خرافة أن مدة دراسة الأشعري عند المعتزلة كانت مدتها 40 سنة والرد على (الولد المتطاول)(!!): الحلقة رقم (2):
Posted: Sun Mar 16, 2025 1:42 pm
خرافة أن مدة دراسة الأشعري عند المعتزلة كانت مدتها 40 سنة والرد على (الولد المتطاول)(!!):
الحلقة رقم (2):
كتب السيد المحدث حسن السقاف على صفحته الرسمية على الفيسبوك:
قال (الولد المتطاول):
[بداية سأقوم بتوثيق المصادر التاريخية التي نصت على أن الإمام الأشعري كان معتزليا في بداية حياته، ثم رجع عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة، وأثبت ان هذا الأمر متفق عليه بين مؤرخي العقيدة الإسلامية، ثم سأقوم بالرد على كلام السقاف بما يستحقه.
كل كتب التاريخ التي ترجمت للإمام أبي الحسن الأشعري أثبتت نشأة الإمام الأشعري الاعتزالية ومن ثم الرجوع عنها لمذهب أهل السنة والجماعة].
انتهى كلام الولد.
أقول -حسن-:
الذي يقرأ أو يسمع أنه سيقوم بتوثيق المصادر سيصدق أن هذا الغشيم يعرف التوثيق أو يفهمه!!
وسنرى إن شاء الله تعالى هذا التوثيق!
ما شاء الله! يحتاج لرقية من العين لئلا يصاب بشيء من الحسد!
الأشعري لم يكن معتزلياً في أول حياته:
ثم ليعلم الجميع وأولهم هو ومَنْ يؤزُّهُ كذلك أن الأشعري لم يكن معتزلياً في أول حياته وإنما كان على مذهب أهل الحديث والحنابلة المجسمة، فلا غرو أن نجد في كتبه أنه يثبت لله تعالى العين والوجه واليدين والأصابع وغير ذلك جل جلاه وتعالى سبحانه عن ذلك! فقد تلقى أبو الحسن الأشعري في أول حياته العقائد عند الساجي وهو من مشبهة أهل الحديث القائلين بإثبات الصفات على طريقة الحشوية! حتى قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى عن الأشعري في مقدمة "تبيين كذب المفتري" ص (16):
[وفقهاء المذاهب يتجاذبون الأشعري إلى مذاهبهم ويترجمونه في طبقاتهم والحنابلة أحق بذلك؛ حيث يصرِّح الأشعري في مناظراته معهم أنه على مذهب أحمد..].
وهذا تصريح لطيف من العلامة الكوثري رحمه الله تعالى يخبرنا بجلية الأمر .
وقد ذكر العلماء أن الأشعري درس على الساجي أولاً: فقال ابن عساكر في "التبيين" ص (35):
[وذكر الإمام أبو بكر ابن فورك أن أباه هو أبو بشر اسماعيل بن إسحاق وأنه كان سنياً جماعياً حديثياً أوصى عند وفاته إلى زكريا بن يحيى الساجي رحمه الله].
وبذلك نعلم أن والد الأشعري أوصى به أن يكون بعد موته عند الساجي! وأكَّد هذا الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/488) إذ قال وهو يتكلَّم عن الساجي:
[..وحدَّث عنه أيضاً أبو الحسن الأشعري وأخذ عنه مذاهب أهل الحديث].
وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/709):
[وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الأصولى تحرير مقالة أهل الحديث والسلف].
وقال الذهبي في "السير" (14/198): [أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات، واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف].
وقال الذهبي في "العلو" (النص489):
[كان الساجي شيخ البصرة وحافظها، وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري علم الحديث ومقالات أهل السُّنَّة].
فعليه يتضح أن نشأة الأشعري لم تكن معتزلية عند الجبائي إنما كانت عند أبيه ثم عند الساجي اللذين هما كما جاء في رواية ابن عساكر عن ابن فورك: (كان سنياً جماعياً حديثياً)!!
أمّا إنه كان في وقت من حياته مع المعتزلة فهذا لا ننكره (مع ما يكتنفه من الغموض) ولكننا ننكر قضية الأربعين سنة! لأنه على أصح الأقوال كانت ولادة الأشعري سنة (270هـ) وليس سنة (260هـ) كما بينته في مقدمتي لتحقيق كتاب "الإبانة" فيكون عمره عند وفاة الجبائي سنة (303هـ) = (33)سنة!!!
فكيف يكون قد درس عنده أربعين سنة؟!
ولو ابتدأ الأشعري بالأخذ عن الجبائي وهو ابن عشرين سنة بعد أبيه وبعد الساجي وفارق الجبائيَّ قبل وفاته بدهر فكيف يكون جالسه (40) سنة؟!
والقصص التي تُروى تفاصيل حياته قليلة ومتضاربة حكايات وواهيات!
ولا نجد للأشعري أثناء مدة حياته أثراً في المناظرات أو المواقف الحاصلة بين العلماء أو المذاهب أو الفرق البتة! فلا وجود ولا ذِكْرَ له إطلاقاً في تلك الحقبة! خلافاً لمثل ما وقع بين الإمام ابن جرير الطبري وبين الحنابلة حيث لن نجد هذا وقع بين الأشعري والحنابلة أو غيرهم في أرض الواقع! دعك من الحكايات الفارغة التي حيكت حول الأشعري وحول حياته بعد وفاته القصص والأكاذيب والأساطير!
----------------------
ثم قال هذا (الولد):
[ومن هذه المصادر على سبيل المثال ، لا الحصر:
الملل والنحل للشهرستاني ...
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ...
وفيات الأعيان لابن خالكان ..
طبقات الشافعية للسبكي ...
شذرات الذهب لابن العماد ...
الكامل لابن الأثير ...
تبيين كذب المفتري لابن عساكر ..
ترتيب المدارك للقاضي عياض ..
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ...
طبقات الشافعية للأسنوي ...
الديباج المذهب لابن فرحون ...
مرآة الجنان لليافعي، وغيرها كثير ..
كل هذه المصادر مطبقة على أن الإمام أبا الحسن بعد توبته من الاعتزال رجع إلى مذهب السلف والسنة...
وهذا توثيقا للمنقولات التي أثبتت رجوع الإمام أبي الحسن الأشعري عن الاعتزال :
ابن عساكر: تبيين كذب المفتري (ص 43):
(وكانت مدة مقامه على الاعتزال نحو أربعين سنة) ..].
انتهى كلام هذا الولد.
وأقول:
لا يعرف هذا الألمعي أن نقلَ قصةٍ أو حكايةٍ في كتبٍ عديدةٍ لا يعني أنها صحيحة أو ثابتة فضلاً أن تكون متواترة فضلاً أن تكون الحق الذي لا مرية فيه! أو النور المبين كما ادَّعى أول مقالته!
وقد يذكر المؤرخون قصصاً ويتداولونها وهي محض كذب لا تثبت وتجدها في كتب كثيرة!
كذلك يذكر كثير من المفسرين قصصاً إسرائيلية كالغرانيق وهاروت وماروت وغير ذلك ولا أساس لها من الصحة!
وقد نجد حديثاً موضوعاً أو واهٍ مذكوراً في مائة كتابِ حديثٍ أي أورده مائة عالم مصنف وهو حديث باطل أو ضعيف منكر! ولا يعني هذا أن الأمة تلقته بالقبول وأنه ثابت وأنه لا يمكن رده وإنكاره!
بل في كتب التوحيد قصص خرافية كقصة رؤية أحمد بن حنبل لله تعالى في النوم (99) مرة مع كونها خرافة وفي سندها وضاع وهي مذكورة في نحو مائة كتاب!!
والملفت في هذا (الغلام الغر) أنه يسوق كلاماً ينسبه إلى ابن عساكر فينقله من كتاب "تبيين كذب المفتري" ص (43) يقول فيه:
(وكانت مدة مقامه على الاعتزال نحو أربعين سنة)!
ولا يدري أن هذا الكلام رواه ابن عساكر ونقله في "تبيين كذب المفتري" ص (91) من طريق: (الحسن بن علي بن إبراهيم المقرىء) وهذا المقرىء هو أبو علي الأهوازي وهو كذاب وضَّاع!
قال ابن عساكر نفسه عنه في "التبيين" ص (415):
[ولا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات فقد كان من أكذب الناس في بعض ما يدعيه من الروايات في القراءآت].
فابن عساكر أورد روايةً فيها ذكر (الأربعين سنة) وليس ذلك قولا لابن عساكر! إنما هي رواية عند ابن عساكر عن الأهوازي! والأهوازي كذَّاب! كذَّبه الأئمة! وابن عساكر نفسه كذَّبه في نفس الكتاب! فروايته ساقطة لا يلتفت إليها ولا يعوَّل عليها!!
وقد ترجم الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/239) الأهوازي ونقل كلام الحافظ الذهبي فيه فقال:
[صنف كتاباً في الصفات لو لم يجمعه لكان خيراً له، فإنه أتى فيه بموضوعات وفضائح، وكان يحطُّ على الأشعري وجمع تأليفاً في ثلبه... وقد روى أبو بكر الخطيب بقلة ورع عن الأهوازي عن أحمد بن علي الأطرابلسي عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب عن البغوي عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين مرفوعاً: (رأيت ربي بمنى على جَمَلٍ أورق عليه جبة) قال أبو القاسم ابن عساكر: المتهم به الأهوازي... وقال الحافظ عبد الله بن أحمد السمرقندي: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعاً].
ولهذه الحكاية إسناد آخر منقطع فيه مجاهيل!!
فهنيئاً لهذا (الولد) ومن يشد على يده بروايات الكذابين والوضاعين! والقصص والحكايات الخرافية!
وكما قلنا لكم نحن إنما ننكر قضية الأربعين سنة وهي من جملة القصص الخرافية والأساطير التي نسجها الكذابون!
------------------
ثم قال هذا (الولد):
[البيهقي: الاعتقاد (ص 31): (كان أبو الحسن الأشعري قد انتمى إلى المعتزلة أربعين سنة، ثم فارقهم وأظهر الرد عليهم) ..].
أقول:
وهذه أيضاً من جملة أكاذيب هذا (الغلام)!!
فإن البيهقي لم يذكر هذه القصة! أي قضية (الأربعين سنة) في كتاب (الاعتقاد) البتة!
فلا أدري كيف يهرف هذا الإنسان بهذه الأكاذيب والترهات؟!
وليخرج لنا ذلك من كتاب البيهقي لنستفيد من مكنون علمه الذي يتطاول به علينا بالباطل!
وهو يظن نفسه أنه المحقق الذي عُصِمَ ذهنه من الخطل والزلل!
كما يتوهم المناطقة المتفلسفة أنفسهم ويتخيلون عصمة أدمغتهم!
فهو تارة يدعي أن الأشعري ذكر (الأربعين سنة) في (الإبانة) وينقل أيضاً نصاً من (مقالات الإسلاميين) وليس ما نقله موجود في الكتابين!
كما أنه يدَّعي أنه سيزيدنا من الشعر بيتاً بأقوال للأشعري وتبين أنها محض أكاذيب!
ثم ينقل عن ابن عساكر قضية (الأربعين سنة) وهي ليست كلاماً لابن عساكر إنما هي رواية مكذوبة رواها ابن عساكر في سندها الأهوازي الكذَّاب الذي كذَّبه ابن عساكر في نفس الكتاب!
ثم يأتينا بقول يدَّعي أنه في كتاب (الاعتقاد) للبيهقي وهو ليس فيه!
مع أنه يذكر رقم الصفحة في كتاب (الاعتقاد) وليس ثَمَّ هناك!
أرأيتم صناعة الأكاذيب؟!
وهل أدركتم مستوى هذه الأفعال؟!
هذا هو من يدعي المعرفة والعلم؟!
الحلقة رقم (2):
كتب السيد المحدث حسن السقاف على صفحته الرسمية على الفيسبوك:
قال (الولد المتطاول):
[بداية سأقوم بتوثيق المصادر التاريخية التي نصت على أن الإمام الأشعري كان معتزليا في بداية حياته، ثم رجع عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة، وأثبت ان هذا الأمر متفق عليه بين مؤرخي العقيدة الإسلامية، ثم سأقوم بالرد على كلام السقاف بما يستحقه.
كل كتب التاريخ التي ترجمت للإمام أبي الحسن الأشعري أثبتت نشأة الإمام الأشعري الاعتزالية ومن ثم الرجوع عنها لمذهب أهل السنة والجماعة].
انتهى كلام الولد.
أقول -حسن-:
الذي يقرأ أو يسمع أنه سيقوم بتوثيق المصادر سيصدق أن هذا الغشيم يعرف التوثيق أو يفهمه!!
وسنرى إن شاء الله تعالى هذا التوثيق!
ما شاء الله! يحتاج لرقية من العين لئلا يصاب بشيء من الحسد!
الأشعري لم يكن معتزلياً في أول حياته:
ثم ليعلم الجميع وأولهم هو ومَنْ يؤزُّهُ كذلك أن الأشعري لم يكن معتزلياً في أول حياته وإنما كان على مذهب أهل الحديث والحنابلة المجسمة، فلا غرو أن نجد في كتبه أنه يثبت لله تعالى العين والوجه واليدين والأصابع وغير ذلك جل جلاه وتعالى سبحانه عن ذلك! فقد تلقى أبو الحسن الأشعري في أول حياته العقائد عند الساجي وهو من مشبهة أهل الحديث القائلين بإثبات الصفات على طريقة الحشوية! حتى قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى عن الأشعري في مقدمة "تبيين كذب المفتري" ص (16):
[وفقهاء المذاهب يتجاذبون الأشعري إلى مذاهبهم ويترجمونه في طبقاتهم والحنابلة أحق بذلك؛ حيث يصرِّح الأشعري في مناظراته معهم أنه على مذهب أحمد..].
وهذا تصريح لطيف من العلامة الكوثري رحمه الله تعالى يخبرنا بجلية الأمر .
وقد ذكر العلماء أن الأشعري درس على الساجي أولاً: فقال ابن عساكر في "التبيين" ص (35):
[وذكر الإمام أبو بكر ابن فورك أن أباه هو أبو بشر اسماعيل بن إسحاق وأنه كان سنياً جماعياً حديثياً أوصى عند وفاته إلى زكريا بن يحيى الساجي رحمه الله].
وبذلك نعلم أن والد الأشعري أوصى به أن يكون بعد موته عند الساجي! وأكَّد هذا الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/488) إذ قال وهو يتكلَّم عن الساجي:
[..وحدَّث عنه أيضاً أبو الحسن الأشعري وأخذ عنه مذاهب أهل الحديث].
وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/709):
[وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الأصولى تحرير مقالة أهل الحديث والسلف].
وقال الذهبي في "السير" (14/198): [أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات، واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف].
وقال الذهبي في "العلو" (النص489):
[كان الساجي شيخ البصرة وحافظها، وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري علم الحديث ومقالات أهل السُّنَّة].
فعليه يتضح أن نشأة الأشعري لم تكن معتزلية عند الجبائي إنما كانت عند أبيه ثم عند الساجي اللذين هما كما جاء في رواية ابن عساكر عن ابن فورك: (كان سنياً جماعياً حديثياً)!!
أمّا إنه كان في وقت من حياته مع المعتزلة فهذا لا ننكره (مع ما يكتنفه من الغموض) ولكننا ننكر قضية الأربعين سنة! لأنه على أصح الأقوال كانت ولادة الأشعري سنة (270هـ) وليس سنة (260هـ) كما بينته في مقدمتي لتحقيق كتاب "الإبانة" فيكون عمره عند وفاة الجبائي سنة (303هـ) = (33)سنة!!!
فكيف يكون قد درس عنده أربعين سنة؟!
ولو ابتدأ الأشعري بالأخذ عن الجبائي وهو ابن عشرين سنة بعد أبيه وبعد الساجي وفارق الجبائيَّ قبل وفاته بدهر فكيف يكون جالسه (40) سنة؟!
والقصص التي تُروى تفاصيل حياته قليلة ومتضاربة حكايات وواهيات!
ولا نجد للأشعري أثناء مدة حياته أثراً في المناظرات أو المواقف الحاصلة بين العلماء أو المذاهب أو الفرق البتة! فلا وجود ولا ذِكْرَ له إطلاقاً في تلك الحقبة! خلافاً لمثل ما وقع بين الإمام ابن جرير الطبري وبين الحنابلة حيث لن نجد هذا وقع بين الأشعري والحنابلة أو غيرهم في أرض الواقع! دعك من الحكايات الفارغة التي حيكت حول الأشعري وحول حياته بعد وفاته القصص والأكاذيب والأساطير!
----------------------
ثم قال هذا (الولد):
[ومن هذه المصادر على سبيل المثال ، لا الحصر:
الملل والنحل للشهرستاني ...
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ...
وفيات الأعيان لابن خالكان ..
طبقات الشافعية للسبكي ...
شذرات الذهب لابن العماد ...
الكامل لابن الأثير ...
تبيين كذب المفتري لابن عساكر ..
ترتيب المدارك للقاضي عياض ..
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ...
طبقات الشافعية للأسنوي ...
الديباج المذهب لابن فرحون ...
مرآة الجنان لليافعي، وغيرها كثير ..
كل هذه المصادر مطبقة على أن الإمام أبا الحسن بعد توبته من الاعتزال رجع إلى مذهب السلف والسنة...
وهذا توثيقا للمنقولات التي أثبتت رجوع الإمام أبي الحسن الأشعري عن الاعتزال :
ابن عساكر: تبيين كذب المفتري (ص 43):
(وكانت مدة مقامه على الاعتزال نحو أربعين سنة) ..].
انتهى كلام هذا الولد.
وأقول:
لا يعرف هذا الألمعي أن نقلَ قصةٍ أو حكايةٍ في كتبٍ عديدةٍ لا يعني أنها صحيحة أو ثابتة فضلاً أن تكون متواترة فضلاً أن تكون الحق الذي لا مرية فيه! أو النور المبين كما ادَّعى أول مقالته!
وقد يذكر المؤرخون قصصاً ويتداولونها وهي محض كذب لا تثبت وتجدها في كتب كثيرة!
كذلك يذكر كثير من المفسرين قصصاً إسرائيلية كالغرانيق وهاروت وماروت وغير ذلك ولا أساس لها من الصحة!
وقد نجد حديثاً موضوعاً أو واهٍ مذكوراً في مائة كتابِ حديثٍ أي أورده مائة عالم مصنف وهو حديث باطل أو ضعيف منكر! ولا يعني هذا أن الأمة تلقته بالقبول وأنه ثابت وأنه لا يمكن رده وإنكاره!
بل في كتب التوحيد قصص خرافية كقصة رؤية أحمد بن حنبل لله تعالى في النوم (99) مرة مع كونها خرافة وفي سندها وضاع وهي مذكورة في نحو مائة كتاب!!
والملفت في هذا (الغلام الغر) أنه يسوق كلاماً ينسبه إلى ابن عساكر فينقله من كتاب "تبيين كذب المفتري" ص (43) يقول فيه:
(وكانت مدة مقامه على الاعتزال نحو أربعين سنة)!
ولا يدري أن هذا الكلام رواه ابن عساكر ونقله في "تبيين كذب المفتري" ص (91) من طريق: (الحسن بن علي بن إبراهيم المقرىء) وهذا المقرىء هو أبو علي الأهوازي وهو كذاب وضَّاع!
قال ابن عساكر نفسه عنه في "التبيين" ص (415):
[ولا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات فقد كان من أكذب الناس في بعض ما يدعيه من الروايات في القراءآت].
فابن عساكر أورد روايةً فيها ذكر (الأربعين سنة) وليس ذلك قولا لابن عساكر! إنما هي رواية عند ابن عساكر عن الأهوازي! والأهوازي كذَّاب! كذَّبه الأئمة! وابن عساكر نفسه كذَّبه في نفس الكتاب! فروايته ساقطة لا يلتفت إليها ولا يعوَّل عليها!!
وقد ترجم الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/239) الأهوازي ونقل كلام الحافظ الذهبي فيه فقال:
[صنف كتاباً في الصفات لو لم يجمعه لكان خيراً له، فإنه أتى فيه بموضوعات وفضائح، وكان يحطُّ على الأشعري وجمع تأليفاً في ثلبه... وقد روى أبو بكر الخطيب بقلة ورع عن الأهوازي عن أحمد بن علي الأطرابلسي عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب عن البغوي عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين مرفوعاً: (رأيت ربي بمنى على جَمَلٍ أورق عليه جبة) قال أبو القاسم ابن عساكر: المتهم به الأهوازي... وقال الحافظ عبد الله بن أحمد السمرقندي: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعاً].
ولهذه الحكاية إسناد آخر منقطع فيه مجاهيل!!
فهنيئاً لهذا (الولد) ومن يشد على يده بروايات الكذابين والوضاعين! والقصص والحكايات الخرافية!
وكما قلنا لكم نحن إنما ننكر قضية الأربعين سنة وهي من جملة القصص الخرافية والأساطير التي نسجها الكذابون!
------------------
ثم قال هذا (الولد):
[البيهقي: الاعتقاد (ص 31): (كان أبو الحسن الأشعري قد انتمى إلى المعتزلة أربعين سنة، ثم فارقهم وأظهر الرد عليهم) ..].
أقول:
وهذه أيضاً من جملة أكاذيب هذا (الغلام)!!
فإن البيهقي لم يذكر هذه القصة! أي قضية (الأربعين سنة) في كتاب (الاعتقاد) البتة!
فلا أدري كيف يهرف هذا الإنسان بهذه الأكاذيب والترهات؟!
وليخرج لنا ذلك من كتاب البيهقي لنستفيد من مكنون علمه الذي يتطاول به علينا بالباطل!
وهو يظن نفسه أنه المحقق الذي عُصِمَ ذهنه من الخطل والزلل!
كما يتوهم المناطقة المتفلسفة أنفسهم ويتخيلون عصمة أدمغتهم!
فهو تارة يدعي أن الأشعري ذكر (الأربعين سنة) في (الإبانة) وينقل أيضاً نصاً من (مقالات الإسلاميين) وليس ما نقله موجود في الكتابين!
كما أنه يدَّعي أنه سيزيدنا من الشعر بيتاً بأقوال للأشعري وتبين أنها محض أكاذيب!
ثم ينقل عن ابن عساكر قضية (الأربعين سنة) وهي ليست كلاماً لابن عساكر إنما هي رواية مكذوبة رواها ابن عساكر في سندها الأهوازي الكذَّاب الذي كذَّبه ابن عساكر في نفس الكتاب!
ثم يأتينا بقول يدَّعي أنه في كتاب (الاعتقاد) للبيهقي وهو ليس فيه!
مع أنه يذكر رقم الصفحة في كتاب (الاعتقاد) وليس ثَمَّ هناك!
أرأيتم صناعة الأكاذيب؟!
وهل أدركتم مستوى هذه الأفعال؟!
هذا هو من يدعي المعرفة والعلم؟!