صفحة 1 من 1

الجزء الثاني: محبة الإمام مالك ومولاته لأهل البيت عليهم السلام:

مرسل: الاثنين نوفمبر 20, 2023 8:59 am
بواسطة cisayman3
أولاً: سألني الأستاذ محمد احميمد فقال:
(أتمنى... أن يحدثنا في المقال القادم المخصص لأهل البيت سبب إعراض الإمام مالك عن الرواية عن الإمام جعفر الصادق...بارك الله فيكم).
أبدأ من هنا فأقول: أحبابنا الكرام إن الإمام مالك رحمه الله تعالى روى لسيدنا الإمام الصادق في الموطأ أحاديث عديدة منها الحديث رقم (249): قال: (وحدثني عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب خطبتين يوم الجمعة وجلس بينهما).
وانظر مثالا على ذلك الأحاديث بالأرقام التالية في الموطأ: (517) و (617) و (750) و (754) و (816) و (835) و (836) و (840) و (875) و (898) و (1083) و (1184) و (1428).
وبذلك يتضح أن الإمام مالكاً رحمه الله تعالى لم يعرض عن الإمام جعفر الصادق.
ثانياً: أما وقوف مالك رحمه الله تعالى مع أئمة أهل البيت الخارجين على الطغاة وإفتاؤه الناس بذلك:
فقال الحافظ السيوطي (ت911هـ) في "تاريخ الخلفاء" (ص310): [و ممن أفتى بجواز الخروج مع محمد على المنصور مالك بن أنس رحمه الله و قيل له: إن في أعناقنا بيعة للمنصور فقال: إنما بايعتم مكرهين و ليس على مكره يمين].
وقال ابن جرير الطبري تاريخه (7/560): [حدثني سعيد بن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن سنان الحكمي أخو الأنصار قال أخبرني غير واحد أن مالك بن أنس استفتى في الخروج مع محمد وقيل له إن في أعناقنا بيعة لأبي جعفر ؟ فقال: إنما بايعتم مكرهين وليس على كل مكره يمين فأسرع الناس إلى محمد ولزم مالك بيته].
وقال العلامة ابن الاثير في كتابه الكامل في التاريخ (5/7): [وكان أهل المدينة قد استفتوا مالك بن أنس في الخروج مع محمد وقالوا: إن في أعناقنا بيعة لأبي جعفر، فقال: إنما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين. فأسرع الناس إلى محمد ولزم مالك بيته].
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (3/783): [قال سعد بن عبد الحميد بن جعفر: أخبرني غير واحد أن مالكاً استفتي في الخروج مع محمد وقيل له إن في أعناقنا بيعة للمنصور ؟ فقال: إنما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين. فأسرع الناس إلى محمد ولزم مالك بيته].
وقال الذهبي في "سير النبلاء":
[إن أبا جعفر نهى مالكاً عن الحديث: (ليس على مستكره طلاق)، ثم دس إليه من يسأله، فحدثه به على رؤوس الناس، فضربه بالسياط.
وحدثنا العباس، حدثنا إبراهيم بن حماد، أنه كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه، حمل يده بالأخرى.
ابن سعد: حدثنا الواقدي قال: لما دعي مالك، وشوور، وسمع منه، وقبل قوله، حسد، وبغوه بكل شيء، فلما ولي جعفر بن سليمان المدينة، سعوا به إليه، وكثروا عليه عنده، وقالوا: لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء، وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت بن الأحنف في طلاق المكره: أنه لا يجوز عنده. قال: فغضب جعفر، فدعا بمالك، فاحتج عليه بما رفع إليه عنه، فأمر بتجريده، وضربه بالسياط، وجبذت يده حتى انخلعت من كتفه، وارتكب منه أمر عظيم، فوالله ما زال مالك بعد في رفعة وعلو].
وفي تاريخ الخطيب البغدادي (4/286) والإصابة لابن حجر (2/386) وتهذيب الكمال للمزي (14/416):
[عن مصعب بن عبدالله الزبيري قال: مارأيت أحدًا من علمائنا يكرمون أحدًا ما يكرمون عبدالله بن حسن بن حسن، وعنه روى مالك بن أنس الحديث في السدل في الصلاة].
وروى ابن عساكر في تاريخه (27/371) عن مصعب بن عثمان حدثني مالك بن أنس وسئل عن السدل ؟ فقال: [لا بأس به قد رأيت مَن يوثق به يفعل ذلك، فلما قام الناس قلت: من هو ؟ قال: عبد الله بن الحسن].
وقال ابن رشد في "البيان والتحصيل" (18/16): [سئل مالك عن السدل في الصلاة ؟ فقال: لا بأس بذلك. فقيل له هل رأيت أحدًا يفعل هذا ؟ فقال: نعم. فقيل له: أعبدالله بن حسن ؟ قال: نعم وغيره، وقد رأيته يفعله].
وهذا كله وغيره يثبت لنا أن مالك بن أنس رحمه الله تعالى كان في صف آل البيت ضد العتاة والطغاة من الأمويين والعباسيين روى عن أئمة أهل البيت وأفتى بالخروج معهم ولقي ما لقي من جراء ذلك، وقد أنكر على عقائد الأمويين في التجسيم كما مر في المقال الأول وعاب على أبي الزناد بأنه كان عاملاً للأمويين أعداء أهل البيت عليهم السلام، فجزاه الله خير ما يجازي به عباده الصالحين من أتباع أهل بيت رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم

____________________________________