صفحة 1 من 1

قال الذهبي في العلو محتجاً على عقيدته في العلو الحسي:

مرسل: الاثنين نوفمبر 25, 2024 2:54 pm
بواسطة عود الخيزران
قال الذهبي في العلو محتجاً على عقيدته في العلو الحسي:

[21- هشيم بن بشير عالم أهل بغداد ت183هـ :
366- قال أبو حاتم الرازي، نا محمد بن يحيى بن أبي سمينة قال: جاء رجل إلى هشيم فقال: إنَّ لنا إماماً يقول: القرآن مخلوق!! فقال: اقرأ عليه آخر الحشر فإن زعم أنه مخلوق فقدرت أن تضرب عنقه فاضرب عنقه].

أقول في نقده: من أولها ضرب الأعناق! وثقافة استباحة الدماء!! وهذا ضعيف لا يثبت.
والظاهر أن هذا سند مفتعل ولم يذكر في أي كتاب روي هذا!
وقد رواه عبد الله بن أحمد في سنته (1/75) فقال: [حدثني إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، حدثني شيخ، لنا، قال: قال رجل لهشيم: إن فلاناً يقول: القرآن مخلوق، فقال: اذهب إليه فاقرأ عليه أول الحديد وآخر الحشر فإن زعم أنهما مخلوقان فاضرب عنقه].

الواسطي قال الحافظ ابن حجر عنه في "تعجيل المنفعة" ص (18): [زاد في الإكمال (الحافظ ابن حمزة الحسيني ت 765): ولا يكاد يُعْرف. قلت: وقال أبو زرعة ابن شيخنا: لا يُعْرف. وهو عجيب منهما فقد عرفه الخطيب]. قلت: كلامهما هو الصواب وهو مجهول العدالة حقاً، وقوله إن عبدالله بن أحمد لا يروي إلا عن ثقة ليس بشيء! يريدون أن يجعلوه من المعصومين والمنزَّهين بل يروي عن الوضاعين والكذَّابين!
وقال الألباني المتناقض في "ضعيفته" (3/14/1015): [وإبراهيم بن عبد الله.. فهو غير معروف, بل لم أجد له ترجمة تذكر, فقد أورده الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/120) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً, فهو مجهول الحال, فلا يحتج بحديثه]. وهو يرويه عن رجل مجهول! وبالتالي هذا سند تالف.

وأما الإسناد الذي أورده الذهبي هنا – ولا ندري أين وجده ومَنْ أخرجه في كتابه وربما كان ابن أبي حاتم في كتاب "الرد على الجهمية" – ففيه: (محمد بن يحى بن أبي سمينة) قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (9/451) قال أحمد بن حنبل عنه: [لولا أن فيه تلك الخلة يعني الشرب. وقال ابن عقدة: ثنا إبراهيم بن إسحاق الصواف، ثنا محمد بن يحيى بن أبي سمينة وقد كانوا يغمزونه... قلت: أخطأ في إسناد حديث..]. وقال أبو حاتم: صدوق، ولا يعني هذا أن حديثه صحيح، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/37): [ووجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى، وإذا قيل للواحد: إنه ثقة أو متقن ثبت فهو ممن يحتج بحديثه، وإذا قيل له: صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهي المنزلة الثانية].
قال ابن أبي حاتم في كتابه "الجرح والتعديل" (6/83): [سألت أبي رحمه الله عن عباد بن عباد المهلبي فقال: صدوق لا بأس به، قيل له يحتج بحديثه؟ قال: لا].
فتبين من كل هذا أن هذا الأمور تحتاج إلى غوص وتمحيص وليست كما يظهر للسطحيين الذين لم يتمرسوا في نقد الأسانيد والمتون وفحص الرواة وسبرهم! وبالجملة لا علاقة لهذا بموضوع العلو!! وما قالوه في القرآن غير صحيح لقوله تعالى: {ما يأتيهـم من ذكر من ربهم مُحْدَثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون} الأنبياء: 2.

فهذا أثر غير صحيح.
والله تعالى أعلم.