أسس لا بد من فهمها:
مرسل: الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:32 pm
أسس لا بد من فهمها:
في زاوية من زوايا العقيدة:
الفكر السلفي الوهابي يقول: بأن الله تعالى أرسل الرسل ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده.
وبقية المسلمين يقولون: إن الله تعالى أرسل الرسل ليدعو الناس إلى الإيمان بوجود الله تعالى إله واحد وليدعوهم إلى عبادته سبحانه وحده.
الفرق بين الفريقين:
أن أصحاب الفكر الوهابي يقولون: إن الناس جميعاً – حتى الكفار – يؤمنون بوجود الله تعالى ولكنهم عبدوا غير الله تعالى! بدليل قوله تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} فزعم أصحاب هذا الفكر أن في هذه الآية وأمثالها دليل صريح على أن المشركين والكفار كانوا يقرون بوجود الله تعالى ولكنهم عبدوا غيره ليقربهم إلى الله. فالرسل جاءت لتدعوهم إلى عبادته لا لتثبت لهم وجوده وتدعوهم إلى الإيمان به! لأنهم هم مؤمنون به أصلاً.
وجوابنا مع بقية المسلمين على ذلك من وجوه:
الأول: أن هذه الآية المذكورة وأمثالها ليس فيها إثبات ما زعموا! لأن الكفار كانوا يقولون ذلك القول عند محاورة ومجادلة النبي وسؤاله لهؤلاء المشركين عن وجود الله، فإذا ألزمهم الحجة (وحُشِروا في الزاوية) قالوا: (الله هو الخالق وما نعبد هذه الأصنام إلا لتقربنا إليه)! والحقيقة أنهم كاذبون في هذه المقالة! والدليل على ذلك تمام الآية! التي لا يذكره ابن تيمية ومقلدوه في الغالب!
فتأملوا في الآية كاملة وهي قوله تعالى:
{ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كــــــــــــاذب كفــــــــــــار} الزمر:3.
فالله تعالى يقول في نفس الآية: (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار}!
فهم كاذبون فيما قالوا وهم كافرون!
وليسوا موحدين توحيد ربوبية كما يدعي الفكر الوهابي التيمي!
وقال تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون} والإفك الكذب. فهم كاذبون وكافرون كما أخبر الله تعالى عنهم.
ثانياً: ومما يدل على أن الأنبياء جاءوا لدعوة الناس إلى الإيمان بالله تعالى أي إلى وجود الله تعالى الخالق الرازق المحي المميت الباعث أمور:
الآيات التي جاءت تدعو الناس إلى التفكر في هذا الخلق وبدائع ودقة ما فيه للاستدلال بذلك على وجود خالق له. مثل قوله تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}؟!
ب- الآيات التي بين الله تعالى فيها أن أولئك المشركين ما كانوا يؤمنون بالله! ومنها: قوله تعالى:
- {كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن..}.
- {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا}.
- {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة..}.
وبذلك تحقق المطلوب وظهرت الحقيقة.
نعود إلى الفكر الوهابي فنقول:
قال منظر هذا الفكر وأبوه الروحي التابع لمعاوية والمشيد لأفكار معاوية! في كتابه "الرد على المنطقيين" ص (292):
[ومن عبد مع الله إلها آخر فهو مشرك الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله وإن كان مع ذلك يعتقد ان الله وحده خالق العالم وهذا كان شرك العرب كما أخبر الله عنهم في غير موضع من القرآن انهم كانوا يقولون إن الله خلق العالم ولكن كانوا يتخذون الالهة شفعاء يشفعون لهم يتقربون بهم الى الله كما قال تعالى .. والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى..].
أقول: لقد تبين فساد ما يقوله هذا الرجل مما تقدم!
وإنما ذكرنا كلامه لنبرهن أننا لا نفتري عليهم بل هذا هو صريح قوله الخطأ الذي ليس له نصيب من الصحة.
فالتعبير الصحيح أن نقول: لقد بعث الله تعالى النبيين ليدعوا الناس إلى الإيمان بوجود الخالق سبحانه وتعالى وإلى عبادته وحده لا شريك له!
ولا نقتصر على القول بأن الرسل جاءوا لدعوة الناس إلى عبادة الله تعالى فقط! دون الأساس الأول الذي هو الإيمان به سبحانه!
والدعوة إلى عبادة الله وحده هو ما يعبر عنه الوهابيون بقولهم: (توحيد الألوهية) أي توحيد العبادة عندهم.
وسنتكلم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى عن مقصودهم بهذا اللف والدوران.
والله تعالى أعلم.
في زاوية من زوايا العقيدة:
الفكر السلفي الوهابي يقول: بأن الله تعالى أرسل الرسل ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده.
وبقية المسلمين يقولون: إن الله تعالى أرسل الرسل ليدعو الناس إلى الإيمان بوجود الله تعالى إله واحد وليدعوهم إلى عبادته سبحانه وحده.
الفرق بين الفريقين:
أن أصحاب الفكر الوهابي يقولون: إن الناس جميعاً – حتى الكفار – يؤمنون بوجود الله تعالى ولكنهم عبدوا غير الله تعالى! بدليل قوله تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} فزعم أصحاب هذا الفكر أن في هذه الآية وأمثالها دليل صريح على أن المشركين والكفار كانوا يقرون بوجود الله تعالى ولكنهم عبدوا غيره ليقربهم إلى الله. فالرسل جاءت لتدعوهم إلى عبادته لا لتثبت لهم وجوده وتدعوهم إلى الإيمان به! لأنهم هم مؤمنون به أصلاً.
وجوابنا مع بقية المسلمين على ذلك من وجوه:
الأول: أن هذه الآية المذكورة وأمثالها ليس فيها إثبات ما زعموا! لأن الكفار كانوا يقولون ذلك القول عند محاورة ومجادلة النبي وسؤاله لهؤلاء المشركين عن وجود الله، فإذا ألزمهم الحجة (وحُشِروا في الزاوية) قالوا: (الله هو الخالق وما نعبد هذه الأصنام إلا لتقربنا إليه)! والحقيقة أنهم كاذبون في هذه المقالة! والدليل على ذلك تمام الآية! التي لا يذكره ابن تيمية ومقلدوه في الغالب!
فتأملوا في الآية كاملة وهي قوله تعالى:
{ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كــــــــــــاذب كفــــــــــــار} الزمر:3.
فالله تعالى يقول في نفس الآية: (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار}!
فهم كاذبون فيما قالوا وهم كافرون!
وليسوا موحدين توحيد ربوبية كما يدعي الفكر الوهابي التيمي!
وقال تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون} والإفك الكذب. فهم كاذبون وكافرون كما أخبر الله تعالى عنهم.
ثانياً: ومما يدل على أن الأنبياء جاءوا لدعوة الناس إلى الإيمان بالله تعالى أي إلى وجود الله تعالى الخالق الرازق المحي المميت الباعث أمور:
الآيات التي جاءت تدعو الناس إلى التفكر في هذا الخلق وبدائع ودقة ما فيه للاستدلال بذلك على وجود خالق له. مثل قوله تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}؟!
ب- الآيات التي بين الله تعالى فيها أن أولئك المشركين ما كانوا يؤمنون بالله! ومنها: قوله تعالى:
- {كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن..}.
- {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا}.
- {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة..}.
وبذلك تحقق المطلوب وظهرت الحقيقة.
نعود إلى الفكر الوهابي فنقول:
قال منظر هذا الفكر وأبوه الروحي التابع لمعاوية والمشيد لأفكار معاوية! في كتابه "الرد على المنطقيين" ص (292):
[ومن عبد مع الله إلها آخر فهو مشرك الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله وإن كان مع ذلك يعتقد ان الله وحده خالق العالم وهذا كان شرك العرب كما أخبر الله عنهم في غير موضع من القرآن انهم كانوا يقولون إن الله خلق العالم ولكن كانوا يتخذون الالهة شفعاء يشفعون لهم يتقربون بهم الى الله كما قال تعالى .. والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى..].
أقول: لقد تبين فساد ما يقوله هذا الرجل مما تقدم!
وإنما ذكرنا كلامه لنبرهن أننا لا نفتري عليهم بل هذا هو صريح قوله الخطأ الذي ليس له نصيب من الصحة.
فالتعبير الصحيح أن نقول: لقد بعث الله تعالى النبيين ليدعوا الناس إلى الإيمان بوجود الخالق سبحانه وتعالى وإلى عبادته وحده لا شريك له!
ولا نقتصر على القول بأن الرسل جاءوا لدعوة الناس إلى عبادة الله تعالى فقط! دون الأساس الأول الذي هو الإيمان به سبحانه!
والدعوة إلى عبادة الله وحده هو ما يعبر عنه الوهابيون بقولهم: (توحيد الألوهية) أي توحيد العبادة عندهم.
وسنتكلم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى عن مقصودهم بهذا اللف والدوران.
والله تعالى أعلم.