من دلائل المحتجين على مذهب التفويض الباطل:
مرسل: الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 1:38 pm
من دلائل المحتجين على مذهب التفويض الباطل:
قال لي قائل عندما كنا نتحاور في قضية التأويل والتفويض وذكرت له أن التأويل هو المطلوب شرعاً لا التفويض! لأن الله تعالى كلفنا بفهم آياته لا بجهل معناها وقال سبحانه: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا} وقال سبحانه: {أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما}
قال: الدليل على أحقية التفويض أن الحروف المقطعة في أوائل السور لا نعلم معناها!
فأجبته: بأن هذه الحروف المقطعة ليست كلمات ولا تؤخذ منها الأحكام والعقائد ولا غيرها اتفاقاً فلا يصح قياسها على الكلمات والألفاظ العربية المفهومة المعنى المندرجة في سياقات الجمل كالاستواء واليد والعين ونحوها! وهذه الحروف إشارات من الله تعالى لنا بأنه سبحانه أتى لنا بكلام من لغتنا يتركب من حروف المعجم التي ننطق بها لا نستطيع أن نأتي بمثله!
فبطل هذا الإيراد من أساسه!
وقال الإمام الغزالي في المستصفى (106/1):
[فَإِنْ قِيلَ: فَمَا مَعْنَى الْحُرُوفِ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ، إذْ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مَعْنَاهَا؟ قُلْنَا: أَكْثَرَ النَّاسُ فِيهَا وَأَقْرَبُهَا أَقَاوِيلُ، أَحَدُهَا: أَنَّهَا أَسَامِي السُّوَرِ حَتَّى تُعْرَفَ بِهَا، فَيُقَالُ سُورَةُ يس. وَقِيلَ: ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِجَمْعِ دَوَاعِي الْعَرَبِ إلَى الِاسْتِمَاعِ ؛ لِأَنَّهَا تُخَالِفُ عَادَتَهُمْ فَتُوقِظُهُمْ عَنْ الْغَفْلَةِ حَتَّى تَصْرِفَ قُلُوبَهُمْ إلَى الْإِصْغَاءِ فَلَمْ يَذْكُرْهَا لِإِرَادَةِ مَعْنًى. وَقِيلَ: إنَّمَا ذَكَرَهَا كِنَايَةً عَنْ سَائِرِ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ الَّتِي لَا يَخْرُجُ عَنْهَا جَمِيعُ كَلَامِ الْعَرَبِ تَنْبِيهًا أَنَّهُ لَيْسَ يُخَاطِبُهُمْ إلَّا بِلُغَتِهِمْ وَحُرُوفِهِمْ. وَقَدْ يُنَبَّهُ بِبَعْضِ الشَّيْءِ عَلَى كُلِّهِ، يُقَالُ: قَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَأَنْشَدَ "أَلَا هُبِّي" يَعْنِي جَمِيعَ السُّورَةِ وَالْقَصِيدَةِ قَالَ الشَّاعِرُ: يُنَاشِدُنِي حَامِيمَ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ// فَهَلَّا تَلَا حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ // كَنَّى بِحَامِيم عَنْ الْقُرْآنِ فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مَا لَا تَفْهَمُهُ الْعَرَبُ. فَإِنْ قِيلَ الْعَرَبُ إنَّمَا تَفْهَمُ مِنْ قَوْله تَعَالَى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} وَ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} الْجِهَةَ وَالِاسْتِقْرَارَ وَقَدْ أُرِيدَ بِهِ غَيْرُهُ فَهُوَ مُتَشَابِهٌ. قُلْنَا: هَيْهَاتَ فَإِنَّ هَذِهِ كِنَايَاتٌ وَاسْتِعَارَاتٌ يَفْهَمُهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنْ الْعَرَبِ الْمُصَدِّقِينَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وَأَنَّهَا مُؤَوَّلَةٌ تَأْوِيلَاتٌ تُنَاسِبُ تَفَاهُمَ الْعَرَبِ].
والحمد لله رب العالمين
والله تعالى أعلم
قال لي قائل عندما كنا نتحاور في قضية التأويل والتفويض وذكرت له أن التأويل هو المطلوب شرعاً لا التفويض! لأن الله تعالى كلفنا بفهم آياته لا بجهل معناها وقال سبحانه: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا} وقال سبحانه: {أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما}
قال: الدليل على أحقية التفويض أن الحروف المقطعة في أوائل السور لا نعلم معناها!
فأجبته: بأن هذه الحروف المقطعة ليست كلمات ولا تؤخذ منها الأحكام والعقائد ولا غيرها اتفاقاً فلا يصح قياسها على الكلمات والألفاظ العربية المفهومة المعنى المندرجة في سياقات الجمل كالاستواء واليد والعين ونحوها! وهذه الحروف إشارات من الله تعالى لنا بأنه سبحانه أتى لنا بكلام من لغتنا يتركب من حروف المعجم التي ننطق بها لا نستطيع أن نأتي بمثله!
فبطل هذا الإيراد من أساسه!
وقال الإمام الغزالي في المستصفى (106/1):
[فَإِنْ قِيلَ: فَمَا مَعْنَى الْحُرُوفِ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ، إذْ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مَعْنَاهَا؟ قُلْنَا: أَكْثَرَ النَّاسُ فِيهَا وَأَقْرَبُهَا أَقَاوِيلُ، أَحَدُهَا: أَنَّهَا أَسَامِي السُّوَرِ حَتَّى تُعْرَفَ بِهَا، فَيُقَالُ سُورَةُ يس. وَقِيلَ: ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِجَمْعِ دَوَاعِي الْعَرَبِ إلَى الِاسْتِمَاعِ ؛ لِأَنَّهَا تُخَالِفُ عَادَتَهُمْ فَتُوقِظُهُمْ عَنْ الْغَفْلَةِ حَتَّى تَصْرِفَ قُلُوبَهُمْ إلَى الْإِصْغَاءِ فَلَمْ يَذْكُرْهَا لِإِرَادَةِ مَعْنًى. وَقِيلَ: إنَّمَا ذَكَرَهَا كِنَايَةً عَنْ سَائِرِ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ الَّتِي لَا يَخْرُجُ عَنْهَا جَمِيعُ كَلَامِ الْعَرَبِ تَنْبِيهًا أَنَّهُ لَيْسَ يُخَاطِبُهُمْ إلَّا بِلُغَتِهِمْ وَحُرُوفِهِمْ. وَقَدْ يُنَبَّهُ بِبَعْضِ الشَّيْءِ عَلَى كُلِّهِ، يُقَالُ: قَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَأَنْشَدَ "أَلَا هُبِّي" يَعْنِي جَمِيعَ السُّورَةِ وَالْقَصِيدَةِ قَالَ الشَّاعِرُ: يُنَاشِدُنِي حَامِيمَ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ// فَهَلَّا تَلَا حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ // كَنَّى بِحَامِيم عَنْ الْقُرْآنِ فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مَا لَا تَفْهَمُهُ الْعَرَبُ. فَإِنْ قِيلَ الْعَرَبُ إنَّمَا تَفْهَمُ مِنْ قَوْله تَعَالَى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} وَ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} الْجِهَةَ وَالِاسْتِقْرَارَ وَقَدْ أُرِيدَ بِهِ غَيْرُهُ فَهُوَ مُتَشَابِهٌ. قُلْنَا: هَيْهَاتَ فَإِنَّ هَذِهِ كِنَايَاتٌ وَاسْتِعَارَاتٌ يَفْهَمُهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنْ الْعَرَبِ الْمُصَدِّقِينَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وَأَنَّهَا مُؤَوَّلَةٌ تَأْوِيلَاتٌ تُنَاسِبُ تَفَاهُمَ الْعَرَبِ].
والحمد لله رب العالمين
والله تعالى أعلم