مخالفة المنزهة لأبي الحسن الأشعري في مسائل الاعتقاد والإنكار عليه :

مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

مخالفة المنزهة لأبي الحسن الأشعري في مسائل الاعتقاد والإنكار عليه :

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

مخالفة المنزهة لأبي الحسن الأشعري في مسائل الاعتقاد والإنكار عليه :

قال سماحة السيد المحدث حسن السقاف في مقدمة تحقيقه لكتاب " أساس التقديس" :

1) تصريح الماتريدية بمخالفتهم للأشعري:

وهنا لا بد أن نلفت النظر إلى أن أئمة الماتريدية المنزهين أيضاً صرحوا بمخالفتهم لأبي الحسن الأشعري ونصوا أن الأشعري خالف بنظرهم أهل السنة في مسائل، ومن أولئك الإمام البزدوي الحنفي الماتريدي (ت 493هـ) الذي قال في كتابه "أصول الدين" ص (53): [قال أبو الحسن الأشعري: الطاعات والمعاصي والمباحات كلها برضا الله ومحبته... وخالف أبو الحسن الأشعري أهل السنة والجماعة في هذه المسألة].
ثم ذكر ص (252) مسائل عديدة خالف فيها أبو الحسن الأشعري –حسب تعبيره- عامة أهل السنة والجماعة.
وقال البزدوي الحنفي الماتريدي في ذلك الكتاب ص (115): [وقال بعض الأشعرية الجهال وبعض الأغنام النوكى...] !! ومعنى (النوكى) الحمقى!
والكل على التحقيق منتسبون لأهل السنة والجماعة.


2) فضلاء الحنابلة المنزهة كابن عقيل وابن الجوزي من أهل السنة يخالفون الأشعري:

قال ابن عقيل في كتابه "الفنون" (1/88): [قال بعض الأصوليين: إن الأشعري لم يترك لنفسه دلالة على الصانع، ولا دلالة على صحة الشرائع. فأما إثبات الصانع فإنه مبني على احتياج المحدث وافتقاره إلى محدث. وليس في الشاهد عنده محدث لبناء ولا نجارة ولا غير ذلك. وصحة إرسال الرسل مبني على الثقة بالمعجز. ووجه الثقة أن الله لا يقيم الإعجاز دلالة إلا على يدي صادق غير كاذب عليه. وما ترك لنفسه ثقة بالرسل حيث قال: (لا يقبح شيء صدر من جهة الله من إضلال وسد لباب العلم بمعرفة صحة الرسالة). فلم يبعد تجويز تأييد الكذب بالمعجز، لأن ذلك ليس بأكثر من الإضلال].
وقال الحافظ ابن الجوزي في تاريخه "المنتظم" (4/172):
[الأشعري المتكلم.. تشاغل بالكلام، وكان على مذهب المعتزلة زماناً طويلاً، ثم عَنَّ له مخالفتهم، وأظهر مقالة خبطت عقائد الناس وأوجبت الفتن المتصلة( )..].
وقال الحافظ ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" ص (118): [وكان أبو الحسن الأشعري على مذهب الجبائي ثم انفرد عنه إلى مثبتي الصفات. ثم أخذ بعض مثبتي الصفات في اعتقاد التشبيه وإثبات الانتقال في النزول... ].


3) الظاهرية المنزهة من أهل السنة ينكرون على الأشعري:

قال ابن حزم في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/127): [وقال الأشعري إن المراد بقول الله تعالى أيدينا إنما معناه اليدان وإن ذكر الأعين إنما معناه عينان وهذا باطل مدخل في قول المجسمة].
الشيخ محيي الدين ابن عربي ينتقد الأشعرية: وفي مثل هذا المقام لا بد أن نلفت النظر أيضاً إلى أن الشيخ محي الدين ابن عربي بيَّن في كتبه أن الأشاعرة والأشعري أخطأوا في بعض المسائل وأنه يخالفهم في عدة قضايا بل يغلطهم أحياناً وهو من أهل السنة والجماعة!
فقال الشيخ محيي الدين بن عربي في كتابه "الفتوحات المكية" (6/34):
[ومن هنا تعلم أن صفاته لو كانت زائدة على ذاته كما يقوله المتكلم من الأشاعرة لحكم على الذات ما هو زائد عليها ولا هو عينها وهذه مسألة زلت فيها أقدام كثيرين من العلماء وأضلهم فيها قياس الشاهد على الغائب أو طرد الدلالة شاهداً أو غائباً وهذا غاية الغلط].
وقال في "الفتوحات المكية" (1/7): [" مسألة " عجبت من طائفتين كبيرتين الأشاعرة والمجسمة في غلطهم في اللفظ المشترك كيف جعلوه للتشبيه ولا يكون التشبيه إلا بلفظة مثل أو كاف الصفة بين الأمرين في اللسان وهذا عزيز الوجود في كل ما جعلاه تشبيها من آية أو خبر. ثم إن الأشاعرة تخيَّلت أنها لما تأوَّلت قد خرجت من التشبيه وهي ما فارقته إلا أنها انتقلت من التشبيه بالأجسام إلى التشبيه بالمعاني المحدثة المفارقة للنعوت القديمة في الحقيقة].
وقال في "الفتوحات المكية" (4/180) أيضاً:
[ورأيت أئمة من الأشاعرة على هذه القدم يرون أنهم يعرفون الله كما يعلم نفسه سبحانه من غير مزيد، فهؤلاء مستريحون بجهلهم قد يئسنا من فلاحهم].
وقوله هنا صواب جداً خاصة في بعض المتعصبين المكابرين المغرورين.
وقال أيضاً في "الفتوحات المكية" (4/409): [وقوله {لقد خلقنا الإنسان في كبد} والذم العاقب للمدح كقوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}التين:4، هذا مدح، {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}التين:5، هذا ذم، ويتضمن علم مآل أصحاب الدعاوى التي تعطيها رعونة الأنفس ويتضمن تقرير النعم الحسية والمعنوية ويتضمن التخلق بالأسماء ويتضمن علم القوة التي أعطتها الإنسان وأن لها أثراً وفي ذلك رد على الأشاعرة وتقوية للمعتزلة في إضافة الأفعال إلى المكلفين].
ويبين الشيخ محيي الدين ابن عربي أيضاً في "الفتوحات" (5/42) أن الأشاعرة ليسوا متفقين وإن أطلقنا عليهم لقب أشاعرة حيث يقول:
[ثم إنه ما من مذهب إلا وله أئمة يقومون به وهم فيه مختلفون وإن اتصفوا جميعهم مثلاً بالأشاعرة فيذهب أبو المعالي خلاف ما ذهب إليه القاضي ويذهب القاضي إلى مذهب يخالف فيه الأستاذ ويذهب الأستاذ إلى مذهب في مسألة يخالف فيه الشيخ والكل يدعي أنه أشعري].
فليتأمل ذلك أهل الانصاف للخروج من التعصب وتصحيح الأقوال التي لا يسعفها الدليل وإنما هي الإيساغوجيات والمنطق المعوج بالعناد والمكابرة، فليبتعد العاقل عن الذب عن المخطئين وتسويغ أخطائهم بتأويلات ممجوجة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مسائل وقضايا التوحيد والإيمان“