الباقلاني يثبت العينين لله تعالى! تعالى الله عما يقول علواً كبيراً!
ومعلوم أن هذا إغراق في الإثبات!
ومعلوم أيضاً أن المخلوق هو من له عينان، كما قال سبحانه: {ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين}.
قال الباقلاني في الإنصاف ص (٣٥) :
[والعينين اللتين أفصح بإثباتهما من صفاته القرآن وتواترت بذلك أخبار الرسول عليه السلام، فقال عز وجل: {ولتصنع على عيني} و {تجري بأعيننا} وأن عينه ليست بحاسة من الحواس، ولا تشبه الجوارح والأجناس].
وقال في التمهيد ص (299) من المطبوع :
[صفات ذاته هي التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها : وهي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه والعينان واليدان].
إنكار الحافظ أبي حيان المفسر الأشعري على أبي بكر بن الطيب الباقلاني الأشعري :
قال الحافظ أبوحيان رحمه الله تعالى في تفسيره (( البحر المحيط )) ( 4/316 طبعة دار الفكر ) :
[وقال قوم منهم القاضي أبوبكر بن الطيب : هذه كلها صفات زائدة على الذات ثابتة لله تعالى من غير تشبيه ولا تحديد ، وقال قوم منهم الشعبي وابن المسبب والثوري نؤمن بها ونقرُّ كما نصت ولا نُعَيّن تفسيرها ولا يسبق النظر فيه . وهذان القولان حديث مَنْ لم يمعن النظر في لسان العرب].
فتأملوا !!
وهذا عندي والله مما ينبغي أن يكتب بالذَّهَب .
ويقول ابن حزم في كتاب "الفصل" (1/220):
[ورأيت للأشعري في كتابه المعروف بالموجز أن الله تعالى إذ قال إنك بأعيننا إنما أراد عينين وبالجملة فكل من لم يخف الله عز وجل فيما يقول ولم يستح من الباطل لم يبال بما يقول].
وقال ابن حزم أيضاً في "الفصل" (1/232):
[وقال الأشعري إن المراد بقول الله تعالى أيدينا إنما معناه اليدان وإن ذكر الأعين إنما معناه عينان وهذا باطل مدخل في قول المجسمة بل نقول إن هذا إخبار عن الله تعالى لا يرجع من ذكر اليد إلى شيء سواه تعالى ونقر أن لله تعالى كما قال يداً ويدين وأيدي وعين وأعيناً كما قال عز وجل. ولتصنع على عيني. وقال تعالى. فإنك بأعيننا. ولا يجوز لأحد أن يصف الله عز وجل بأن له عينين لأن النص لم يأت بذلك].
ابن حزم كان قبل ألف سنة وهو ينقل عنهم ذلك.
وجاء في تعليق على "تهذيب السنوسية":
[وقد استدل بعض الحمقى بهذا الحديث على أن الله تعالى له عينان اثنتان، وأن معنى ذلك هو نفس ما يفهم إذا قيل إن للإنسان عينان اثنتان، ولكنه منع فقط إطلاق اسم الجارحة والعضو والجزء عليهما، وأما معناه فأثبته، ونسب ذلك للسلف ولأهل السنة كذباً عليهم. وهذا تجسيم محض، وعدم التصريح بلفظ الجزء والبعض منه لا يعفيه من كونه مجسماً فإن حكمنا عليه بالتجسيم مبني على المعنى الذي يثبته في حق الله تعالى لا على اللفظ].
وجاء في تعليق على "تهذيب شرح السنوسية" أيضاً:
[وهذا لأن سمعه تعالى صفة من صفاته، وليس عضوا منه كما يتوهم المجسمة، فيقولون إن لله عينين وإن كل عين منهما يشار إليها إشارة غير ما يشار إلى الأخرى، وأن إحداهما على يمين الأخرى، فهذا تجسيم محض، تعالى الله عنه، وهو من افتراءات المجسمة. وأما نحن فنقول كما أن لله صفة هي العلم فله أيضا صفة هي السمع وسمعه بلا عضو ولا جارحة، كما هو في المخلوق، وكذا يقال في بصره].
وقال الحافظ ابن الجوزي في "كشف المشكل" (1/611):
[قال أبو الوفاء ابن عقيل: يحسب بعض الجهال أنه لما نفي العور عن الله تعالى أثبت من الخطاب أنه ذو عينين وهذا بعيد من الفهم إنما نفي عن الله تعالى العور من حيث نفي النقائض].
قال الباقلاني في كتابه (التمهيد) ص (295) :
[ أبواب شتى في الصفات باب في أن لله وجها ويدين :
فإن قال قائل : فما الحجة في أن لله عز و جل وجها ويدين ؟!
قيل له : قوله تعالى {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وقوله {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديَّ} فأثبت لنفسه وجها ويدين .
فإن قالوا : فما أنكرتم أن يكون المعنى في قوله {خلقت بيدي} أنه خلقه بقدرته أو بنعمته لأن اليد في اللغة قد تكون بمعنى النعمة وبمعنى القدرة كما يقال لي عند فلان يد بيضاء يراد به نعمة ، وكما يقال هذا الشيء في يد فلان وتحت يد فلان ، يراد به أنه تحت قدرته وفي ملكه ، ....
يقال لهم : هذا باطل لأن قوله {بيدي} يقتضي إثبات يدين هما صفة له ، فلو كان المراد بهما القدرة لوجب أن يكون له قدرتان ، وأنتم لا تزعمون أن للباري سبحانه قدرة واحدة فكيف يجوز أن تثبتوا له قدرتين ؟! وقد أجمع المسلمون من مثبتي الصفات والنافين لها على أنه لا يجوز أن يكون له تعالى قدرتان فبطل ما قلتم ... ] .
انتهى كلام الباقلاني من التمهيد .
وكل هذا مشابه ومتطابق لما يدعو إليه ابن تيمية ومن يتفق معه في الاعتقاد.
الباقلاني يثبت العينين لله تعالى! تعالى الله عما يقول علواً كبيراً!
عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm
العودة إلى ”عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها“
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد