مسألة: في إبطال ما زعمه البغدادي من أنه لا يقبل قول عالم اللغة ما لم يكن من أهل السنة
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 10, 2024 11:49 am
مسألة: في إبطال ما زعمه البغدادي من أنه لا يقبل قول عالم اللغة ما لم يكن من أهل السنة
وفيه ذكر أسماء جهابذة علماء اللغة من غير أهل السنة
قال الدكتور نذير العطاونة في كتابه: ( القواعد اللغوية المبتدَعة):
المسألة السادسة و العشرون :
في إبطال ما زعمه البغدادي من أنه لا يقبل قول عالم اللغة ما لم يكن من أهل السنة
وفيه ذكر أسماء جهابذة علماء اللغة من غير أهل السنة
لقد ادعى عبد القاهر البغدادي (ت 429 هـ) أن من مزايا أهل السنة وفضائلِهم حيازتَهم لشتى العلوم وتفردهم بأصناف المعارف ، بل وذهب إلى أن من لم يكن على مذهب أهل السنة فلا ثقة به وبعلمه !!! وهذا إجحاف بحق أهل العلم من المذاهب الأخرى ، لأن الواجب تقدير العلماء واحترام منزلتهم ، وتثمين جهودهم العلمية ، أياً كان مذهبهم ما دام يقوم على الدليل المستسقى من نصوص الشرع .
قال عبد القاهر البغدادي في كتابه (( الفَرْقُ بين الفِرَق )) (ص 282) : [ ولم يكن بحمد الله ومَنِّه في الخوارج ، ولا في الروافض ، ولا في الجهمية ، ولا في القدرية ، ولا في المجسمة ، ولا في سائر أهل الأهواء الضالة إمام في الفقه ، ولا إمام في رواية الحديث ، ولا إمام في اللغة والنحو ... وإنما كان أئمة هذه العلوم على الخصوص والعموم من أهل السنة والجماعة ] .
ونقول : لا بد من الإشارة ابتداءً أن البغدادي لا يقصد بأهل السنة والجماعة إلا التعصب للأشعرية وإغلاق باب السعة ، ذلك الباب الذي يجعل مذهب أهل السنة متسعاً للمنزهة من أشعرية وماتريدية و مجتهدين استقلوا بآراء مستنبطة من قواعد الشرع المستقاة من مصادر أهل السنة، وقد شهد أهل العلم على البغدادي بهذا التعصب فضلاً عن دلالة مصنفاته على هذا ، ولذلك قال الإمام الكوثري رحمه الله في مقدمة كتاب (( التبصير في الدين )) لأبي المظفر الإسفراييني ما نصه : [ وقد غمز الرازي في (( الأجوبة البخارية )) أبا منصور البغدادي بالتعصب والقسوة ] .
وما يهمّنا في هذا المقام ما يتصل بموضوع البحث ، وهو إبطال دعوى البغدادي في نفي وجود أئمة في النحو واللغة كانوا على مذهب مغاير لمذهب أهل السنة ، ولا أدل على ذلك من الواقع الذي يشهد بإمامة جماعة من النحويين واللغويين اعتقدوا خلاف ما يريد البغدادي ، وها نحن ننقل ترجمة طائفة منهم مبينين حالهم وموضحين مذهبهم ، ولا نقصد بذلك الاستقصاء ، لأنهم كثٌر لا يسعهم مقام هذا الإملاء ، وإنما أردنا الإشارة إلى اللبيب بما يجلو غشاوة زيف المتقولين على أعلام هذه الأمة ، فإليك أسماء ثلة منهم مرتبين على حروف المعجم :
أَبان بن تَغْلب بن رباح الجريريّ :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ ذكره أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مصنفي الإمامية ، ومات أبان في سنة إحدى وأربعين ومائة ، ... ، قال : وكان قارئاً فقيهاً لغوياً نبيهاً ثبتاً ، وسمع من العرب وحكى عنهم ، وصنف كتاب الغريب في القرآن، وذكر شواهده من الشعر ] .
قلت : وتشيع أَبان مشهور معروف ، كما في ترجمته في (( سير أعلام النبلاء )) (6/308) ، وكان صدوقاً ثقة ، روى له مسلم والأربعة .
أبان بن عثمان بن سعيد اللّخميّ ، أبو الوليد الشّذونيّ :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/405) : [ قال ابن الفرضي : كان نحوياً لغوياً ، لطيف النظر ، جيد الاستنباط ، بصيراً بالحجة ، متصرفاً في دقيق العلوم . سمع من قاسم بن أصبغ ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن . وله نظم حسن ، وكان ينسب إلى اعتقاد مذهب ابن مسرة. مات بقرطبة يوم الثلاثاء سادس رجب سنة ست وسبعين وثلاثمائة ] .
إبراهيم بن سعيد بن الطيب ، أبو إسحاق الرفاعي الضرير :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ قدم صبياً ذا فاقة إلى واسط ، فدخل الجامع إلى حلقة عبد الغفار الحصيني ، فتلقن القرآن ، فكان معاشه من أهل
الحلقة ، ثم أصعد إلى بغداد ، فصحب أبا سعيد السيرافي ، وقرأ عليه كتاب (( شرح سيبويه )) ، وسمع منه كتب اللغة والدواوين ، وعاد إلى واسط وقد مات عبد الغفار ، فجلس صدراً يقرئ الناس في الجامع ، ونزل الزيدية من واسط ، وهناك تكون الرافضة والعلويون ، فنسب إلى مذهبهم ، ومقت على ذلك ، وجفاه
الناس ، وكان شاعراً حسن الشعر جيده ، ... ، ومات سنة إحدى عشرة وأربعمائة ] .
إبراهيم بن سَيَّار النَّظَّام :
قال ابن حجر في (( لسان الميزان )) (1/67) : [ إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام ، أبو إسحاق البصري ، مولى بني بحير بن الحارث بن عباد الضبعي ، من رؤوس المعتزلة ، متهم بالزندقة وكان شاعراً أديباً بليغاً ] .
قلت : وقد اتُّهِم النظّامُ بالتشيع ، قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة رضي الله عنهم ، وقال : نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الإمام علي وعيَّنه وعرفت الصحابة ذلك ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما ، وقال : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ] .
إبراهيم بن قَطَن المهريّ القيروانيّ النحوي ، أخو عبد الملك :
قال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ ذكره الزُّبيدي في كتابه( فقال : قرأ إبراهيم النحو قبل أخيه أبي الوليد ، وكان سبب طلب أبي الوليد النحو أن أخاه إبراهيم رآه يوماً وقد مد يده إلى بعض كتبه يقلبه فأخذ أبو الوليد منها كتاباً ينظر فيه ، فجذبه منه وقال له : ما لك ولهذا ؟ وأسمعه كلاماً ، فغضب أبو الوليد لما قابله به أخوه وأخذ في طلب العلم حتى علا عليه وعلى أهل زمانه واشتهر ذكره وسما قدره فليس أحد يجهل أمره ولا يعرف إبراهيم من الناس إلا القليل ، وكان إبراهيم يرى رأي الخوارج الإباضية ، وكان في حدود الخمسين والمائتين تقريباً ] .
وقال عنه الفيروزآبادي في (( البلغة )) (ص 46) : [ لغوي جليل ، وكان إباضياً ] .
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حَمْدون النديم ، أبو عبد الله :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنفي الإمامية ، وقال : هو شيخ أهل اللغة ووجههم ، وأستاذ أبي العباس ثعلب ، قرأ عليه قبل ابن الأعرابي ، وتخرج من يده ] .
أحمد بن عبد الله بن سليمان المعروف بأبي العلاء المعرّيّ :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (18/23) : [ هو الشيخ العلامة شيخ الآداب ... المعري الأعمى ، اللغوي الشاعر ، صاحب التصانيف السائرة ، والمتهم في نحلته ، ولد في سنة ثلاث وستين وثلاث مئة ] .
وقال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ وكان متهماً في دينه ، يرى رأي البراهمة ، لا يرى إفساد الصورة ، ولا يأكل لحماً ، ولا يؤمن بالرسل والبعث والنشور ] .
أحمد بن عبد الوهاب بن يونس القرطبي ، أبو عمر المعروف بابن صلّى الله :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/332) : [ قال ابن الفرضي : كان حافظاً للفقه ، عالماً بالاختلاف ، ذكياً ، بصيراً بالحجاج ، حسن المنظر ، وكان يميل إلى مذهب الإمام الشافعي رحمه الله ، وكان له حظ وافر من العربية واللغة وكان ينسب إلى الاعتزال . مات سنة تسع وستين وثلاثمائة ] .
وقال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ أبو عمر القرطبي الشافعي ، أحمد بن عبد الوهاب بن يونس أبو عمر القرطبي الفقيه الشافعي تلميذ عبيد الشافعي ، كان ذكياً عالماً بالاختلاف لسناً مناظراً نحوّياً لغويّاً وينسب إلى الاعتزال ].
أحمد بن علي بن الحسن ، أبو الرّضا ، المعروف بابن أبي الزُّنبور النّيليّ :
قال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ سكن الموصل ، وكان أديباً فاضلاً قدم دمشق ومدح السلطان صلاح الدين بن أيوب ، وعمر طويلاً ، وتأدب على سعيد ابن الدهان ، وكان من غلاة الرافضة ، وصله صلاح الدين بخمس مائة دينار ... وقال الشيخ شمس الدين : توفي سنة ثلاث عشرة وست مائة ] .
ووصفه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/341) قائلاً : [ اللغوي المصري الشاعر ] .
أحمد بن علي بن معقل المهلبي الحمصي :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (23/222) : [ ابن معقل ، كبير الرافضة النحوي العلامة عز الدين ... أخذ التشيع بالحِلَّة ، والنحو عن الكندي وأبي البقاء ، وله النظم البديع ، والنثر الصنيع ، ... ، نظم (( الإيضاح )) و (( التكملة )) ، وسكن بعلبك في صحبة الملك الأمجد ، ... ، وتخرجوا به في المذهب ، توفي بدمشق في ربيع الاول سنة أربع وأربعين وستمائة ] .
وقال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/348) : [ واتصل بالملك الأمجد فحظي عنده ، وعاش به رافضة تلك البلاد ، وكان وافر العقل ، غالياً في التشيع ، ديناً متزهداً ] .
أحمد بن علي ، أبو بكر الميموني البرْزَنْديّ النحوي :
قال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ ذكره أبو الفتح منصور ابن المعذر النحوي الأصبهاني المتكلم ، وقد ذكر جماعة من المعتزلة النحويين ، ثم قال: وأحمد بن علي النحوي البرزندي الشافعي النحوي المعتزلي ] .
إسماعيل بن عباد بن العباس ، أبو القاسم الملقب بالصاحب كافي الكفاة :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (16/511) : [ الوزير الكبير العلامة ، الصاحب ، أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس الطالقاني الأديب الكاتب ، ... ، وله تصانيف منها في اللغة (( المحيط )) سبعة أسفار ، و (( الكافي )) في الترسل ، وكتاب (( الإمامة )) ، وفيه مناقب الإمام علي ، ويثبت فيه إمامة من تقدمه .
وكان شيعياً معتزلياً مبتدعاً ، تياهاً صلفاً جباراً ، وقيل : إنه ذكر له البخاري ، فقال : ومن البخاري ؟! حشوي لا يعول عليه ، ... ، مات الصاحب في صفر سنة خمس وثمانين وثلاث مئة ، عن تسع وخمسين سنة ]. وقال عنه الثعالبي في (( يتيمة الدهر )) (3/225) : [ ليست تحضرني عبارة أرضاها للإفصاح عن علو محله في العلم والأدب ، وجلالة شأنه في الجود والكرم ، وتفرده بغايات المحسان ، وجمعه أشتات المفاخر ، لأن همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه ، وجهد وصفي يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه ، ولكني أقول هو صدر المشرق ، وتاريخ المجد ، وغرة الزمان ، وينبوع العدل والأحسان ، ومن لا حرج في مدحه بكل ما يمدح به مخلوق ، ولولاه ما قامت للفضل في دهرنا سوق، وكانت أيامه للعلوية والعلماء والأدباء والشعراء ، وحضرته محط رحالهم وموسم فضلائهم ومترع آمالهم ] .
قلت : ومحل الصاحب في علوم اللغة معروف ، ولأهل الفضل مكشوف ، ومصنفاته دالة على ذلك وشاهدة بعلو كعبه وعظم منزلته ، ومن أشهر هذه المؤلفات: (( المحيط في اللغة )) و (( الكشف عن مساوي المتنبي )) و (( جوهرة الجمهرة )) و (( نقض العروض )) و (( ديوانه )) وغيرها كثير وكثير .
بكر بن محمد المازني ، أبو عثمان :
قال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ بكر بن محمد بن بقية المازني ، أبو عثمان النحوي ، ... ، وهو من أهل البصرة ، وهو أستاذ المبرِّد . روى عن أبي عبيدة والأصمعي ، ... ، وكان إمامياً يرى رأي ابن ميثم ، ويقول بالإرجاء ، وكان لا يناظره أحد إلا قطعه ، لقدرته على الكلام ، وكان المبرد يقول : لم يكن بعد سيبويه أعلم من أبي عثمان بالنحو ، وقد ناظر الأخفش في أشياء كثيرة فقطعه ، ... ، مات أبو عثمان فيما ذكره الخطيب في سنة تسع وأربعين ومائتين ، أو ثمان وأربعين ومائتين ، وذكر ابن واضح أنه مات سنة ثلاثين ومائتين ] .
ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب ، أبو الحسن الحلبي النحوي :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (16/511) : [ العلامة أبو الحسن الحلبي ، فقيه الشيعة ، ونحوي حلب ، ومن كبار تلامذة الشيخ أبي الصلاح ، تصدر للإفادة ، وله مصنف في كشف عوار الإسماعيلية وبدء دعوتهم ، وأنها على المخاريق ، فأخذه داعي القوم ، وحمل إلى مصر ، فصلبه المستنصر ، فلا رضي الله عمن قتله ، وأحرقت لذلك خزانة الكتب بحلب ، وكان فيها عشرة آلاف مجلدة ، فرحم الله هذا المبتدع الذي ذب عن الملة ، والأمر لله ] .
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ وكان صلبه في حدود الستين والأربع مائة ] .
الحسن بن أحمد بن عبد الغفار ، الإمام أبو علي الفارسي :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/496) : [ المشهور ، واحد زمانه في علم العربية ، أخذ عن الزّجّاج وابن السّرّاج ومَبْرمان ، وطوف بلاد الشام ، وقال كثير من تلامذته إنه أعلم من المبرد . وبرع من طلبته جماعة كابن جني ، وعلي بن عيسى الرَّبَعِي . وكان متهماً بالاعتزال، ... ، ومن تصانيفه : (( الحجة )) ، (( التذكرة )) ، أبيات الإعراب ، تعليقة على كتاب سيبويه ، المسائل الحلبية ، البغدادية ، القصرية ، البصرية ، الشيرازية ، العسكرية ، الكرمانية - وقد وقعت على غالب هذه المسائل - ، (( المقصور والممدود )) ، (( الأغفال )) ، وهو مسائل أصلحلها على الزجاج ، وغير ذلك . توفي ببغداد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ] .
أبو الحسن البوراني :
قال ياقوت الحموي في (( معجم الأدباء )) : [ ذكره محمد بن إسحاق في نحاة المعتزلة ووصفه بالتدقيق في مسائل (( الكتاب )) لسيبويه ، وكان من طبقة أبي عليٍ الفارسي ] .
الحسن بن عبد الله بن المرزبان ، القاضي أبو سعيد السيرافي :
قال عنه الفيروزآبادي في (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 86) : [ ولي قضاء بغداد وسكن الجانب الشرقي ، وكان أبوه مجوسياً واسمه بهزاد ، فأسلم فسماه ابنه عبد الله ، قرأ النحو على ابن السرّاج وعلى أبي بكر مبرمان ، واللغة على أبي بكر بن مجاهد وابن دريد ، وكان ورعاً عالماً ، يأكل من كسب يده ، ولا يخرج من بيته إلى الحُكم إلا بعد نسخ عشر ورقات يأخذ أخرجتها عشرة
دراهم ، وكان يتجاهر بالاعتزال ، وله تآليف منها (( شرح كتاب سيبويه )) ، وأحسن فيه . مات سنة 368 هـ ] .
قلت : تكاد تُجمع مصادر ترجمة السيرافي على نسبة الاعتزال إليه ، إلا أن الكثير ينص على عدم ظهور ذلك وانكشافه منه ، فلعله كان يخشى إظهار عقيدته خوفاً من التنكيل به !!
الحسن بن محمد بن أحمد بن نجا الإربلي النحوي ، عز الدين الضرير :
قال الذهبي في (( تاريخ الإسلام )) : [ الحسن بن محمد بن أحمد بن نجا ، الإربليّ ، الرافضيّ ، المتكلّم ، الفيلسوف ، العزّ ، الضّرير ، كان بارعاً في العربية والأدب ، رأساً في علوم الأوائل . كان بدمشق منقطعاً في منزله يقرىء المسلمين وأهل الكتاب والفلاسفة . وله حرمة وافرة وهيْبة ] .
قلت : كانت وفاته في ربيع الآخر سنة ستين وستمائة.
الحسن بن محمد بن علي بن رجاء، أبو محمد اللغوي ، المعروف بابن الدهان :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/523) : [ قال ابن النجار والقفطي : أحد الأئمة النحاة المشهورين بالفضل والتقدم ، وكان متبحراً في اللغة ، ويتكلم في الفقه والأصول ، قرأ بالروايات ، ودرس الفقه على مذهب أهل العراق ، والكلام على مذهب المعتزلة ، وأخذ العربية عن الرَّبَعِي ويوسف بن السِّيرافي والرّمانيّ ، وسمع الحديث من أبي الحسين بن بشران وأخيه أبي القاسم ، وحدث باليسير ، أخذ عنه الخطيب التبريزي وغيره . وكان يلقِّب كل من قرأ عليه ، ويتعاطى الترسل والإنشاء ، وكان بذّ الهيئة ، شديد الفقر ، سيء الحال ، يجلس في الحلقة وعليه ثوب لا يستر عورته .مات يوم الاثنين ثالث جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وأربعمائة ] .
الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي :
قال ابن حجر في (( لسان الميزان )) (2/267) : [ الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي الهمذاني ، نزيل حلب . أخذ ببغداد عن أبي بكر بن دريد وأبي بكر بن مجاهد وأبي عمر الزاهد وابن الأنباري وسمع علي أبي العباس بن عقدة وغيره . قال ابن أبي طي : كان إمامياً عالماً بالمذهب ، قلت : وقد ذكر في كتاب (( ليس )) ما يدل على ذلك ، وقال الذهبي في (( تاريخه )) : (( كان صاحب سنة )) ، قلت : يظهر ذلك تقرباً لسيف الدولة صاحب حلب ، فإنه كان يعتقد
ذلك ، وقد قرأ أبو الحسين النصيبي وهو من الإمامية عليه كتابه في الإمامة ، وله تصنيف في اللغة والفراسة وغيرهما ، ... ، مات بحلب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وقيل في التي قبلها ] .
الحسين بن أحمد بن خيران البغدادي :
قال ابن حجر في (( لسان الميزان )) (2/265) : [ ذكره يحيى بن الحسن بن البِطريق في رجال الشيعة وقال : كان أديباً نحوياً قارئاً خبيراً بالقراءات كثير
السماع ، وله أرجوزة جيدة في النحو يقول فيها :
منزلة النحو من الكلام منزلة المِلْح من الطعام
وله رواية عن أحمد بن عيسى بن رشدين ، روى عنه محمد بن أحمد بن شهربار ، وذكره ابن رستم الطبري في كتاب (( بشارة المصطفى بشيعة المرتضى )) ] .
زيد الموصلي النحوي ، المعروف بـ ( مَرْزَكّـة ) :
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ الموصلي الرافضي ، زيد مَرْزَكّة - بفتح الميم وسكون الراء وفتح الزاء وتشديد الكاف - كذا وجدتُهُ مضبوطاً ، موصليّ من قرية من قراها . كان نحويّاً شاعراً أديباً إلاّ أنّه كان رافضيّاً دجّالاً ، ومن شعره الذي أبان فيه عن سوء مذهبه قولُهُ يستطرد بأبي بكر رضي الله عنه من الكامل :
وإذا لِزمْتُ زمامَها قَلِقَتْ قَلَقَ الخِلافةِ في أبي بَكْرِ
وقال يرثي الحسين رضي الله عنه من قصيدة من الطويل :
فلولا بُكاءُ المُزنِ حُزْناً لِفَقْدِهِ
ولو لم يشُقَ الليلُ جِلْبابَه أسى
لمَا جادَنا بَعْدَ الحسينِ غَمامُ
لما انجابَ من بعدِ الحسينِ ظَلامُ
] .
سعيد بن أوس بن ثابت ، أبو زيد الأنصاري :
قال السيوطي عنه في (( بغية الوعاة )) (1/582) : [ الإمام المشهور ، كان إماماً نحوياً ، صاحب تصانيف أدبية ولغوية ، وغلبت عليه اللغة والنوادر
والغريب ، روى عن أبي عمرو بن العلاء ، ورؤية بن العجاج ، وعمرو بن عبيد ، وأبي حاتم السجستاني ، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وعمر بن شبة ، وطائفة ، وروى له أبو داود والترمذي .
وجده ثابت ، شهد أحداً والمشاهد بعدها ، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال السيرافي : كان أبو زيد يقول : كلما قال سيبويه : أخبرني الثقة ، فأنا أخبرته به ...
توفى سنة خمس عشرة ومائتين ، وقيل : أربع عشرة ، وقيل : ست عشرة ، عن ثلاث وتسعين سنة بالبصرة ] .
قلت : رُمي الإمام أبو زيد بالقدر والتشيع . قال ابن حجر في (( تهذيب التهذيب )) (4/5) : [ وقال مسلم في (( الكنى )) : يذكر بالقدر ، وقال النسائي في (( الكنى )) : نسب إلى القدر ، وقال الحاكم في (( المستدرك )) : كان ثقة ثبتاً ، وقال عبد الواحد في (( مراتب النحويين )) : [ كان ثقة مأموناً عندهم ويذكر بالتشيع ، وكان من أهل العدل ] .
وقال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ وكان يُرمى بالقدر ] .
سعيد بن مسعدة ، أبو الحسن ، المعروف بالأخفش الأوسط :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (10/206) : [ الأخفش ، إمام النحو ، أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري مولى بني مُجَاشِع ، أخذ عن الخليل بن أحمد ، ولزم سيبويه حتى برع ، وكان من أسنان سيبويه بل أكبر ، قال أبو حاتم السجستاني : كان الأخفش قدرياً رجل سوء ، كتابه في المعاني صويلح ، وفيه أشياء في القدر ، وقال أبو عثمان المازني : كان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأحذقهم بالجدل ، ... ، مات الأخفش سنة نيف عشرة ومئتين ، وقيل: سنة عشر ] .
وقال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/590) : [ وكان معتزلياً ] .
سليمان بن عبد القوي الطُّوْفي الحنبلي :
قال ابن العماد في (( شذرات الذهب )) (3/39) : [ نجم الدين أبو الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الطوفي الصرصري ثم البغدادي الحنبلي ، الأصولي المتفنن ، ولد سنة بضع وسبعين وستمائة بقرية طوفا من أعمال صرصر ، وحفظ بها (( مختصر الخرقي )) في الفقه ، و (( اللمع )) في النحو لابن جنى... وقرأ العربية والتصريف على أبي عبد الله محمد بن الحسين الموصلي ... وقرأ على أبي حيان النحوي مختصره لكتاب سيبويه ، ... ، وشرح مقامات الحريري في مجلدات وغير ذلك ، وكان مع ذلك كله شيعياً منحرفاً في الاعتقاد عن السنة حتى أنه قال في نفسه أشعري حنبلي رافضي هذه إحدى العبر ووجد له في الرفض قصائد ويلوح به في كثير من تصانيفه حتى أنه صنف كتاباً سماه (( العذاب الواصب على أرواح النواصب )) ] . وقال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/599) : [ قال الصفدي : كان فقيهاً شاعراً أديباً ، فاضلاً قيماً بالنحو واللغة والتاريخ ، مشاركاً في الأصول ، شيعياً يتظاهر بذلك ، وجد بخطه هجو في الشيخين ، ففوض أمره إلى بعض القضاة ، وشهد عليه بالرفض ، فضرب ونفى إلى قوص ، فلم ير منه بعد ذلك ما يشين ، ولازم الاشتغال وقراءة الحديث ، ... ، مات في رجب سنة عشر وسبعمائة - وبخط ابن مكتوم - سنة إحدى عشرة ] .
ظالم بن عمرو بن ظالم ، أبو الأسود الدُّؤَليّ ، مؤسس علم النحو :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (4/81) : [ أبو الأسود الدُّؤَلي، ويُقال الديلي ، العلامة الفاضل قاضي البصرة ، واسمه ظالم بن عمرو على الأشهر ، ولد في أيام النبوة ، ... ، قال أحمد العجلي: ثقة ، كان أول من تكلم في النحو.
وقال الواقدي : أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال غيره : قاتل أبو الأسود يوم الجمل مع علي بن أبي طالب ، وكان من وجوه الشيعة ، ومن أكملهم عقلاً ورأياً ، ... ، قال يحيى بن معين : مات أبو الأسود في طاعون الجارِف سنة تسع وستين ، وهذا هو الصحيح ] .
وقال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/22) : [ أول من أسس النحو ، ... ، كان من سادات التابعين ، ومن أكمل الرجال رأيا ً، وأسدهم عقلاً ، شيعياً شاعراً ، سريع الجواب، ثقة في حديثه ] .
وقال الصفديُّ في (( الوافي بالوفيات )) : [ تابعي ، شيعي ، شاعر ، نحوي ] .
قلت : وقد نسبه لشيعة سيدنا علي الأصبهانيُّ في (( الأغاني )) (12/346) بقوله : [ وكان من وجوه شيعة سيدنا علي ] .
عبد الله بن محمد بن أحمد الحسيني النيسابوري :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/54) : [ قال ابن حجر: كان بارعاً في الأصول والعربية . دَرّس بالأسدية بحلب ، وكان أحد أئمة المعقول ، حسن الشيبة ، يتشيع .مات سنة ست وسبعين وسبعمائة ] .
عبد الله بن محمد بن هارون الأندلسي المالكي النحوي ، أبو محمد :
قال عنه السيوطيُّ في (( بغية الوعاة )) (2/60) : [ نزيل تونس ، ولد سنة ثلاث وستمائة ، وأخذ النحو عن الدَّبَّاج والشَّلَوْبِين ، ولازم خال أمه عصام بن خلصة ، وقرأ القرآن على جده لأمه محمد بن قادم المَعافريّ ، وسمع من أبي القاسم بن بقيّ وغيره . وهو من بيت علم وجلالة ، برع في النحو واللغة وسائر علوم الآداب والتواريخ ، وله نظم ونثر كثير . وكان شديد التشيع ، اختلط قبل موته قليلاً . وانفرد بعلو الإسناد، وروى عنه أبو حيان والوادي آشي وجماعة . ومات سنة ثنتين وسبعمائة ] .
وقال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ وقال قاضي القضاة العلامة تقي الدين السبكي : رأيت بخط ناصر الدين بن سلمة الغرناطي : شيخنا ابن هارون فيه تشيعٌ وانحرافٌ عن معاوية وابنه ، يطعن فيهما نظماً ونثراً ] .
قلت : وله ترجمة في (( الدرر الكامنة )) (3/87) .
عبد الرحمن بن إسحاق ، أبو القاسم الزجّاجيّ :
قال الفيروزآبادي في (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 131) : [ أبو القاسم النحوي ، تلميذ الشيخ أبي إسحاق الزجاج ، قرأ عليه ، ونُسب إليه ، ... ، ومن تصانيفه : كتاب (( الجُمل )) في النحو ، وكتاب (( شرح خطبة أدب الكاتب )) ، وكتاب (( الأمالي )) ، وكان متشيعاً مدرساً بجامع بني أمية بدمشق ، كان يغسل مكان درسه لأجل تشيعه ، وكان حسن الشارة ، مليح البزّة . لما صنف (( الجمل )) لم يضع مسألة إلا وهو على طهارة . توفي بطبرية سنة 340 هـ ] .
عبد العزيز بن حكم بن أحمد ، أبو الأصبغ القرطبي :
قال عنه ابن الفرضي في (( تاريخ علماء الأندلس )) : [ كانَ عالِماً بالنَحو والغَرِيب والشّعر ، شاعِراً مائلاً إلى الكلام والنظر ، شُهِر بانتِحال مَذْهَب ابن مَسَرّة ، فغضَ ذلك منه . وكانَ أديباً حليماً ، حدّث وسمعَ منه . قالَ لي : وُلِدْتُ سنة عشرة وثلاثُ مائةٍ - أحسبه قالَ في شوّال - ، وتُوفّي لَيْلَة السّبت لاثنَتي عشْرة لَيلة بَقِيَت من المحرّم سنة سَبْع وثمانين وثلاثِ مائة ] .
عبد العزيز بن العباس ، أبو أحمد النحوي :
قال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ من أصحاب أبي علي
الفارسي ، وصحب عضد الدولة ، وكان من جلسائه وأعيان أصحابه ، وكان معتزلياً ] .
عبيد الله بن محمد بن أبي بُرْدة النحوي اللغوي ، أبو محمد القَصري :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/127) : [ من قصر الزيت بالبصرة ، معتزلي ، ولي قضاء فارس . وصنف (( الانتصار لسيبويه على المبرد )) ، ومسائل سألها أبا عبد الله البصري في إعجاز القرآن ، وغير ذلك ] .
وقال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ نحوي ، لغوي ، معتزلي ] .
قلت : وله ترجمة في (( معجم البلدان )) .
عثمان بن جِنِّي ، أبو الفتح النحوي :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/132) : [ من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف ، وعلمه بالتصريف أقوى وأكمل من علمه بالنحو ، وسببه أنه كان يقرأ النحو بجامع الموصل ، فمر به أبو علي الفارسي ، فسأله عن مسألة في التصريف ، فقصر فيها ، فقال له أبو علي : زَبَّبْتَ قبل أن تحصرَم ، فلزمه من يومئذ مدة أربعين سنة ، واعتنى بالتصريف ، ولما مات أبو علي تصدر ابن جني مكانه ببغداد ، وأخذ عنه الثمانيني وعبد السلام البصري وأبو الحسن السمسمي .
قال في (( دمية القصر )) : (( وليس لأحد من أئمة الأدب في فتح
المقفلات ، وشرح المشكلات ما له ، سيما في علم الإعراب ، فقد وقع منها على ثمرة الغراب )) . وكان يحضر عند المتنبي ويناظره في شيء من النحو من غير أن يقرأ عليه شيئاً من شعره ، أنفة وإكباراً لنفسه ، وكان المتنبي يقول فيه : هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس .
صنف: (( الخصائص )) في النحو ، (( سر الصناعة )) ، شرح تصريف المازني ، شرح مستغلق الحماسة ، شرح المقصور والممدود ، شرحان على ديوان المتنبي ، (( اللمع )) في النحو ، ذا القدّ ، جمعه من كلام شيخه الفارسي ، المذكر والمؤنث ، محاسن العربية ، المحتسب في إعراب الشواذ ، شرح الفصيح ، وغير ذلك .
مولده قبل الثلاثين وثلاثمائة ، ومات لليلتين بقيتا من صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ] .
قلت : وكان ابن جني معتزلياً مثل شيخه أبي علي الفارسي ، صرح بذلك السيوطي في (( المزهر )) (1/14) فقال : [ وقال ابن جني في (( الخصائص )) ، وكان هو وشيخه أبو علي مُعتَزليَّين ] .
علي بن الحسين ، أبو الفرج الأصبهاني ، صاحب كتاب (( الأغاني )) :
قال الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (16/201) : [ أبو الفرج ، علي بن الحسين بن محمد القرشي الأموي الأصبهاني الكاتب، مصنف كتاب ((الأغاني )) ، ... ، كان بحراً في نقل الآداب ، ... ، وكان بصيراً بالأنساب وأيام العرب ، جيد الشعر . قال أبو علي التنوخي : كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأخبار والأغاني والمسندات والنسب ما لم أرقط من يحفظ مثله، ويحفظ اللغة والنحو والمغازي ، ... ، والعجب أنه أموي شيعي ، ... ، مات في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاث مئة ، وله اثنتان وسبعون سنة ] .
وقال ابن خلكان في (( وفيات الأعيان )) (3/307) : [ قال التنوخي : ومن المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصبهاني ، كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والأحاديث المسندة والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله ، ويحفظ دون ذلك من علوم أخر منها اللغة والنحو ] .
علي بن عبد القادر المراغي المعتزلي شرف الدين :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/176) : [ قال التقي ابن الكرماني : كان فاضلاً في العلوم العقلية والعربية ، ويقرأ (( الكشاف )) ، و (( المنهاج )) في الأصول ، بارعاً في الطب والنجوم ، معتزليا ً، ونسب إلى رفض ، فرفع إلى حاكم وعُزِّرَ واستتيب . وكان صوفياً بخانقاه السميساطية ، فأخرج منها وأنزل بخانقاه خاتون ، فاستمر إلى أن مات سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ] .
علي بن عيسى بن علي ، أبو الحسن الرُّمّاني :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/180) : [ وكان يُعرف أيضاً بالإخشيدي ، وبالورّاق ، وهو بالرماني أشهر ، كان إماماً في العربية ، علامة في الأدب في طبقة الفارسي والسيرافي ، معتزلياً . ولد سنة ست وسبعين ومائتين، وأخذ عن الزجاج وابن السراج وابن دريد .قال أبو حيان التوحيدي : (( لم ير مثله قط علماً بالنحو وغزارة بالكلام ، وبصراً بالمقالات ، واستخراجاً للعويص ، وإيضاحاً للمشكل ، مع تأله وتنزه ودين وفصاحة ، وعفاف ونظافة )) ، ... ، صنف الرماني : التفسير ، الحدود الأكبر ، الأصغر ، شرح أصول ابن السراج ، شرح موجزه ، شرح سيبويه ، شرح مختصر الجرمي ، شرح الألف واللام للمازني ، شرح المقتضب ، شرح الصفات ، معاني الحروف ، وغير ذلك . مات في حادي عشر جمادى الأولى سنة أربع وثماني وثلاثمائة ] .
وقال الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (16/533) : [ علي بن عيسى الرماني النحوي المعتزلي ، ... ، وكان يتشيع ويقول : علي أفضل الصحابة ، ... ، أصله من سر من رأى ، ومات ببغداد ، وكان من أوعية العلم على بدعته ].
علي بن عبد الملك بن سليمان بن دهثم الفقيه ، أبو الحسن الطرسوسي :
قال عنه الذهبي في (( تاريخ الإسلام )) : [ نزيل نيسابور ، كان أديباً فصيحاً ، إلا أنه متهاوناً بالسماع والرواية . روى عن أبي خليفة الجمحي ، وأبي علي الموصلي ، وعمر بن سنان المنبجي ، ... ، قال الحاكم : وكان معتزلياً ] .
قلت : له ترجمة في (( الوافي بالوفيات )) ، وفيها قال الصفدي أنه توفي سنة 384 هـ .
علي بن محمد بن العباس ، أبو حيان التوحيدي :
قال الفيروزآبادي في (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 145) : [ كان إماماً في اللغة والنحو ، صحب السيرافي والصاحب بن عباد وله حط عليه كثير وكلام على أبي علي ، ومصنفاته مشهورة مات سنة أربع عشرة وأربعمئة بشيراز ] .
وكان أبو حيان معتزلياً من تلاميذ علي بن عيسى الرماني ، قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ وكان متفنناً في جميع العلوم من النحو واللغة والشعر والأدب والفقه والكلام على رأي المعتزلة ، وكان جاحظياً يسلك في تصانيفه مسلكه ويشتهي أن ينتظم في سلكه ، فهو شيخ في الصوفية وفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة ]
قلت : ولأجل اعتزاله وتصوّفه شنّع عليه بعضهم ونسبه للزندقة والضلال ، فقال عنه الذهبي في (( السير )) (17/119) : [ أبو حيان التوحيدي ، الضال
الملحد ، ... ، كان أبو حيان هذا كذاباً قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل ولقد وقف سيدنا الوزير الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد ، فطلبه ليقتله فهرب والتجأ إلى أعدائه ونفق عليهم تزخرفه وإفكه ثم عثروا منه على قبيح دخلته وسوء عقيدته وما يبطنه من الإلحاد ويرومه في الإسلام من الفساد وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح فطلبه الوزير المهلبي فاستتر منه ومات في الاستتار ] .
ولقد دافع الإمام تاج الدين السبكي عن أبي حيان وَرَدَّ تُهَم الذهبي هذه التي لا دليل عليها ، فقال في (( طبقات الشافعية الكبرى )) (5/288) : [ الحامل للذهبي على الوقيعة في التوحيدي مع ما يبطنه من بغض الصوفية هذان الكلامان، ولم يثبت عندي إلى الآن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه ، ووقفت على كثير من كلامه فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس مزدرياً بأهل عصره لا يوجب هذا القدر أن ينال منه هذا النيل ، وسئل الشيخ الإمام الوالد رحمه الله عنه فأجاب بقريب مما أقول ] .
علي بن محمد بن علي بن أحمد العِمراني الخوارزمي ، أبو الحسن :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/195) : [ يُلقب حجة الأفاضل وفخر المشايخ ، قال ياقوت : سيد الأدباء ، وقدوة مشايخ الفضل ، المحيط بأسرار الأدب ، والمطلع على غوامض كلام العرب ، قرأ على الزمخشري فصار أكبر أصحابه ، وأوفرهم حظاً من غرائب آدابه ، لا يشق غباره في الخط واللفظ ، ولا يسمح عذاره في كثرة السماع والحفظ ، سمع الحديث من الزمخشري وغيره ، وكان ولوعاً بالسماع كتوباً ، وجعل في آخر عمر أيامه مقصورة على نشر العلم وإفادته لطالبيه ، وفزع الناس إليه في حل المشكلات وشرح المعضلات ، وهو مع العلم الغزير والفضل الكثير علم في الدين ، والصلاح المتين ، وآية في الزهد ، معتزلي . صنف : التفسير ، اشتقاق الأسماء ، المواضع والبلدان . مات نحو سنة ستين وخمسمائة ] .
علي بن محمد بن علي الأستراباذي :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/197) : [ المشهور بالفصيحيّ ، لتكراره على فصيح ثعلب ، قرأ النحو على عبد القاهر الجرجاني ، وقرأ عليه ملك النحاة ، ودرس النحو بالنظامية بعد الخطيب التبريزي ، ثم اتهم بالتشيع ، فقيل له في
ذلك ، فقال : لا أجحد ، أنا متشيع من المفرق إلى القدم ، فأخرج ورُتِّب مكانه أبو منصور الجواليقي ، فكان يقصده التلامذة للقراءة عليه ، فيقول لهم : منزلي الآن بالكِراء ، والخبز بالشراء ، وأنتم تدخرون ، اذهبوا إلى من عزلنا به . روى عنه السِّلفي وجالسه . مات يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة ببغداد ] .
علي بن محمد بن محمد الحِلِّي ، أبو الحسن :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/199) : [ قال ياقوت : كان عارفاً بالنحو واللغة ، حسن الفهم ، جيد النقل ، حريصاً على تصحيح الكتب ، لم يضع قط في طرسه إلا ما وعاه قلبه وفهمه لبه ، وكان يجيد قول الشعر ، وكان نصيرياً ، وله تصانيف .مات في حدود سنة ست وستمائة . وقال ابن النجّار : قرأ النحو على ابن الخشّاب ، واللغة على ابن العصار ، وتفقه على مذهب الشيعة ، وبرع فيه ودرّسه ، وكان متديناً مصلياً بالليل ، سخياً ذا مروءة ، ثم سافر إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقام بها ، وصار كاتباً لأميرها ، ثم قدم الشام ، ومدح السلطان صلاح الدين ]( ) .
عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي ، أبو البركات :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/215) : [ من أئمة النحو واللغة والفقه والحديث ، ولد سنة ثنتين وأربعين وأربعمائة ، وأخذ النحو عن زيد بن علي الفارسي ، وعنه ابن الشجري ، قال السمعاني : وكان خشن العيش ، صابراً على الفقر ، قانعاً باليسير ، زيدياً جارودي المذهب . سمع الخطيب البغدادي وابن النَّقور، ومنه الحافظ ابن عساكر وغيره . قال يوسف بن مَقْلد : قرأ عليه جزءاً فمر بي ذكر عائشة فترضيت عنها ، فقال : أتدعو لعدو علي ! فقلت : حاشا وكلا ، ما كانت عدوته . وحج مع أبي طالب الهرماس فصرح له بالقول بالقدر وخلق
القرآن ، فشق على أبي طالب ، وقال : إن الأئمة على غير ذلك ، فقال له : إن أهل الحق يعرفون بالحق ، ولا يعرف الحق بأهله . صنف شرح (( اللمع )) وغيره . ومات سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ] . وقال عنه ابن حجر في (( لسان الميزان )) (4/280) : [ عمر بن إبراهيم العلوي الزيدي الكوفي الحنفي الشيعي المعتزلي ] .
عمرو بن بحر بن محبوب ، أبو عثمان الجاحظ :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/228) : [ من أهل البصرة ، أحد شيوخ المعتزلة ، له كتاب (( البيان والتبيين )) ، وكتاب (( الحيوان )) ، وكتاب (( العُرجان والبُرصان والقُرعان )) . توفي في المحرم سنة خمس وخمسين ومائتين وقد جاوز التسعين ] .
وصفه الزركلي في (( الأعلام )) (5/74) بقوله : [ كبير أئمة الأدب ] ، وهو جدير بذلك ، ومن اطلع على مصنفاته تيقّن علو كعبه ، وعظيم مقامه . ومما قاله فيه ياقوتُ في (( معجم الأدباء )) : [ سمع من أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري ، وأخذ النحو عن الأخفش أبي الحسن وكان صديقه ، وأخذ الكلام عن النظام ، وتلقف الفصاحة من العرب شفاهاً بالمربد ] .
فَنّاخسرو بن الحسن بن بُويه عضد الدولة ، أبو شجاع
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/247) : [ أحد العلماء بالعربية
ولأدب ، وكان فاضلاً نحوياً شيعياً ، له مشاركة في عدة فنون ، وله في العربية أبحاث حسنة وأقوال . نقل عنه ابن هشام الخضراوي في (( الإفصاح )) أشياء ، وكان كامل العقل ، غزير الفضل ، حسن السياسة ، شديد الهيبة ، بعيد الهمة ، ذا رأي ثاقب ، محباً للفضائل ، تاركاً للرذائل ، باذلاً في أماكن العطاء ، ممسكاً في أماكن الحزم ، له في الأدب يد متمكنه ، ويقول الشعر الجيد. تولى ملك فارس ، ثم ملك الموصل وبلاد الجزيرة ، ودانت له العباد والبلاد ، وهو أول من خطب له على المنابر بعد الخليفة ، وأول من لقب في الإسلام (( شاهنشاه )) . وله صنف أبو علي الفارسي (( الإيضاح )) و (( التكملة )) ، وهو الذي أظهر قبر علي بن أبي طالب بالكوفة ، وبنى عليه المشهد ] .
قلت : سعى إليه المتنبي ومدحه بقصائد عدة ، منها القصيدة الهائية التي يقول فيها :
وَقَد رَأَيتُ المُلوكَ قاطِبَةً وَسِرتُ حَتّى رَأَيتُ مَولاها
وكانت وفاة عضد الدولة سنة 372 هـ ببغداد .
قَنبر بن محمد بن عبد الله العجمي :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة )) (2/265) : [ قال ابن حجر: كان عارفاً بالمعقولات ، وكان يُنبَز بالتشيع ، أقرأ بالجامع الأزهر . ومات في شعبان سنة إحدى وثمانمائة ].
محمد بن آدم بن كمال ، أبو المظفر الهروي النحوي :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/7) : [ قال عبد الغافر الفارسي في (( تاريخ نيسابور )) المسمى بـ (( السياق )) : أستاذ كامل ، إمام في الأدب والنحو والمعاني ، وبرز على أقرانه ومن تقدمه باستخراج المعاني ، وشرح الأبيات والأمثال . قرأ على الأستاذ أبي بكر الخوارزمي وأبي العلاء صاعد وغيرهما ، وتصدر لإقراء النحو والصرف والتفسي ر، ولم يحدث لاشتغاله بغيره لا لعدم سماعه . وله في الأصول يد على طريقة أهل العدل. شرح الحماسة ، وديوان المتنبي ، والإصلاح ، وأمثال أبي عبيدة ، وغير ذلك . مات بغتة سنة أربع عشرة وأربعمائة ] .
محمد بن أحمد بن حمدون الخولاني القرطبي ، أبو عبد الله :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/22) : [ قال ابن الفرضي: كان عالماً باللغة ، بليغاً لسناً ، حافظاً للأخبار والأنساب ، سمع قاسم بن أصبغ ، وابن أيمن . وكان مشهوراً باعتقاد مذهب ابن مسرة . ولد في جمادى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة ، ومات يوم الثلاثاء لثمان بقين من شوال سنة ثمانين وثلاثمائة ] .
محمد بن أحمد بن سهل الواسطي ، المعروف بابن الخالة :
قال الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (18/235) : [ ابن الخالة ، العلامة شيخ الأدب ، أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران الواسطي ، اللغوي ، الحنفي ، المعدل ، ... ، قال أبو سعد السمعاني : كان الناس يرحلون إليه لأجل اللغة ، وهو مكثر من رواية كتبها .
وقال خميس الحوزي : قرأ كتاب سيبويه على ابن كردان ، ولازم حلقة الشيخ أبي إسحاق الرفاعي ، تلميذ السيرافي ، فكان يقول : قرأت عليه من أشعار العرب ألف ديوان .
قال : وكان جيد الشعر ، معتزلياً ، ... ، وقال أحمد بن صالح الجيلي : كان أحد شهود واسط ، وكان عالماً بالأدب ، راوية له ، ثقة ، بارعاً في النحو ، صار شيخ العراق في اللغة في وقته ، وانتهت الرحلة إليه في هذا العلم ، ... ، مات في نصف رجب سنة اثنتين وستين وأربع مئة ] .
محمد بن أحمد - وقيل محمد – بن عبد الله ، المعروف بالمفَّجع:
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ من كبار النحاة ، كان شاعراً مفلقاً وشيعياً متحرقاً ، وبينه وبين ابن دريد مهاجاة ، وصنف كتاب (( الترجمان )) ، و (( عرائس المجالس )) ، و (( المتقدمين في الأيمان )) ، توفي سنة عشرين وثلاث مائة ، وقال ياقوت : محمد بن أحمد ].
محمد بن بحر الأصفهاني الكاتب ، أبو مسلم :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/59) : [ كان نحوياً كاتباً بليغاً ، مترسلاً جدلاً ، متكلماً معتزلياً ، عالماً بالتفسير وغيره من صنوف العلم ، وصار عالم أصبهان وفارس ، له (( جامع التأويل لمحكم التنزيل )) ، أربعة عشر مجلداً ، على مذهب المعتزلة ، و (( الناسخ والمنسوخ )) ، وكتاب في النحو ، وجامع رسائله . مولده سنة أربع وخمسين ومائتين ، ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ] .
محمد بن سالم الأطرابُلُسي ، المعروف بالعَقعَق :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/108) : [قال الزُّبيدي : كان مترسلاً شاعراً ، صاحب نحو ولغة ، مع علم بالجدل ونظر فيه ، وكان معتزلياً . وقال الشيخ مجد الدين الشيرازي في (( البلغة )) : لغوي نحوي ، جدلي ، شاعر ، معتزلي ] .
محمد بن طويس القَصْرِيّ :
قال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ هو من النحويين المعتزلة ، أحد تلاميذ أبي علي الفارسي ، أملَى عليه المسائل القصريات وبه سميت ، وأظنه من قصر ابن هبيرة من نواحي الكوفة ] .
محمد بن علي بن محمد بن مِهْرَايزد النحوي ، المعلم الأصبهاني ، أبو مسلم :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/188) : [ صنف التفسير ، وكان عارفاً بالنحو ، غالياً في الاعتزال ، وهو آخر من حدث عن ابن المقرئ . مات سنة تسع وخمسين وأربعمائة ] .
محمد بن المستنير ، أبو علي النحوي ، المعروف بقُطْرُب :
قال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ محمد بن المستنبر بن أحمد ، أبو على المعروف بقطرب ، البصري النحوي اللغوي ، سمي قطرباً لأنه كان يبكر إلى سيبويه للأخذ عنه ، فإذا خرج سيبويه سحراً رآه على بابه فقال له يوماً : ما أنت إلا قطرب ليل ، والقطرب دويبة تدب ولا تفتر فلقب بذلك ، وهو أحد أئمة النحو واللغة ، أخذ النحو عن سيبويه ، وأخذ عن عيسى بن عمر وجماعة من علماء البصرة ، وأخذ عن النظام المتكلم إمام المعتزلة وكان على مذهبه ] .
وقال السيوطي في ترجمته (( بغية الوعاة )) (1/242) : [ وكان يرى رأي المعتزلة النّظّامية ] .
محمد بن مسعود ، أبو يعلى الهروي :
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ أبو يعلى الأديب اللغوي ، قال ابن النجار: شيخ فاضل ، حسن المعرفة باللغة والأدب ، وهو كرامي المذهب ، لقيته بقرية غروان من مالين وكتبت عنه من شعره ] .
محمد بن مكرم بن علي ، ( ابن منظور الإفريقي ) صاحب لسان العرب :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/248) : [ صاحب (( لسان العرب )) في اللغة ، الذي جمع فيه بين (( التهذيب )) و (( المحكم )) و (( الصحاح )) وحواشيه و (( الجمهرة )) و (( النهاية )) . ولد في المحرم سنة ثلاثين وستمائة ، وسمع من ابن المقيّر وغيره ، وجمع ، وعمر ، وحدّث . واختصر كثيراً من كتب الأدب المطولة كـ (( الأغاني )) و (( العقد )) و (( الذخيرة )) و (( مفردات )) ابن البيطار . ونقل أن مختصراته خمسمائة مجلد ، وخدم في ديوان الإنشاء مدة عمره ، وولي قضاء طرابلس ، وكان صدراً رئيساً ، فاضلاً في الأدب ، مليح الإنشاء ، روى عنه السبكي والذهبي . وقال : تفرد في العوالي ، وكان عارفاً بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة ، واختصر (( تاريخ دمشق )) في نحو ربعه ، وعنده تشيع بلا رفض . مات في شعبان سنة إحدى عشرة وسبعمائة ] .
محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي المصري ، أبو بكر :
ترجمه ياقوت في (( معجم الأدباء )) فقال عنه : [ كان عارفاً بالنحو والمعاني والقراءة والغريب والإعراب والأحكام وعلوم الحديث والرواية ، واعتني بالنحو والغريب حتى لقب بسيبويه لذلك ، وله معرفة بأخبار الناس والنوادر والأشعار والفقه على مذهب الشافعي ، جالس ابن الحداد الفقيه الشافعي وتتلمذ له ، وسمع من أبي عبد الرحمن النسائي وأبي جعفر الطحاوي ، وكان يتكلم في الزهد وأحوال الصالحين ، عفيفاً متنسكاً ويظهر الاعتزال ، اجتمعت فيه أدوات الأدباء والفقهاء والصلحاء والعباد والمتأدبين ، وبلغ بذلك مبلغاً جالس به الملوك ، وكان يظهر الكلام في الاعتزال في الأسواق فيتحمل لما هو عليه من العلم ، ... ، مات في صفر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة بمصر ، وولد سنة أربع وثمانين ومائتين ] .
محمد بن موسى الواسطي ، أبو علي :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/253) : [ قال ابن يونس : قدم على مصر ، وكان من أهل العلم باللغة وتفسير القرآن ، ظاهرياً يرمي بالقدر ، ولى قضاء الرملة . ومات بمصر في النصف من ربيع الأول سنة عشرين وثلاثمائة ] .
محمد بن يحيى بن علي بن مسلم ابن موسى بن عمران الحنفي الزبيدي
أبو عبد الله النحوي :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ كانت له معرفة بالنحو واللغة والأدب ، صحب الوزير ابن هبيرة مدة وقرأ عليه ، وكان صبوراً على الفقر لايشكو حاله ، ... ، وكان يحكى عنه أنه على مذهب السليمانية] .
محمود بن جرير الضبيّ الأصبهاني النحوي ، أبو مضر :
قال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ كان يلقب فريد العصر ، وكان وحيد دهره وأوانه في علم اللغة والنحو والطب ، يضرب به المثل في أنواع الفضائل ، أقام بخوارزم مدة وانتفع الناس بعلومه ومكارم أخلاقه وأخذوا عنه علماً كثيراً ، وتخرج عليه جماعة من الأكابر في اللغة والنحو ، منهم الزمخشري ، وهو الذي أدخل على خوارزم مذهب المعتزلة ونشره بها ، فاجتمع عليه الخلق لجلالته وتمذهبوا
بمذهبه ، ... ، مات بمرو سنة سبع وخمسمائة ] .
محمود بن عمر بن محمد الزّمخشري ، أبو القاسم جار الله :
قال الفيروزآبادي في (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 220) : [ أبو القاسم الزمخشري الخوارزمي جار الله ، العلامة إمام اللغة والنحو والبيان بالاتفاق] .
وقال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ كان إماماً في التفسير والنحو واللغة والأدب ، واسع العلم كبير الفضل متفنناً في علوم شتىً ، معتزل المذهب متجاهراً بذلك ، ... ، توفي أبو القاسم الزمخشري بقصبة خوارزم ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ] .
وللزمخشري رحمه الله مصنفات عدة( ) ، أشهرها تفسيره (( الكشّاف )) ، و (( المفصل )) في النحو ، و (( شرح أبيات الكتاب )) ، و (( الأنموذج )) في النحو ، و (( ربيع الأبرار )) ، وغيرها كثير وكثير .
قلت : ومن عرف حال الزمخشري وقدره في علوم اللغة ، تيقّن تعصب أبي حيان الأندلسي في (( البحر المحيط )) عندما قال عن الزمخشري : [ وأعجب لعجمي ضعيف في النحو ... ] !!!!
فهل إمام النحو ، وحامل رايته ، ومدرك غايته ، يُقال عنه : ضعيف
في النحو ؟!!!!
معاذ بن مسلم الهَرَّاء ، أبو مسلم :
قال الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (8/482) : [ شيخ النحو ، أبو مسلم الكوفي النحوي ، الهرّاء ، مولى محمد بن كعب القُرَظِي ، ... ، وكان شيعياً
معمراً ، ... ، توفي سنة سبع وثمانين ومئة ] .
وفي (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 222) : [ معاذ بن مسلم الهرّاء الكوفي ، من أعيان النحاة ، مولى محمد بن أحمد القُرَظي ، أخذ عنه الكسائي وغيره ، روى الحديث عن جعفر بن محمد الصادق ، وكان يبيع الثياب الهروية فلذلك قيل له الهراء ] .
مَعْمَر بن المثنى اللغوي البصري ، أبو عبيدة :
قال ابن حجر في (( لسان الميزان )) (7/395) : [ معمر بن المثنى أبو عبيدة ، النحوي العلامة التيمي مولاهم البصري اللغوي ] .
وقال الذهبي في (( ميزان الاعتدال )) (6/483) : [ معمر بن المثنى ، أبو عبيدة صاحب اللغة ، مات سنة عشر ومائتين ، قال الجاحظ : لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة ، وقال يعقوب بن شيبة : سمعت ابن المديني يصحح رواية أبي عبيدة ، وقال المبرِّد : كان أكمل القوم ، وقال الدارقطني : لا بأس به إلا أنه يتهم بشيء من رأي الخوارج ، ويتهم بالأحداث] .
المفضل بن محمد بن مسعر المعريّ ، أبو المحاسن التنوخي :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/297) : [ القاضي الأديب النحوي ، دخل بغداد ، وأخذ عن علي بن عيسى الربعي ، ومحمد بن أشرس النحوي ، وعلي بن عبد الله الدقيقي . وسمع والده ، وأبا عمر بن مهدي ، وحدث بدمشق ، وناب في القضاء بها ، وولي قضاء بعلبك ، وقرأ الفقه على القدوري والصيمري . وكان معتزلياً شيعياً ، يضع من الشافعي ، وصنف كتاباً في الرد عليه ، وتاريخاً للنحاة ، وقفت عليه . مات سنة ثنتين - أو ثلاث - وأربعين وأربعمائة ] .
منصور بن محمد التميمي الأصبهاني ، أبو الفتح :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ كان نحوياً أديباً متكلماً ،
كثير الرواية ، حريصاً على العلم ، قدم بغداد واستوطنها ، وقرأ بها العربية ، وصحب الصاحب بن عباد ، وكان معتزلياً متظاهراً بالاعتزال ، وصنف كتاب ذم الاشاعرة ، مات يوم السبت ثامن عشرة جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ] .
ناصر بن عبد السيّد بن علي المُطَرِّز ، أبو الفتح المُطَرِّزيّ شارح مقامات الحريري :
قال ابن شاكر الكتبي في (( فوات الوفيات )) (4/182) مترجماً له : [ ناصر بن عبد السيد بن علي ، أبو الفتح المطرزي الأديب الخوارزمي ، من أعيان مشايخ خوارزم في علم الأدب ، قرأ على والده وبرع في معرفة النحو واللغة وصار أوحد زمانه ، وصنف كتباً حساناً ، وكان شديد التعصب ، داعية إلى الاعتزال .
مولده سنة ست وثلاثين وخمسمائة ووفاته سنة عشر وستمائة ، وصنف شرحاً للمقامات الحريرية وكتاب (( المُغْرِب )) ، وتكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها الفقهاء الحنفية ، وهو لهم مثل الأزهري للشافعية ، ومقدمة في النحو ، و الإقناع في اللغة ، ومختصر إصلاح المنطق . ولما مات رثي بثلاثمائة قصيدة بالعربي وبالعجمي ، وكان يُقال : هو خليفة الزمخشري ، وكان سائر الذكر مشهور
السمعة ، وانتفع الناس به وأخذوا عنه ] .
وقال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (22/28) : [ شيخ المعتزلة ، أبو الفتح ناصر بن عبد السيد بن علي الخوارزمي الحنفي النحوي ، صاحب (( المقدمة اللطيفة )) ، كان رأسا في فنون الأدب ، داعية إلى الاعتزال ].
نشوان بن سعيد اليمني الحميري ، أبو سعيد :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/312) : [ الفقيه العلامة المعتزلي النحوي اللغوي ، كذا ذكره الخَزْرجي ، وقال : كان أوحد أهل عصره ، وأعلم أهل دهره ، فقيهاً نبيلاً ، عالماً متفنناً ، عارفاً بالنحو واللغة والأصول والفروع والأنساب والتواريخ وسائر فنون الأدب، شاعراً فصيحا بليغاً مفوهاً .صنف : شمس العلوم في اللغة ، ثمانية أجزاء ، ... ، وقال غيره : مات بعد عصر يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ] .
هارون بن موسى القارئ الأعور النحوي :
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ القارئ الأعور ، هارون بن موسى النحوي الأزدي ، مولاهم ، أبو موسى البَصري الأعور ، صاحب القراءة
والعربية ، وثّقَه الأصمعي ويحيى بن مَعِين ، وتوفي في حدود السبعين والمائة ، وروى له البخاري ومسلم ، وقال الخطيب : كان هارون يهوديّاً ، فأسلم وطلب القِراءَة ، فكان رأساً ، وحدّث وحَفِظ النحو ، ناظره يوماً إنسان في مسألة ، فغلب هارون ، فلم يدر المغلوب ما يصنع ، فقال له : أنت كنت يهودياً فأسلمت ، فقال له هارون : فبئسَ ما صنعتَ ، فغلبه أيضاً في هذا ، وكان شديد القول في القدر ، وكان هارون أول من تتبع وجوه القرآن وألفها وتتبّع الشاذّ منها وبحث عن إسناده ] .
يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/331) : [ الفاضل ، نجيب الدين الهذلي ، الحِلّي الشيعي ، قال الذهبي: لغوي أديب ، حافظ للأحاديث ، بصير باللغة والأدب ، من كبار الرافضة . سمع من ابن الأخضر . ولد بالكوفة سنة إحدى وستمائة، ومات ليلة عرفة سنة تسع وثمانين وستمائة ] .
يحيى بن زياد بن عبد الله ، أبو زكريا الفَرَّاء :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/333) : [ قيل له : الفراء ، لأنه كان يفرى الكلام ، ... ، كان أعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي ، أخذ عنه ، وعليه اعتمد ، وأخذ عن يونس ، وأهل الكوفة يدعون أنه استكثر عنه ، وأهل البصرة يدفعون ذلك . وكان يحب الكلام ويميل إلى الاعتزال ، وكان متديناً
متورعاً ، على تيه وعجب وتعظم ، وكان زائد العصبية على سيبويه ، وكتابه تحت رأسه ، وكان يتفلسف في تصانيفه ، ويسلك ألفاظ الفلاسفة ، ... ، صنف الفراء : معاني القرآن ، البهاء فيما تلحن فيه العامة ، اللغات ، المصادر في القرآن ، الجمع والتثنية في القرآن ، آلة الكتاب ، النوادر ، المقصور والممدود ، فعل وأفعل ، المذكر والمؤنث ، الحدود ، مشتملة على ستة وأربعين حداً في الإعراب ، وله غير ذلك . مات بطريق مكة سن سبع ومائتين ، عن سبع وستين سنة ] .
قلت : وممن وصف ميل الفراء للاعتزال ياقوت الحموي في (( معجم
الأدباء )) ، والحافظ اليغموري في (( نور القبس )) .
يحيى بن المبارك ، أبو محمد اليزيدي :
قال ابن خلكان في (( وفيات الأعيان )) (6/183) : [ أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي ، المعروف باليزيدي ، المقرئ النحوي اللغوي ، صاحب أبي عمرو بن العلاء المقرئ البصري ، وهو الذي خلقه في القيام بالقراءة
بعده ، ... ، وقال ابن المنادي : أكثرت من السؤال عن أبي محمد اليزيدي ومحله من الصدق ومنزلته من الثقة لعدة من شيوخنا بعضهم أهل عربية وبعضهم أهل قرآن وحديث ، فقالوا : هو ثقة صدوق ، لا يدفع عن سماع ، ولا يرغب عنه في شيء ، غير ما يتوهم عليه من الميل إلى المعتزلة ] .
قلت : بل هو معتزلي بلا شك ولا وهم ، قال ابن طاهر المقرئ في (( أخبار النحويين )) : [ وكان أبو محمد اليزيدي الغاية في قراءة أبي عمرو ، وبروايته يقرأ أصحابه ، وكان عدلياً معتزلياً فيما يزعم العدلية ] .
وقال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ وكان صحيح الرواية ، ثقة
صدوقاً ، وكان أحد أكابر القراء ، وهو الذي خلف أباعمرو بن العلاء فيها ، وكان في أيام الرشيد مع الكسائي ببغداد يقرئان الناس في مسجد واحد ، وكان مع ذلك أديباً شاعراً مجيداً ، وله مجموع أدب فيه شيء من شعره ، وكان يتهم بالميل إلى الاعتزال . مات بخراسان سنة اثنتين ومائتين عن أربع وستين سنة ] .
يحيى بن يَعْمَر :
قال ابن خلكان في (( وفيات الأعيان )) (6/173) : [ أبو سليمان ، وقيل أبو سعيد ، يحيى بن يعمر العدواني الوشقي النحوي البصري ، كان تابعياً ، لقي عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم ، ولقي غيرهما ، وروى عنه
قتادة بن دعامة السدوسي وإسحاق بن سويد العدوي . وهو أحد قراء البصرة ، وعنه أخذ عبد الله بن أبي إسحاق القراءة ، وانتقل إلى خراسان ، وتولى القضاء بمرو ، وكان عالماً بالقرآن الكريم والنحو ولغات العرب ، وأخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي ، ... ، وكان شيعياً من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم ] .
وفي ترجمة يحيى بن يعمر في (( معجم الأدباء )) ما نصه : [ ووثقه النسائي وأبو حاتم وغيرهما ، ورماه عثمان بن دحية بالقدر ، وكان عالماً بالقراءة والحديث والفقه والعربية ولغات العرب . أخذ عنه أبو الأسود الدؤلي ، وكان فصيحاً بليغاً ] .
قلت : وكان يحيى من المُقدّمين في علم النحو ، قال ابن حبان في (( الثقات )) (5/523) : [ كان يحيى من فصحاء أهل زمانه وأكثرهم علماً باللغة مع الورع الشديد ] ، وقال الحافظ اليغموري في (( نور القبس )) : [ وكان يحيى أعلم أهل زمانه بالنحو ].
وفيه ذكر أسماء جهابذة علماء اللغة من غير أهل السنة
قال الدكتور نذير العطاونة في كتابه: ( القواعد اللغوية المبتدَعة):
المسألة السادسة و العشرون :
في إبطال ما زعمه البغدادي من أنه لا يقبل قول عالم اللغة ما لم يكن من أهل السنة
وفيه ذكر أسماء جهابذة علماء اللغة من غير أهل السنة
لقد ادعى عبد القاهر البغدادي (ت 429 هـ) أن من مزايا أهل السنة وفضائلِهم حيازتَهم لشتى العلوم وتفردهم بأصناف المعارف ، بل وذهب إلى أن من لم يكن على مذهب أهل السنة فلا ثقة به وبعلمه !!! وهذا إجحاف بحق أهل العلم من المذاهب الأخرى ، لأن الواجب تقدير العلماء واحترام منزلتهم ، وتثمين جهودهم العلمية ، أياً كان مذهبهم ما دام يقوم على الدليل المستسقى من نصوص الشرع .
قال عبد القاهر البغدادي في كتابه (( الفَرْقُ بين الفِرَق )) (ص 282) : [ ولم يكن بحمد الله ومَنِّه في الخوارج ، ولا في الروافض ، ولا في الجهمية ، ولا في القدرية ، ولا في المجسمة ، ولا في سائر أهل الأهواء الضالة إمام في الفقه ، ولا إمام في رواية الحديث ، ولا إمام في اللغة والنحو ... وإنما كان أئمة هذه العلوم على الخصوص والعموم من أهل السنة والجماعة ] .
ونقول : لا بد من الإشارة ابتداءً أن البغدادي لا يقصد بأهل السنة والجماعة إلا التعصب للأشعرية وإغلاق باب السعة ، ذلك الباب الذي يجعل مذهب أهل السنة متسعاً للمنزهة من أشعرية وماتريدية و مجتهدين استقلوا بآراء مستنبطة من قواعد الشرع المستقاة من مصادر أهل السنة، وقد شهد أهل العلم على البغدادي بهذا التعصب فضلاً عن دلالة مصنفاته على هذا ، ولذلك قال الإمام الكوثري رحمه الله في مقدمة كتاب (( التبصير في الدين )) لأبي المظفر الإسفراييني ما نصه : [ وقد غمز الرازي في (( الأجوبة البخارية )) أبا منصور البغدادي بالتعصب والقسوة ] .
وما يهمّنا في هذا المقام ما يتصل بموضوع البحث ، وهو إبطال دعوى البغدادي في نفي وجود أئمة في النحو واللغة كانوا على مذهب مغاير لمذهب أهل السنة ، ولا أدل على ذلك من الواقع الذي يشهد بإمامة جماعة من النحويين واللغويين اعتقدوا خلاف ما يريد البغدادي ، وها نحن ننقل ترجمة طائفة منهم مبينين حالهم وموضحين مذهبهم ، ولا نقصد بذلك الاستقصاء ، لأنهم كثٌر لا يسعهم مقام هذا الإملاء ، وإنما أردنا الإشارة إلى اللبيب بما يجلو غشاوة زيف المتقولين على أعلام هذه الأمة ، فإليك أسماء ثلة منهم مرتبين على حروف المعجم :
أَبان بن تَغْلب بن رباح الجريريّ :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ ذكره أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مصنفي الإمامية ، ومات أبان في سنة إحدى وأربعين ومائة ، ... ، قال : وكان قارئاً فقيهاً لغوياً نبيهاً ثبتاً ، وسمع من العرب وحكى عنهم ، وصنف كتاب الغريب في القرآن، وذكر شواهده من الشعر ] .
قلت : وتشيع أَبان مشهور معروف ، كما في ترجمته في (( سير أعلام النبلاء )) (6/308) ، وكان صدوقاً ثقة ، روى له مسلم والأربعة .
أبان بن عثمان بن سعيد اللّخميّ ، أبو الوليد الشّذونيّ :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/405) : [ قال ابن الفرضي : كان نحوياً لغوياً ، لطيف النظر ، جيد الاستنباط ، بصيراً بالحجة ، متصرفاً في دقيق العلوم . سمع من قاسم بن أصبغ ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن . وله نظم حسن ، وكان ينسب إلى اعتقاد مذهب ابن مسرة. مات بقرطبة يوم الثلاثاء سادس رجب سنة ست وسبعين وثلاثمائة ] .
إبراهيم بن سعيد بن الطيب ، أبو إسحاق الرفاعي الضرير :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ قدم صبياً ذا فاقة إلى واسط ، فدخل الجامع إلى حلقة عبد الغفار الحصيني ، فتلقن القرآن ، فكان معاشه من أهل
الحلقة ، ثم أصعد إلى بغداد ، فصحب أبا سعيد السيرافي ، وقرأ عليه كتاب (( شرح سيبويه )) ، وسمع منه كتب اللغة والدواوين ، وعاد إلى واسط وقد مات عبد الغفار ، فجلس صدراً يقرئ الناس في الجامع ، ونزل الزيدية من واسط ، وهناك تكون الرافضة والعلويون ، فنسب إلى مذهبهم ، ومقت على ذلك ، وجفاه
الناس ، وكان شاعراً حسن الشعر جيده ، ... ، ومات سنة إحدى عشرة وأربعمائة ] .
إبراهيم بن سَيَّار النَّظَّام :
قال ابن حجر في (( لسان الميزان )) (1/67) : [ إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام ، أبو إسحاق البصري ، مولى بني بحير بن الحارث بن عباد الضبعي ، من رؤوس المعتزلة ، متهم بالزندقة وكان شاعراً أديباً بليغاً ] .
قلت : وقد اتُّهِم النظّامُ بالتشيع ، قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة رضي الله عنهم ، وقال : نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الإمام علي وعيَّنه وعرفت الصحابة ذلك ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما ، وقال : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ] .
إبراهيم بن قَطَن المهريّ القيروانيّ النحوي ، أخو عبد الملك :
قال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ ذكره الزُّبيدي في كتابه( فقال : قرأ إبراهيم النحو قبل أخيه أبي الوليد ، وكان سبب طلب أبي الوليد النحو أن أخاه إبراهيم رآه يوماً وقد مد يده إلى بعض كتبه يقلبه فأخذ أبو الوليد منها كتاباً ينظر فيه ، فجذبه منه وقال له : ما لك ولهذا ؟ وأسمعه كلاماً ، فغضب أبو الوليد لما قابله به أخوه وأخذ في طلب العلم حتى علا عليه وعلى أهل زمانه واشتهر ذكره وسما قدره فليس أحد يجهل أمره ولا يعرف إبراهيم من الناس إلا القليل ، وكان إبراهيم يرى رأي الخوارج الإباضية ، وكان في حدود الخمسين والمائتين تقريباً ] .
وقال عنه الفيروزآبادي في (( البلغة )) (ص 46) : [ لغوي جليل ، وكان إباضياً ] .
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حَمْدون النديم ، أبو عبد الله :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنفي الإمامية ، وقال : هو شيخ أهل اللغة ووجههم ، وأستاذ أبي العباس ثعلب ، قرأ عليه قبل ابن الأعرابي ، وتخرج من يده ] .
أحمد بن عبد الله بن سليمان المعروف بأبي العلاء المعرّيّ :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (18/23) : [ هو الشيخ العلامة شيخ الآداب ... المعري الأعمى ، اللغوي الشاعر ، صاحب التصانيف السائرة ، والمتهم في نحلته ، ولد في سنة ثلاث وستين وثلاث مئة ] .
وقال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ وكان متهماً في دينه ، يرى رأي البراهمة ، لا يرى إفساد الصورة ، ولا يأكل لحماً ، ولا يؤمن بالرسل والبعث والنشور ] .
أحمد بن عبد الوهاب بن يونس القرطبي ، أبو عمر المعروف بابن صلّى الله :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/332) : [ قال ابن الفرضي : كان حافظاً للفقه ، عالماً بالاختلاف ، ذكياً ، بصيراً بالحجاج ، حسن المنظر ، وكان يميل إلى مذهب الإمام الشافعي رحمه الله ، وكان له حظ وافر من العربية واللغة وكان ينسب إلى الاعتزال . مات سنة تسع وستين وثلاثمائة ] .
وقال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ أبو عمر القرطبي الشافعي ، أحمد بن عبد الوهاب بن يونس أبو عمر القرطبي الفقيه الشافعي تلميذ عبيد الشافعي ، كان ذكياً عالماً بالاختلاف لسناً مناظراً نحوّياً لغويّاً وينسب إلى الاعتزال ].
أحمد بن علي بن الحسن ، أبو الرّضا ، المعروف بابن أبي الزُّنبور النّيليّ :
قال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ سكن الموصل ، وكان أديباً فاضلاً قدم دمشق ومدح السلطان صلاح الدين بن أيوب ، وعمر طويلاً ، وتأدب على سعيد ابن الدهان ، وكان من غلاة الرافضة ، وصله صلاح الدين بخمس مائة دينار ... وقال الشيخ شمس الدين : توفي سنة ثلاث عشرة وست مائة ] .
ووصفه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/341) قائلاً : [ اللغوي المصري الشاعر ] .
أحمد بن علي بن معقل المهلبي الحمصي :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (23/222) : [ ابن معقل ، كبير الرافضة النحوي العلامة عز الدين ... أخذ التشيع بالحِلَّة ، والنحو عن الكندي وأبي البقاء ، وله النظم البديع ، والنثر الصنيع ، ... ، نظم (( الإيضاح )) و (( التكملة )) ، وسكن بعلبك في صحبة الملك الأمجد ، ... ، وتخرجوا به في المذهب ، توفي بدمشق في ربيع الاول سنة أربع وأربعين وستمائة ] .
وقال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/348) : [ واتصل بالملك الأمجد فحظي عنده ، وعاش به رافضة تلك البلاد ، وكان وافر العقل ، غالياً في التشيع ، ديناً متزهداً ] .
أحمد بن علي ، أبو بكر الميموني البرْزَنْديّ النحوي :
قال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ ذكره أبو الفتح منصور ابن المعذر النحوي الأصبهاني المتكلم ، وقد ذكر جماعة من المعتزلة النحويين ، ثم قال: وأحمد بن علي النحوي البرزندي الشافعي النحوي المعتزلي ] .
إسماعيل بن عباد بن العباس ، أبو القاسم الملقب بالصاحب كافي الكفاة :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (16/511) : [ الوزير الكبير العلامة ، الصاحب ، أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس الطالقاني الأديب الكاتب ، ... ، وله تصانيف منها في اللغة (( المحيط )) سبعة أسفار ، و (( الكافي )) في الترسل ، وكتاب (( الإمامة )) ، وفيه مناقب الإمام علي ، ويثبت فيه إمامة من تقدمه .
وكان شيعياً معتزلياً مبتدعاً ، تياهاً صلفاً جباراً ، وقيل : إنه ذكر له البخاري ، فقال : ومن البخاري ؟! حشوي لا يعول عليه ، ... ، مات الصاحب في صفر سنة خمس وثمانين وثلاث مئة ، عن تسع وخمسين سنة ]. وقال عنه الثعالبي في (( يتيمة الدهر )) (3/225) : [ ليست تحضرني عبارة أرضاها للإفصاح عن علو محله في العلم والأدب ، وجلالة شأنه في الجود والكرم ، وتفرده بغايات المحسان ، وجمعه أشتات المفاخر ، لأن همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه ، وجهد وصفي يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه ، ولكني أقول هو صدر المشرق ، وتاريخ المجد ، وغرة الزمان ، وينبوع العدل والأحسان ، ومن لا حرج في مدحه بكل ما يمدح به مخلوق ، ولولاه ما قامت للفضل في دهرنا سوق، وكانت أيامه للعلوية والعلماء والأدباء والشعراء ، وحضرته محط رحالهم وموسم فضلائهم ومترع آمالهم ] .
قلت : ومحل الصاحب في علوم اللغة معروف ، ولأهل الفضل مكشوف ، ومصنفاته دالة على ذلك وشاهدة بعلو كعبه وعظم منزلته ، ومن أشهر هذه المؤلفات: (( المحيط في اللغة )) و (( الكشف عن مساوي المتنبي )) و (( جوهرة الجمهرة )) و (( نقض العروض )) و (( ديوانه )) وغيرها كثير وكثير .
بكر بن محمد المازني ، أبو عثمان :
قال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ بكر بن محمد بن بقية المازني ، أبو عثمان النحوي ، ... ، وهو من أهل البصرة ، وهو أستاذ المبرِّد . روى عن أبي عبيدة والأصمعي ، ... ، وكان إمامياً يرى رأي ابن ميثم ، ويقول بالإرجاء ، وكان لا يناظره أحد إلا قطعه ، لقدرته على الكلام ، وكان المبرد يقول : لم يكن بعد سيبويه أعلم من أبي عثمان بالنحو ، وقد ناظر الأخفش في أشياء كثيرة فقطعه ، ... ، مات أبو عثمان فيما ذكره الخطيب في سنة تسع وأربعين ومائتين ، أو ثمان وأربعين ومائتين ، وذكر ابن واضح أنه مات سنة ثلاثين ومائتين ] .
ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب ، أبو الحسن الحلبي النحوي :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (16/511) : [ العلامة أبو الحسن الحلبي ، فقيه الشيعة ، ونحوي حلب ، ومن كبار تلامذة الشيخ أبي الصلاح ، تصدر للإفادة ، وله مصنف في كشف عوار الإسماعيلية وبدء دعوتهم ، وأنها على المخاريق ، فأخذه داعي القوم ، وحمل إلى مصر ، فصلبه المستنصر ، فلا رضي الله عمن قتله ، وأحرقت لذلك خزانة الكتب بحلب ، وكان فيها عشرة آلاف مجلدة ، فرحم الله هذا المبتدع الذي ذب عن الملة ، والأمر لله ] .
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ وكان صلبه في حدود الستين والأربع مائة ] .
الحسن بن أحمد بن عبد الغفار ، الإمام أبو علي الفارسي :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/496) : [ المشهور ، واحد زمانه في علم العربية ، أخذ عن الزّجّاج وابن السّرّاج ومَبْرمان ، وطوف بلاد الشام ، وقال كثير من تلامذته إنه أعلم من المبرد . وبرع من طلبته جماعة كابن جني ، وعلي بن عيسى الرَّبَعِي . وكان متهماً بالاعتزال، ... ، ومن تصانيفه : (( الحجة )) ، (( التذكرة )) ، أبيات الإعراب ، تعليقة على كتاب سيبويه ، المسائل الحلبية ، البغدادية ، القصرية ، البصرية ، الشيرازية ، العسكرية ، الكرمانية - وقد وقعت على غالب هذه المسائل - ، (( المقصور والممدود )) ، (( الأغفال )) ، وهو مسائل أصلحلها على الزجاج ، وغير ذلك . توفي ببغداد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ] .
أبو الحسن البوراني :
قال ياقوت الحموي في (( معجم الأدباء )) : [ ذكره محمد بن إسحاق في نحاة المعتزلة ووصفه بالتدقيق في مسائل (( الكتاب )) لسيبويه ، وكان من طبقة أبي عليٍ الفارسي ] .
الحسن بن عبد الله بن المرزبان ، القاضي أبو سعيد السيرافي :
قال عنه الفيروزآبادي في (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 86) : [ ولي قضاء بغداد وسكن الجانب الشرقي ، وكان أبوه مجوسياً واسمه بهزاد ، فأسلم فسماه ابنه عبد الله ، قرأ النحو على ابن السرّاج وعلى أبي بكر مبرمان ، واللغة على أبي بكر بن مجاهد وابن دريد ، وكان ورعاً عالماً ، يأكل من كسب يده ، ولا يخرج من بيته إلى الحُكم إلا بعد نسخ عشر ورقات يأخذ أخرجتها عشرة
دراهم ، وكان يتجاهر بالاعتزال ، وله تآليف منها (( شرح كتاب سيبويه )) ، وأحسن فيه . مات سنة 368 هـ ] .
قلت : تكاد تُجمع مصادر ترجمة السيرافي على نسبة الاعتزال إليه ، إلا أن الكثير ينص على عدم ظهور ذلك وانكشافه منه ، فلعله كان يخشى إظهار عقيدته خوفاً من التنكيل به !!
الحسن بن محمد بن أحمد بن نجا الإربلي النحوي ، عز الدين الضرير :
قال الذهبي في (( تاريخ الإسلام )) : [ الحسن بن محمد بن أحمد بن نجا ، الإربليّ ، الرافضيّ ، المتكلّم ، الفيلسوف ، العزّ ، الضّرير ، كان بارعاً في العربية والأدب ، رأساً في علوم الأوائل . كان بدمشق منقطعاً في منزله يقرىء المسلمين وأهل الكتاب والفلاسفة . وله حرمة وافرة وهيْبة ] .
قلت : كانت وفاته في ربيع الآخر سنة ستين وستمائة.
الحسن بن محمد بن علي بن رجاء، أبو محمد اللغوي ، المعروف بابن الدهان :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/523) : [ قال ابن النجار والقفطي : أحد الأئمة النحاة المشهورين بالفضل والتقدم ، وكان متبحراً في اللغة ، ويتكلم في الفقه والأصول ، قرأ بالروايات ، ودرس الفقه على مذهب أهل العراق ، والكلام على مذهب المعتزلة ، وأخذ العربية عن الرَّبَعِي ويوسف بن السِّيرافي والرّمانيّ ، وسمع الحديث من أبي الحسين بن بشران وأخيه أبي القاسم ، وحدث باليسير ، أخذ عنه الخطيب التبريزي وغيره . وكان يلقِّب كل من قرأ عليه ، ويتعاطى الترسل والإنشاء ، وكان بذّ الهيئة ، شديد الفقر ، سيء الحال ، يجلس في الحلقة وعليه ثوب لا يستر عورته .مات يوم الاثنين ثالث جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وأربعمائة ] .
الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي :
قال ابن حجر في (( لسان الميزان )) (2/267) : [ الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي الهمذاني ، نزيل حلب . أخذ ببغداد عن أبي بكر بن دريد وأبي بكر بن مجاهد وأبي عمر الزاهد وابن الأنباري وسمع علي أبي العباس بن عقدة وغيره . قال ابن أبي طي : كان إمامياً عالماً بالمذهب ، قلت : وقد ذكر في كتاب (( ليس )) ما يدل على ذلك ، وقال الذهبي في (( تاريخه )) : (( كان صاحب سنة )) ، قلت : يظهر ذلك تقرباً لسيف الدولة صاحب حلب ، فإنه كان يعتقد
ذلك ، وقد قرأ أبو الحسين النصيبي وهو من الإمامية عليه كتابه في الإمامة ، وله تصنيف في اللغة والفراسة وغيرهما ، ... ، مات بحلب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وقيل في التي قبلها ] .
الحسين بن أحمد بن خيران البغدادي :
قال ابن حجر في (( لسان الميزان )) (2/265) : [ ذكره يحيى بن الحسن بن البِطريق في رجال الشيعة وقال : كان أديباً نحوياً قارئاً خبيراً بالقراءات كثير
السماع ، وله أرجوزة جيدة في النحو يقول فيها :
منزلة النحو من الكلام منزلة المِلْح من الطعام
وله رواية عن أحمد بن عيسى بن رشدين ، روى عنه محمد بن أحمد بن شهربار ، وذكره ابن رستم الطبري في كتاب (( بشارة المصطفى بشيعة المرتضى )) ] .
زيد الموصلي النحوي ، المعروف بـ ( مَرْزَكّـة ) :
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ الموصلي الرافضي ، زيد مَرْزَكّة - بفتح الميم وسكون الراء وفتح الزاء وتشديد الكاف - كذا وجدتُهُ مضبوطاً ، موصليّ من قرية من قراها . كان نحويّاً شاعراً أديباً إلاّ أنّه كان رافضيّاً دجّالاً ، ومن شعره الذي أبان فيه عن سوء مذهبه قولُهُ يستطرد بأبي بكر رضي الله عنه من الكامل :
وإذا لِزمْتُ زمامَها قَلِقَتْ قَلَقَ الخِلافةِ في أبي بَكْرِ
وقال يرثي الحسين رضي الله عنه من قصيدة من الطويل :
فلولا بُكاءُ المُزنِ حُزْناً لِفَقْدِهِ
ولو لم يشُقَ الليلُ جِلْبابَه أسى
لمَا جادَنا بَعْدَ الحسينِ غَمامُ
لما انجابَ من بعدِ الحسينِ ظَلامُ
] .
سعيد بن أوس بن ثابت ، أبو زيد الأنصاري :
قال السيوطي عنه في (( بغية الوعاة )) (1/582) : [ الإمام المشهور ، كان إماماً نحوياً ، صاحب تصانيف أدبية ولغوية ، وغلبت عليه اللغة والنوادر
والغريب ، روى عن أبي عمرو بن العلاء ، ورؤية بن العجاج ، وعمرو بن عبيد ، وأبي حاتم السجستاني ، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وعمر بن شبة ، وطائفة ، وروى له أبو داود والترمذي .
وجده ثابت ، شهد أحداً والمشاهد بعدها ، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال السيرافي : كان أبو زيد يقول : كلما قال سيبويه : أخبرني الثقة ، فأنا أخبرته به ...
توفى سنة خمس عشرة ومائتين ، وقيل : أربع عشرة ، وقيل : ست عشرة ، عن ثلاث وتسعين سنة بالبصرة ] .
قلت : رُمي الإمام أبو زيد بالقدر والتشيع . قال ابن حجر في (( تهذيب التهذيب )) (4/5) : [ وقال مسلم في (( الكنى )) : يذكر بالقدر ، وقال النسائي في (( الكنى )) : نسب إلى القدر ، وقال الحاكم في (( المستدرك )) : كان ثقة ثبتاً ، وقال عبد الواحد في (( مراتب النحويين )) : [ كان ثقة مأموناً عندهم ويذكر بالتشيع ، وكان من أهل العدل ] .
وقال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ وكان يُرمى بالقدر ] .
سعيد بن مسعدة ، أبو الحسن ، المعروف بالأخفش الأوسط :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (10/206) : [ الأخفش ، إمام النحو ، أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري مولى بني مُجَاشِع ، أخذ عن الخليل بن أحمد ، ولزم سيبويه حتى برع ، وكان من أسنان سيبويه بل أكبر ، قال أبو حاتم السجستاني : كان الأخفش قدرياً رجل سوء ، كتابه في المعاني صويلح ، وفيه أشياء في القدر ، وقال أبو عثمان المازني : كان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأحذقهم بالجدل ، ... ، مات الأخفش سنة نيف عشرة ومئتين ، وقيل: سنة عشر ] .
وقال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/590) : [ وكان معتزلياً ] .
سليمان بن عبد القوي الطُّوْفي الحنبلي :
قال ابن العماد في (( شذرات الذهب )) (3/39) : [ نجم الدين أبو الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الطوفي الصرصري ثم البغدادي الحنبلي ، الأصولي المتفنن ، ولد سنة بضع وسبعين وستمائة بقرية طوفا من أعمال صرصر ، وحفظ بها (( مختصر الخرقي )) في الفقه ، و (( اللمع )) في النحو لابن جنى... وقرأ العربية والتصريف على أبي عبد الله محمد بن الحسين الموصلي ... وقرأ على أبي حيان النحوي مختصره لكتاب سيبويه ، ... ، وشرح مقامات الحريري في مجلدات وغير ذلك ، وكان مع ذلك كله شيعياً منحرفاً في الاعتقاد عن السنة حتى أنه قال في نفسه أشعري حنبلي رافضي هذه إحدى العبر ووجد له في الرفض قصائد ويلوح به في كثير من تصانيفه حتى أنه صنف كتاباً سماه (( العذاب الواصب على أرواح النواصب )) ] . وقال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/599) : [ قال الصفدي : كان فقيهاً شاعراً أديباً ، فاضلاً قيماً بالنحو واللغة والتاريخ ، مشاركاً في الأصول ، شيعياً يتظاهر بذلك ، وجد بخطه هجو في الشيخين ، ففوض أمره إلى بعض القضاة ، وشهد عليه بالرفض ، فضرب ونفى إلى قوص ، فلم ير منه بعد ذلك ما يشين ، ولازم الاشتغال وقراءة الحديث ، ... ، مات في رجب سنة عشر وسبعمائة - وبخط ابن مكتوم - سنة إحدى عشرة ] .
ظالم بن عمرو بن ظالم ، أبو الأسود الدُّؤَليّ ، مؤسس علم النحو :
قال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (4/81) : [ أبو الأسود الدُّؤَلي، ويُقال الديلي ، العلامة الفاضل قاضي البصرة ، واسمه ظالم بن عمرو على الأشهر ، ولد في أيام النبوة ، ... ، قال أحمد العجلي: ثقة ، كان أول من تكلم في النحو.
وقال الواقدي : أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال غيره : قاتل أبو الأسود يوم الجمل مع علي بن أبي طالب ، وكان من وجوه الشيعة ، ومن أكملهم عقلاً ورأياً ، ... ، قال يحيى بن معين : مات أبو الأسود في طاعون الجارِف سنة تسع وستين ، وهذا هو الصحيح ] .
وقال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/22) : [ أول من أسس النحو ، ... ، كان من سادات التابعين ، ومن أكمل الرجال رأيا ً، وأسدهم عقلاً ، شيعياً شاعراً ، سريع الجواب، ثقة في حديثه ] .
وقال الصفديُّ في (( الوافي بالوفيات )) : [ تابعي ، شيعي ، شاعر ، نحوي ] .
قلت : وقد نسبه لشيعة سيدنا علي الأصبهانيُّ في (( الأغاني )) (12/346) بقوله : [ وكان من وجوه شيعة سيدنا علي ] .
عبد الله بن محمد بن أحمد الحسيني النيسابوري :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/54) : [ قال ابن حجر: كان بارعاً في الأصول والعربية . دَرّس بالأسدية بحلب ، وكان أحد أئمة المعقول ، حسن الشيبة ، يتشيع .مات سنة ست وسبعين وسبعمائة ] .
عبد الله بن محمد بن هارون الأندلسي المالكي النحوي ، أبو محمد :
قال عنه السيوطيُّ في (( بغية الوعاة )) (2/60) : [ نزيل تونس ، ولد سنة ثلاث وستمائة ، وأخذ النحو عن الدَّبَّاج والشَّلَوْبِين ، ولازم خال أمه عصام بن خلصة ، وقرأ القرآن على جده لأمه محمد بن قادم المَعافريّ ، وسمع من أبي القاسم بن بقيّ وغيره . وهو من بيت علم وجلالة ، برع في النحو واللغة وسائر علوم الآداب والتواريخ ، وله نظم ونثر كثير . وكان شديد التشيع ، اختلط قبل موته قليلاً . وانفرد بعلو الإسناد، وروى عنه أبو حيان والوادي آشي وجماعة . ومات سنة ثنتين وسبعمائة ] .
وقال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ وقال قاضي القضاة العلامة تقي الدين السبكي : رأيت بخط ناصر الدين بن سلمة الغرناطي : شيخنا ابن هارون فيه تشيعٌ وانحرافٌ عن معاوية وابنه ، يطعن فيهما نظماً ونثراً ] .
قلت : وله ترجمة في (( الدرر الكامنة )) (3/87) .
عبد الرحمن بن إسحاق ، أبو القاسم الزجّاجيّ :
قال الفيروزآبادي في (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 131) : [ أبو القاسم النحوي ، تلميذ الشيخ أبي إسحاق الزجاج ، قرأ عليه ، ونُسب إليه ، ... ، ومن تصانيفه : كتاب (( الجُمل )) في النحو ، وكتاب (( شرح خطبة أدب الكاتب )) ، وكتاب (( الأمالي )) ، وكان متشيعاً مدرساً بجامع بني أمية بدمشق ، كان يغسل مكان درسه لأجل تشيعه ، وكان حسن الشارة ، مليح البزّة . لما صنف (( الجمل )) لم يضع مسألة إلا وهو على طهارة . توفي بطبرية سنة 340 هـ ] .
عبد العزيز بن حكم بن أحمد ، أبو الأصبغ القرطبي :
قال عنه ابن الفرضي في (( تاريخ علماء الأندلس )) : [ كانَ عالِماً بالنَحو والغَرِيب والشّعر ، شاعِراً مائلاً إلى الكلام والنظر ، شُهِر بانتِحال مَذْهَب ابن مَسَرّة ، فغضَ ذلك منه . وكانَ أديباً حليماً ، حدّث وسمعَ منه . قالَ لي : وُلِدْتُ سنة عشرة وثلاثُ مائةٍ - أحسبه قالَ في شوّال - ، وتُوفّي لَيْلَة السّبت لاثنَتي عشْرة لَيلة بَقِيَت من المحرّم سنة سَبْع وثمانين وثلاثِ مائة ] .
عبد العزيز بن العباس ، أبو أحمد النحوي :
قال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ من أصحاب أبي علي
الفارسي ، وصحب عضد الدولة ، وكان من جلسائه وأعيان أصحابه ، وكان معتزلياً ] .
عبيد الله بن محمد بن أبي بُرْدة النحوي اللغوي ، أبو محمد القَصري :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/127) : [ من قصر الزيت بالبصرة ، معتزلي ، ولي قضاء فارس . وصنف (( الانتصار لسيبويه على المبرد )) ، ومسائل سألها أبا عبد الله البصري في إعجاز القرآن ، وغير ذلك ] .
وقال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ نحوي ، لغوي ، معتزلي ] .
قلت : وله ترجمة في (( معجم البلدان )) .
عثمان بن جِنِّي ، أبو الفتح النحوي :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/132) : [ من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف ، وعلمه بالتصريف أقوى وأكمل من علمه بالنحو ، وسببه أنه كان يقرأ النحو بجامع الموصل ، فمر به أبو علي الفارسي ، فسأله عن مسألة في التصريف ، فقصر فيها ، فقال له أبو علي : زَبَّبْتَ قبل أن تحصرَم ، فلزمه من يومئذ مدة أربعين سنة ، واعتنى بالتصريف ، ولما مات أبو علي تصدر ابن جني مكانه ببغداد ، وأخذ عنه الثمانيني وعبد السلام البصري وأبو الحسن السمسمي .
قال في (( دمية القصر )) : (( وليس لأحد من أئمة الأدب في فتح
المقفلات ، وشرح المشكلات ما له ، سيما في علم الإعراب ، فقد وقع منها على ثمرة الغراب )) . وكان يحضر عند المتنبي ويناظره في شيء من النحو من غير أن يقرأ عليه شيئاً من شعره ، أنفة وإكباراً لنفسه ، وكان المتنبي يقول فيه : هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس .
صنف: (( الخصائص )) في النحو ، (( سر الصناعة )) ، شرح تصريف المازني ، شرح مستغلق الحماسة ، شرح المقصور والممدود ، شرحان على ديوان المتنبي ، (( اللمع )) في النحو ، ذا القدّ ، جمعه من كلام شيخه الفارسي ، المذكر والمؤنث ، محاسن العربية ، المحتسب في إعراب الشواذ ، شرح الفصيح ، وغير ذلك .
مولده قبل الثلاثين وثلاثمائة ، ومات لليلتين بقيتا من صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ] .
قلت : وكان ابن جني معتزلياً مثل شيخه أبي علي الفارسي ، صرح بذلك السيوطي في (( المزهر )) (1/14) فقال : [ وقال ابن جني في (( الخصائص )) ، وكان هو وشيخه أبو علي مُعتَزليَّين ] .
علي بن الحسين ، أبو الفرج الأصبهاني ، صاحب كتاب (( الأغاني )) :
قال الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (16/201) : [ أبو الفرج ، علي بن الحسين بن محمد القرشي الأموي الأصبهاني الكاتب، مصنف كتاب ((الأغاني )) ، ... ، كان بحراً في نقل الآداب ، ... ، وكان بصيراً بالأنساب وأيام العرب ، جيد الشعر . قال أبو علي التنوخي : كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأخبار والأغاني والمسندات والنسب ما لم أرقط من يحفظ مثله، ويحفظ اللغة والنحو والمغازي ، ... ، والعجب أنه أموي شيعي ، ... ، مات في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاث مئة ، وله اثنتان وسبعون سنة ] .
وقال ابن خلكان في (( وفيات الأعيان )) (3/307) : [ قال التنوخي : ومن المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصبهاني ، كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والأحاديث المسندة والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله ، ويحفظ دون ذلك من علوم أخر منها اللغة والنحو ] .
علي بن عبد القادر المراغي المعتزلي شرف الدين :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/176) : [ قال التقي ابن الكرماني : كان فاضلاً في العلوم العقلية والعربية ، ويقرأ (( الكشاف )) ، و (( المنهاج )) في الأصول ، بارعاً في الطب والنجوم ، معتزليا ً، ونسب إلى رفض ، فرفع إلى حاكم وعُزِّرَ واستتيب . وكان صوفياً بخانقاه السميساطية ، فأخرج منها وأنزل بخانقاه خاتون ، فاستمر إلى أن مات سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ] .
علي بن عيسى بن علي ، أبو الحسن الرُّمّاني :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/180) : [ وكان يُعرف أيضاً بالإخشيدي ، وبالورّاق ، وهو بالرماني أشهر ، كان إماماً في العربية ، علامة في الأدب في طبقة الفارسي والسيرافي ، معتزلياً . ولد سنة ست وسبعين ومائتين، وأخذ عن الزجاج وابن السراج وابن دريد .قال أبو حيان التوحيدي : (( لم ير مثله قط علماً بالنحو وغزارة بالكلام ، وبصراً بالمقالات ، واستخراجاً للعويص ، وإيضاحاً للمشكل ، مع تأله وتنزه ودين وفصاحة ، وعفاف ونظافة )) ، ... ، صنف الرماني : التفسير ، الحدود الأكبر ، الأصغر ، شرح أصول ابن السراج ، شرح موجزه ، شرح سيبويه ، شرح مختصر الجرمي ، شرح الألف واللام للمازني ، شرح المقتضب ، شرح الصفات ، معاني الحروف ، وغير ذلك . مات في حادي عشر جمادى الأولى سنة أربع وثماني وثلاثمائة ] .
وقال الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (16/533) : [ علي بن عيسى الرماني النحوي المعتزلي ، ... ، وكان يتشيع ويقول : علي أفضل الصحابة ، ... ، أصله من سر من رأى ، ومات ببغداد ، وكان من أوعية العلم على بدعته ].
علي بن عبد الملك بن سليمان بن دهثم الفقيه ، أبو الحسن الطرسوسي :
قال عنه الذهبي في (( تاريخ الإسلام )) : [ نزيل نيسابور ، كان أديباً فصيحاً ، إلا أنه متهاوناً بالسماع والرواية . روى عن أبي خليفة الجمحي ، وأبي علي الموصلي ، وعمر بن سنان المنبجي ، ... ، قال الحاكم : وكان معتزلياً ] .
قلت : له ترجمة في (( الوافي بالوفيات )) ، وفيها قال الصفدي أنه توفي سنة 384 هـ .
علي بن محمد بن العباس ، أبو حيان التوحيدي :
قال الفيروزآبادي في (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 145) : [ كان إماماً في اللغة والنحو ، صحب السيرافي والصاحب بن عباد وله حط عليه كثير وكلام على أبي علي ، ومصنفاته مشهورة مات سنة أربع عشرة وأربعمئة بشيراز ] .
وكان أبو حيان معتزلياً من تلاميذ علي بن عيسى الرماني ، قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ وكان متفنناً في جميع العلوم من النحو واللغة والشعر والأدب والفقه والكلام على رأي المعتزلة ، وكان جاحظياً يسلك في تصانيفه مسلكه ويشتهي أن ينتظم في سلكه ، فهو شيخ في الصوفية وفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة ]
قلت : ولأجل اعتزاله وتصوّفه شنّع عليه بعضهم ونسبه للزندقة والضلال ، فقال عنه الذهبي في (( السير )) (17/119) : [ أبو حيان التوحيدي ، الضال
الملحد ، ... ، كان أبو حيان هذا كذاباً قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل ولقد وقف سيدنا الوزير الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد ، فطلبه ليقتله فهرب والتجأ إلى أعدائه ونفق عليهم تزخرفه وإفكه ثم عثروا منه على قبيح دخلته وسوء عقيدته وما يبطنه من الإلحاد ويرومه في الإسلام من الفساد وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح فطلبه الوزير المهلبي فاستتر منه ومات في الاستتار ] .
ولقد دافع الإمام تاج الدين السبكي عن أبي حيان وَرَدَّ تُهَم الذهبي هذه التي لا دليل عليها ، فقال في (( طبقات الشافعية الكبرى )) (5/288) : [ الحامل للذهبي على الوقيعة في التوحيدي مع ما يبطنه من بغض الصوفية هذان الكلامان، ولم يثبت عندي إلى الآن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه ، ووقفت على كثير من كلامه فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس مزدرياً بأهل عصره لا يوجب هذا القدر أن ينال منه هذا النيل ، وسئل الشيخ الإمام الوالد رحمه الله عنه فأجاب بقريب مما أقول ] .
علي بن محمد بن علي بن أحمد العِمراني الخوارزمي ، أبو الحسن :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/195) : [ يُلقب حجة الأفاضل وفخر المشايخ ، قال ياقوت : سيد الأدباء ، وقدوة مشايخ الفضل ، المحيط بأسرار الأدب ، والمطلع على غوامض كلام العرب ، قرأ على الزمخشري فصار أكبر أصحابه ، وأوفرهم حظاً من غرائب آدابه ، لا يشق غباره في الخط واللفظ ، ولا يسمح عذاره في كثرة السماع والحفظ ، سمع الحديث من الزمخشري وغيره ، وكان ولوعاً بالسماع كتوباً ، وجعل في آخر عمر أيامه مقصورة على نشر العلم وإفادته لطالبيه ، وفزع الناس إليه في حل المشكلات وشرح المعضلات ، وهو مع العلم الغزير والفضل الكثير علم في الدين ، والصلاح المتين ، وآية في الزهد ، معتزلي . صنف : التفسير ، اشتقاق الأسماء ، المواضع والبلدان . مات نحو سنة ستين وخمسمائة ] .
علي بن محمد بن علي الأستراباذي :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/197) : [ المشهور بالفصيحيّ ، لتكراره على فصيح ثعلب ، قرأ النحو على عبد القاهر الجرجاني ، وقرأ عليه ملك النحاة ، ودرس النحو بالنظامية بعد الخطيب التبريزي ، ثم اتهم بالتشيع ، فقيل له في
ذلك ، فقال : لا أجحد ، أنا متشيع من المفرق إلى القدم ، فأخرج ورُتِّب مكانه أبو منصور الجواليقي ، فكان يقصده التلامذة للقراءة عليه ، فيقول لهم : منزلي الآن بالكِراء ، والخبز بالشراء ، وأنتم تدخرون ، اذهبوا إلى من عزلنا به . روى عنه السِّلفي وجالسه . مات يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة ببغداد ] .
علي بن محمد بن محمد الحِلِّي ، أبو الحسن :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/199) : [ قال ياقوت : كان عارفاً بالنحو واللغة ، حسن الفهم ، جيد النقل ، حريصاً على تصحيح الكتب ، لم يضع قط في طرسه إلا ما وعاه قلبه وفهمه لبه ، وكان يجيد قول الشعر ، وكان نصيرياً ، وله تصانيف .مات في حدود سنة ست وستمائة . وقال ابن النجّار : قرأ النحو على ابن الخشّاب ، واللغة على ابن العصار ، وتفقه على مذهب الشيعة ، وبرع فيه ودرّسه ، وكان متديناً مصلياً بالليل ، سخياً ذا مروءة ، ثم سافر إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقام بها ، وصار كاتباً لأميرها ، ثم قدم الشام ، ومدح السلطان صلاح الدين ]( ) .
عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي ، أبو البركات :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/215) : [ من أئمة النحو واللغة والفقه والحديث ، ولد سنة ثنتين وأربعين وأربعمائة ، وأخذ النحو عن زيد بن علي الفارسي ، وعنه ابن الشجري ، قال السمعاني : وكان خشن العيش ، صابراً على الفقر ، قانعاً باليسير ، زيدياً جارودي المذهب . سمع الخطيب البغدادي وابن النَّقور، ومنه الحافظ ابن عساكر وغيره . قال يوسف بن مَقْلد : قرأ عليه جزءاً فمر بي ذكر عائشة فترضيت عنها ، فقال : أتدعو لعدو علي ! فقلت : حاشا وكلا ، ما كانت عدوته . وحج مع أبي طالب الهرماس فصرح له بالقول بالقدر وخلق
القرآن ، فشق على أبي طالب ، وقال : إن الأئمة على غير ذلك ، فقال له : إن أهل الحق يعرفون بالحق ، ولا يعرف الحق بأهله . صنف شرح (( اللمع )) وغيره . ومات سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ] . وقال عنه ابن حجر في (( لسان الميزان )) (4/280) : [ عمر بن إبراهيم العلوي الزيدي الكوفي الحنفي الشيعي المعتزلي ] .
عمرو بن بحر بن محبوب ، أبو عثمان الجاحظ :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/228) : [ من أهل البصرة ، أحد شيوخ المعتزلة ، له كتاب (( البيان والتبيين )) ، وكتاب (( الحيوان )) ، وكتاب (( العُرجان والبُرصان والقُرعان )) . توفي في المحرم سنة خمس وخمسين ومائتين وقد جاوز التسعين ] .
وصفه الزركلي في (( الأعلام )) (5/74) بقوله : [ كبير أئمة الأدب ] ، وهو جدير بذلك ، ومن اطلع على مصنفاته تيقّن علو كعبه ، وعظيم مقامه . ومما قاله فيه ياقوتُ في (( معجم الأدباء )) : [ سمع من أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري ، وأخذ النحو عن الأخفش أبي الحسن وكان صديقه ، وأخذ الكلام عن النظام ، وتلقف الفصاحة من العرب شفاهاً بالمربد ] .
فَنّاخسرو بن الحسن بن بُويه عضد الدولة ، أبو شجاع
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/247) : [ أحد العلماء بالعربية
ولأدب ، وكان فاضلاً نحوياً شيعياً ، له مشاركة في عدة فنون ، وله في العربية أبحاث حسنة وأقوال . نقل عنه ابن هشام الخضراوي في (( الإفصاح )) أشياء ، وكان كامل العقل ، غزير الفضل ، حسن السياسة ، شديد الهيبة ، بعيد الهمة ، ذا رأي ثاقب ، محباً للفضائل ، تاركاً للرذائل ، باذلاً في أماكن العطاء ، ممسكاً في أماكن الحزم ، له في الأدب يد متمكنه ، ويقول الشعر الجيد. تولى ملك فارس ، ثم ملك الموصل وبلاد الجزيرة ، ودانت له العباد والبلاد ، وهو أول من خطب له على المنابر بعد الخليفة ، وأول من لقب في الإسلام (( شاهنشاه )) . وله صنف أبو علي الفارسي (( الإيضاح )) و (( التكملة )) ، وهو الذي أظهر قبر علي بن أبي طالب بالكوفة ، وبنى عليه المشهد ] .
قلت : سعى إليه المتنبي ومدحه بقصائد عدة ، منها القصيدة الهائية التي يقول فيها :
وَقَد رَأَيتُ المُلوكَ قاطِبَةً وَسِرتُ حَتّى رَأَيتُ مَولاها
وكانت وفاة عضد الدولة سنة 372 هـ ببغداد .
قَنبر بن محمد بن عبد الله العجمي :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة )) (2/265) : [ قال ابن حجر: كان عارفاً بالمعقولات ، وكان يُنبَز بالتشيع ، أقرأ بالجامع الأزهر . ومات في شعبان سنة إحدى وثمانمائة ].
محمد بن آدم بن كمال ، أبو المظفر الهروي النحوي :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/7) : [ قال عبد الغافر الفارسي في (( تاريخ نيسابور )) المسمى بـ (( السياق )) : أستاذ كامل ، إمام في الأدب والنحو والمعاني ، وبرز على أقرانه ومن تقدمه باستخراج المعاني ، وشرح الأبيات والأمثال . قرأ على الأستاذ أبي بكر الخوارزمي وأبي العلاء صاعد وغيرهما ، وتصدر لإقراء النحو والصرف والتفسي ر، ولم يحدث لاشتغاله بغيره لا لعدم سماعه . وله في الأصول يد على طريقة أهل العدل. شرح الحماسة ، وديوان المتنبي ، والإصلاح ، وأمثال أبي عبيدة ، وغير ذلك . مات بغتة سنة أربع عشرة وأربعمائة ] .
محمد بن أحمد بن حمدون الخولاني القرطبي ، أبو عبد الله :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/22) : [ قال ابن الفرضي: كان عالماً باللغة ، بليغاً لسناً ، حافظاً للأخبار والأنساب ، سمع قاسم بن أصبغ ، وابن أيمن . وكان مشهوراً باعتقاد مذهب ابن مسرة . ولد في جمادى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة ، ومات يوم الثلاثاء لثمان بقين من شوال سنة ثمانين وثلاثمائة ] .
محمد بن أحمد بن سهل الواسطي ، المعروف بابن الخالة :
قال الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (18/235) : [ ابن الخالة ، العلامة شيخ الأدب ، أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران الواسطي ، اللغوي ، الحنفي ، المعدل ، ... ، قال أبو سعد السمعاني : كان الناس يرحلون إليه لأجل اللغة ، وهو مكثر من رواية كتبها .
وقال خميس الحوزي : قرأ كتاب سيبويه على ابن كردان ، ولازم حلقة الشيخ أبي إسحاق الرفاعي ، تلميذ السيرافي ، فكان يقول : قرأت عليه من أشعار العرب ألف ديوان .
قال : وكان جيد الشعر ، معتزلياً ، ... ، وقال أحمد بن صالح الجيلي : كان أحد شهود واسط ، وكان عالماً بالأدب ، راوية له ، ثقة ، بارعاً في النحو ، صار شيخ العراق في اللغة في وقته ، وانتهت الرحلة إليه في هذا العلم ، ... ، مات في نصف رجب سنة اثنتين وستين وأربع مئة ] .
محمد بن أحمد - وقيل محمد – بن عبد الله ، المعروف بالمفَّجع:
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ من كبار النحاة ، كان شاعراً مفلقاً وشيعياً متحرقاً ، وبينه وبين ابن دريد مهاجاة ، وصنف كتاب (( الترجمان )) ، و (( عرائس المجالس )) ، و (( المتقدمين في الأيمان )) ، توفي سنة عشرين وثلاث مائة ، وقال ياقوت : محمد بن أحمد ].
محمد بن بحر الأصفهاني الكاتب ، أبو مسلم :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/59) : [ كان نحوياً كاتباً بليغاً ، مترسلاً جدلاً ، متكلماً معتزلياً ، عالماً بالتفسير وغيره من صنوف العلم ، وصار عالم أصبهان وفارس ، له (( جامع التأويل لمحكم التنزيل )) ، أربعة عشر مجلداً ، على مذهب المعتزلة ، و (( الناسخ والمنسوخ )) ، وكتاب في النحو ، وجامع رسائله . مولده سنة أربع وخمسين ومائتين ، ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ] .
محمد بن سالم الأطرابُلُسي ، المعروف بالعَقعَق :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/108) : [قال الزُّبيدي : كان مترسلاً شاعراً ، صاحب نحو ولغة ، مع علم بالجدل ونظر فيه ، وكان معتزلياً . وقال الشيخ مجد الدين الشيرازي في (( البلغة )) : لغوي نحوي ، جدلي ، شاعر ، معتزلي ] .
محمد بن طويس القَصْرِيّ :
قال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ هو من النحويين المعتزلة ، أحد تلاميذ أبي علي الفارسي ، أملَى عليه المسائل القصريات وبه سميت ، وأظنه من قصر ابن هبيرة من نواحي الكوفة ] .
محمد بن علي بن محمد بن مِهْرَايزد النحوي ، المعلم الأصبهاني ، أبو مسلم :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/188) : [ صنف التفسير ، وكان عارفاً بالنحو ، غالياً في الاعتزال ، وهو آخر من حدث عن ابن المقرئ . مات سنة تسع وخمسين وأربعمائة ] .
محمد بن المستنير ، أبو علي النحوي ، المعروف بقُطْرُب :
قال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ محمد بن المستنبر بن أحمد ، أبو على المعروف بقطرب ، البصري النحوي اللغوي ، سمي قطرباً لأنه كان يبكر إلى سيبويه للأخذ عنه ، فإذا خرج سيبويه سحراً رآه على بابه فقال له يوماً : ما أنت إلا قطرب ليل ، والقطرب دويبة تدب ولا تفتر فلقب بذلك ، وهو أحد أئمة النحو واللغة ، أخذ النحو عن سيبويه ، وأخذ عن عيسى بن عمر وجماعة من علماء البصرة ، وأخذ عن النظام المتكلم إمام المعتزلة وكان على مذهبه ] .
وقال السيوطي في ترجمته (( بغية الوعاة )) (1/242) : [ وكان يرى رأي المعتزلة النّظّامية ] .
محمد بن مسعود ، أبو يعلى الهروي :
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ أبو يعلى الأديب اللغوي ، قال ابن النجار: شيخ فاضل ، حسن المعرفة باللغة والأدب ، وهو كرامي المذهب ، لقيته بقرية غروان من مالين وكتبت عنه من شعره ] .
محمد بن مكرم بن علي ، ( ابن منظور الإفريقي ) صاحب لسان العرب :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/248) : [ صاحب (( لسان العرب )) في اللغة ، الذي جمع فيه بين (( التهذيب )) و (( المحكم )) و (( الصحاح )) وحواشيه و (( الجمهرة )) و (( النهاية )) . ولد في المحرم سنة ثلاثين وستمائة ، وسمع من ابن المقيّر وغيره ، وجمع ، وعمر ، وحدّث . واختصر كثيراً من كتب الأدب المطولة كـ (( الأغاني )) و (( العقد )) و (( الذخيرة )) و (( مفردات )) ابن البيطار . ونقل أن مختصراته خمسمائة مجلد ، وخدم في ديوان الإنشاء مدة عمره ، وولي قضاء طرابلس ، وكان صدراً رئيساً ، فاضلاً في الأدب ، مليح الإنشاء ، روى عنه السبكي والذهبي . وقال : تفرد في العوالي ، وكان عارفاً بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة ، واختصر (( تاريخ دمشق )) في نحو ربعه ، وعنده تشيع بلا رفض . مات في شعبان سنة إحدى عشرة وسبعمائة ] .
محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي المصري ، أبو بكر :
ترجمه ياقوت في (( معجم الأدباء )) فقال عنه : [ كان عارفاً بالنحو والمعاني والقراءة والغريب والإعراب والأحكام وعلوم الحديث والرواية ، واعتني بالنحو والغريب حتى لقب بسيبويه لذلك ، وله معرفة بأخبار الناس والنوادر والأشعار والفقه على مذهب الشافعي ، جالس ابن الحداد الفقيه الشافعي وتتلمذ له ، وسمع من أبي عبد الرحمن النسائي وأبي جعفر الطحاوي ، وكان يتكلم في الزهد وأحوال الصالحين ، عفيفاً متنسكاً ويظهر الاعتزال ، اجتمعت فيه أدوات الأدباء والفقهاء والصلحاء والعباد والمتأدبين ، وبلغ بذلك مبلغاً جالس به الملوك ، وكان يظهر الكلام في الاعتزال في الأسواق فيتحمل لما هو عليه من العلم ، ... ، مات في صفر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة بمصر ، وولد سنة أربع وثمانين ومائتين ] .
محمد بن موسى الواسطي ، أبو علي :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/253) : [ قال ابن يونس : قدم على مصر ، وكان من أهل العلم باللغة وتفسير القرآن ، ظاهرياً يرمي بالقدر ، ولى قضاء الرملة . ومات بمصر في النصف من ربيع الأول سنة عشرين وثلاثمائة ] .
محمد بن يحيى بن علي بن مسلم ابن موسى بن عمران الحنفي الزبيدي
أبو عبد الله النحوي :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ كانت له معرفة بالنحو واللغة والأدب ، صحب الوزير ابن هبيرة مدة وقرأ عليه ، وكان صبوراً على الفقر لايشكو حاله ، ... ، وكان يحكى عنه أنه على مذهب السليمانية] .
محمود بن جرير الضبيّ الأصبهاني النحوي ، أبو مضر :
قال ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ كان يلقب فريد العصر ، وكان وحيد دهره وأوانه في علم اللغة والنحو والطب ، يضرب به المثل في أنواع الفضائل ، أقام بخوارزم مدة وانتفع الناس بعلومه ومكارم أخلاقه وأخذوا عنه علماً كثيراً ، وتخرج عليه جماعة من الأكابر في اللغة والنحو ، منهم الزمخشري ، وهو الذي أدخل على خوارزم مذهب المعتزلة ونشره بها ، فاجتمع عليه الخلق لجلالته وتمذهبوا
بمذهبه ، ... ، مات بمرو سنة سبع وخمسمائة ] .
محمود بن عمر بن محمد الزّمخشري ، أبو القاسم جار الله :
قال الفيروزآبادي في (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 220) : [ أبو القاسم الزمخشري الخوارزمي جار الله ، العلامة إمام اللغة والنحو والبيان بالاتفاق] .
وقال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ كان إماماً في التفسير والنحو واللغة والأدب ، واسع العلم كبير الفضل متفنناً في علوم شتىً ، معتزل المذهب متجاهراً بذلك ، ... ، توفي أبو القاسم الزمخشري بقصبة خوارزم ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ] .
وللزمخشري رحمه الله مصنفات عدة( ) ، أشهرها تفسيره (( الكشّاف )) ، و (( المفصل )) في النحو ، و (( شرح أبيات الكتاب )) ، و (( الأنموذج )) في النحو ، و (( ربيع الأبرار )) ، وغيرها كثير وكثير .
قلت : ومن عرف حال الزمخشري وقدره في علوم اللغة ، تيقّن تعصب أبي حيان الأندلسي في (( البحر المحيط )) عندما قال عن الزمخشري : [ وأعجب لعجمي ضعيف في النحو ... ] !!!!
فهل إمام النحو ، وحامل رايته ، ومدرك غايته ، يُقال عنه : ضعيف
في النحو ؟!!!!
معاذ بن مسلم الهَرَّاء ، أبو مسلم :
قال الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (8/482) : [ شيخ النحو ، أبو مسلم الكوفي النحوي ، الهرّاء ، مولى محمد بن كعب القُرَظِي ، ... ، وكان شيعياً
معمراً ، ... ، توفي سنة سبع وثمانين ومئة ] .
وفي (( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )) (ص 222) : [ معاذ بن مسلم الهرّاء الكوفي ، من أعيان النحاة ، مولى محمد بن أحمد القُرَظي ، أخذ عنه الكسائي وغيره ، روى الحديث عن جعفر بن محمد الصادق ، وكان يبيع الثياب الهروية فلذلك قيل له الهراء ] .
مَعْمَر بن المثنى اللغوي البصري ، أبو عبيدة :
قال ابن حجر في (( لسان الميزان )) (7/395) : [ معمر بن المثنى أبو عبيدة ، النحوي العلامة التيمي مولاهم البصري اللغوي ] .
وقال الذهبي في (( ميزان الاعتدال )) (6/483) : [ معمر بن المثنى ، أبو عبيدة صاحب اللغة ، مات سنة عشر ومائتين ، قال الجاحظ : لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة ، وقال يعقوب بن شيبة : سمعت ابن المديني يصحح رواية أبي عبيدة ، وقال المبرِّد : كان أكمل القوم ، وقال الدارقطني : لا بأس به إلا أنه يتهم بشيء من رأي الخوارج ، ويتهم بالأحداث] .
المفضل بن محمد بن مسعر المعريّ ، أبو المحاسن التنوخي :
قال السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/297) : [ القاضي الأديب النحوي ، دخل بغداد ، وأخذ عن علي بن عيسى الربعي ، ومحمد بن أشرس النحوي ، وعلي بن عبد الله الدقيقي . وسمع والده ، وأبا عمر بن مهدي ، وحدث بدمشق ، وناب في القضاء بها ، وولي قضاء بعلبك ، وقرأ الفقه على القدوري والصيمري . وكان معتزلياً شيعياً ، يضع من الشافعي ، وصنف كتاباً في الرد عليه ، وتاريخاً للنحاة ، وقفت عليه . مات سنة ثنتين - أو ثلاث - وأربعين وأربعمائة ] .
منصور بن محمد التميمي الأصبهاني ، أبو الفتح :
قال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ كان نحوياً أديباً متكلماً ،
كثير الرواية ، حريصاً على العلم ، قدم بغداد واستوطنها ، وقرأ بها العربية ، وصحب الصاحب بن عباد ، وكان معتزلياً متظاهراً بالاعتزال ، وصنف كتاب ذم الاشاعرة ، مات يوم السبت ثامن عشرة جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ] .
ناصر بن عبد السيّد بن علي المُطَرِّز ، أبو الفتح المُطَرِّزيّ شارح مقامات الحريري :
قال ابن شاكر الكتبي في (( فوات الوفيات )) (4/182) مترجماً له : [ ناصر بن عبد السيد بن علي ، أبو الفتح المطرزي الأديب الخوارزمي ، من أعيان مشايخ خوارزم في علم الأدب ، قرأ على والده وبرع في معرفة النحو واللغة وصار أوحد زمانه ، وصنف كتباً حساناً ، وكان شديد التعصب ، داعية إلى الاعتزال .
مولده سنة ست وثلاثين وخمسمائة ووفاته سنة عشر وستمائة ، وصنف شرحاً للمقامات الحريرية وكتاب (( المُغْرِب )) ، وتكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها الفقهاء الحنفية ، وهو لهم مثل الأزهري للشافعية ، ومقدمة في النحو ، و الإقناع في اللغة ، ومختصر إصلاح المنطق . ولما مات رثي بثلاثمائة قصيدة بالعربي وبالعجمي ، وكان يُقال : هو خليفة الزمخشري ، وكان سائر الذكر مشهور
السمعة ، وانتفع الناس به وأخذوا عنه ] .
وقال عنه الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (22/28) : [ شيخ المعتزلة ، أبو الفتح ناصر بن عبد السيد بن علي الخوارزمي الحنفي النحوي ، صاحب (( المقدمة اللطيفة )) ، كان رأسا في فنون الأدب ، داعية إلى الاعتزال ].
نشوان بن سعيد اليمني الحميري ، أبو سعيد :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/312) : [ الفقيه العلامة المعتزلي النحوي اللغوي ، كذا ذكره الخَزْرجي ، وقال : كان أوحد أهل عصره ، وأعلم أهل دهره ، فقيهاً نبيلاً ، عالماً متفنناً ، عارفاً بالنحو واللغة والأصول والفروع والأنساب والتواريخ وسائر فنون الأدب، شاعراً فصيحا بليغاً مفوهاً .صنف : شمس العلوم في اللغة ، ثمانية أجزاء ، ... ، وقال غيره : مات بعد عصر يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ] .
هارون بن موسى القارئ الأعور النحوي :
قال الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ القارئ الأعور ، هارون بن موسى النحوي الأزدي ، مولاهم ، أبو موسى البَصري الأعور ، صاحب القراءة
والعربية ، وثّقَه الأصمعي ويحيى بن مَعِين ، وتوفي في حدود السبعين والمائة ، وروى له البخاري ومسلم ، وقال الخطيب : كان هارون يهوديّاً ، فأسلم وطلب القِراءَة ، فكان رأساً ، وحدّث وحَفِظ النحو ، ناظره يوماً إنسان في مسألة ، فغلب هارون ، فلم يدر المغلوب ما يصنع ، فقال له : أنت كنت يهودياً فأسلمت ، فقال له هارون : فبئسَ ما صنعتَ ، فغلبه أيضاً في هذا ، وكان شديد القول في القدر ، وكان هارون أول من تتبع وجوه القرآن وألفها وتتبّع الشاذّ منها وبحث عن إسناده ] .
يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/331) : [ الفاضل ، نجيب الدين الهذلي ، الحِلّي الشيعي ، قال الذهبي: لغوي أديب ، حافظ للأحاديث ، بصير باللغة والأدب ، من كبار الرافضة . سمع من ابن الأخضر . ولد بالكوفة سنة إحدى وستمائة، ومات ليلة عرفة سنة تسع وثمانين وستمائة ] .
يحيى بن زياد بن عبد الله ، أبو زكريا الفَرَّاء :
قال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (2/333) : [ قيل له : الفراء ، لأنه كان يفرى الكلام ، ... ، كان أعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي ، أخذ عنه ، وعليه اعتمد ، وأخذ عن يونس ، وأهل الكوفة يدعون أنه استكثر عنه ، وأهل البصرة يدفعون ذلك . وكان يحب الكلام ويميل إلى الاعتزال ، وكان متديناً
متورعاً ، على تيه وعجب وتعظم ، وكان زائد العصبية على سيبويه ، وكتابه تحت رأسه ، وكان يتفلسف في تصانيفه ، ويسلك ألفاظ الفلاسفة ، ... ، صنف الفراء : معاني القرآن ، البهاء فيما تلحن فيه العامة ، اللغات ، المصادر في القرآن ، الجمع والتثنية في القرآن ، آلة الكتاب ، النوادر ، المقصور والممدود ، فعل وأفعل ، المذكر والمؤنث ، الحدود ، مشتملة على ستة وأربعين حداً في الإعراب ، وله غير ذلك . مات بطريق مكة سن سبع ومائتين ، عن سبع وستين سنة ] .
قلت : وممن وصف ميل الفراء للاعتزال ياقوت الحموي في (( معجم
الأدباء )) ، والحافظ اليغموري في (( نور القبس )) .
يحيى بن المبارك ، أبو محمد اليزيدي :
قال ابن خلكان في (( وفيات الأعيان )) (6/183) : [ أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي ، المعروف باليزيدي ، المقرئ النحوي اللغوي ، صاحب أبي عمرو بن العلاء المقرئ البصري ، وهو الذي خلقه في القيام بالقراءة
بعده ، ... ، وقال ابن المنادي : أكثرت من السؤال عن أبي محمد اليزيدي ومحله من الصدق ومنزلته من الثقة لعدة من شيوخنا بعضهم أهل عربية وبعضهم أهل قرآن وحديث ، فقالوا : هو ثقة صدوق ، لا يدفع عن سماع ، ولا يرغب عنه في شيء ، غير ما يتوهم عليه من الميل إلى المعتزلة ] .
قلت : بل هو معتزلي بلا شك ولا وهم ، قال ابن طاهر المقرئ في (( أخبار النحويين )) : [ وكان أبو محمد اليزيدي الغاية في قراءة أبي عمرو ، وبروايته يقرأ أصحابه ، وكان عدلياً معتزلياً فيما يزعم العدلية ] .
وقال عنه ياقوت في (( معجم الأدباء )) : [ وكان صحيح الرواية ، ثقة
صدوقاً ، وكان أحد أكابر القراء ، وهو الذي خلف أباعمرو بن العلاء فيها ، وكان في أيام الرشيد مع الكسائي ببغداد يقرئان الناس في مسجد واحد ، وكان مع ذلك أديباً شاعراً مجيداً ، وله مجموع أدب فيه شيء من شعره ، وكان يتهم بالميل إلى الاعتزال . مات بخراسان سنة اثنتين ومائتين عن أربع وستين سنة ] .
يحيى بن يَعْمَر :
قال ابن خلكان في (( وفيات الأعيان )) (6/173) : [ أبو سليمان ، وقيل أبو سعيد ، يحيى بن يعمر العدواني الوشقي النحوي البصري ، كان تابعياً ، لقي عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم ، ولقي غيرهما ، وروى عنه
قتادة بن دعامة السدوسي وإسحاق بن سويد العدوي . وهو أحد قراء البصرة ، وعنه أخذ عبد الله بن أبي إسحاق القراءة ، وانتقل إلى خراسان ، وتولى القضاء بمرو ، وكان عالماً بالقرآن الكريم والنحو ولغات العرب ، وأخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي ، ... ، وكان شيعياً من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم ] .
وفي ترجمة يحيى بن يعمر في (( معجم الأدباء )) ما نصه : [ ووثقه النسائي وأبو حاتم وغيرهما ، ورماه عثمان بن دحية بالقدر ، وكان عالماً بالقراءة والحديث والفقه والعربية ولغات العرب . أخذ عنه أبو الأسود الدؤلي ، وكان فصيحاً بليغاً ] .
قلت : وكان يحيى من المُقدّمين في علم النحو ، قال ابن حبان في (( الثقات )) (5/523) : [ كان يحيى من فصحاء أهل زمانه وأكثرهم علماً باللغة مع الورع الشديد ] ، وقال الحافظ اليغموري في (( نور القبس )) : [ وكان يحيى أعلم أهل زمانه بالنحو ].