صفحة 1 من 1

الإمام أبو حنيفة ووقوفه مع آل بيت الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ..

مرسل: الاثنين نوفمبر 18, 2024 1:35 pm
بواسطة عود الخيزران
الإمام أبو حنيفة ووقوفه مع آل بيت الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ..
مقال رائع:
موقف الامام ابوحنيفة من الأمويين والعباسيين وولاؤه لآل البيت والامام زيد عليه السلام

لقد شكّل الإمام بمكانته الفقهيّة والعلميّة خطورةً بالغةً على الدولتين الأمويّة والعبّاسيّة، وقد كان لوجوده أثرٌ في دعم الثورات التي وقعت في تلك الفترة.

إنّ هذه المواقفَ المهمّة في تاريخ الأمّة الإسلاميّة مع هذا الإمام ينبغي أن تُدرَسَ من خلال القراءة السياسيّة وفق علم التحليل السياسيّ المعاصر، وذلك أنّ كثيرًا ممّا يجري في زماننا يمكن قراءته ومعرفة أحكامه من خلال قراءةٍ متأنيّةٍ لأحوال تلك الفترة، وآراء الأئمّة رضي الله عنهم فيها.

ومن المعلوم أنّ الإمام أبا حنيفة لم يكن معارضًا سياسيًّا عاديًّا بل كان مجتهدًا، فقيهًا في معارضته، يُقدّر العواقب ومآلات الأحداث، ولا يجهل حكم الله تعالى فيها ولا تعظيمَ تحريمِهِ للدماءِ، ومعرفة تفاصيلِ تلك القضايا وأثرِها في أحكام السياسة الشرعيّة من الواجبات التي لم يلتفتْ إليها كثيرٌ من أتباع الإمام في زماننا

وحين بدأت المواجهات بين الأمويّين والعبّاسيّين بادر العبّاسيّون إلى استعمال لباس آل البيت، ومحبّة العترة، فأقبل الناس إليهم، ثمّ حدث أوّل قتال بين الأمويّين والعبّاسيّين قبل نهاية شهر رمضان من عام 129 هـ، فاحتاج الأمراء من بني أميّة إلى من يؤازرهم ضدّ من يخرج عن سلطانهم، فلجأوا إلى الأئمّة من أمثال أبي حنيفة، لكن لم يكن فيهم واحدٌ في منزلته في نفوس العامّة، ولا عند الحكّام.

في كتاب
الانتقاء في فضائل الأئمّة الثلاثة الفقهاء، مالك والشافعيّ وأبي حنيفة رضي الله عنهم، لأبي عمر، يوسف بن عبد الله بن محمّد ابن عبد البرّ بن عاصم النمريّ القرطبيّ، (ت 463 هـ) ط دار الكتب العلميّة، 160.
فلمّا احتاج له الأمراء لم يُداهن ولم يقل إلاّ كلمة الحقّ، وذُكِرَ عن أبي يوسف أنّه قال: بعث ابن هبيرة إلى أبي حنيفة فأتاه وعنده ابن شبرمة وابن أبي ليلى، فسألهم عن كتابِ صلحِ الخوارجِ؛ كيف يُكتَبُ؟ وما الصيغة الأنسبُ له؟ وكانت بقيّةٌ بقيَتْ من الخوارج من أصحاب الضحّاك الخارجيّ، (فقالت الخوارج نريد أن تكتب لنا صُلحًا على أن لا نؤخذ بشيءٍ أصبناه في الفتنة ولا قبلَها، الأموال والدماء، فقال ابن شبرمة: لا يجوز لهم الصلح على ذلك على هذا الوجه، لأنّهم يؤخذون بهذه الأموال والدماء، وقال ابن أبي ليلى: الصلح لهم جائزٌ في كلّ شيء.

قال أبو حنيفة: فقال لي ابن هبيرة: ما تقول أنت؟ فقلت: أخطآ جميعًا، فقال ابن هبيرة: أفحشْتَ، فقل أنت، فقلت: القول في هذا أنّ كلّ مالٍ ودمٍ أصابوا قبل إظهار الفتنة فإنّ ذلك يؤخذ منهم، ولا يجوز لهم الصلح عليه، وأمّا كلّ شيءٍ أصابوه من مالٍ ودمٍ في الفتنة فالصلح عليه جائزٌ، ولا يؤخذون به، فقال ابن هبيرة: أصبتَ وقلتَ الصواب، هذا هو القول)

وفي
الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة، لعبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي، أبي محمد، محيي الدين الحنفي (ت 775هـ) طر: مير محمد كتب خانه – كراتشي، 485، 486.
وفي موقف آخر يشهد لصلابة مواقفه في الحقّ أمام الحكّام، ويبيّن أصل نظرته إلى التعامل معهم ودوافعها: (دعاه ابن هبيرة يومًا وأراه فصًّا منقوشًا مكتوب عليه: (عطاء بن عبد الله) وقال: أكره التختّم به لمكان اسم غيري عليه، ولا يُمكن حكّه، فقال: دوّر رأس الباء يكون: (عطاء من عند الله)، فتعجّب من سرعة استخراجه، وقال: لو أكثرتَ الاختلافَ إلينا وأفدْتَنا، قال: وما أصنع عندك؟ إن قرّبتني فتنتني، وإن أقصيتني أحزنتني، وليس عندك ما أرجوه وليس عندي ما أخافك عليه

ومن مواقفه مع بني أميّة:

ما جاء في أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصميريّ، 68. وانظر: تاريخ الإسلام للذهبيّ، 9/307

ما وقع له مع ابن هبيرة حيث (أراد ابن هُبَيْرَة أبا حنيفة على قضاء الكوفة فأبى وامتنع فحلف ابن هُبَيْرَة إِن هو لم يفعل ليضربنه بالسياط على رأسه فقيل لأبي حنيفة فقالَ: ضربُهُ لي فِي الدُّنْيَا أسهلُ عليّ من مقامع الحديد فِي الْآخِرَة، وَاللهِ لَا فعلتُ وَلَو قتلني، فَحُكِيَ قولُه لابن هُبَيْرَة فقال: بلغ من قدره أن يُعَارض يَمِيني بيمينه، فَدَعَاه، فقال شفاهًا: وحلف له إِن لم يَلِ ليضربنّ على رأسه حتَّى يَمُوت، فَقَالَ لَهُ أَبُو حنيفَة: هِيَ موتةٌ واحدة، فأمَرَ به فضُرِبَ عشرين سوطًا على رَأسه، فقال أبو حنيفَة: اذكر مقامك بَين يَدي الله فإنّه أذلّ من مقَامي بَين يديك، ولا تهدّدني فإنّي أقول: لا إله إلا الله، والله سائلك عنّي، حيث لا يَقبلُ منك جوابًا إلَّا بالحقّ؛ فأومأ إلى الجلاد أن أمسِكْ، وبات أبو حنيفة رضي الله عنه فِي السجن، فأصبح وقد انتفخ وجهه ورأسه من الضَّرْب، فقال ابن هبيرة: إِنِّي قد رأيتُ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فِي النّوم وَهُوَ يَقُول لي: أما تخَاف الله، تضرب رجلاً من أمّتِي بلا جُرمٍ وتُهدّده، فأرسل إليه فاستخرجه، واستحلّه

وفي
الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة، للقرشيّ، 2 / 505 – 506. وانظر: أخبار أبي حنيفة وأصحابه، للصميريّ، 74.
ومن ذلك أيضًا ما وقع له حين وقعت الفتنة بخراسان فدعا ابن هبيرة العلماء كابن أبي ليلى وابن شبرمة وابن أبي هند، وولّى كلّ واحدٍ منهم شيئًا من عمله، وعرضَ على أبي حنيفة أن يكون الخاتَمُ في يده، لا يُنفِذُ كتابًا إلا من تحت يده، فأبى؛ فحلف الأمير أنّه إن لم يفعل يضربُهُ في كلّ جمعة سبعةَ أسواط، فقال له الفقهاء: إنّا إخوانك نناشدك على ألا تُهلِكَ نفسَك، وكلّنا نكرَهُ عملَهُ، ولكن لم نجد منه بُدًّا، فقال الإمام: لو أراد مني أن أعدّ أبواب مسجد واسطٍ لم أعدّ له، فكيف وهو يريد منّي أن يكتبَ في دم رجلٍ وأختمَ له؟ والله لا أدخل في ذلك. فقال ابن أبي ليلى: دَعُوه؛ فإنّه مُصِيبٌ. فحبسَهُ الشرطيّ جمعتين وضربَهُ أربعة عشر سوطًا، وفي رواية ضربَهُ أيّامًا متواليةً، ثمّ جاء الضاربُ إلى الأمير وقال: إنّه يموتُ، فقال: قل له يخرجُ من يميننا، فقال: لو أمرني أن أعدّ له أبواب المسجد لم أفعل، ثمّ اجتمع مع الأمير، فقال: ألا ناصحٍ لهذا أن يستمهلني؛ فاستمهلَهُ، وقال: أشاورُ إخواني، فخلاّهُ فهربَ إلى مكّة، في سنة مائةٍ وثلاثين، إلى أن صارت الخلافة للعبّاسيّة، وقام بها؛ فقدم الكوفة في زمن منصور، فعظّمه وأمرَ له بجائزة عشرة آلاف درهم، وجارية، فلم يقبلهما

يحدثنا عن علاقته بالامام زيد عليه السلام
مقاتل الطالبيّين، عليّ بن الحسين بن محمّد بن أحمد بن الهيثم المروانيّ القرشيّ، أبو الفرج الأصبهانيّ، (ت 356 هـ)، تحقيق: السيّد أحمد صقر، ط1، دار المعرفة، بيروت، 141

عن الفضل بن الزبير، قال: (قال أبو حنيفة من يأتي زيدًا في هذا الشأن من فقهاء الناس؟. قال: قلت سُلَيْمَةُ بنُ كهيل، ويزيدُ بن أبي زياد، وهارونُ بنُ سعدٍ، وهاشمُ بنُ البريدِ، وأبو هاشمٍ الرّمانيّ، والحجاجُ بن دينار، وغيرهم. فقال لي: قل لزيدٍ لك عندي معونةٌ وقوّةٌ على جهادِ عدوّكَ؛ فاستعِنْ بها أنتَ وأصحابك في الكراعِ والسلاحِ، ثمّ بعثَ ذلكَ معي إلى زيدٍ، فأخذه زيدٌ

أما عن عدم خروجه مع الإمام زيد
فيحدثنا ابن خلكان وفيّات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لأبي العبّاس، شمس الدين، أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي بكرٍ، ابن خلّكان، البرمكيّ، الإربلّيّ، (ت 681 هـ)، دار صادر بيروت، 5/406-407
وذلك بأن يُقال إنّ الإمام اعتذر عن الخروج بسبب مرضٍ يعتريه، واعتذر بأنّ أهل الكوفة يخذلونه كما خذلوا أباه، وهو ما حصل فعلاً، حيث تخلّوا عن نصرته، ولم يكن معه إلا نحو مائتي رجل أو أكثر قليلًا، والجمع بينهما بأن يُقال إنّ العذرين قد يوجدان حقيقةً، فقد يكون الإمام مريضًا، وهو في الوقت ذاتِهِ يخاف أن يخذله أهل الكوفة، بل لعلّه متأكّدٌ من خذلانهم له، رضي الله عنه

وفي الجواهر المضيئه

الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة، للقرشيّ، 1/496،
أيضا
ويُذكرُ أنّ الإمام ذكرَ سببًا آخر لعدم الخروج، فقد سُئل عن خروجِ الإمام زيدٍ وسبب تخلّفه عن الخروج معه، فقال مبيّنًا أهمّيّة خروج الإمام زيد: ضاهى خروجُهُ خروجَ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يومَ بدر، ولمّا قيل له: لِمَ تخلّفتَ؟ قال: حبسني عنه ودائعُ الناس، عرضتُها على ابن أبي ليلى فلم يقبل، فخِفتُ أن أموت مُجهّلاً، وكان كلّما ذكر خروجَهُ بكى(

فها هو محمد بن جعفر بن محمد بعد أن صار أميرًا يقول:كما في مقاتل الطالبين
(رحم الله أبا حنيفة، لقد تحقّقت مودّته لنا في نصرته زيد بن عليّ

وبهذا يتضح جليا أن الإمام كانغير راض بحكم الأمويين والعباسيين
وكان مواليا لآل البيت والامام علي والزهراء والامام زيد عليهم السلام

وقد أفادنا الشيخ ((((أسامة حمودة ))))بارك الله فيه
بوثائق مهمة تتعلق بموضوعنا
قال

مسند أبي حنيفة لأبي نعيم

حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد، ثَنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة، ثَنَا نصر بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: سَمِعت أَبَا نعيم يَقُول: سَمِعت زفر بن الْهُذيْل، يَقُول: كَانَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله يجْهر بالْكلَام أَيَّام إِبْرَاهِيم جَهرا شَدِيدا، فجَاء كتاب أبي جَعْفَر – يَعْنِي – الْمَنْصُور، إِلَى عِيسَى ابْن مُوسَى، أَن أحمل أَبَا حنيفَة إِلَى بَغْدَاد فَحمل، فَعَاشَ أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ، فِي سنة خمسين وَمِائَة، فِي شعْبَان، توفّي وَهُوَ ابْن سبعين سنة

حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد بن حَيَّان، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن رسته، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو زيد عبد الرَّحْمَن بن مُصعب، قَالَ: مَاتَ النُّعْمَان سنة خمسين وَمِائَة، وَكَانَ أحد من يَدْعُو إِلَى مُوالَاة بَيت رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَى نصرتهم وَإِلَى متابعتهم لذَلِك

حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن، ثَنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة، ثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: سَمِعت عمار بن رُزَيْق يَقُول: كَانَ أَبُو حنيفَة يكْتب إِلَى إِبْرَاهِيم – يَعْنِي – ابْن عبد الله بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب، فحثه على الْقدوم إِلَى الْكُوفَة، بعد مُنْصَرفه.

مقاتل الطالبيين لأبي الفرج

حدثنا محمد بن عديس، قال: حدثني الحسين بن سلمة الأرحبي ، قال:

جاءت امرأة إلى أبي حنيفة أيام إبراهيم فقالت: إن ابني يريد هذا الرجل، وأنا أمنعه، فقال: لا تمنعيه.

حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عمر بن سميع الأزدي قال: حدثنا محمد بن عديس الأزدي. قال: سمعت حماد بن أعين، يقول:

كان أبو حنيفة يحض الناس على الخروج مع إبراهيم ويأمرهم باتباعه.

مقاتل الطالبيين لأبي الفرج

حدثنا محمد بن عديس، قال: حدثني الحسين بن سلمة الأرحبي ، قال:

جاءت امرأة إلى أبي حنيفة أيام إبراهيم فقالت: إن ابني يريد هذا الرجل، وأنا أمنعه، فقال: لا تمنعيه.

حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عمر بن سميع الأزدي قال: حدثنا محمد بن عديس الأزدي. قال: سمعت حماد بن أعين، يقول:

كان أبو حنيفة يحض الناس على الخروج مع إبراهيم ويأمرهم باتباعه.

الملل و النحل للشهرستاني

وكان أبو حنيفة رحمه الله على بيعته، ومن جملة شيعته حتى رفع الأمر إلى المنصور، فحبسه حبس الأبد حتى مات في الحبس. وقيل إنه بايع محمد بن عبد الله الإمام في أيام المنصور. ولما قتل محمد بالمدينة بقي الإمام أبو حنيفة على تلك البيعة، يعتقد موالاة أهل البيت، فرفع حاله إلى المنصور، فتم عليه ما تم.

الملل و النحل

رجال الشيعة ومصنفو كتبهم من المحدثين

فمن الزيدية: أبو خالد الواسطي، ومنصور بن الأسود، وهارون بن سعد العجلي.

"جارودية":

ووكيع بن الجراح. ويحيى بن آدم، وعبيد الله بن موسى، وعلي بن صالح، والفضل ابن دكين، وأبو حنيفة.

"بترية":

وخرج محمد بن عجلان مع محمد الإمام:

وخرج إبراهيم بن سعيد، وعباد بن عوام، ويزيد بن هارون، والعلاء بن راشد، وهشيم بن بشير، والعوام بن حوشب، ومستلم بن سعيد مع إبراهيم الإمام.

ومن الإمامية وسائر أصناف الشيعة: سالم بن أبي الجعد، وسالم بن أبي حفصة، وسلمة بن كهيل، وثوير بن أبي فاختة، وحبيب بن أبي ثابت، وأبو المقدام، وشعبة، والأعمش، وجابر الجعفي، وأبو عبد الله الجدلي، وأبو إسحاق السبيعي، والمغيرة، وطاووس والشعبي، وعلقمة، وهيبيرة بن بريم، وحبة العرني، والحارث الأعور