شرح لحديث المروي في الصحيحين: "لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"
مرسل: الجمعة نوفمبر 22, 2024 2:41 pm
بيان شرح حديث في الصحيحين:
وتفهيم الناس الحديث المروي في الصحيحين: "لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"، رضي الله عن أصحاب رسول الله الخيار البررة:
مناسبة الحديث:
روى الإمام مسلم في صحيحه (2541) قال:
[حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْءٌ فَسَبَّهُ خَالِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ".
بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن خالدَ بن الوليد نال من عبد الرحمن بن عوف – أي سبّه وشتمه – فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً خالدا: "لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".
تأمّل كيف يخاطب سيدنا رسول الله خالدًا فيقول له: (لا تسبوا أصحابي) وهذا يفيد لمن يفهم أن أصحابه هم فئة مخصوصة منهم رضي الله عنهم وهم المتقدمون المميزون الصابرون المناصرون من أول البعثة لا من جاء أخيرا وتطاول عليهم!.
ومعاوية لم يلتزم ذلك بل خالف الأمر النبوي وأعلن في خلافته وجوب سب وشتم ولعن سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه الذي هو من أول السابقين المناصرين على المنابر يوم الجمعة في جميع أقطار الدولة وهذا أمر مناف للشريعة وغير لائق ومعصية لله تعالى ورسوله!.
لذلك استحق ما استحق!.
ونحن لا نسب ولا نشتم كما فعل ذاك في المحافل وعلى المنابر لأن هذا ليس من صفات المؤمن أن يكون ديدنه سب وشتم ولعن الناس على المنابر وإجبارهم على ذلك (لأن المؤمن ليس بالسباب ولا الطعان ولا اللعان ولا الشتام)!!
فمن المكابرة أن يلبسنا إنسان نعت ولباس غيرنا وديدنه! فيجعلنا نحن السبابين ويتعامى عن السبابين الشتامين والمكفرين!.
وكشف الحقائق وبيان ما قاله الله تعالى ورسوله ليس شيئا محرما ولا مذموما ولا ممنوعا بل هو سبيل العلماء الذين بينوا ذلك في رواية تلك السنن عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشفوا حوادث التاريخ وما جرى فيه!.
إذن نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل خالد بن الوليد وهو من المتأخرين من الصحابة أن يسب رجلاً من السابقين الأولين كسيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه! ومعاوية لم يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان يسب سيدنا علياً رضي الله عنه كما ثبت الأدلة الكثيرة بذلك بل تواتر الخبر فيه!!
ولذلك فإنه قد ورد في الصحيحين وغيرهما أن أناساً ممن يدعون الصحبة يردون يوم القيامة على الحوض فيطردون عنه ونقول بأن على رأسهم القوم الذين أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنهم بقوله: "عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار" حيث قال عليه الصلاة والسلام وهذا لفظه في صحيح مسلم (2304) عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليردن عليَّ الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليَّ اخْتُلِجُوا دوني فلأقولنَّ أي رب أصيحابي أصيحابي فَلَيُقَالَنَّ لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
ورواه الترمذي (2423) من حديث سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً وفيه:
"ويؤخذ من أصحابي برجال ذات اليمين وذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم".
هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وليس كلامنا!
فهل وعى ذلك المعاندون والمكابرون أم لا يزال العناد والجدال والمكابرة ورد الحقائق سارياً في عروقهم؟
فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً؟!
وراجع المقال السابق لزيادة الاستيعاب والفهم!
وجماعة (هذا مش وقته) و (هذا فتنة) و (هذا تشيع) و (هذا كذب) و (الناس وصلوا للقمر وللتكنولوجيا وأنتم لا تزالون تذكرون أمورا حصلت قبل 14 قرن) و (السكوت أولى) والذين لا يعرفون عواقب ما حصل وتبعاته على الفكر الماضي والمعاصر وتغلله فيه وجماعة التأويلات البعيدة لا محل لهم من الإعراب!.
ولما جاء من يكفر الناس ومن يرميهم بالبدعة والضلالة ومخالفة السنة لم يقل هؤلاء المتعنتون هذه العبارات وأمثالها بل سكتوا وخنعوا!
ونختم بتفصيل حديث النبي صلى الله عليه وآله لخالد بن الوليد (لا تسبوا أصحابي..) وبيان حيثياته الواردة في كتب السير، فقد جاء فيها:
[ووقع بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما شر بسبب ذلك فقال له عبد الرحمن: عملت بأمر الجاهلية في الإسلام، فقال له: إنما أخذت بثأر أبيك، فقال له عبد الرحمن: كذبت أنا قتلت قاتل أبي، وفي رواية كيف تأخذ مسلمين بقتل رجل في الجاهلية؟ فقال خالد: ومن أخبركم انهم أسلموا؟، فقال: أهل السرية كلهم أخبروا بأنك قد وجدتهم بنوا المساجد وأقروا بالإسلام! فقال جاءني أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أغير، فقال له عبد الرحمن بن عوف: كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أخذت بثار عمك الفاكه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مهلا يا خالد دع عنك أصحابي فوالله لو كان لك أحد ذهبا فأنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل منهم ولا روحته"، أي والغدوة السير في أول النهار إلى الزوال والروحة السير من الزوال إلى آخر النهار. والمراد بأصحابه هنا السابقون إلى الإسلام ومنهم عبد الرحمن بن عوف بل هو المراد كما تصرح به الرواية الآتية فقد نزّل صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة غير السابقين الذي يقع منهم الرد على الصحابة السابقين.. قال: ولما عاب عبد الرحمن على خالد الفعل المذكور أعان عبد الرحمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرض عن خالد وقال (يا خالد ذر أصحابي) وفي رواية (لا تسب أصحابي لو كان لك أحد ذهبا فانفقته قيراطا قيراطا في سبيل الله لم تدرك غدوة أو روحة من غدوات أو روحات عبد الرحمن) انتهى].
انظر السيرة الحلبية (3/211) وسبل الهدى والرشاد (6/203) وغيرها.
ولله الأمر من قبل ومن بعد!، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل!.
وتفهيم الناس الحديث المروي في الصحيحين: "لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"، رضي الله عن أصحاب رسول الله الخيار البررة:
مناسبة الحديث:
روى الإمام مسلم في صحيحه (2541) قال:
[حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْءٌ فَسَبَّهُ خَالِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ".
بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن خالدَ بن الوليد نال من عبد الرحمن بن عوف – أي سبّه وشتمه – فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً خالدا: "لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".
تأمّل كيف يخاطب سيدنا رسول الله خالدًا فيقول له: (لا تسبوا أصحابي) وهذا يفيد لمن يفهم أن أصحابه هم فئة مخصوصة منهم رضي الله عنهم وهم المتقدمون المميزون الصابرون المناصرون من أول البعثة لا من جاء أخيرا وتطاول عليهم!.
ومعاوية لم يلتزم ذلك بل خالف الأمر النبوي وأعلن في خلافته وجوب سب وشتم ولعن سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه الذي هو من أول السابقين المناصرين على المنابر يوم الجمعة في جميع أقطار الدولة وهذا أمر مناف للشريعة وغير لائق ومعصية لله تعالى ورسوله!.
لذلك استحق ما استحق!.
ونحن لا نسب ولا نشتم كما فعل ذاك في المحافل وعلى المنابر لأن هذا ليس من صفات المؤمن أن يكون ديدنه سب وشتم ولعن الناس على المنابر وإجبارهم على ذلك (لأن المؤمن ليس بالسباب ولا الطعان ولا اللعان ولا الشتام)!!
فمن المكابرة أن يلبسنا إنسان نعت ولباس غيرنا وديدنه! فيجعلنا نحن السبابين ويتعامى عن السبابين الشتامين والمكفرين!.
وكشف الحقائق وبيان ما قاله الله تعالى ورسوله ليس شيئا محرما ولا مذموما ولا ممنوعا بل هو سبيل العلماء الذين بينوا ذلك في رواية تلك السنن عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشفوا حوادث التاريخ وما جرى فيه!.
إذن نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل خالد بن الوليد وهو من المتأخرين من الصحابة أن يسب رجلاً من السابقين الأولين كسيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه! ومعاوية لم يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان يسب سيدنا علياً رضي الله عنه كما ثبت الأدلة الكثيرة بذلك بل تواتر الخبر فيه!!
ولذلك فإنه قد ورد في الصحيحين وغيرهما أن أناساً ممن يدعون الصحبة يردون يوم القيامة على الحوض فيطردون عنه ونقول بأن على رأسهم القوم الذين أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنهم بقوله: "عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار" حيث قال عليه الصلاة والسلام وهذا لفظه في صحيح مسلم (2304) عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليردن عليَّ الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليَّ اخْتُلِجُوا دوني فلأقولنَّ أي رب أصيحابي أصيحابي فَلَيُقَالَنَّ لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
ورواه الترمذي (2423) من حديث سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً وفيه:
"ويؤخذ من أصحابي برجال ذات اليمين وذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم".
هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وليس كلامنا!
فهل وعى ذلك المعاندون والمكابرون أم لا يزال العناد والجدال والمكابرة ورد الحقائق سارياً في عروقهم؟
فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً؟!
وراجع المقال السابق لزيادة الاستيعاب والفهم!
وجماعة (هذا مش وقته) و (هذا فتنة) و (هذا تشيع) و (هذا كذب) و (الناس وصلوا للقمر وللتكنولوجيا وأنتم لا تزالون تذكرون أمورا حصلت قبل 14 قرن) و (السكوت أولى) والذين لا يعرفون عواقب ما حصل وتبعاته على الفكر الماضي والمعاصر وتغلله فيه وجماعة التأويلات البعيدة لا محل لهم من الإعراب!.
ولما جاء من يكفر الناس ومن يرميهم بالبدعة والضلالة ومخالفة السنة لم يقل هؤلاء المتعنتون هذه العبارات وأمثالها بل سكتوا وخنعوا!
ونختم بتفصيل حديث النبي صلى الله عليه وآله لخالد بن الوليد (لا تسبوا أصحابي..) وبيان حيثياته الواردة في كتب السير، فقد جاء فيها:
[ووقع بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما شر بسبب ذلك فقال له عبد الرحمن: عملت بأمر الجاهلية في الإسلام، فقال له: إنما أخذت بثأر أبيك، فقال له عبد الرحمن: كذبت أنا قتلت قاتل أبي، وفي رواية كيف تأخذ مسلمين بقتل رجل في الجاهلية؟ فقال خالد: ومن أخبركم انهم أسلموا؟، فقال: أهل السرية كلهم أخبروا بأنك قد وجدتهم بنوا المساجد وأقروا بالإسلام! فقال جاءني أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أغير، فقال له عبد الرحمن بن عوف: كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أخذت بثار عمك الفاكه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مهلا يا خالد دع عنك أصحابي فوالله لو كان لك أحد ذهبا فأنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل منهم ولا روحته"، أي والغدوة السير في أول النهار إلى الزوال والروحة السير من الزوال إلى آخر النهار. والمراد بأصحابه هنا السابقون إلى الإسلام ومنهم عبد الرحمن بن عوف بل هو المراد كما تصرح به الرواية الآتية فقد نزّل صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة غير السابقين الذي يقع منهم الرد على الصحابة السابقين.. قال: ولما عاب عبد الرحمن على خالد الفعل المذكور أعان عبد الرحمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرض عن خالد وقال (يا خالد ذر أصحابي) وفي رواية (لا تسب أصحابي لو كان لك أحد ذهبا فانفقته قيراطا قيراطا في سبيل الله لم تدرك غدوة أو روحة من غدوات أو روحات عبد الرحمن) انتهى].
انظر السيرة الحلبية (3/211) وسبل الهدى والرشاد (6/203) وغيرها.
ولله الأمر من قبل ومن بعد!، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل!.