كلام سماحة العلّلامة حسن السقاف في الرد على من ذم الإمام الفخر الرازي من الأشاعرة والماتريدية:
مرسل: الأحد ديسمبر 15, 2024 1:09 pm
كلام سماحة العلّامة حسن السقاف في الرد على من ذم الإمام الفخر الرازي من الأشاعرة والماتريدية:
قال سماحة السيّد في مقدمة تحقيقه لكتاب" أساس التقديس": ذكر بعض الأشاعرة والماتريدية الذامين للإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى تصريحاً أو تلويحاً وهذا الذم مردود عندنا:
تقدَّم فيما سقناه من ترجمة الفخر الرازي رحمه الله تعالى(1) من عدة مصادر أن بعضهم طعن فيه وذمه (وإن كان الصحيح عندنا عدم التعويل على ذلك الذم) وقد قمنا في التعليقات السابقة أثناء ترجمته بتفنيد ذلك ونقده، وهنا نكمل بذكر بعض نماذج لبعض مَنْ لم يتقدَّم النقل عنهم من الأشاعرة والماتريدية في ذم هذا العالِم النحرير:
1- قال شِهَابُ الدِّين المَرْجَانِي الحَنَفِي "المَاتُرِيدِي"، فِي ((حَاشِيَتِهِ عَلَى شَرْحِ الجَلالِ الدَّوَانِي لِـ "العَقَائِدِ العَضُدِيَّةِ":
[فخر الدين ابن الخطيب الرازي في أواخر المائة السادسة من الهجرة واشتهر بالتبحر في العلوم وانتشر خبره وأمر أمره، فاتخذه الناس إماماً في العلوم النقلية والفنون العقلية، فذهب بهم كل مذهب ولعب بعقولهم كل ملعب، والرجل عاطل من التحقيق والوقوف على حقيقة الحق في كلا الصناعتين، وآراؤه الركيكة هي التي يتداولها عامة من جاء بعده على زعم أنها السنة والجماعة ومذهب أهل الحق والفرقة الناجية وحاشاهم عنها حاشا].
وهذا كلام مردود عندنا لا يُلْتَفَتُ إليه.
2- وقال الشيخ السنوسي الأشعري في ((شرح أم البراهين)) ص (70-71):
[وليحذر المبتدأ جهده أن يأخذ أصول دينه من الكتب التي حشيت بكلام الفلاسفة وأولع مؤلفوها بنقل هوسهم وما هو كفر صراح من عقائدهم التي ستروا نجاستها بما يَنْبَهِمُ على كثير من اصطلاحاتهم وعباراتهم التي أكثرها أسماء بلا مسميات وذلك ككتب الإمام الفخر في علم الكلام وطوالع البيضاوي ومن حذا حذوهما في ذلك، وقَلَّ أن يفلح من أولع بصحبة كلام الفلاسفة أو يكون له نور إيمان في قلبه أو لسانه، وكيف يفلح من والى مَنْ حادَّ الله ورسوله وحرق حجاب الهيبة ونبذ الشريعة وراء ظهره وقال في حق مولانا جلَّ وعزَّ وفي حق رسله عليهم الصلاة والسلام ما سوَّلت له نفسه الحمقاء ودعاه إليه وهمه المختل، ولقد خذل بعض الناس فتراه يُشَرِّف كلام الفلاسفة الملعونين ويشرِّف الكتب التي تعرضت لنقل كثير من حماقاتهم لما تمكن في نفسه الأمَّارَة بالسوء من حب الرياسة وحب الإغراب على الناس بما يَنْبَهِمُ على كثير منهم من عبارات واصطلاحات يوهمهم أن تحتها علوماً دقيقة نفيسة وليس تحتها إلا التخليط والهوس والكفر الذي لا يرضى أن يقوله..].
فكما ترى، ذَكَرَ الشيخ السنوسي أنَّ من هؤلاء الذين يذكرون الفلسفة المذمومة في كتبهم ولا يجوز الأخذ منها: الفخر الرازي والبيضاوي. وزاد الدسوقي في حاشيته على السنوسية: الأرموي والعلامة السعد التَّفْتَازاني والعضد وابن عرفة، ونقل الدسوقي عن البرهان اللَّقَّاني أنه لا ينبغي ذم هؤلاء كما فعل السنوسي لأن قصدهم من ذِكْرِهَا في كتبهم كان لأجل الرد عليها!
لكن أقول بأن كتب هؤلاء وأمثالهم مشحونة بالكلام الفلسفي المنطقي البعيد عن أسلوب القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وكلام السنوسي في تنفير الناس عن الفلسفة جيد، وإن كان أسلوبه قريباً من أسلوبهم وكتبه خلو أو بعيدة أيضاً عن الحديث الصحيح والسنة المطهرة، وهو – السنوسي- مسارع لتضليل مخالفه من الأشاعرة فضلاً عن غيرهم من الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى.
حاشية:
(1): تجد الترجمة على الموقع تحت عنوان( فوائد وفرائد من ترجمة سماحة السيّد العلّامة حسن السقاف للإمام الفخر الرازي)
قال سماحة السيّد في مقدمة تحقيقه لكتاب" أساس التقديس": ذكر بعض الأشاعرة والماتريدية الذامين للإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى تصريحاً أو تلويحاً وهذا الذم مردود عندنا:
تقدَّم فيما سقناه من ترجمة الفخر الرازي رحمه الله تعالى(1) من عدة مصادر أن بعضهم طعن فيه وذمه (وإن كان الصحيح عندنا عدم التعويل على ذلك الذم) وقد قمنا في التعليقات السابقة أثناء ترجمته بتفنيد ذلك ونقده، وهنا نكمل بذكر بعض نماذج لبعض مَنْ لم يتقدَّم النقل عنهم من الأشاعرة والماتريدية في ذم هذا العالِم النحرير:
1- قال شِهَابُ الدِّين المَرْجَانِي الحَنَفِي "المَاتُرِيدِي"، فِي ((حَاشِيَتِهِ عَلَى شَرْحِ الجَلالِ الدَّوَانِي لِـ "العَقَائِدِ العَضُدِيَّةِ":
[فخر الدين ابن الخطيب الرازي في أواخر المائة السادسة من الهجرة واشتهر بالتبحر في العلوم وانتشر خبره وأمر أمره، فاتخذه الناس إماماً في العلوم النقلية والفنون العقلية، فذهب بهم كل مذهب ولعب بعقولهم كل ملعب، والرجل عاطل من التحقيق والوقوف على حقيقة الحق في كلا الصناعتين، وآراؤه الركيكة هي التي يتداولها عامة من جاء بعده على زعم أنها السنة والجماعة ومذهب أهل الحق والفرقة الناجية وحاشاهم عنها حاشا].
وهذا كلام مردود عندنا لا يُلْتَفَتُ إليه.
2- وقال الشيخ السنوسي الأشعري في ((شرح أم البراهين)) ص (70-71):
[وليحذر المبتدأ جهده أن يأخذ أصول دينه من الكتب التي حشيت بكلام الفلاسفة وأولع مؤلفوها بنقل هوسهم وما هو كفر صراح من عقائدهم التي ستروا نجاستها بما يَنْبَهِمُ على كثير من اصطلاحاتهم وعباراتهم التي أكثرها أسماء بلا مسميات وذلك ككتب الإمام الفخر في علم الكلام وطوالع البيضاوي ومن حذا حذوهما في ذلك، وقَلَّ أن يفلح من أولع بصحبة كلام الفلاسفة أو يكون له نور إيمان في قلبه أو لسانه، وكيف يفلح من والى مَنْ حادَّ الله ورسوله وحرق حجاب الهيبة ونبذ الشريعة وراء ظهره وقال في حق مولانا جلَّ وعزَّ وفي حق رسله عليهم الصلاة والسلام ما سوَّلت له نفسه الحمقاء ودعاه إليه وهمه المختل، ولقد خذل بعض الناس فتراه يُشَرِّف كلام الفلاسفة الملعونين ويشرِّف الكتب التي تعرضت لنقل كثير من حماقاتهم لما تمكن في نفسه الأمَّارَة بالسوء من حب الرياسة وحب الإغراب على الناس بما يَنْبَهِمُ على كثير منهم من عبارات واصطلاحات يوهمهم أن تحتها علوماً دقيقة نفيسة وليس تحتها إلا التخليط والهوس والكفر الذي لا يرضى أن يقوله..].
فكما ترى، ذَكَرَ الشيخ السنوسي أنَّ من هؤلاء الذين يذكرون الفلسفة المذمومة في كتبهم ولا يجوز الأخذ منها: الفخر الرازي والبيضاوي. وزاد الدسوقي في حاشيته على السنوسية: الأرموي والعلامة السعد التَّفْتَازاني والعضد وابن عرفة، ونقل الدسوقي عن البرهان اللَّقَّاني أنه لا ينبغي ذم هؤلاء كما فعل السنوسي لأن قصدهم من ذِكْرِهَا في كتبهم كان لأجل الرد عليها!
لكن أقول بأن كتب هؤلاء وأمثالهم مشحونة بالكلام الفلسفي المنطقي البعيد عن أسلوب القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وكلام السنوسي في تنفير الناس عن الفلسفة جيد، وإن كان أسلوبه قريباً من أسلوبهم وكتبه خلو أو بعيدة أيضاً عن الحديث الصحيح والسنة المطهرة، وهو – السنوسي- مسارع لتضليل مخالفه من الأشاعرة فضلاً عن غيرهم من الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى.
حاشية:
(1): تجد الترجمة على الموقع تحت عنوان( فوائد وفرائد من ترجمة سماحة السيّد العلّامة حسن السقاف للإمام الفخر الرازي)