وصف السلفيين في السنة (يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين):
مرسل: الاثنين نوفمبر 20, 2023 8:20 am
عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ)).
رواه الترمذي (2188) في كتاب الفتن، والحديث مخرج في الصحيحين في عدة مواضع بألفاظ مختلفة وهذا اللفظ من أجود ألفاظ هذا الحديث.
نتسائل من هم سفهاء الأحلام هؤلاء الذين أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخروجهم آخر الزمان ؟
لاحظ في هذا الحديث:
أولاً: أن هؤلاء القوم صبغتهم العامة أنهم صغار السن (أحداث الأسنان)!
ثانياً: سفهاء الأحلام، يعني تفكيرهم غلط، وفيهم سفاهة، وقد لاحظنا ذلك في مناقشاتنا وخصوماتنا وجدالنا معهم أنهم سفيهون في الكلام وسفيهو الأحلام والتفكير.
ثالثاً: أنهم يقرأون القرآن لكن لا يعملون به، ولا يقدّمونه في الاعتقاد والعمل، فهو لا يجاوز حناجرهم وفمهم.
قال أحد أئمتهم وهو البربهاري الحنبلي في كتابه شرح السنة (114): (وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن فلا تشك أنه رجل قد احتوى على الزندقة فقم من عنده ودعه). وقال أيضاً هناك (49): (فإن القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن).
فلا تتجه أفكارهم إلى القرآن وتجعله أصلاً وإنما تتجه أفكارهم لغيره وهو ما في النقطة التالية:
رابعاً: أنهم (يقولون من قول خير البرية) يعني يقولون في زعمهم بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو على التحقيق مما صح أو لم يصح عنه! ولذلك نجد كتبهم العقائدية تحوي الموضوعات والواهيات، وهي ما يسمون الواحد منها (كتاب السنة) كالبربهاري والخلال وأمثالهم. ويسمون أنفسهم بالأثريين وأهل الحديث! ولا يسمون أنفسهم بأهل القرآن، أو أهل القرآن والحديث.
خامساً: أنهم عندما يأخذون أو يتظاهرون بالأخذ (بقول خير البرية) صلى الله عليه وآله وسلم يمرقون من الدين، أي أنهم مارقون، أي على ضلالة وليسوا على هدى، فهم لا يفهمون الحديث ويأخذون بالمتشابه فيجعلونه أصلاً ويُعْرضون عن المحكمات. (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) أي تأويله على أمزجتهم وأهوائهم في التشبيه والتجسيم. فيقولون مثلاً: (استوى: استقر وعلا وارتفع).
وأما التأويل والتفسير الحق فيعلمه الله تعالى والراسخون في العلم وهم عنه بعيدون.
وهم غلاظ جفاة لا رحمة في قلوبهم إذا أخطأ شيوخهم يتمحلون في الاعتذار لهم، وإذا أخطأ العلماء أو أصابوا وخالفوهم يقولون (تكذب) (تبتر) (تقص) (تدلس) مبتدع مشرك ضال كافر جهمي معطل. ترى الرجل منهم (إذا خاصم فجر). يتكبرون ويصعرون ويزدرون الناس ويحتقرونهم ويظنون أنهم أعلم الناس وهم أجهلهم.
هذا حالهم فكونوا منهم على بال وتذكروا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في وصفهم الدقيق وتشخيص حالهم هذا، حمانا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ورزقنا التمسك بكتابه الحبل الممدود وبسنة حبيبنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
_____________(تعليقات مفيدة)____________
لقد كتبت بحثا عن السلفية، سأنشره فيما بعد، وقد استشهدت فيه بأقوال العلماء والمفكرين، وهذا بعض مما جاء فيه، مبينا أفكار السلفية، فمن أهم أفكار السلفية التي يتبنونها وينشرونها، وهي:
1- رفضهم للتأويل ومحاربته، وعدم اعترافهم بكلام أئمة المفسرين وكتب التفسير، وعدم التفاتهم إلى أساليب اللغة العربية كالاستعارة والمجاز والشعر الجاهلي في تفسير القرآن..
2- لا يريدون الاستدلال بالقرآن في غالب الأحيان إلا إذا وجدوا ظاهر آية يناسب معتقدهم، فيلوون عنق النص لصالحهم ويغضوا الطرف عن بقية الآيات في الموضوع.
3- تصحيحهم الحديث وتضعيفهم له على مزاجهم ليحقق لهم تأييد فكرهم الذي يدعون له، بل تمادى أمرهم إلى أن خرجوا وعلقوا على أحاديث كتب السنة وحكموا عليها بما يوافق مذهبهم وقاموا بطباعتها ونشرها ليفرضوا على الناس حكمهم على الأحاديث...
4- عدم أخذهم بالإجماع إلا فيما يدعون فيه الإجماع وليس فيه إجماعا أصلا...
5- عدم إيمانهم بالقياس إلا في موضوع التشبيه والتجسيم...
6- محاربتهم للعقل والعقلانية والحوار...
7- الإصرار على الفكر الخطأ بدون معرفة الدليل والتلقين والتقليد الشديد؛ مع أنهم يدَّعون الاجتهاد والنظر في نصوص الكتاب والسنة..."[السلفية الوهابية أفكارها الأساسية وجذورها التاريخية، حسن السقاف، ص:77-86]
ويتوصلون إلى هذه المبادئ والمعتقدات بمنهج وضعوه لأنفسهم، ونسبوه إلى السلف الصالح، وفيه ما يمكن الاتفاق معهم حوله، وفيه ما هو مخالف للمنهج السليم الذي عليه الفقهاء والعلماء من أهل السنة والجماعة.
على مستوى المنهج العلمي والمعرفي، فإن منهجهم يقوم على قواعد، "ويمكن إيجاز تلك القواعد فيما يلي:
القاعدة الأولى: تقديم النقل على العقل.
القاعدة الثانية: رفض التأويل.
القاعدة الثالثة: عدم التفريق بين الكتاب والسنة"[ما هي السلفية، عبد الله البخاري، ص:58-64]، وهذا ليس منهج السلف الصالح في الحقيقة، فمنهج السلف الصالح كان منهجا متناسقا بين طبيعة النص والعقل واللغة والواقع، ولم يكن منهجهم مبتدعا، وعلى ذلك سار المقتدون بالسلف الصالح، فمنهج السلف الصالح كان منهجا متناسقا بين طبيعة النص والعقل واللغة والواقع، ولم يكن منهجهم مبتدعا، وعلى ذلك سار المقتدون بالسلف الصالح، ونحن نجد انحراف السلفية على مستوى المنهج، "فإن كثيرا من الذين يتحدثون اليوم عن الإسلام والمسلمين ويصرون على تقسيم المسلمين إلى سلفيين وبدعيين أو خَلَفيين، زيادة على الانقسامات المبتدعة المؤسفة التي انتشرت فيما بينهم، قد لا يعلمون من هذا المنهج إلا النزر اليسير، ولعلهم لا يقيمون له وزنا ولا يرون له وظيفة ولا شأنا"[السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي، محمد سعيد رمضان البوطي، ص:64]
وقد أوصلهم هذا المنهج إلى مسائل عقدية وأخرى فقهية فروعية مخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة، ومنها:
في المسائل العقدية:
مسألة تقسيم التوحيد: إلى ربوبية و(ألوهية) و(أسماء وصفات)، والفوق الحسي للذات الإلهية وإسكانه سبحانه وتعالى في سماء، والصعود والهبوط الحسيان للباري -جل شأنه-، والخوض في ألفاظ واردة في آيات قرآنية وأخبار تبوية تتعلق بالذات الإلهية لمعاني تتصل بسياقها لا تثبت صفاتا لحواس أو جوارح لله عز وجل، والقول بفناء النار لظاهر خبر آحاد ظني يعارض النصوص القرآنية القطعية، والقول أن عبدة الأصنام والأوثان موحدون في قسم من أقسام التوحيد ومشركون في قسم آخر مناقضة لعموم ومطلق النصوص القرآنية والنبوية.
هذه المسائل لم تصرح بها نصوص القرآن الكريم ولا السنة النبوية الصحيحة، ولم يقل بها سادتنا السلف الصالح لقوله -تعالى-: ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ))[الإسراء:36]"[السلفية بين الأصيل والدخيل، أحمد محمد كريمة، ص:9]
مسائل فروعية فقهية ظنية:
- وجوب تقصير ثياب الرجال السلفية دون نظر إلى علة النهي (الخيلاء).
- وجوب تغطية وجوه النساء دون اعتبار بالأدلة الواضحة في كشف الوجه والكفين.
- وجوب ختان الإناث مع أن مرجعيات بلد المنشأ لا تمارسه!
- إيجاب إخراج الحبوب والأطعمة في صدقة الفطر وبطلان ما عداها مع أن المسألة من عهد التابعين إلى يومنا هذا لظنية الأدلة ورودا ودلالة.
- منع دعاء القنوت في صلاة الصبح، ومنع رفع الأيدي في الدعاء تعطيلا لأحاديث وآثار صحيحة للأول، ومناهضة للإجماع الذي حكاه النووي وغيره للثاني.
- بطلان الصلاة في مساجد بها قبور، مع أن الفقهاء لم يتحدثوا في هذا بل حكم الصلاة في مقابر، ويؤدي مدعاهم إلى بطلان الصلوات في مسجده (صلى الله عليه وسلم)...
- تحريم التصوير بالآلة الساكن (الفوتوغرافي) وحمل كلمة (مصور) في الأحاديث على الآلة، وهي في الواقع للتماثيل المعبودة من دون الله تعالى، لعدم وجود كاميرات آنذاك.
- الحكم بالبدعة على المسبحة وسائر مستحدثات تعد (عادات) لا (عبادات).
- ومئات مسائل فروعية منها ما في الفقه الحنبلي أو إفتاء لأشياخهم ورموزهم في بلد المنشأ صارت للتعصب منسوبة زورا إلى (السنة) و(السلف الصالح)، ودعواهم لتنحية كل مذاهب الفقهاء عدا من ذكر"[السلفية بين الأصيل والدخيل، أحمد محمد كريمة، ص:13-15]
______________________________
((يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ)).
رواه الترمذي (2188) في كتاب الفتن، والحديث مخرج في الصحيحين في عدة مواضع بألفاظ مختلفة وهذا اللفظ من أجود ألفاظ هذا الحديث.
نتسائل من هم سفهاء الأحلام هؤلاء الذين أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخروجهم آخر الزمان ؟
لاحظ في هذا الحديث:
أولاً: أن هؤلاء القوم صبغتهم العامة أنهم صغار السن (أحداث الأسنان)!
ثانياً: سفهاء الأحلام، يعني تفكيرهم غلط، وفيهم سفاهة، وقد لاحظنا ذلك في مناقشاتنا وخصوماتنا وجدالنا معهم أنهم سفيهون في الكلام وسفيهو الأحلام والتفكير.
ثالثاً: أنهم يقرأون القرآن لكن لا يعملون به، ولا يقدّمونه في الاعتقاد والعمل، فهو لا يجاوز حناجرهم وفمهم.
قال أحد أئمتهم وهو البربهاري الحنبلي في كتابه شرح السنة (114): (وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن فلا تشك أنه رجل قد احتوى على الزندقة فقم من عنده ودعه). وقال أيضاً هناك (49): (فإن القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن).
فلا تتجه أفكارهم إلى القرآن وتجعله أصلاً وإنما تتجه أفكارهم لغيره وهو ما في النقطة التالية:
رابعاً: أنهم (يقولون من قول خير البرية) يعني يقولون في زعمهم بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو على التحقيق مما صح أو لم يصح عنه! ولذلك نجد كتبهم العقائدية تحوي الموضوعات والواهيات، وهي ما يسمون الواحد منها (كتاب السنة) كالبربهاري والخلال وأمثالهم. ويسمون أنفسهم بالأثريين وأهل الحديث! ولا يسمون أنفسهم بأهل القرآن، أو أهل القرآن والحديث.
خامساً: أنهم عندما يأخذون أو يتظاهرون بالأخذ (بقول خير البرية) صلى الله عليه وآله وسلم يمرقون من الدين، أي أنهم مارقون، أي على ضلالة وليسوا على هدى، فهم لا يفهمون الحديث ويأخذون بالمتشابه فيجعلونه أصلاً ويُعْرضون عن المحكمات. (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) أي تأويله على أمزجتهم وأهوائهم في التشبيه والتجسيم. فيقولون مثلاً: (استوى: استقر وعلا وارتفع).
وأما التأويل والتفسير الحق فيعلمه الله تعالى والراسخون في العلم وهم عنه بعيدون.
وهم غلاظ جفاة لا رحمة في قلوبهم إذا أخطأ شيوخهم يتمحلون في الاعتذار لهم، وإذا أخطأ العلماء أو أصابوا وخالفوهم يقولون (تكذب) (تبتر) (تقص) (تدلس) مبتدع مشرك ضال كافر جهمي معطل. ترى الرجل منهم (إذا خاصم فجر). يتكبرون ويصعرون ويزدرون الناس ويحتقرونهم ويظنون أنهم أعلم الناس وهم أجهلهم.
هذا حالهم فكونوا منهم على بال وتذكروا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في وصفهم الدقيق وتشخيص حالهم هذا، حمانا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ورزقنا التمسك بكتابه الحبل الممدود وبسنة حبيبنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
_____________(تعليقات مفيدة)____________
لقد كتبت بحثا عن السلفية، سأنشره فيما بعد، وقد استشهدت فيه بأقوال العلماء والمفكرين، وهذا بعض مما جاء فيه، مبينا أفكار السلفية، فمن أهم أفكار السلفية التي يتبنونها وينشرونها، وهي:
1- رفضهم للتأويل ومحاربته، وعدم اعترافهم بكلام أئمة المفسرين وكتب التفسير، وعدم التفاتهم إلى أساليب اللغة العربية كالاستعارة والمجاز والشعر الجاهلي في تفسير القرآن..
2- لا يريدون الاستدلال بالقرآن في غالب الأحيان إلا إذا وجدوا ظاهر آية يناسب معتقدهم، فيلوون عنق النص لصالحهم ويغضوا الطرف عن بقية الآيات في الموضوع.
3- تصحيحهم الحديث وتضعيفهم له على مزاجهم ليحقق لهم تأييد فكرهم الذي يدعون له، بل تمادى أمرهم إلى أن خرجوا وعلقوا على أحاديث كتب السنة وحكموا عليها بما يوافق مذهبهم وقاموا بطباعتها ونشرها ليفرضوا على الناس حكمهم على الأحاديث...
4- عدم أخذهم بالإجماع إلا فيما يدعون فيه الإجماع وليس فيه إجماعا أصلا...
5- عدم إيمانهم بالقياس إلا في موضوع التشبيه والتجسيم...
6- محاربتهم للعقل والعقلانية والحوار...
7- الإصرار على الفكر الخطأ بدون معرفة الدليل والتلقين والتقليد الشديد؛ مع أنهم يدَّعون الاجتهاد والنظر في نصوص الكتاب والسنة..."[السلفية الوهابية أفكارها الأساسية وجذورها التاريخية، حسن السقاف، ص:77-86]
ويتوصلون إلى هذه المبادئ والمعتقدات بمنهج وضعوه لأنفسهم، ونسبوه إلى السلف الصالح، وفيه ما يمكن الاتفاق معهم حوله، وفيه ما هو مخالف للمنهج السليم الذي عليه الفقهاء والعلماء من أهل السنة والجماعة.
على مستوى المنهج العلمي والمعرفي، فإن منهجهم يقوم على قواعد، "ويمكن إيجاز تلك القواعد فيما يلي:
القاعدة الأولى: تقديم النقل على العقل.
القاعدة الثانية: رفض التأويل.
القاعدة الثالثة: عدم التفريق بين الكتاب والسنة"[ما هي السلفية، عبد الله البخاري، ص:58-64]، وهذا ليس منهج السلف الصالح في الحقيقة، فمنهج السلف الصالح كان منهجا متناسقا بين طبيعة النص والعقل واللغة والواقع، ولم يكن منهجهم مبتدعا، وعلى ذلك سار المقتدون بالسلف الصالح، فمنهج السلف الصالح كان منهجا متناسقا بين طبيعة النص والعقل واللغة والواقع، ولم يكن منهجهم مبتدعا، وعلى ذلك سار المقتدون بالسلف الصالح، ونحن نجد انحراف السلفية على مستوى المنهج، "فإن كثيرا من الذين يتحدثون اليوم عن الإسلام والمسلمين ويصرون على تقسيم المسلمين إلى سلفيين وبدعيين أو خَلَفيين، زيادة على الانقسامات المبتدعة المؤسفة التي انتشرت فيما بينهم، قد لا يعلمون من هذا المنهج إلا النزر اليسير، ولعلهم لا يقيمون له وزنا ولا يرون له وظيفة ولا شأنا"[السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي، محمد سعيد رمضان البوطي، ص:64]
وقد أوصلهم هذا المنهج إلى مسائل عقدية وأخرى فقهية فروعية مخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة، ومنها:
في المسائل العقدية:
مسألة تقسيم التوحيد: إلى ربوبية و(ألوهية) و(أسماء وصفات)، والفوق الحسي للذات الإلهية وإسكانه سبحانه وتعالى في سماء، والصعود والهبوط الحسيان للباري -جل شأنه-، والخوض في ألفاظ واردة في آيات قرآنية وأخبار تبوية تتعلق بالذات الإلهية لمعاني تتصل بسياقها لا تثبت صفاتا لحواس أو جوارح لله عز وجل، والقول بفناء النار لظاهر خبر آحاد ظني يعارض النصوص القرآنية القطعية، والقول أن عبدة الأصنام والأوثان موحدون في قسم من أقسام التوحيد ومشركون في قسم آخر مناقضة لعموم ومطلق النصوص القرآنية والنبوية.
هذه المسائل لم تصرح بها نصوص القرآن الكريم ولا السنة النبوية الصحيحة، ولم يقل بها سادتنا السلف الصالح لقوله -تعالى-: ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ))[الإسراء:36]"[السلفية بين الأصيل والدخيل، أحمد محمد كريمة، ص:9]
مسائل فروعية فقهية ظنية:
- وجوب تقصير ثياب الرجال السلفية دون نظر إلى علة النهي (الخيلاء).
- وجوب تغطية وجوه النساء دون اعتبار بالأدلة الواضحة في كشف الوجه والكفين.
- وجوب ختان الإناث مع أن مرجعيات بلد المنشأ لا تمارسه!
- إيجاب إخراج الحبوب والأطعمة في صدقة الفطر وبطلان ما عداها مع أن المسألة من عهد التابعين إلى يومنا هذا لظنية الأدلة ورودا ودلالة.
- منع دعاء القنوت في صلاة الصبح، ومنع رفع الأيدي في الدعاء تعطيلا لأحاديث وآثار صحيحة للأول، ومناهضة للإجماع الذي حكاه النووي وغيره للثاني.
- بطلان الصلاة في مساجد بها قبور، مع أن الفقهاء لم يتحدثوا في هذا بل حكم الصلاة في مقابر، ويؤدي مدعاهم إلى بطلان الصلوات في مسجده (صلى الله عليه وسلم)...
- تحريم التصوير بالآلة الساكن (الفوتوغرافي) وحمل كلمة (مصور) في الأحاديث على الآلة، وهي في الواقع للتماثيل المعبودة من دون الله تعالى، لعدم وجود كاميرات آنذاك.
- الحكم بالبدعة على المسبحة وسائر مستحدثات تعد (عادات) لا (عبادات).
- ومئات مسائل فروعية منها ما في الفقه الحنبلي أو إفتاء لأشياخهم ورموزهم في بلد المنشأ صارت للتعصب منسوبة زورا إلى (السنة) و(السلف الصالح)، ودعواهم لتنحية كل مذاهب الفقهاء عدا من ذكر"[السلفية بين الأصيل والدخيل، أحمد محمد كريمة، ص:13-15]
______________________________