إبطال قول من يرى بدعية القنوت في صلاة الصبح
Posted: Thu Dec 26, 2024 8:09 am
قال سماحة السيد المحدّث حسن السقاف في رسالته:" القول المبتوت في صحة حديث صلاة الصبح بالقنوت":
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، وعلى الهم آل الوفى، ورضي الله عن الصحابة ومن على السنة سار واقتفى، أما بعد :
فقد زعم أناس أن القنوت في صلاة الصبح بدعة وأن مذهب الشافعية في هذه المسالة غير موافق للسنة، بناء على حديث سيدنا أنس وغيره : أن النبي قنت بعد الركوع شهراً يدعو على قوم ثم تركه، وذهب هذا الزاعم إلى أن حديث سيدنا أنس رضي الله عنه الذي فيه : «لم يزل رسول الله ﷺ يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا حديث ضعيف اعتماداً على كلام الألباني في تضعيفه .
والجواب على ذلك عندي :
ان حديث سيدنا أنس : لم يزل رسول الله ﷺ يقنت في الفجر حتى فارق الدنياء حديث صحيح ، صححه جماعات من أكابر الحفاظ وتضعيف الألباني له غير مقبول لما سأبينه وأفضله إن شاء الله تعالى، وهو غير معارض للحديث الصحيح : قنت شهراً يدعو على قوم ثم تركه، وذلك لأن معنى ذلك أنه ترك الدعاء على القوم في القنوت ولم يترك القنوت بدليل قول سيدنا أنس رضي الله عنه وهو راوي كل من الحديثين كما في سنن البيهقي وغيره بسند صحيح : قنت شهراً يدعو عليهم ثم تركه فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا وهذا الذي قررناه هو قول جماعة من أئمة المحدثين ونقله البيهقي في سننه (۲۰۱/۲) عن عبد الرحمن بن مهدي حيث قال : وإنما ترك النبي ﷺ اللعن . اهـ أي لم يترك القنوت وإنما ترك لعن القوم فيه وسياق جميع الأحاديث يثبت ذلك.
(فصل): في عرض الأحاديث لتوضيح ذلك :
(۱) روى البخاري (فتح (٤٩٠/٢) ومسلم بنحوه (٤٦٩/١): من حديث سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
وإنما قنت رسول الله ﷺ بعد الركوع شهراً، أراه كان بعث قوماً بقال لهم القراء زهاء سبعين رجلاً إلى قوم من المشركين دون أولئك، وكان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد، فقنت رسول الله ﷺ شهراً يدعو عليهم .
(۲) وفي البخاري أيضاً (فتح (٤٩٠/٢) ومسلم بنحوه (٤٦٩/١) عن سيدنا أنس رضي الله عنه :
وقنت النبي ﷺ شهراً يدعو على رعل وذكوان .
(۳) وروى الإمام مسلم في صحيحه (٤٦٩/١ / حديث رقم (٣٠٤) عن سيدنا انس :
ان رسول الله ﷺ قنت شهراً. يدعو على أحياء من أحياء العرب ثم ترکه
قلت: هذا الحديث صريح في أنه ترك الدعاء على القوم، فيستفاد من ذلك أن لفظة تركه تعود على لعن القوم لا على أساس القنوت في صلاة الصبح .
(٤) ويشهد لهذا المعنى ويؤيده أيضاً رواية مسلم في صحيحه (١ / ٤٦٨ / برقم ۲۹۸) عن محمد قال : قلت لأنس : هل قنت رسول الله
في صلاة الصبح ؟ قال : نعم، بعد الركوع يسيراً.
(ه) وروى البزار (كشف الأستار ٢٦٩/١) عن سيدنا أنس :
أن رسول الله ﷺ قنت حتى مات، وأبو بكر حتى مات، وعمر حتى مات قال الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد (۱۳۹/۲) رجاله موثقون قلت: وهو متصل صحيح .
فمن هذه الأحاديث يتضح ما قررناه وهو أنه لا معارضة بين حديث :
وقت شهراً ثم تركه وبين حديث : لم يزل يقنت في الفجر حتى فارق الدنياء والقاعدة الأصولية ناصةً على وجوب الجمع بين الأدلة إن أمكن، وهنا امكن ذلك بوضوح، وبذلك قال الحافظ البيهقي في سننه (۲۰۱/۲) ونقله عن الحافظ عبد الرحمن بن مهدي سيد الحافظ، كما نعته الذهبي في سير الأعلام (۱۹۲/۹).
(٦) وعن سيدنا أنس بن مالك قال :
وما زال رسول الله ﷺ يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا رواه الامام احمد في مسنده (١٦٢/٣) وانظر الفتح الرباني (۳۰۲/۳) والبزار، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (۱۳۹/۲) ورجاله موثقون والبيهقي ۲۰۱/۲) ونقل تصحيحه عن الحاكم وأقره والدارقطني (۳۹/۲) وعبد الرزاق المصنف (۱۱۰/۳) وابن أبي شيبة (۳۱۲/۲) والبغوي في شرح السنة (١٢٤/٣) قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح المهذب المجموع» (٥٠٤/٣): حديث صحيح رواه جماعة من الحفاظ وصححوه وتمن نص على صحته الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي البلخي، والحاكم أبو عبد الله في مواضع من كتبه والبيهقي، ورواه الدارقطني من طرق بأسانيد صحيحة. اهـ.
(۷) عن العوام بن حمزة قال : سألت أبا عثمان عن القنوت في الصبح بعد الركوع قلت : عمن؟ قال عن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم رواه البيهقي في سننه (۲۰۲/۲) وقال هذا إسناد حسن .
(۸) وعن عبدالله بن معقل قال : قنت علي رضي الله عنه في الفجر"
رواه البيهقي في سننه (٢٠٤/٢) وقال: هذا عن علي صحيح مشهور. والسؤال هنا : كيف يثبت القنوت في الصبح عن النبي ﷺ وأصحابه بالأسانيد الصحيحة ثم يقول المتمسلفون بأنه بدعة ؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، وعلى الهم آل الوفى، ورضي الله عن الصحابة ومن على السنة سار واقتفى، أما بعد :
فقد زعم أناس أن القنوت في صلاة الصبح بدعة وأن مذهب الشافعية في هذه المسالة غير موافق للسنة، بناء على حديث سيدنا أنس وغيره : أن النبي قنت بعد الركوع شهراً يدعو على قوم ثم تركه، وذهب هذا الزاعم إلى أن حديث سيدنا أنس رضي الله عنه الذي فيه : «لم يزل رسول الله ﷺ يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا حديث ضعيف اعتماداً على كلام الألباني في تضعيفه .
والجواب على ذلك عندي :
ان حديث سيدنا أنس : لم يزل رسول الله ﷺ يقنت في الفجر حتى فارق الدنياء حديث صحيح ، صححه جماعات من أكابر الحفاظ وتضعيف الألباني له غير مقبول لما سأبينه وأفضله إن شاء الله تعالى، وهو غير معارض للحديث الصحيح : قنت شهراً يدعو على قوم ثم تركه، وذلك لأن معنى ذلك أنه ترك الدعاء على القوم في القنوت ولم يترك القنوت بدليل قول سيدنا أنس رضي الله عنه وهو راوي كل من الحديثين كما في سنن البيهقي وغيره بسند صحيح : قنت شهراً يدعو عليهم ثم تركه فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا وهذا الذي قررناه هو قول جماعة من أئمة المحدثين ونقله البيهقي في سننه (۲۰۱/۲) عن عبد الرحمن بن مهدي حيث قال : وإنما ترك النبي ﷺ اللعن . اهـ أي لم يترك القنوت وإنما ترك لعن القوم فيه وسياق جميع الأحاديث يثبت ذلك.
(فصل): في عرض الأحاديث لتوضيح ذلك :
(۱) روى البخاري (فتح (٤٩٠/٢) ومسلم بنحوه (٤٦٩/١): من حديث سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
وإنما قنت رسول الله ﷺ بعد الركوع شهراً، أراه كان بعث قوماً بقال لهم القراء زهاء سبعين رجلاً إلى قوم من المشركين دون أولئك، وكان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد، فقنت رسول الله ﷺ شهراً يدعو عليهم .
(۲) وفي البخاري أيضاً (فتح (٤٩٠/٢) ومسلم بنحوه (٤٦٩/١) عن سيدنا أنس رضي الله عنه :
وقنت النبي ﷺ شهراً يدعو على رعل وذكوان .
(۳) وروى الإمام مسلم في صحيحه (٤٦٩/١ / حديث رقم (٣٠٤) عن سيدنا انس :
ان رسول الله ﷺ قنت شهراً. يدعو على أحياء من أحياء العرب ثم ترکه
قلت: هذا الحديث صريح في أنه ترك الدعاء على القوم، فيستفاد من ذلك أن لفظة تركه تعود على لعن القوم لا على أساس القنوت في صلاة الصبح .
(٤) ويشهد لهذا المعنى ويؤيده أيضاً رواية مسلم في صحيحه (١ / ٤٦٨ / برقم ۲۹۸) عن محمد قال : قلت لأنس : هل قنت رسول الله
في صلاة الصبح ؟ قال : نعم، بعد الركوع يسيراً.
(ه) وروى البزار (كشف الأستار ٢٦٩/١) عن سيدنا أنس :
أن رسول الله ﷺ قنت حتى مات، وأبو بكر حتى مات، وعمر حتى مات قال الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد (۱۳۹/۲) رجاله موثقون قلت: وهو متصل صحيح .
فمن هذه الأحاديث يتضح ما قررناه وهو أنه لا معارضة بين حديث :
وقت شهراً ثم تركه وبين حديث : لم يزل يقنت في الفجر حتى فارق الدنياء والقاعدة الأصولية ناصةً على وجوب الجمع بين الأدلة إن أمكن، وهنا امكن ذلك بوضوح، وبذلك قال الحافظ البيهقي في سننه (۲۰۱/۲) ونقله عن الحافظ عبد الرحمن بن مهدي سيد الحافظ، كما نعته الذهبي في سير الأعلام (۱۹۲/۹).
(٦) وعن سيدنا أنس بن مالك قال :
وما زال رسول الله ﷺ يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا رواه الامام احمد في مسنده (١٦٢/٣) وانظر الفتح الرباني (۳۰۲/۳) والبزار، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (۱۳۹/۲) ورجاله موثقون والبيهقي ۲۰۱/۲) ونقل تصحيحه عن الحاكم وأقره والدارقطني (۳۹/۲) وعبد الرزاق المصنف (۱۱۰/۳) وابن أبي شيبة (۳۱۲/۲) والبغوي في شرح السنة (١٢٤/٣) قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح المهذب المجموع» (٥٠٤/٣): حديث صحيح رواه جماعة من الحفاظ وصححوه وتمن نص على صحته الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي البلخي، والحاكم أبو عبد الله في مواضع من كتبه والبيهقي، ورواه الدارقطني من طرق بأسانيد صحيحة. اهـ.
(۷) عن العوام بن حمزة قال : سألت أبا عثمان عن القنوت في الصبح بعد الركوع قلت : عمن؟ قال عن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم رواه البيهقي في سننه (۲۰۲/۲) وقال هذا إسناد حسن .
(۸) وعن عبدالله بن معقل قال : قنت علي رضي الله عنه في الفجر"
رواه البيهقي في سننه (٢٠٤/٢) وقال: هذا عن علي صحيح مشهور. والسؤال هنا : كيف يثبت القنوت في الصبح عن النبي ﷺ وأصحابه بالأسانيد الصحيحة ثم يقول المتمسلفون بأنه بدعة ؟!!