صفحة 1 من 1

بطلان حديث: ( إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد) :

مرسل: الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 1:41 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث: ( إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد) :


قال الذهبي في كتاب "العلو" النص رقم (186):
[حديث ابن جريج، نا يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد). رواه مسلم].


وأقول أنا العبد الفقير إلى الله تعالى حسن بن علي السقاف:

هذا حديث موضـوع! لم يروه مسلم. رواه بهذا اللفظ المنكر الباطل الترمذي (2382)!! وابن خزيمة (4/116/2482) والبغوي في شرح السنة (14/332/4143) والحاكم (1/418-419).

ورواه الخلال في سنته ص (257) برقم (309) عن عبدالله بن سلام الإسرائيلـي. ولفظـه هناك: ((إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار عن عرشه، وقدميه على الكرسي فيقعد محمداً على الكرسي)). تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وقد أضاع الخلال صفحات كثيرة وهي من ص (209-260) لإثبات هذه الخرافة وهي إجلاس سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على العرش مع الله سبحانه تعالى الله عن ذلك الهُرَاء اليهودي. فارجع إليه إن شئت.

وعزو الذهبي الحديث هنا بهذا اللفظ المستشنع المنكر لمسلم جريمة اقترفها وتدليس وتلبيـس واضح!! فإن اعتذر له متعصب بأنه إنما عنى أصل الحديث.
قلنا: له هذه خرافة باطلة وتعليل فاسد لا يقبل عند الله تعالى ولا عند عباده! وخاصة إذا كان لتضليل الناس عن الحقائق وإيهامهم بأنَّ هذا الكذب ثابت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!! فالتعصب للحق والتنزيه خير من التعصب للكذب للرجال! والله المستعان!!

وهذه الحروف ليست في صحيح مسلم البتة ودون إثباتها فيه خرط القتاد!! والمتناقض أثبت هذا الحديث الموضوع المكذوب في ((مختصر العلو)) واكتفى بأن يقول إنَّ عزوه لمسلم وهم من الذهبي فقال هناك ص (110) ما نصه: [قلت: عزوه لمسلم وهم، فإنه لم يخرجه بهذا اللفظ أصلاً، وإنما أخرج بالسند الذي ذكره المؤلف في الأصل لفظاً آخر (6/47). وأما هذا فإنما أخرجه الترمذي (2/61) وابن خزيمة (ق250/2) والحاكم (1/418) من طريق آخر عن أبي هريرة وصححوه].

ومن قرأ الحديث من المصادر التي عزوناه إليها عرف أنه مكذوب موضوع مركب بذلك اللفظ، وإليكم صدر الحديث مع مقارنته بالرويات الصحيحة قبل الكلام على سنده لتدركوا القطعة الموضوعة المدسوسة من عقائد اليهود فيه:
[حدّث الوليد بن أبي الوليد أنَّ عقبة بن مسلم حدثه أن شفياً حدثه أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع الناس عليه فقال: من هذا قالوا أبو هريرة قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدّث الناس فلما سكت وخلا قلت: أنشدك الله بحق وحق لما حدثتني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلمته فقال أبو هريرة: أفعل. لأحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم عقلته وعلمته ثمَّ نشغ أبو هريرة نشغة فمكث قليلاً ثمَّ أفاق، فقال لأحدثنك حديثـاً... (ثلاثاً، وهذا من جملة دلائل وضع القصة، ونشغ: شهق حتى كاد يغشى عليه، لكن هنا قال: ((ثمَّ أفاق)) فهذا يفيد أنه أغمي عليه!! وقد حصل ذلك من أبي هريرة ثلاث مرات قبل تحديثه بالحديث) ثمَّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ الله عزَّ وجلَّ إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أُمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال....))] الحديث بينما رواه مسلم (1905) والنَّسائي في الصغرى (6/23) وفي الكبرى (3/17/4345و5/30و6/478) والبيهقي (9/168) بلفظ: [عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق الناس عن أبي هريرة، فقال نَاتِلُ أهل الشام أيها الشيخ حدِّثنا حديثاً سمعته من رسول الله  قال: نعم. سمعت رسول الله  يقول: ((إنَّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد.... ورجل تعلم علماً..... ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله...))] وذكر الحديث.

فأولاً: هل يصح بعد هذا عزو الحديث المنكر المستبشع لمسلم في الصحيح؟!

وثانياً: أنَّ شُفَيَّ هذا كذاب عندي وهو يهودي وضاع. وذلك لأنَّ اسم ماتع اسم يهودي!! وكعب الأحبار اسمه كعب بن ماتع، وابن شفي بن ماتع واسمه حسين روى عن تُبَيْع الحميري ابن امرأة كعب الأحبار، وعن أبيه، وعن ابن عمرو راوي الإسرائيليات!! ومن ذلك تعلم الاتصال والعلاقة باليهودية وفكر التشبيه والتجسيم!!

ثمَّ إنَّ شُفَيَّ لا يعرف مَنْ هو جده ولا نسبه وقد نُسِبَ إلى الأصبحي تغطية على حقيقة أصله لا سيما لا يعرف اسم جده ولا آباءه الأولين!!
وقد توفي شفي بن ماتع سنة(105هـ) وأبو هريرة توفي سنة (57هـ)، وبين وفاتيهما نحو (50) عاماً. ولا ندري كم عاش إذ لم تذكر كتب التراجم ذلك، فالظاهر عندي الانقطاع.

ثالثاً: ورواية الأئمة الأشد تَثَبُّتَاً وتحرياً كمسلم والنَّسائي لهذا الحديث دون تلك الزيادة الشنيعة والمقدمة الخرافية التي عزاها المصنّف لمسلم من أوضح الأدلة على أنه حديث معل باطل مردود!! والحمد لله رب العالمين.

والله تعالى أعلم