لمن كان يريد الحق أو ألقى السمع وهو شهيد:

توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

لمن كان يريد الحق أو ألقى السمع وهو شهيد:

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

لمن كان يريد الحق أو ألقى السمع وهو شهيد:
[/color]بيان أن قوله تعالى: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون} ليس دليلا على عدم كشف حال معاوية:

أولا: لم يقل الله تعالى في هذه الآية الكريمة لا تذكروا الأشخاص أو الأمم التي كانت قبلكم، وإنما قرر فيها أننا لا نسأل عن أعمالهم. أي (لا تزر وازرة وزر أخرى).
فالاحتجاج بهذه الآية الكريمة على تحريم ذكر من قبلنا أو ذكر محاسن أو مساوئ من قبلنا استدلال فاسد.

ثانياً: القرآن الكريم ذكر الأمم التي كانت قبلنا وذكر محاسن من أحسن ومساوئ من أساء وكيف تمردوا على أنبيائهم ورسلهم، وذكر لنا ما جرى في زمن الصحابة وكيف أن جماعة بنوا مسجد الضرار وأن منهم من تركه صلى الله عليه وآله ويسلم يخطب يوم الجمعة وذهب إلى اللو وإلى التجارة، وجعلنا الله تعالى كلما قرأنا كتابه الكريم نتذكرمن خلا من الأمم والأشخاص ونذكرهم ونقرأ ذمهم وأعمالهم وبوائقهم. فمن المحال بعد هذا كله أن يقول لنا لا تذكروا من سبقكم ولا تذكروا ما أحسنوا به وما أساءوا به من قبيح الأعمال.

ثالثاً: النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر في حديثه الشريف محاسن ومساوىء من قبلنا من الأمم ولم يقل بأنه يحرم علينا أن نذكر من سبقنا سواء من فعلوا الخيرات أو من فعلوا الكفر أو المعاصي والمنكرات.

رابعا: الأئمة والعلماء وخاصة المؤرخون من أهل الإسلام كابن جرير وابن كثير وابن الأثير و ....... ذكروا في مصنفاتهم تفاصيل ما جرى في التاريخ الإسلامي وسير ما جرى في خلافة الخلفاء والسلاطين وإحسان من أحسن وإساءة من أساء ولم يلتزم بأحكام الشريعة الغراء، فكيف يستدل المتعصبون بهذه الآية الكريمة على عدم جواز ذكر من سبقنا؟!

خامسا: أئمة الحديث كالبخاري ومسلم وأحمد وغيرهم رووا في مصنفاتهم إحسان من أحسن من الصحابة وإساءة من أساء، فمثلا روى البخاري أن سيدنا عمارا تقتله الفئة الباغية وأنه يدعوهم للجنة ويدعونه إلى النار، وروى مسلم كيف أمر معاوية سيدنا سعدا رضي الله عنه أن يشتم سيدنا عليا رضي الله عنه، وروى أحمد قصة شرب معاوية الشراب الذي قال فيه ما شربته منذ حرمه رسول الله ...

فكيف يستدل المتعصبون بهذه الآية الكريمة على عدم جواز ذكر من سبقنا؟!

سادسا: أئمة أهل الجرح والتعديل ذكروا من سبقهم وسبقنا من أهل الإسلام سواء الصحابة أو التابعين فجرحوا وعدلوا، ومن ذلك أن البخاري أورد (هند بن أبي هالة) وهو صحابي في كتاب الضعفاء، وتكلم الدارقطني وغيره في (بسر بن أرطأة) الصحابي الظالم القاتل وقال (لم تكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم)!

فكيف جاز لمئات الأئمة الكلام في الجرح والتعدبل لمن سبقهم وكتبهم مطبوعة في عشرات المجلدات؟!

ومن ذلك يتبين لنا أن الذين يحتجون بقوله تعالى (تلك أمة قد خلت..) على عدم جواز ذكر معاوية حجتهم داحضة وأنهم لم يفهموا الآية الكريمة!
وأنهم مقلدة لما يسمعونه ممن حولهم أو من مشايخهم دون وعي!
والمعاند المكابر مريض ليس له دواء!
{وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب}
{وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ}
ونسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية والتوفيق!
والحمد لله رب العالمين
أضف رد جديد

العودة إلى ”توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ“