صفحة 1 من 1

حديث (إن الله كتب إن رحمتي سبقت غضبي فهو عنده فوق العرش) لا يثبت فيه ذكر (العرش) ولا (عنده)! بيان ذلك:

مرسل: الأحد مارس 16, 2025 2:09 pm
بواسطة عود الخيزران
حديث (إن الله كتب إن رحمتي سبقت غضبي فهو عنده فوق العرش) لا يثبت فيه ذكر (العرش) ولا (عنده)! بيان ذلك:

أورد الذهبي الحديث في كتاب "العلو" برقم (61) فقال:

[حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(لـمَّا قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي سبقت غضبي).
....
ولفظ حديث الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه قال:
(لـمَّا خلق الله الخلق كتب في كتاب كتبه على نفسه فهو مرفوع فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي).

وفي حديث صفوان بن عيسى، ثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
(لمَّا خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه أنَّ رحمتي تغلب غضبي)].

أقول –حسن-:
الصواب أن يقول من أراد أن يذكر هذا الحديث:
(كتب الله على نفسه أن رحمتي سبقت غضبي).
فقط دون الزيادات الأخرى.
والأحاديث تروى بالمعنى فيزيد الرواة فيها ألفاظاً وهذا أمر معروف عند المعتنين بهذا الفن ولا يمكن إنكاره.
وإنما اخترنا هذا اللفظ ليوافق قوله تعالى:
{كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم}.

ونرجع إلى دراسة متن الحديث واستعراض ألفاظه فنقول:

الحديث صحيح دون لفظة (العندية) و (العرش) و (بيده) أي دون (فهو عنده فوق العرش).

لاحـظ أنَّ الذهبي أشار لذلك حيث ذكر له عدة ألفاظ بعضها فيه ما يدل على موضوع عنوان كتابه (العلو) وبعضها لا يدل!! وهذا منه إشارة إلى أنَّ لفظه وقعت فيه زيادات وهذا نوع اضطراب!!

وبعد البحث في طُرُقِهِ وجدته في مسلم (2751) من طريق أبي الزناد عن الأعرج ليس فيه ذكر العرش والعندية ولفظه:
(قال الله عز وجل: سبقت رحمتي غضبي).
وكذا هو في ابن ماجه (189) من حديث ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة، وكذا عند أحمد (2/397) من طريق شريك عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، وكذا عند أحمد (2/466) من طريق وكيع عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وهذا يؤكد ما قلناه!

ورواه بذكر العندية دون العرش مسلم (2751) من طريق عطاء بن ميناء عن أبي هريرة عقبه ولفظه: (لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه: فهو موضوع عنده إن رحمتي تغلب غضبي). وربما كان خطأ والصواب عطاء بـن يسار، وابن عاصـم (609) من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة.

ورواه بذكر العندية والعرش البخاري (7422) و (7453معلقاً) من طريق مالك وشعيب كلاهما عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، والبخاري (7554) من طريق قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة، والبخاري (7404) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وهذا كله يفيد الاضطراب في قضية العندية والعرش والاضطراب يوجب الضعف فلا حجة في هذه القطعة، لا سيما والحديث لا يروى إلا عن أبي هريرة ولم يروه غيره من الصحابة فيما أعلم.

والله تعالى أعلم