Page 1 of 1

مسألة: عدم انعقاد الإجماع بدون المبتدع إذا لم يكفر:

Posted: Fri Jun 06, 2025 9:30 am
by عود الخيزران
مسألة: عدم انعقاد الإجماع بدون المبتدع إذا لم يكفر:

قال سماحة السيد العلّامة حسن السقاف في كتابه" صحيح شرح العقيدة الطحاوية":

قال الإمام الغزالي في ((المستصفى من علم الأصول)) (1/183):
((مسألة: المبتدع إذا خالف لم ينعقد الإجماع دونه إذا لم يكفر؛ بل هو كمجتهد فاسق؛ وخلاف المجتهد الفاسق معتبر؛ فإن قيل: لعلّه يكذب في إظهار الخلاف وهو لا يعتقده، قلنا: لعلّه يصدق؛ ولا بُدَّ من موافقته ولو لم نتحقق موافقته، كيف وقد نعلم اعتقاد الفاسق بقرائن أحواله في مناظراته واستدلالاته، والمبتدع، ثقة يقبل قوله( 1 )، فإنه ليس يدري أنه فاسق، أما إذا كفر ببدعته فعند ذلك لا يعتبر خلافه وإن كان يصلّي إلى القبلة ويعتقد نفسه مسلماً لأنَّ الأمة ليست عبارة عن المصلّين إلى القبلة بل عن المؤمنين( 2 ) وهو كافر وإن كان لا يدري أنه كافر...)).


الحاوشي السفلية:

( 1 )ومن أكبر الدلائل على ذلك أن صاحبي الصحيحين رويا للمبتدع الداعي لبدعته ولغير الداعي، والتحقيق في هذا أن المبتدع عند قوم من أهل السنة هو صاحب سنة واتباع عند آخرين منهم، والأمثلة على ذلك كثيرة في كتب الجرح والتعديل وانظرالأمثلة عليهم في ((تدريب الراوي)) (1/328).

( 2 ) قوله رحمه الله تعالى (لأنَّ الأمة ليست عبارة عن المصلّين إلى القبلة بل عن المؤمنين) من أبدع ما قيل في تعريف الأمة من التحقيق الدقيق الجازم البعيد عن المؤثرات التي ليس من وراء ذكرها طائل!! ومن تلك المؤثرات التي لا يدرك مغزاها الجامدون على ظواهر الكلمات والنصوص قوله صلى الله عليه وآله وسلم ((من صلّى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته)) رواه البخاري (1/496) وغيره عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، قال الحافظ ابن حجر في شرحه (1/497): ((فيه أن أمور الناس (أي المسلمين) محمولة على الظاهر، فمن أظهر شعار الدين أُجريت عليه أحكام أهله ما لم يظهر منه خلاف ذلك)) وما بين القوسين () من كلامي لتوضيح المراد. وقال الحافظ أيضاً في ((الفتح)) (10/21): ((قوله (من صلّى صلاتنا واستقبل قبلتنا) المراد مَنْ كان على دين الإسلام)). اهـ فتأمّل!!