسلم، وقال الهيثمي (5/241): "رواه أحمد والبزار والطبراني في" الأ وسط "،ورجال أحمد رجال الصحيح"... ولذلك لم يسع الحافط الذهبي- مع تحفظه الذي سأذكره- إلا أن يصرِّح في "تاريخ الإسلام " (2/57) بقوله: "إسناده صحيح ". وسكت عنه في "السير" (2/108)؛ ولم يعزه لأحد! وقد أخرجه أحمد أيضاً (5/5): ثنا عبدالرزاق: أنا ابن عينية عن إسماعيل ابن أبي خالد عن الشعبي.
وهذا صحيح على شرط الشيخين كما ترى.
هذا؛ وإني لأعجب أشد ّالعجب من تواطؤ بعض الحفاظ المترجمين لـ (الحكم) على عدم سوق بعض هذه الأحاديث وبيان صحتها في ترجمته، أهي رهبة الصحبة، وكونه عمَّ عثمان بن عفان- رضي الله عنه-، وهم المعروفون بأنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم؟!
أم هي ظروف حكومية أو شعبية كانت تحول بينهم وبين ما كانوا يريدون التصريح به من الحق؟
فهذا مثلاً ابن الأثير يقول في "أسد الغابة":
"وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة، لا حاجة إلى ذكرها، إلا أن الأمر المقطوع به: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -- مع حلمه وإغضائه على ما يكره- ما فعل به ذلك إلا لأمرعظيم ".
وأعجب منه صنيع الحافظ في "الإصابة"؛ فإنه- مع إطالته في ترجمته- صدَّرها بقوله:
"قال ابن السكن: يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عليه، ولم يثبت ذلك "!
وسكت عليه ولم يتعقبه بشيء، بل إنه أتبعه بروايات كثيرة فيها أدعية مختلفة عليه، كنت ذكرت بعضها في "الضعيفة"، وسكت عنها كلها وصرح بضعف بعضها، وختمها بذكر حديث عائشة المتقدم:أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن أباك وأنت في صلبه. ولكنه- بدل أن يصرح بصحته- ألمح إلى إعلاله بمخالفته رواية البخاري المتقدمة، فقال عقبها:
"قلت: وأصل القصة عند البخاري بدون هذه الزيادة"!
فأقول: ما قيمة هذا التعقب، وهو يعلم أن هذه الزيادة صحيحة السند، وأنها من طريق غير طريق البخاري؟! وليس هذا فقط، بل ولها شواهد صحيحة أيضاً كما تقدم؟! اكتفيت بها عن ذكر ما قد يصلح للاستشهاد به! فقد قال في آخر شرحه لحديث: "هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش " من "الفتح " (13/11): "وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد. أخرجها الطبراني وغيره؛ غالبها فيه مقال، وبعضها جيد، ولعل المراد تخصيص الغلمة المذكورين بذلك "!
وأعجب من ذلك كلِّه تحفُّظُ الحافظ الذهبي بقوله في ترجمة (الحكم) من " تاريخه " (2/96):
"وقد وردت أحاديث منكرة في لعنه، لا يجوز الاحتجاج بها، وليس له في الجملة خصوص من الصحبة بل عمومها"!
كذا قال! مع أنه- بعد صفحة واحدة- ساق رواية الشعبي عن ابن الزبير مصححاً إسناده كما تقدم!!
ومثل هذا التلون أو التناقض مما يفسح المجال لأهل الأهواء أن يأخذوا منه ما يناسب أهواءهم! نسأل الله السلامة.
وبمناسبة قوله المذكور في صحبته؛ أعجبتني صراحته فيها في "السير" (2/107)؛ فقد قال:
"وله أدنى نصيب من الصحبة"!].
انتهى ما أردنا نقله من قول الألباني المؤيد لقولنا.
ولئلا نطيل فهذا هو الجزء الأول ونعقبه بالجزء الثاني والله الموفق والمعين.
____________(تعليقات مفيدة)____________
احسنتم سيدنا وكما ذكرتم هذا يحتاج لمؤلف خاص في بيان التلاعب ببعض الاحاديث لخدمة الظالمين
ومن تلك الاحاديث حديثا رواه البخاري ومسلم ومفاده ان النبي عليه واله السلام يتبرا من ال ابي طالب ويقول ان ال ابي ليسوا باوليائي وفي بعضها بياض بال فلان والحديث بتمامه هو
5990 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ العَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: " إِنَّ آلَ أَبِي - قَالَ عَمْرٌو: فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بَيَاضٌ - لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ " زَادَ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبَلاَهَا» يَعْنِي أَصِلُهَا بِصِلَتِهَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «بِبَلاَهَا كَذَا وَقَعَ، وَبِبَلاَلِهَا أَجْوَدُ وَأَصَحُّ، وَبِبَلاَهَا لاَ أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا
____________________________