معاوية بنظر بعض أئمة أهل السنة والجماعة:
مرسل: الاثنين نوفمبر 20, 2023 9:39 am
بينا في مقال سابق القواعد التي نعتمدها ولكن بعض الإخوة الكرام لم ينتبه لهذا وقد سأل عنه.
فقضية معاوية وشيعته موقفنا منهم كموقف كثير من علماء أهل السنة والجماعة، فنحن نراهم بغاة آثمون غير مجتهدين، ويتلخص قولنا فيهم فيما قاله جماعة من أئمتنا الذين اتفق اجتهادنا مع اجتهادهم في هذه المسألة عن دليل وبرهان، ومن أولئك:
أ- من الأشاعرة العلامة سعد الدين التفتازاني (توفي 793هـ) ـ والتفتازاني ترجمه ابن حجر في ((الدرر الكامنة)) (4/350) ـ قال السعد التفتازاني في ((شرح المقاصد)) (5/310):
[يعني ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والعناد، والحسد واللداد، وطلب المُلك والرياسة، والميل إلى اللذات والشهوات، إذ ليس كل صحابي معصوماً ولا كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخير موسوماً......
أما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، إذ تكاد تشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له من في الأرض والسماء، وتنهد منه الجبال......
فلعنة الله على مَنْ باشَرَ أو رضِيَ أو سعى ولعذاب الآخرة أشد وأبقى].
ب- منهج سادتنا الغماريين: قال سيدي عبدالله ابن الصديق الغماري في الجزء الثالث من ((فتاواه)) ص (32):
[ومعاوية أسهم في قتل الحسين عليه السلام لأنه كان يريد أن ينفرد بالملك ويجعله وراثة في بني أمية، وهو من مسلمة الفتح الطلقاء، ومسلمة الفتح نوعان: نوع حسن إسلامه فكان صحابياً فاضلاً مثل حكيم بن حزام وعتاب بن أسيد، ونوع لم يحسن إسلامه مثل معاوية وأبيه وبسر بن أرطأة السفاك عامل معاوية على اليمن، وليس كل صحابي فاضلاً بل فيهم منحرفون عن الجادة مثل سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وجرير بن عبدالله البجلي ورئيسهم معاوية الباغي بنص الحديث].
ج- من أئمة السلف والمحدثين ومن رجال الصحيح:
أبو غسان النهدي الكوفي وأئمة الحفاظ والمحدثين الكوفيين من شيوخ البخاري وأبو زرعة وأبي حاتم وطبقتهم:
أورد الذهبي في ((سير النبلاء)) (10/432) في ترجمة أبي غسان النهدي وهو من رجال الستة قال: [أبو أحمد الحاكم: حدثنا الحسين الغازي قال: سألت البخاري عن أبي غسان قال: وعمَّاذا تسأل ؟ قلت: التشيع. فقال: هو على مذهب أهل بلده ولو رأيتم عبيدالله بن موسى، وأبا نُعَيم وجماعة مشايخنا الكوفيين لما سألتمونا عن أبي غسان. قلت (الذهبي): وقد كان أبو نُعَيم وعبيد الله مُعَظِّمَين لأبي بكر وعمر، وإنما ينالان من معاوية وذويه] انتهى كلام الذهبي.
وأما عبيد الله بن موسى: فلم يَدَعْ أحداً اسمه معاوية يدخل بيته ولا كان يحدث قوماً فيهم مَنْ اسمه معاوية كما في ترجمته في ((سير النبلاء)) (9/556-557).
د- الإمام عبد الرزاق صاحب المصنف المتوفى سنة (211هـ): في ((سير أعلام النبلاء)) (9/570) قال عبد الرزاق لرجل: [لا تقذِّر مجلسنا بذكر ابن أبي سفيان].
وهو في ترجمة الإمام عبد الرزاق في ((ميزان الاعتدال)) (2/610) و ((الضعفاء للعقيلي)) (3/109).
والحافظ عبد الرزاق من أئمة أهل السنة والجماعة وليس من علماء الشيعة الإمامية أو غيرهم، وهو من شيوخ أحمد وإسحاق ومحمد بن يحيى الذهلي ويحيى بن معين وغيرهم.
هـ - الإمام النسائي صاحب السنن (توفي 303هـ): قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/133) في ترجمة الإمام النسائي: [فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام عليٍّ كمعاوية وعمرو].
وقال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (7/104):
[وقد ورد في فضل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما].
و- الإمام الحاكم صاحب المستدرك (توفي 405هـ):
وفي سير أعلام النبلاء (17/175) و طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي (4/163): لما قيل للحاكم حدِّث بفضائل معاوية حتى يكفُّوا عنك، فقال:
(لا يجـيىء من قلبي. يعني معاوية).
وكل هؤلاء من شيوخ وأئمة أهل السنة والجماعة وليسوا من أئمة الشيعة أو الروافض وإن نعتوا بعضهم بذلك في تراجمهم، فقولنا يوافق قولهم في معاوية وشيعته البغاة.
ولاستكمال الموضوع راجع رسالة (زهر الريحان في معاوية بن أبي سفيان) و (أقوال الرسول الأعظم وأصحابه الكرام في معاوية)
إننا (لا نفرض رأينا على الناس) وإنما نبين مذهبنا ودليلنا وكذلك نبين دليل مخالفنا مع نقد الدليل وسبب عدم أخذنا به.
وكذلك (لا نعادي مخالفنا في الرأي) ما لم يصل إلى درجة يفرض علينا أن نرد عليه ونبين فساد قوله أو يعادي المذاهب والفرق الإسلامية المعتبرة المعتد بها في الاتفاق والاختلاف، والمنصوص عليها في كتب الأصول.
هذه جملة من القواعد التي أحببنا التنبيه عليها في منهجنا العقائدي.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
______________(تعليقات مفيدة)____________
ذكر أنه قد "روي عن الشافعي رحمة الله عليه، أنه أسرّ إِلى الربيع، أنّه لا يقبل شهادة أربعة من الصحابة، وهم معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة، وزياد"[المختصر في تاريخ البشر لأبي الفداء (1/259)، والبغدادي في خزانة الأدب ج6 ص51]
وروي "عن الحسن البصري: أنه قال: أربع خصال كنّ في معاوية لو لم يكن فيه منهنّ إلا واحدة لكانت موبقة، انتزاؤهُ على هذه الامة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه ابنه بعده سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤهُ زياداً وقد قال رسول الله (ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتله حجراً، ويلاً له من حجر وأصحاب حجر، مرتين"[تاريخ الطبري ج4 ص208]
و "...عن عبيد الله بن موسى قال ذكر معاوية عند الاعمش فقالوا: كان حليما، فقال الاعمش: كيف يكون حليما وقد قاتل عليا وطلب – زعم – بدم عثمان من لم يقتله، وما هو ودم عثمان، وغيره كان اولى بعثمان منه.
وحدثت عن شريك عن الاعمش انه قال: كيف يُعَدُّ معاوية حليما وقد قاتل علي بن ابي طالب"[أنساب الأشراف للبلاذري (5/137].
قال العلامة أحمد الغماري في كتابه جؤنة العطار بعد ان روى حديث (اذا رايتم معاوية على منبري فاقتلوه):
"وهذا حديث صحيح على شرط مسلم، وهو يرفع كل غمة عن المؤمن المتحير في شأن هذا الطاغية قبحه الله، ويقضي على كل ما يموه به المموهون في حقه.
ومن اعجب ما تسمعه ان هذا الحديث خرجه كثير من الحفاظ في مصنفاتهم ومعاجمهم المشهورة ولكنهم يقولون: " فطلع رجل " ولا يصرحون باسم اللعين معاوية، سترا عليه وعلى مذاهبهم الضلالية في النصب وهضم حقوق ال البيت ولو برفع منار أعداءهم فالحمد لله الذي حفظ هذه الشريعة رغم على دس الدساسين وحفظ المبطلين"[أحمد بن الصديق الغماري، جؤنة العطار، ج2 ص154]
فقضية معاوية وشيعته موقفنا منهم كموقف كثير من علماء أهل السنة والجماعة، فنحن نراهم بغاة آثمون غير مجتهدين، ويتلخص قولنا فيهم فيما قاله جماعة من أئمتنا الذين اتفق اجتهادنا مع اجتهادهم في هذه المسألة عن دليل وبرهان، ومن أولئك:
أ- من الأشاعرة العلامة سعد الدين التفتازاني (توفي 793هـ) ـ والتفتازاني ترجمه ابن حجر في ((الدرر الكامنة)) (4/350) ـ قال السعد التفتازاني في ((شرح المقاصد)) (5/310):
[يعني ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والعناد، والحسد واللداد، وطلب المُلك والرياسة، والميل إلى اللذات والشهوات، إذ ليس كل صحابي معصوماً ولا كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخير موسوماً......
أما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، إذ تكاد تشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له من في الأرض والسماء، وتنهد منه الجبال......
فلعنة الله على مَنْ باشَرَ أو رضِيَ أو سعى ولعذاب الآخرة أشد وأبقى].
ب- منهج سادتنا الغماريين: قال سيدي عبدالله ابن الصديق الغماري في الجزء الثالث من ((فتاواه)) ص (32):
[ومعاوية أسهم في قتل الحسين عليه السلام لأنه كان يريد أن ينفرد بالملك ويجعله وراثة في بني أمية، وهو من مسلمة الفتح الطلقاء، ومسلمة الفتح نوعان: نوع حسن إسلامه فكان صحابياً فاضلاً مثل حكيم بن حزام وعتاب بن أسيد، ونوع لم يحسن إسلامه مثل معاوية وأبيه وبسر بن أرطأة السفاك عامل معاوية على اليمن، وليس كل صحابي فاضلاً بل فيهم منحرفون عن الجادة مثل سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وجرير بن عبدالله البجلي ورئيسهم معاوية الباغي بنص الحديث].
ج- من أئمة السلف والمحدثين ومن رجال الصحيح:
أبو غسان النهدي الكوفي وأئمة الحفاظ والمحدثين الكوفيين من شيوخ البخاري وأبو زرعة وأبي حاتم وطبقتهم:
أورد الذهبي في ((سير النبلاء)) (10/432) في ترجمة أبي غسان النهدي وهو من رجال الستة قال: [أبو أحمد الحاكم: حدثنا الحسين الغازي قال: سألت البخاري عن أبي غسان قال: وعمَّاذا تسأل ؟ قلت: التشيع. فقال: هو على مذهب أهل بلده ولو رأيتم عبيدالله بن موسى، وأبا نُعَيم وجماعة مشايخنا الكوفيين لما سألتمونا عن أبي غسان. قلت (الذهبي): وقد كان أبو نُعَيم وعبيد الله مُعَظِّمَين لأبي بكر وعمر، وإنما ينالان من معاوية وذويه] انتهى كلام الذهبي.
وأما عبيد الله بن موسى: فلم يَدَعْ أحداً اسمه معاوية يدخل بيته ولا كان يحدث قوماً فيهم مَنْ اسمه معاوية كما في ترجمته في ((سير النبلاء)) (9/556-557).
د- الإمام عبد الرزاق صاحب المصنف المتوفى سنة (211هـ): في ((سير أعلام النبلاء)) (9/570) قال عبد الرزاق لرجل: [لا تقذِّر مجلسنا بذكر ابن أبي سفيان].
وهو في ترجمة الإمام عبد الرزاق في ((ميزان الاعتدال)) (2/610) و ((الضعفاء للعقيلي)) (3/109).
والحافظ عبد الرزاق من أئمة أهل السنة والجماعة وليس من علماء الشيعة الإمامية أو غيرهم، وهو من شيوخ أحمد وإسحاق ومحمد بن يحيى الذهلي ويحيى بن معين وغيرهم.
هـ - الإمام النسائي صاحب السنن (توفي 303هـ): قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/133) في ترجمة الإمام النسائي: [فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام عليٍّ كمعاوية وعمرو].
وقال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (7/104):
[وقد ورد في فضل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما].
و- الإمام الحاكم صاحب المستدرك (توفي 405هـ):
وفي سير أعلام النبلاء (17/175) و طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي (4/163): لما قيل للحاكم حدِّث بفضائل معاوية حتى يكفُّوا عنك، فقال:
(لا يجـيىء من قلبي. يعني معاوية).
وكل هؤلاء من شيوخ وأئمة أهل السنة والجماعة وليسوا من أئمة الشيعة أو الروافض وإن نعتوا بعضهم بذلك في تراجمهم، فقولنا يوافق قولهم في معاوية وشيعته البغاة.
ولاستكمال الموضوع راجع رسالة (زهر الريحان في معاوية بن أبي سفيان) و (أقوال الرسول الأعظم وأصحابه الكرام في معاوية)
إننا (لا نفرض رأينا على الناس) وإنما نبين مذهبنا ودليلنا وكذلك نبين دليل مخالفنا مع نقد الدليل وسبب عدم أخذنا به.
وكذلك (لا نعادي مخالفنا في الرأي) ما لم يصل إلى درجة يفرض علينا أن نرد عليه ونبين فساد قوله أو يعادي المذاهب والفرق الإسلامية المعتبرة المعتد بها في الاتفاق والاختلاف، والمنصوص عليها في كتب الأصول.
هذه جملة من القواعد التي أحببنا التنبيه عليها في منهجنا العقائدي.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
______________(تعليقات مفيدة)____________
ذكر أنه قد "روي عن الشافعي رحمة الله عليه، أنه أسرّ إِلى الربيع، أنّه لا يقبل شهادة أربعة من الصحابة، وهم معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة، وزياد"[المختصر في تاريخ البشر لأبي الفداء (1/259)، والبغدادي في خزانة الأدب ج6 ص51]
وروي "عن الحسن البصري: أنه قال: أربع خصال كنّ في معاوية لو لم يكن فيه منهنّ إلا واحدة لكانت موبقة، انتزاؤهُ على هذه الامة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه ابنه بعده سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤهُ زياداً وقد قال رسول الله (ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتله حجراً، ويلاً له من حجر وأصحاب حجر، مرتين"[تاريخ الطبري ج4 ص208]
و "...عن عبيد الله بن موسى قال ذكر معاوية عند الاعمش فقالوا: كان حليما، فقال الاعمش: كيف يكون حليما وقد قاتل عليا وطلب – زعم – بدم عثمان من لم يقتله، وما هو ودم عثمان، وغيره كان اولى بعثمان منه.
وحدثت عن شريك عن الاعمش انه قال: كيف يُعَدُّ معاوية حليما وقد قاتل علي بن ابي طالب"[أنساب الأشراف للبلاذري (5/137].
قال العلامة أحمد الغماري في كتابه جؤنة العطار بعد ان روى حديث (اذا رايتم معاوية على منبري فاقتلوه):
"وهذا حديث صحيح على شرط مسلم، وهو يرفع كل غمة عن المؤمن المتحير في شأن هذا الطاغية قبحه الله، ويقضي على كل ما يموه به المموهون في حقه.
ومن اعجب ما تسمعه ان هذا الحديث خرجه كثير من الحفاظ في مصنفاتهم ومعاجمهم المشهورة ولكنهم يقولون: " فطلع رجل " ولا يصرحون باسم اللعين معاوية، سترا عليه وعلى مذاهبهم الضلالية في النصب وهضم حقوق ال البيت ولو برفع منار أعداءهم فالحمد لله الذي حفظ هذه الشريعة رغم على دس الدساسين وحفظ المبطلين"[أحمد بن الصديق الغماري، جؤنة العطار، ج2 ص154]