Page 1 of 1

مميزات شخصية المسلم والمؤمن ونظرة الإسلام إلى الكون والإنسان والحياة :

Posted: Fri Jan 10, 2025 11:05 am
by عود الخيزران
مميزات شخصية المسلم والمؤمن ونظرة الإسلام إلى الكون والإنسان والحياة :

قال سماحة السيد المحدث حسن السقاف ــ حفظه الله ــ " في صحيح شرح العقيدة الطحاوية" :

فصل : (في مميزات شخصية المسلم والمؤمن ونظرة الإسلام إلى الكون والإنسان والحياة)

( كلام الطحاوي يناسب أن يكون في المقدمة قبل شرح العقيدة )

قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى :

( ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام ، فمن رام علم ما حظر . يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الإيمان ، فيتذبذب بين الكفر والإيمان والتصديق والتكذيب ، والإقرار والإنكار ، موسوساً تانها ، شاكاً ، لا مؤمناً عنه علمه ، ولم : مصدقاً ولا جاحداً مكذباً ) .

الشرح :

حوت هذه الفقرة عدة مسائل وقضايا لا بد من التنبيه عليها :

القضية الأولى : وجوب تعلم العقيدة الإسلامية على كل فرد مسلم في المجتمع ذكراً كان أو أنثى ، صغيراً أو كبيراً ، ليتبنى الفرد عقيدة الإسلام في حياته ويطبقها على أفعاله وأقواله في جميع أحواله ، وليكون تفكيره بالأمور وتقييمه وفهمه لكل شيء ومناقشته للمواضيع منطلقاً من عقيدته التي درسها وفهمها وأمعن النظر فيها وتشربها قلبه

وإن لم يفعل ذلك فإنه سيكون ضائعاً حائراً متذبذباً شاكاً غير مكترث ولا قبال ومضيعاً لدينه ، وهذا هو سبب هذا المرض الذي نراه اليوم عاماً وفاتكاً بأكثر أفراد المجتمع الذي نعيش فيه ، لذلك نراهم يهتمون بكرة القدم وبالرياضة وبالموسيقى والفنانين والمغنين وباللعب والتسلية وما إلى ذلك دون الأهم ، معرضين عن الأمر الذي يُصيرهم سادة قادة ، كما نجدهم لا ينكرون منكراً ولا يرون معروفاً فضلاً عن الأمر به ، فضلاً عن العمل به ، ولذلك سقط المجتمع وهوت الأمة فصارت ذيلاً لأمم أخرى بدل أن تكون راساً وانموذجاً صالحاً لبقية

الأمم والشعوب .

ثم رأينا من يتزعم الأمور الدينية ليجعلها مراسم وحركات ومناصب وأقوالاً وقوالب عارية عن الروح التي تكون بها حبة متحركة مثمرة ، ورأينا من يعظم الألقاب ويتطلع للمناصب وهو ليس أهلاً لها يوجه من الوجوه ، ولسان الحال

يقول :

مات أهل العلم لم يبق سوى

ويصح لنا أن تنصح فتقول :

أي بني اسمع وصايا جمعت

اطلب العلم وحصله فما

لا تقل قد ذهبت أربابه

واحتفل للفقه في الدين ولا

واهجر النوم وحصله فمن فأين العلماء المخلصون وأين الطلبة الصادقون ؟! والواقع يشهد بأن أمور الدين لن ترجع إلى نصابها إلا إذا وجد العلماء المخلصون الصادقون العابدون القانتون السائرون في ظاهرهم وباطنهم على قدم النبوة ، ولا يتم الأمر إلا إذا قيم العالم على حقيقة ما عنده من علم وتقوى فقدم واحترم وانتبه أهل المجتمع واستيقظوا لمن يحمل شهادات تمثل دراسة أمور جزئية مبنية على أنظمة اجنبية وأصحابها أبعد الناس من العلم والتقوى والورع والخوف من الله تعالى ، فضلاً عن بعدهم من البحث والدراسة للمستجدات ، والحرقة من انتهاك المحرمات . والسهر على مصالح المسلمين ، والتخطيط لتنفيذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومحاربة المبتدعة والملاحدة والمرتدين .

مقرف أو مَنْ على الأصل الكل

حكماً خصت بها خير الملل

أبعد العلم على أهل الكل

كل من سار على الدرب وصل

تشتغل عنه بمال وخول

يعرف المطلوب يحقر ما بذل

ونستطيع أن نقول : بأن الله تعالى ذكر لنا في أوائل سورة الحج نظرة الإسلام إلى الإنسان والكون والحياة حيث ذكر الله تعالى أن هذا الكون خلقه الله تعالى وسخره للإنسان ليعمره بطاعة الله تعالى وأن الإنسان لم يوجد عبثاً ولن يترك سدى ، وأنه يجب عليه أن يعتقد عقيدة الإسلام الحقة وأن يعمر الأرض ولا يجوز له أن يعبد الله على حرف فيغير عقيدته للمصالح أو للعوامل التي تمر عليه بل يجب عليه أن يصبر لأنه يعلم بأن هذه الحياة الدنيا فانية وأن الله تعالى وعده بالثواب والحياة الباقية إن أحسن وبالعقاب والنار إن أساء قال الله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِن زَلْزَلَة السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (۱) يَوْمَ تَرَوْنَها

تَذْهَلُ كُلِّ مُرْضَعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسِ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ (۲) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَنْعُ كُلَّ شَيْطَانِ مَرِيدٍ (۳) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ ويَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السعير (٤) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرَ مُخَلَّقَةٍ نبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشدَّكُمْ وَمِنكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ حَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اخْتَرْتُ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زوج تهيج (٥) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) وَأَنَّ السَّاعَةَ وَاتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (۷) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (۸) ثَانِي عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سبيل الله لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌّ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (۹) ذَلِكَ بِمَا قدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ : ظلام الْعِيدِ (۱۰) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ الْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَيْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (۱۱) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الصَّلالُ الْبَعِيدُ (۱۲) يَدْعُو لَمَنْ ضَرَّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَسَ الْعَشِيرُ (۱۳) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (١٤) مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِنَّ كَيْدُهُ ما يعيط (١٥) ) الحج : ١-١٥

قال السيد الزمزمي ابن الصديق الحسني في كتابه " الطوائف " :

أما الحكم بالقرآن والسنة والشريعة الإسلامية فقد أضاعه المسلمون وحكموا بالقانون يحلون ما أحله القانون وإن حرمه الله ورسوله وكان فاعله عند الله من الملعونين ، ويحرمون ما حرمه القانون وإن أمر الله به ورسوله وجعله من فرائض الدين ، فأحلوا بذلك ما حرم الله ، وضيعوا حقوق عباد الله (1) ، وأحلوا بأنفسهم عذاب الله وهم يضحكون .

استباحوا بالقانون الربا والزنا والخمر والخنزير والتجاهر بالفواحش والمنكرات ، واستباحوا بالقانون الطعن في الإسلام والتجاهر في انتقاده في الجرائد والإذاعات والحفلات 11 فتمكن من يحارب الإسلام من أعدائه من التجاهر بتكذيب القرآن والطعن في الإسلام بين أظهر المسلمين وعلى رؤوس أشهادهم !! و هم آمنون مطمئنون !! فلما ذكرناه يكون السواد الأعظم من المسلمين أول طائفة

من الطوائف المخالفة للسنة (١٠) في هذا الوقت » اهـ .

ومن ذلك أنه لا يؤدي الزكاة منهم إلا القليل ، ويتهاونون بالمعاصي المحرمات

فيشربون الخمر ويلعبون القمار ، وانتشار الزنا بينهم لا حصر له ، ولا يعظمون حرمات الله تعالى ومن ذلك أنهم يستعملون ورق الجرائد والمجلات المذكور فيها أسماء الله تعالى وأسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كمحمد وموسى وعيسى و داود وغير ذلك فيما يمتهن ويلقونه في القمامة والقاذورات ويدوسون عليه ، وكذا سبهم للدين والرب سبحانه عند تشاجرهم !! ولا يرون ذلك ذنباً فضلاً عن كونه كفراً وارتداداً عن الملة الحنيفية !!

ومن قبائحهم أيضاً مقابلة المرأة وتسليمها مصافحة لأقاربها الأجانب وأقارب زوجها الذين ليسوا من محارمها ، كابن خالها وابن خالتها وابن عمها وابن عمتها واخو زوجها وعمه وخاله .... وكذلك سفر المرأة وحدها إلى بلدان بعيدة دون. قيد أو شرط ، وذهابها إلى الحفلات والنوادي واختلاطها بالرجال الأجانب ، كما وجدنا أولئك المتطفلين على موائد الشريعة قد أحلوا للعامة آلات اللهو وادعوا ضعف الأحاديث فيها ، وهم أبعد الناس عن معرفة صحيح الحديث من ضعيفه ، فضلاً عن فهمهم لمقاصد الشريعة وغاياتها .

ومن ذلك فساد معاملاتهم في المعاشرة وفي البيع والشراء والإجارة وظلمهم لبعضهم ، وقشر النفاق والكذب والخيانة والغش والأذية والغيبة والنميمة والمداهنة وأكلهم الربا ، وعدم السؤال عن الطريق التي يأتيهم منها المال وعن الطريق التي يكتب بها ، وقد اتفق على هذه الخصال عالمهم وجاهلهم ، ودخل في ذلك أيضاً المصلّون منهم الذين يملأون المساجد ويحجون كل عام ويصومون رمضان بمكة في كثير من الأحيان ، لأن الحج والعمرة أصبحا نزهة وتجارة لديهم 11 وتجد هؤلاء المصلين من يتجر بالمحرمات ، دون التفات إلى ما يجوز بيعه شرعاً مما لا يجوز .

فنجدهم يتاجرون أيضاً في الأشياء الممنوعة التي يترتب عليها الإفاد في الدين والإضرار بالمسلمين .

ومن ذلك أنهم لا يرجعون للعلماء في حل مشاكلهم ومصائبهم وقضاياهم إنما يلجأون للعرافين والمشعوذين والكهان والسحرة ، ويتعلقون بالخرافات الواهية المنافية للعقل والدين ، فذلك دينهم الذي يموتون عليه ولا يسمعون فيه نصيحة ولا يخافون لومة لائم .

ومن ذلك تشبههم بالكفار والغربيين ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، حتى نجد من لا يفهم الإنجليزية مثلاً يستمع للأغاني الغربية تقليداً لا بصراً وتحقيقاً ، ونرى الشباب اليوم أيضاً وقد ركضوا وراء الغربيين حتى في حلاقتهم لشعورهم فنرى احدهم قد حلق حول رأسه وترك أعلى رأسه دون خلق ، وهذا هو الفرع الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال : « احلقوه کله او اترکوه کله ...

وكل ذلك ب هم الوقاحة وقلة الحياء لذا أصبح صغيرهم لا يوفر كبيرهم وجاهلهم لا يحترم عالمهم ، وفاسقهم لا يستحي من صالحهم ، وأولادهم لا يمتثلون أوامر الآباء ولا يقيمون لهم وزناً للاشتراك في الفسق ، وفقد المربين والمعلمين المتقين المخلصين ، ولذلك ترى الجاهل يدخن امام العالم في المواقف المحترمة ، والعامي البليد يقول لصاحبه لا تقل للعالم ولمن هو أكبر منك سنا ( يا أو يعظمه !! ولا حول ولا قوة إلا بالله !! سيدي ) ، بل ( سيدي وسيدك الله ) وكأنه يعرف الله تعالى أو يمتثل أمره سبحانه

فغياب العقيدة وعدم تطبيقها في الساحة عند العامة ونوم العلماء المربين هو السبب الذي آل بالناس إلى ما ذكرنا ، ونحن نرجو الله تعالى أن تكون هداة مهديين لا ضالين ولا مضلين دعاة للخير مصلحين ، يالله يارب العالمين .

القضية الثانية : عدم جواز خوض الإنسان المسلم وتجرئه في الحكم على

الأمور دون علم بها ، أي عدم جواز إعطائه الحكم وإفتائه في أمر يجهل حكمه ولم يدرسه ويستوعبه ولم يحط به من جميع أطرافه وقد نصت الشريعة على تحريم الإفتاء بغير علم .... وقد وردت نصوص مشهورة ومعلومة في القرآن والسنة منها قوله تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) الإسراء : ٣١ وقال تعالى :

وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ) النور 13

القضية الثالثة : ينبغي أن يستعمل الإنسان عقله وان لا يكون إمعة يُفكر يعقل غيره ، بل ينبغي لمن أراد أن يخرج من دائرة الحيرة والشك والضياع أن يستخدم عقله وينبذ التقليد ، فالتقليد لا يأتي بخير ، ونعني بالتقليد هنا أن يبقى الشخص مقنعاً نفسه بأنه لن يصل إلى مقام العلماء ، أو الصالحين الأتقياء ، أو أنه قاصر عن الوصول للفهم المراد ، أو استيعاب الأمور على ما يراد ، وليس له إلا الحرب ، وهنا يكمن السقوط والعطب

القضية الرابعة : ترك التميع في العقيدة والفقه الإسلامي ، فلا يجوز الإنسان ان يقول : هذه مسألة اختلف الناس فيها فلي أن أعمل بما شئت من الأقوال الواردة فيها ، ولي أن الخير من المذاهب ما وافق مرامي ومرادي ، بل يحرم عليه ذلك ، فإن كان المسلم مقلداً لمذهب من المذاهب الأربعة لا يستطيع النظر والاجتهاد فيجب عليه أن يقلد إمامه الذي يتب إليه ، وإن كان قادراً على النظر والاستدلال والاجتهاد فيجب عليه أن يأخذ بالصحيح الراجح من حيث الدليل والا فهو أئم بالإجماع ودلائل الكتاب والسنة

كما لا يحل ولا يجوز له أن يتهرب ويتفلت من القضية محتجاً بأنهم اختلفوا في المسألة والأولى الابتعاد ، فإن تهرب كان آثماً لقوله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) الحجرات :1.

انظر كيف أمر الله تعالى في هذه الآية المؤمنين أن يبحثوا عن الطائفة التي على الحق وينصروها ، لأن نصر الحق واجب ، ولا يجوز لهم أن يعتزلوا الطوائف لأجل الخلاف وينصروها ، لأن نصر الحق واجب ولا يجوز لهم أن يعتزلوا الطوائف الأجل الخلاف بل يجب عليهم البحث عن الحق والقول به ونصرته والإصلاح

وقد ذكرت في كتابي «صحيح صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم » ص (١٧ - ٢٢) الأدلة الشرعية ونصوص العلماء الدالة على وجوب الأخذ بالحق

وبالصحيح من الأقوال وترك غيرها وعدم التلفيق واتباع الرخص والتأويلات الفاسدة ، وإنني أرى أن انقل ذلك الفصل هنا لشدة أهميته في دفع التميع والتسيب الذي وصفه الإمام الطحاوي بقوله ( فيتذبذب بين الكفر والإيمان ، والتصديق والتكذيب ، والإقرار والإنكار ، موسوساً تائهاً شاكاً ، لا مؤمناً مصدقاً ولا جاحداً مكذباً )