صفحة 1 من 1

ما تم تزويره على الأحناف المنزهين في العقائد:

مرسل: الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:03 pm
بواسطة عود الخيزران
ما تم تزويره على الأحناف المنزهين في العقائد:

المعلوم عندنا أن الأحناف أي الماتريدية منزهين للباري سبحانه، وأبو منصور الماتريدي إمام المذهب عقائدياً إمام منزه ومؤول في قضايا ما يسمى بالصفات أو الإضافات.. ولكن بعض الوهابية أو بعض من يؤيد القول بظواهر النصوص احتج بالنصوص التالية المنقولة عن الأحناف الماتريدية بعدما احتج بكلمات ابن أبي العز الحنفي المجسم صاحب شرح الطحاوية، ذلك الشرح الضلالي الفاسد الذي أخذه حتى المقدمة من كتب ابن تيمية وابن القيم، وهذا الإشكال يحتاج إلى حل وجواب شاف يا ليت المتفلسفون يقومون بتكفل الجواب في هذه المسألة.
وعلى كل حال سأكتب الحل والجواب الذي يسكن حيرة المضطربين والحائرين في هذه القضية في الحلقة التالية بعد أن أعرض عليكم كلام من جلب هذه النصوص للتمويه.
قال هذا القائل الذي يقول بأنه يأخذ بظواهر النصوص وحقيقتها:
جاء في كتاب "الفقه الأكبر" المنسوب للإمام أبي حنيفة ما نصه:
[وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته، لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته..].
قال ملا علي القاري في "شرح الفقه الأكبر" ص (60) :
[وقد سئل أبو حنيفة رحمه الله عما ورد من أنه سبحانه ينزل من السماء؟ فقال: ينزل بلا كيف، وكقوله عليه الصلاة والسلام: (( إن الله خلق آدم على صورته )). وفي رواية : (( على صورة الرحمن )). فيجب أن يجرى على ظاهره، ويفوض أمر علمه إلى قائله وينزه الباري عن الجارحة ومشابهة الصفات المحدثات].
وقال البياضي في "إشارات المرام من عبارات الإمام" ص (186) في فصل في تحقيق الصفات المتشابهات : [ ( قال في الفقه الأكبر: وله تعالى يد ) كما ورد مفرداً كقوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم} ومثنى كقوله: {لما خلقت بيديَّ} وجمعاً كقوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيدٍ} ( ووجه ) ... (ونفس) .. وفيه إشارات:
…..
الثالثة: التعميم لما يبلغ مع المذكورات نحو سبعة عشر من تلك الصفات: اليمين، والساق، والأعين، والجنب، والاستواء، والغضب، والرضا، والنور، على ما ورد في الآيات. والكف، والإصبعين، والقَدَم، والنزول، والضحك، وصورة الرحمن، على ما ورد في الأحاديث المشهورات، كما في الأبكار والمواقف وغيرهما] .
وقال البياضي ص (188) من نفس الكتاب :
[وفي كشف الكشاف في تفسير قوله تعالى : {وأخر متشابهات} أن الصفات السمعية من الاستواء واليد والقدم والنزول إلى السماء الدنيا والضحك والتعجب وأمثالها عند السلف ومنهم أبو الحسن الأشعري صفات ثابتة وراء العقلية ما كُلّفنا إلا اعتقاد ثبوتها مع اعتقاد عدم التشبيه والتجسيم....
الثانية: الرد على المؤوّلة ممن استرسل في تأويلها تفصيلاً من الأشاعرة والمعتزلة حيث ذهبوا إلى أنها مجازات معانٍ ظاهرةٍ وهو رواية عن الأشعري].
انتهى ما نقله هذا الرجل القائل بالظاهر والحقيقة!.

وهذا الذي قاله البياضي والقاري هو ضمن جمل متناقضة ومتضاربة فيها اعتماد التفويض والتأويل ونفي التأويل في آن واحد مع الأخذ بالظاهر ونفي التجسيم مع إثباته المعنى بحيث لا يخرج من يقرأ هذين الكتابين إن كان من العلماء إلا بوجع الرأس، وغير العلماء يعود بالتيه والضياع والتشويش وعدم الاعتماد على شيء واضح.
وسنرد على ذلك في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى ونكشف جلية الأمر والله الموفق.