صفحة 1 من 1

بيان بطلان مذهب التفويض في الصفات من بعض زواياه:

مرسل: الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 1:11 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان مذهب التفويض في الصفات من بعض زواياه:

رأينا المفوضة أثبتوا تلك الألفاظ والإضافات وأطلقوا بأنها صفات!!
واضطربوا وتحيروا وتاهوا فأثبتوا بعضها ونفوا بعضها تأثراً بجمهور الحنابلة!!
وخوفاً منهم!
وضياعاً!
وقالوا لا تفسر أمروها كما جاءت!!
وكذبوا والله!
فإنهم لم يمروها كما جاءت بل فسروا وأولوا وقالوا هي صفات!
والله تعالى لم يذكر في كتابه الكريم عندما ذكرها لفظ (صفات) أو (صفة) ولا سماها بذلك!
فهم لم يمروها كما جاءت بل زادوا عليها من كيسهم لفظ صفات وهذا تأويل باطل! وزيادة وتفسير فاسد!
فأثبتوا ما زعموا أنه صفات ثم تناقضوا فجردوه من جميع معانيه!
فالصفة في اليد هي القدرة أو الكرم أو البخل أو نحو ذلك!
وظاهر وحقيقة اليد هي الجارحة!
فلم يسر المفوضة على سكة واضحة!
بل مشوا بالحيرة والتيه والاضطراب!
فأثبتوا لله جل جلاله وسبحانه عما يقولون:
- الوجه
- والعينين
- والاصابع
- واليدين
- والكف
- والساق
- والقدمين
- والرِّجل
- والجنب
- والحقو
- والضحك
- والهرولة
- والعجب
- والنزول
- والهبوط
...... الخ
وسموها صفات!
وماذا يغرس هذا في عقول الناس إلا التشبيه والتجسيم؟!
إنه اول خطوات التجسيم!!
وقولهم بلا تشبيه ولا تمثيل ولا جارحة لن ينجيهم من التجسيم بعد إثبات هذه الأمور!
راجع كتاب الحافظ ابن الجوزي (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) بتعليق وتخريج وتقديم العبد الفقير ترى العجب العجاب!

وراجع تفاسير القرآن الكريم وشروح الأحاديث تجل جلها مليئاً بالتأويل إلا من أضله الله تعالى!
الإمام الغزالي الأشعري يقول في كتابه "روضة الطالبين وعمدة السالكين" ص (130) ما نصه :
[واعلم أن الإعراض عن تأويل المتشابه خوفاً من الوقوع في محظور من الاعتقاد يجرُّ إلى الشك والإيهام واستزلال العوام وتطريق الشبهات إلى أصول الدين وتعريض بعض آيات كتاب الله العزيز إلى رجم الظنون .. ] .

وتأويلات الإمام الغزالي المشهورة في كتبه وشرحه للصفات في كتاب "الإحياء" وغيره يفيد عدم ميله لمذهب التفويض البتة .

وقول الحافظ ابن العربي المعافري المالكي الأشعري في "عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي" (9/225):
[وقد بينَّا بأن كل صفةِ حدوثٍ تقتضي التغيّر، وذلك مما لا يوصف الله به كالمرض والمشي والضحك والفرح والنزول ونحو ذلك، فإذا وصف نفسه بشي من ذلك لا يقال نُمِرُّهُ كما جاء بإجماع الأمة، ولكنه يحمل على التأويل ويعلم أنه مجاز عبَّر به عن السبب المتقدِّم للشيء أو عن الفائدة الحاصلة عنه..].

وقال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في وصف المجسمة:
[وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات ، فسموها بالصفات تسمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث ، ولم يقنعوا بأنْ يقولوا صفة فعل ، حتى قالوا صفة ذات ، ثم لـمّا أثبتوا أنها صفات ذات قالوا : لا نحملها على توجيه اللغة مثل يد على نعمة وقدرة ، ومجيء وإتيان على معنى بِرٍّ ولطف ، وساق على شدة ، بل قالوا: نحملها على ظواهرها المتعارفة والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين، والشيء إنما يحمل على حقيقته إذا أمكن ، ثم يتحرّجون من التشبيه ويأنفون من إضافته إليهم ويقولون : نحن أهل السنة، وكلامهم صريح في التشبيه وقد تبعهم خلق من العوامَّ .. فلو أنكم قلتم : نقرأ الأحاديث ونسكت ، ما أنكر عليكم أحد ، إنما حَمْلكم إيّاها على الظاهر قبيح .. فقد ابتدع من سمى المضاف صفة .. قالوا : إن هذه الأحاديث من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى . ثم قالوا : نحملها على ظواهرها ، فواعجباً !! ما لا يعلمه إلا الله أيُّ ظاهرٍ له .. ؟! فهل ظاهر الاستواء إلا القعود ، وظاهر النزول إلا الانتقال .. ] .

تكفي اللبيب إشارة /// والعبد يقرع بالعصى