التعليق على تعريف سيدنا الإمام عليه رضي الله عنه ، للعقل:
Posted: Fri Jun 06, 2025 9:40 am
التعليق على تعريف سيدنا الإمام عليه رضي الله عنه ، للعقل:
قال سماحة السيد العلّامة حسن السقاف في كتابه" صحيح شرح العقيدة الطحاوية " ، معلقاً على تعريف سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
قال الإمام سيدنا الإمام علي رضي الله عنه:
رأيتُ العقلَ عقلين
فمطبوعٌ ومسموعُ
ولا ينفع مسموع
إذا لم يَكُ مطبوعُ
كما لا تنفع الشمس ُ
وضوء العين ممنوعُ
قال سماحة السيد معلقاً ومبيناً:
قول سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه العقل عقلان مطبوع ومسموع يقتضي بيان أن العقل يراد به شيئان:
الأول: القوّة المتهيئة في الإنسان لقبول العلم، فإن كانت قوية سُمِّيَ صاحبها ذكياً وكان لديه استعداد للتطوّر السريع أو البطيء على حسب تلك القوّة، وإن كانت ضعيفة سُمِّيَ صاحبها غبياً مع كونه عاقلاً، وهو إمّا ليس مستعداً للتطوّر العقلي وللوصول لدرجةٍ بعد درجة، وإما أن يمكن تطوّره لكن ببطء شديد، وهذه إرادة المولى سبحانه وتعالى وحكمته في خلقه، {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}الأنبياء:23، ولله تعالى في خلقه شؤون.
المعنى الثاني: المراد بلفظ العقل هو: العلم والفهم الناتج عن القوّة المتهيئة في الإنسان لقبول العلم بالأشياء وفهمها.
فالمعنى الأول للعقل يُسمَّى (العقل المطبوع) وهو القوّة التي خلقها الله تعالى في كل إنسان، أي الذي خُلِقَ وكان طبعاً للإنسان، والمعنى الثاني الذي شرحناه يسمى (العقل المسموع) أي الذي ينتج من سماع المعلومات وتلقيها وليس هو الغريزة التي خلقها الله تعالى في الجسم.
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في هذا المعنى (الإحياء 1/88):
[... ومَنْ أنكر تفاوت الناس في هذه الغريزة فكأنه منخلع عن رَبْقة العقل، ومن ظنَّ أن عقلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل عقل آحاد السوادية وأجلاف البوادي فهو أخس في نفسه من آحاد السوادية! وكيف ينكر تفاوت الغريزة ولولاه لما اختلف الناس في فهم العلوم ولما انقسموا إلى بليد لا يَفْهَمُ بالتفهيم إلا بعد تعب طويل من المُعَلِّم؛ وإلى ذكي يفهم بأدنى رمز وإشارة، وإلى كاملٍ تنبعث من نفسه حقائق الأمور بدون التعليم؟ كما قال تعالى {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ}النور:35، وذلك مَثَلُ الأنبياء عليهم السلام إذ يتضح لهم في بواطنهم أمورٌ غامضة من غير تَعَلُّمٍ وسماع ويعبَّرُ عن ذلك بالإلهام. وعن مثله عَبّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال ((إن روح القُدُس نَفَثَ في رُوعي: أحبب مَنْ أحببتَ فإنك مفارقه وعش ما شِئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به)).
وهذا النمط من تعريف الملائكة للأنبياء يخالف الوحي الصريح الذي هو سماع الصوت بحاسة الأذن ومشاهدة المَلَك بحاسة البصر ولذلك أخبر عن هذا بالنفث في الروع...] انتهى.
ولا نريد هنا أن نُسْهِبَ أو نطيل بأكثر من هذا إذ قد فُهِمَ معنى العقل.
قال سماحة السيد العلّامة حسن السقاف في كتابه" صحيح شرح العقيدة الطحاوية " ، معلقاً على تعريف سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
قال الإمام سيدنا الإمام علي رضي الله عنه:
رأيتُ العقلَ عقلين
فمطبوعٌ ومسموعُ
ولا ينفع مسموع
إذا لم يَكُ مطبوعُ
كما لا تنفع الشمس ُ
وضوء العين ممنوعُ
قال سماحة السيد معلقاً ومبيناً:
قول سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه العقل عقلان مطبوع ومسموع يقتضي بيان أن العقل يراد به شيئان:
الأول: القوّة المتهيئة في الإنسان لقبول العلم، فإن كانت قوية سُمِّيَ صاحبها ذكياً وكان لديه استعداد للتطوّر السريع أو البطيء على حسب تلك القوّة، وإن كانت ضعيفة سُمِّيَ صاحبها غبياً مع كونه عاقلاً، وهو إمّا ليس مستعداً للتطوّر العقلي وللوصول لدرجةٍ بعد درجة، وإما أن يمكن تطوّره لكن ببطء شديد، وهذه إرادة المولى سبحانه وتعالى وحكمته في خلقه، {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}الأنبياء:23، ولله تعالى في خلقه شؤون.
المعنى الثاني: المراد بلفظ العقل هو: العلم والفهم الناتج عن القوّة المتهيئة في الإنسان لقبول العلم بالأشياء وفهمها.
فالمعنى الأول للعقل يُسمَّى (العقل المطبوع) وهو القوّة التي خلقها الله تعالى في كل إنسان، أي الذي خُلِقَ وكان طبعاً للإنسان، والمعنى الثاني الذي شرحناه يسمى (العقل المسموع) أي الذي ينتج من سماع المعلومات وتلقيها وليس هو الغريزة التي خلقها الله تعالى في الجسم.
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في هذا المعنى (الإحياء 1/88):
[... ومَنْ أنكر تفاوت الناس في هذه الغريزة فكأنه منخلع عن رَبْقة العقل، ومن ظنَّ أن عقلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل عقل آحاد السوادية وأجلاف البوادي فهو أخس في نفسه من آحاد السوادية! وكيف ينكر تفاوت الغريزة ولولاه لما اختلف الناس في فهم العلوم ولما انقسموا إلى بليد لا يَفْهَمُ بالتفهيم إلا بعد تعب طويل من المُعَلِّم؛ وإلى ذكي يفهم بأدنى رمز وإشارة، وإلى كاملٍ تنبعث من نفسه حقائق الأمور بدون التعليم؟ كما قال تعالى {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ}النور:35، وذلك مَثَلُ الأنبياء عليهم السلام إذ يتضح لهم في بواطنهم أمورٌ غامضة من غير تَعَلُّمٍ وسماع ويعبَّرُ عن ذلك بالإلهام. وعن مثله عَبّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال ((إن روح القُدُس نَفَثَ في رُوعي: أحبب مَنْ أحببتَ فإنك مفارقه وعش ما شِئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به)).
وهذا النمط من تعريف الملائكة للأنبياء يخالف الوحي الصريح الذي هو سماع الصوت بحاسة الأذن ومشاهدة المَلَك بحاسة البصر ولذلك أخبر عن هذا بالنفث في الروع...] انتهى.
ولا نريد هنا أن نُسْهِبَ أو نطيل بأكثر من هذا إذ قد فُهِمَ معنى العقل.