نقض كلام للسبكي أن جميع المذاهب أشاعرة إلا رعاع منهم:

توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

نقض كلام للسبكي أن جميع المذاهب أشاعرة إلا رعاع منهم:

مشاركة بواسطة cisayman3 »

نقض عبارة السبكي التي يتشدق بها البعض وكأنها نص منزل معصوم
قال التاج عبد الوهاب السبكي رحمه الله تعالى ورضي عنه في كتابه (معيد النعم ومبيد النقم) ص (63):
[وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة وللَّه الحمد في العقائد يدٌ واحدة كلهم على رأي أهل السنَّة والجماعة، يدينون اللَّه تعالى بطريق شيخ السنّة أبي الحسن الأشعري رحمه اللَّه، لا يحيد عنها إلا رَعَاع من الحنفية والشافعية لحقوا بأهل الإِعتزال، ورَعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم، وبرَّأ اللَّه المالكية فلم نرَ مالكيًّا إلا أشعريًا عقيدة. وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقَّاها علماء المذاهب بالقبول، ورضوها عقيدة].
أقول: كلام السبكي هنا غير مسلّم به على إطلاقه للأمور التالية:
أولاً: أما فضلاء الحنابلة كابن عقيل وابن الجوزي فلا يدينون بطريق أبي الحسن الأشعري بل هما ضد الأشعري والأشاعرة وإن كانا منزهين. وهناك نصوص عديدة ثابتة في كتبهما تثبت أنهما ضده وليسا على طريقه. فقوله (ورعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم) فأهل التجسيم في المذهب الحنبلي هم جل وأكثر الحنابلة وليسوا الأقل.
ثانياً: الحنفية الماتريدية ليسوا على طريقة الأشعري إنما هم على طريقة أبي منصور البغدادي وفيهم جماعة شنعوا على الأشعري والأشاعرة واعتبروهم من الخارجين أحياناً وفي بعض المسائل عن أهل السنة. ورغم دعوى بعض الناس أنه ليس هناك فرق بين الأشاعرة والماتريدية والتظاهر بتخفيف الخلاف وادعائهم في كثير من المسائل أن الخلاف بينهم لفظياً إلا أن هناك خلافاً حقيقياً في ذلك.
ثالثاً: الشافعية الذين تأثروا بالمعتزلة واستحسنوا عباراتهم كثيرون وليسوا رعاعاً بل هم كبار الأئمة والعلماء (والرَّعَاع كما في لسان العرب: "ورَعاعُ الناس سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم"). وقد مر أن أماما طريقتي المذهب الشافعي الماوردي إمام طريقة العراقيين، والقفال إمام طريقة الخراسانيين من المتأثرين أو الموافقين للمعتزلة. ومذهب إمام الحرمين والغزالي في أفعال العباد والقضاء والقدر يدنو كل الدنو من الاعتزال بشهادة ونص السبكي في نفس الطبقات، والكلام في ذلك كثير، وقد نقلنا أقوال من قرأ كتب المعتزلة من الشافعية وقال بما فيها واستحسنها في المقالات السابقة من كلام السبكي نفسه.
رابعاً: أما المالكية فهم قسمين:
الأول: من مشى على طريقة المجسمة مثل ابن عبد البر وابن أبي زيد والطلمنكي وابن زمنين وابن رشد الحفيد وأبي عمرو الداني. وطعن ابن عبد البر وابن خويز منداد بالأشاعرة. فكيف لم ير مالكياً إلا أشعرياً عقيدة.
والثاني: الأشاعرة المنزهون كالسنوسي وغيره من أصحاب المتون والحواشي من المؤولة الذين لا يتفقون مع ما يقوله الأشعري في كتبه كالإبانة ومقالات الإسلاميين.
فكيف بعد هذا يدعي التوافق وأن الكل على طريقة أبي الحسن الأشعري؟!
وزيادة على ذلك نقل السبكي عقب ذلك بصفحة في (معيد النعم) تحريم الاشتغال بعلم الفلسفة، وجزم بتحريم علم المنطق بالشروط التي ذكرها والتي لا تتوفر في كثير من المنتسبين للأشعري الذين لا يعرفون صحيح الحديث من ضعيفه كأصحاب الحواشي..
قال التاج عبد الوهاب السبكي في كتابه (معيد النعم ومبيد النقم) ص (63):
[وقد أفتى جماعة من أئمَّتنا ومشيختنا ومشيخة مشيختنا بتحريم الاشتغال في الفلسفة. وأمَّا المنطق فقد ذكرنا كلام الأئمَّة والشيخ الإِمام فيه في أوائل شرح مختصر ابن الحاجب. والذي نقوله نحن: إنَّه حرام على من لم ترسخ قواعد الشريعة في قلبه، ويمتلئ جوفه من عظمة هذا النَّبيّ الكريم وشرعته ويحفظ الكتاب العزيز، وشيئًا كثيرًا جدًا من حديث النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم على طريقة المحدِّثين، ويعرف من فروع الفقه ما يسمَّى به فقيهًا، مفتيًا مشارًا إليه من أهل مذهبه إذا وقعت حادثة فقهية أن ينظر في الفلسفة. وأمَّا من وصلَ إلى هذا المقام فله النظر فيها للردِّ على أهلها، ولكن بشرطين: أحدهما أن يثق من نفسه بأنه وصل إلى درجة لا تزعزعها رياح الأباطيل، وشُبَه الأضاليل وأهواء الملاحدة. والثاني ألا يمزج كلامهم بكلام علماء الإسلام: فلقد حصل ضرر عظيم على المسلمين بمزج كلام الحكماء بكلام المتكلمين، وأدَّى الحال إلى طعن المشبِّهة وغيرهم من رَعَاع الخلق في أصحابنا؛ وما كان ذلك إلا في زماننا وقبله بيسير].
وهناك مشايخ عندنا من أهل السنة يعيبون على المعتزلة أنهم يدرسون ويعتمدون على القواعد العقلية اليونانية وهم يدرسون كتب المنطق مثل (إيساغوجي) ومتون المنطق المأخوذة من كتب فلاسفة ومناطقة اليونان!!
فماذا ترون؟
______________________________
أضف رد جديد

العودة إلى ”توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ“