الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يروي أن معاوية كان يشرب الخمر في خلافته :
مرسل: الجمعة نوفمبر 22, 2024 2:39 pm
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يروي أن معاوية كان يشرب الخمر في خلافته :
قال الله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه}.
وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن) رواه البخاري (2475).
والأحاديث في ذم شارب الخمر كثيرة ومشهورة بل إن تحريم شرب الخمر معلوم بالضرورة كما يعرف ذلك العالم والجاهل.
روى أحمد بن حنبل في مسنده (5/347) عن عبد الله بن بُرَيدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال:
ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(1).
قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/42): رجاله رجال الصحيح.
ولم يكتف معاوية بهذا بل كانت له قوافل تحمل الخمر له ويتاجر بها أيضاً فقد ذكرالذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/9-10) مسألة متاجرة معاوية بالخمر فقال ما نصه:
[ يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه:
أن عبادة بن الصامت مرت عليه قِطَارة وهو بالشام تحمل الخمر، فقال: ما هذه؟
أزيت؟! قيل: لا بل خمر يباع لفلان(2) فأخذ شفرة من السوق؛ فقام إليها فلم يذر فيها راوية إلا بقرها.
وأبو هريرة إذ ذاك بالشام فأرسل فلانٌ إلى أبي هريرة فقال: ألا تمسك عنا أخاك عبادة؟! أما بالغدوات فيغدو إلى السوق يفسد على أهل الذمة متاجرهم، وأما بالعشي فيقعد في المسجد ليس له عمل إلا شتم أعراضنا وعيبنا.
قال: فأتاه أبو هريرة فقال: يا عبادة مالك ولمعاوية ذره وما حمل(3).
فقال لم تكن معنا إذ بايعنا على السمع والطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وألا يأخذنا في الله لومة لائم، فسكت أبو هريرة وكتب فلان إلى عثمان إن عبادة قد أفسد عليَّ الشام(4)](5).
وقد أنكر عبادة على معاوية أشياء كثيرة مُحَرَّمة شرعاً كالتعامل بالربا كما ثبت في صحيح مسلم (1587) وسنن النسائي (7/275برقم4562) وغيرها.
ولم يتفرَّد معاوية بأمور الخمر هذه بل كان أصحابه ومحبوه وأحبابه يتاجرون بالخمر من زمن سيدنا عمر رضي الله عنه فقد ثبت أن عمر بن الخطاب لعن سَمُرَة لأنه أول من أذن في بيع الخمر (وسَمُرَة من مناصري معاوية وأحبابه!!):
فروى مسلم (1582) في الصحيح عن ابن عباس قال: بلغ عمر أن سَمُرَة باع خمراً فقال: قاتل الله سَمُرَة ألم يعلم أن رسول الله قال لعن الله اليهود حُرِّمَت عليهم الشحوم فجَمَلوها فباعوها. وهو في البخاري (2223) لكنه حذف اسم سَمُرَة ووضع بدله: (فلاناً)!
ورواه سعيد بن منصور في سننه (819) بإسناد حسن عن ابن عمر: قال
عمر بن الخطاب: لعن الله فلاناً فإنه أول من أذن في بيع الخمر(6)، وإن التجارة لا تحل إلا فيما يحل أكله وشربه .
وبالطبع لم يقل سيدنا عمر بن الخطاب فلاناً بل ذكر سَمُرَة ولكن الرواة يبدلون إما خوفاً من معاوية وبني أمية أو لأنهم يريدون أن يستروا جرائمه! أو خوفاً! وقد بين أن المقصود بذلك سَمُرَة يعقوب بن شيبة في مسند عمر بن الخطاب (1/47) عن طاووس قال: (بلغ عمر رضي الله عنه أن سَمُرَة باع خمراً)(7).
كما كان خادم عائلة أبي سفيان وحبيب معاوية وحشي بن حرب لا يترك الخمر حتى بعد إسلامه وفي زمن معاوية بالشام وإليكم هذا النص :
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في حق وحشي وعطاؤه (11/99) :
[وسكن حمص وكان مغرماً بالخمر وفرض له عمر ألفين ثمَّ ردَّه إلى ثلاثمائة بسبب الخمر].
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/368):
[وفي رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي غازيين الصائفة زمن معاوية ، فلما قفلنا مررنا بحمص.
قوله (هل لك في وحشي) أي ابن حرب الحبشي مولى جبير بن مطعم.
قوله (نسأله عن قتل حمزة) في رواية الكشميهني فنسأله عن قتله حمزة،
زاد بن إسحاق: كيف قتله.
قوله (فسألنا عنه فقيل لنا) في رواية ابن إسحاق(8): فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه إنه غلب عليه الخمر فإن تجداه صاحياً: تجداه عربياً يحدثكما بما شئتما وإن تجداه على غير ذلك فانصرفا عنه، وفي رواية الطيالسي(9) نحوه، وقال فيه: وإن أدركتماه شارباً فلا تسألاه].
فهذا نص صريح في أن وحشياً قاتل سيدنا حمزة رضي الله عنه ظل معاقراً للخمر بعد إسلامه!
فتأملوا وتدبروا والكلام في ذلك طويل جداً!
وكل هذا ربما يقول عنه النواصب إنه مأجور فيه لأن معاوية مجتهد والمجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد!!
في قتل الأنفس مأجور!
وفي شرب الخمر مأجور!
وفي تغيير الأحكام الشرعية مأجور!
وفي تغيير الحقائق وتولية يزيد مأجور!
وفي .... وفي ...
كله مأجور!
وهم أصلاً لا يعلمون شيئا عنه وعن أفعاله!
بل لا يعلمون أسس وقواعد الشريعة وتقييم الناس بالانضباط بها!
اللهم إنا نسألك التقى والهدى والعفاف والغنى والفوز بالجنة والنجاة من النار.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم ويا رحيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي والتعليقات:
وحسنه شعيب الأرنأووط في تعليق له على "سير أعلام النبلاء" (5/52)، والحديث رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (27/127).
فلان هو معاوية كما سيتبين من نفس الرواية فيما بعد، وعادتهم إذا أرادوا في الرواية أن يغطوا اسم واحد لخوف منه أو ستراً لجرائمه أو لأمور أخرى يقولون: (فقال رجل) أو (فلان) ويبهمونه ليتم المقصود!!
هذه الجملة فيها ملخص القصة ومن هو المعني بها فتأمل ودع عنك الدفاع بالباطل عن المجرمين!
مسكين لم يدعه يسكر ويتاجر بالخمر كما يشاء فأفسد عليه القضية!!
هذه القصة رواها ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/211) وقال الشيخ شعيب في التعليق على "سير أعلام النبلاء" (2/10): (إسناده محتمل للتحسين) قلت: جيد إن وصل الشيخ شعيب إلى هذا الحد ويشكر على ذلك!
ورواه إلى هنا ابن أبي شيبة (7/271).
وهو كما تقدَّم رواه مسلم في الصحيح (1582) باسمه وهو في البخاري (2223) مبهماً على عادته!!
وهي رواية صحيحة صرَّح فيها ابن إسحاق بالتحديث رواها البيهقي في السنن الكبرى (9/97) وذكرها الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (1/174).
رواية الطيالسي ص (186) صحيحة الإسناد وهي بنفس سند البخاري فيما فوق أبي داود الطيالسي، ورواها البيهقي أيضاً في السنن الكبرى (9/97)، والبخاري حذف منها ما يدل على معاقرة وحشي للخمر!
قال الله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه}.
وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن) رواه البخاري (2475).
والأحاديث في ذم شارب الخمر كثيرة ومشهورة بل إن تحريم شرب الخمر معلوم بالضرورة كما يعرف ذلك العالم والجاهل.
روى أحمد بن حنبل في مسنده (5/347) عن عبد الله بن بُرَيدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال:
ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(1).
قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/42): رجاله رجال الصحيح.
ولم يكتف معاوية بهذا بل كانت له قوافل تحمل الخمر له ويتاجر بها أيضاً فقد ذكرالذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/9-10) مسألة متاجرة معاوية بالخمر فقال ما نصه:
[ يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه:
أن عبادة بن الصامت مرت عليه قِطَارة وهو بالشام تحمل الخمر، فقال: ما هذه؟
أزيت؟! قيل: لا بل خمر يباع لفلان(2) فأخذ شفرة من السوق؛ فقام إليها فلم يذر فيها راوية إلا بقرها.
وأبو هريرة إذ ذاك بالشام فأرسل فلانٌ إلى أبي هريرة فقال: ألا تمسك عنا أخاك عبادة؟! أما بالغدوات فيغدو إلى السوق يفسد على أهل الذمة متاجرهم، وأما بالعشي فيقعد في المسجد ليس له عمل إلا شتم أعراضنا وعيبنا.
قال: فأتاه أبو هريرة فقال: يا عبادة مالك ولمعاوية ذره وما حمل(3).
فقال لم تكن معنا إذ بايعنا على السمع والطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وألا يأخذنا في الله لومة لائم، فسكت أبو هريرة وكتب فلان إلى عثمان إن عبادة قد أفسد عليَّ الشام(4)](5).
وقد أنكر عبادة على معاوية أشياء كثيرة مُحَرَّمة شرعاً كالتعامل بالربا كما ثبت في صحيح مسلم (1587) وسنن النسائي (7/275برقم4562) وغيرها.
ولم يتفرَّد معاوية بأمور الخمر هذه بل كان أصحابه ومحبوه وأحبابه يتاجرون بالخمر من زمن سيدنا عمر رضي الله عنه فقد ثبت أن عمر بن الخطاب لعن سَمُرَة لأنه أول من أذن في بيع الخمر (وسَمُرَة من مناصري معاوية وأحبابه!!):
فروى مسلم (1582) في الصحيح عن ابن عباس قال: بلغ عمر أن سَمُرَة باع خمراً فقال: قاتل الله سَمُرَة ألم يعلم أن رسول الله قال لعن الله اليهود حُرِّمَت عليهم الشحوم فجَمَلوها فباعوها. وهو في البخاري (2223) لكنه حذف اسم سَمُرَة ووضع بدله: (فلاناً)!
ورواه سعيد بن منصور في سننه (819) بإسناد حسن عن ابن عمر: قال
عمر بن الخطاب: لعن الله فلاناً فإنه أول من أذن في بيع الخمر(6)، وإن التجارة لا تحل إلا فيما يحل أكله وشربه .
وبالطبع لم يقل سيدنا عمر بن الخطاب فلاناً بل ذكر سَمُرَة ولكن الرواة يبدلون إما خوفاً من معاوية وبني أمية أو لأنهم يريدون أن يستروا جرائمه! أو خوفاً! وقد بين أن المقصود بذلك سَمُرَة يعقوب بن شيبة في مسند عمر بن الخطاب (1/47) عن طاووس قال: (بلغ عمر رضي الله عنه أن سَمُرَة باع خمراً)(7).
كما كان خادم عائلة أبي سفيان وحبيب معاوية وحشي بن حرب لا يترك الخمر حتى بعد إسلامه وفي زمن معاوية بالشام وإليكم هذا النص :
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في حق وحشي وعطاؤه (11/99) :
[وسكن حمص وكان مغرماً بالخمر وفرض له عمر ألفين ثمَّ ردَّه إلى ثلاثمائة بسبب الخمر].
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/368):
[وفي رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي غازيين الصائفة زمن معاوية ، فلما قفلنا مررنا بحمص.
قوله (هل لك في وحشي) أي ابن حرب الحبشي مولى جبير بن مطعم.
قوله (نسأله عن قتل حمزة) في رواية الكشميهني فنسأله عن قتله حمزة،
زاد بن إسحاق: كيف قتله.
قوله (فسألنا عنه فقيل لنا) في رواية ابن إسحاق(8): فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه إنه غلب عليه الخمر فإن تجداه صاحياً: تجداه عربياً يحدثكما بما شئتما وإن تجداه على غير ذلك فانصرفا عنه، وفي رواية الطيالسي(9) نحوه، وقال فيه: وإن أدركتماه شارباً فلا تسألاه].
فهذا نص صريح في أن وحشياً قاتل سيدنا حمزة رضي الله عنه ظل معاقراً للخمر بعد إسلامه!
فتأملوا وتدبروا والكلام في ذلك طويل جداً!
وكل هذا ربما يقول عنه النواصب إنه مأجور فيه لأن معاوية مجتهد والمجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد!!
في قتل الأنفس مأجور!
وفي شرب الخمر مأجور!
وفي تغيير الأحكام الشرعية مأجور!
وفي تغيير الحقائق وتولية يزيد مأجور!
وفي .... وفي ...
كله مأجور!
وهم أصلاً لا يعلمون شيئا عنه وعن أفعاله!
بل لا يعلمون أسس وقواعد الشريعة وتقييم الناس بالانضباط بها!
اللهم إنا نسألك التقى والهدى والعفاف والغنى والفوز بالجنة والنجاة من النار.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم ويا رحيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي والتعليقات:
وحسنه شعيب الأرنأووط في تعليق له على "سير أعلام النبلاء" (5/52)، والحديث رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (27/127).
فلان هو معاوية كما سيتبين من نفس الرواية فيما بعد، وعادتهم إذا أرادوا في الرواية أن يغطوا اسم واحد لخوف منه أو ستراً لجرائمه أو لأمور أخرى يقولون: (فقال رجل) أو (فلان) ويبهمونه ليتم المقصود!!
هذه الجملة فيها ملخص القصة ومن هو المعني بها فتأمل ودع عنك الدفاع بالباطل عن المجرمين!
مسكين لم يدعه يسكر ويتاجر بالخمر كما يشاء فأفسد عليه القضية!!
هذه القصة رواها ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/211) وقال الشيخ شعيب في التعليق على "سير أعلام النبلاء" (2/10): (إسناده محتمل للتحسين) قلت: جيد إن وصل الشيخ شعيب إلى هذا الحد ويشكر على ذلك!
ورواه إلى هنا ابن أبي شيبة (7/271).
وهو كما تقدَّم رواه مسلم في الصحيح (1582) باسمه وهو في البخاري (2223) مبهماً على عادته!!
وهي رواية صحيحة صرَّح فيها ابن إسحاق بالتحديث رواها البيهقي في السنن الكبرى (9/97) وذكرها الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (1/174).
رواية الطيالسي ص (186) صحيحة الإسناد وهي بنفس سند البخاري فيما فوق أبي داود الطيالسي، ورواها البيهقي أيضاً في السنن الكبرى (9/97)، والبخاري حذف منها ما يدل على معاقرة وحشي للخمر!