ما تم تزويره على الأحناف المنزهين في العقائد:
مرسل: الاثنين نوفمبر 20, 2023 10:13 am
المعلوم عندنا أن الأحناف أي الماتريدية منزهين للباري سبحانه، وأبو منصور الماتريدي إمام المذهب عقائدياً إمام منزه ومؤول في قضايا ما يسمى بالصفات أو الإضافات.. ولكن بعض الوهابية أو بعض من يؤيد القول بظواهر النصوص احتج بالنصوص التالية المنقولة عن الأحناف الماتريدية بعدما احتج بكلمات ابن أبي العز الحنفي المجسم صاحب شرح الطحاوية، ذلك الشرح الضلالي الفاسد الذي أخذه حتى المقدمة من كتب ابن تيمية وابن القيم، وهذا الإشكال يحتاج إلى حل وجواب شاف يا ليت المتفلسفون يقومون بتكفل الجواب في هذه المسألة.
وعلى كل حال سأكتب الحل والجواب الذي يسكن حيرة المضطربين والحائرين في هذه القضية في الحلقة التالية بعد أن أعرض عليكم كلام من جلب هذه النصوص للتمويه.
قال هذا القائل الذي يقول بأنه يأخذ بظواهر النصوص وحقيقتها:
جاء في كتاب "الفقه الأكبر" المنسوب للإمام أبي حنيفة ما نصه:
[وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته، لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته..].
قال ملا علي القاري في "شرح الفقه الأكبر" ص (60):
[وقد سئل أبو حنيفة رحمه الله عما ورد من أنه سبحانه ينزل من السماء؟ فقال: ينزل بلا كيف، وكقوله عليه الصلاة والسلام: ((إن الله خلق آدم على صورته)). وفي رواية: ((على صورة الرحمن)). فيجب أن يجرى على ظاهره، ويفوض أمر علمه إلى قائله وينزه الباري عن الجارحة ومشابهة الصفات المحدثات].
وقال البياضي في "إشارات المرام من عبارات الإمام" ص (186) في فصل في تحقيق الصفات المتشابهات: [(قال في الفقه الأكبر: وله تعالى يد) كما ورد مفرداً كقوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم} ومثنى كقوله: {لما خلقت بيديَّ} وجمعاً كقوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيدٍ} (ووجه)... (ونفس).. وفيه إشارات:
.....
الثالثة: التعميم لما يبلغ مع المذكورات نحو سبعة عشر من تلك الصفات: اليمين، والساق، والأعين، والجنب، والاستواء، والغضب، والرضا، والنور، على ما ورد في الآيات. والكف، والإصبعين، والقَدَم، والنزول، والضحك، وصورة الرحمن، على ما ورد في الأحاديث المشهورات، كما في الأبكار والمواقف وغيرهما].
وقال البياضي ص (188) من نفس الكتاب:
[وفي كشف الكشاف في تفسير قوله تعالى: {وأخر متشابهات} أن الصفات السمعية من الاستواء واليد والقدم والنزول إلى السماء الدنيا والضحك والتعجب وأمثالها عند السلف ومنهم أبو الحسن الأشعري صفات ثابتة وراء العقلية ما كُلّفنا إلا اعتقاد ثبوتها مع اعتقاد عدم التشبيه والتجسيم....
الثانية: الرد على المؤوّلة ممن استرسل في تأويلها تفصيلاً من الأشاعرة والمعتزلة حيث ذهبوا إلى أنها مجازات معانٍ ظاهرةٍ وهو رواية عن الأشعري].
انتهى ما نقله هذا الرجل القائل بالظاهر والحقيقة!
وهذا الذي قاله البياضي والقاري هو ضمن جمل متناقضة ومتضاربة فيها اعتماد التفويض والتأويل ونفي التأويل في آن واحد مع الأخذ بالظاهر ونفي التجسيم مع إثباته المعنى بحيث لا يخرج من يقرأ هذين الكتابين إن كان من العلماء إلا بوجع الرأس، وغير العلماء يعود بالتيه والضياع والتشويش وعدم الاعتماد على شيء واضح.
وقبل عرض الحل في هذا الإشكال، ولكي نسير في حل القضية شيئاً فشيئاً وخطوة خطوة لا بد أن نعلم من أين جاء أمثال (ملا علي القاري) بهذه الأقوال المردودة الشاذة الموافقة لعقيدة ابن تيمية وشيعته المجسمة النواصب، فنقول:
لقد أخذ ملا علي القاري كثيراً في شرحه على الفقه الأكبر من شرح ابن أبي العز الحنفي ـ التيمي الحنبلي عقيدة ـ على شرح الطحاوية ثم بعد كل ذلك الأخذ قال إن شارح الطحاوية مبتدع!!
ومن العجيب الغريب أن ملا علي القاري ذم علم الكلام في ذلك الكتاب (شرح الفقه الأكبر) سواء كان علم الكلام بحق أو بباطل ونقل ذلك عن أبي يوسف ص (9) قائلاً: [عن أبي يوسف إنه لا تجوز الصلاة خلف المتكلم وإن تكلم بحق لأنه مبتدع].
مع أن (شرح الفقه الأكبر) برمته في علم الكلام!! وعلي القاري أخذ ذلك من مقدمة ابن أبي العز لشرح الطحاوية.
وابن أبي العز الحنفي ـ الحنبلي حقيقة ـ ناقل وسارق من كتب ابن تيمية وابن القيم! فجلّ شرحه تلخيص ونقولات من كتب هذين الحنبليين المجسمين. ومن لا يصدق هذا يمكنه أن يقارن بين كتاب ابن أبي العز وبين كتب ابن تيمية وابن القيم بواسطة القرص المدمج الذي فيه جميع هذه الكتب على الحاسوب!
ومن دلائل تعويل ملا علي القاري ونقله من شرح ابن أبي العز المبتدع المجسم على الطحاوية ـ كنماذج ـ التالي:
1- قال ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص (16) متبنياً تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
[بل غالب سور القرآن وآياته متضمنة لنوعي التوحيد، بل القرآن من أوله إلى آخره في بيانهما وتحقيق شأنهما. فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو التوحيد العلمي الخبري. وإما دعوته إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي. وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته، فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته. وإما خبر عن إكرامه لأهل التوحيد، وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في الآخرة، وهو جزاء توحيده. وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما يحل بهم في العقبى من العذاب والسلاسل والأغلال فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد].
وهذا الكلام منقول من شرح ابن أبي العز المبتدع الذي يقول في شرحه على الطحاوية (النسخة التي علق عليها أحمد شاكر) ص (41):
[وغالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد، بل كل سورة في القرآن. فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته، وهو التوحيد العلمي الخبري. وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي. وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته، فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته. وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده، وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في الآخرة، وهو جزاء توحيده. وإما خبر عن أهل الشرك، وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما فعل بهم في العقبى من العذاب (1) فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد].
2- وقال ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص (16):
[فالقرآن كله في التوحيد وحقوق أهله وثناؤهم وفي شأن ذم الشرك وعقوق أهله وجزائهم. فـ {الحمد لله رب العالمين} توحيد، {الرحمن الرحيم} توحيد، {اهدنا الصراط المستقيم} توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد، {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} (2) الذين فارقوا التوحيد..].
وهذا مأخوذ من شرح ابن أبي العز ص (42) حيث يقول:
[فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم. فـ {الحمد لله رب العالمين} توحيد، {الرحمن الرحيم} توحيد، {اهدنا الصراط المستقيم} توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد، {الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} الذين فارقوا التوحيد].
3- وقال ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص (16):
[وكذا السنة تأتي مبينة ومقررة لما دل عليه القرآن فلم يحوجنا ربنا سبحانه وتعالى إلى رأي فلان وذوق فلان ووجد فلان في أصول ديننا. ولذا تجد من خالف الكتاب والسنة مختلفين مضطربين. بل قد قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فلا نحتاج في تكميله إلى أمر خارج عن الكتاب والسنة..].
وهذا مأخوذ من شرح ابن أبي العز على الطحاوية ص (46) حيث يقول:
[وكذلك السنة تأتي مبينة ومقررة لما دل عليه القرآن، لم يحوجنا ربنا سبحانه وتعالى إلى رأي فلان، ولا إلى ذوق فلان، ووجده في أصول ديننا. ولهذا تجد من خالف الكتاب والسنة مختلفين مضطربين. بل قد قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فلا يحتاج في تكميله إلى أمر خارج عن الكتاب والسنة..].
ومن العجيب الغريب قول الشيخ ملا علي القاري ص (172) عن ابن أبي العز الحنفي هذا الذي نقل عنه واعتمد عليه:
[والحاصل أن الشارح يقول بعلو المكان مع نفي التشبيه وتبع فيه طائفة من أهل البدعة.. ومن الغريب أنه استدل على مذهبه الباطل برفع الأيدي في الدعاء إلى السماء.. ولو كان الأمر كما قال هذا القائل في مدعاه الباطل لوقع التوجه بالوجه إلى السماء].
من هنا تعلم من أين تسربت أفكار التيمية الوهابية إلى شرح الفقه الأكبر ـ ونحن نعلم أن علي القاري قبل الوهابية ـ وتعلم إن شاء الله فيما سيأتي أن هناك تيارين في المذهب الحنفي مذهب التأويل والتنزيه وهو الغالب ومذهب الخربطات الذي فيه إثبات (الجنب، وصورة الرحمن) وألوان التناقض والتخبط!
والله يجيرنا من مضلات الفتن والأهواء..
....... يتبع
_________(تعليقات مفيدة)____________
لبعض الإخوة الفضلاء تعليقات مفيدة هنا منها قول بعضهم:
أحسنتم سيدنا ومولانا... وما تفضلتم به مولانا أعلاه...من اجمل وابدع ما يمكن طرحه على طلبة العلم... فهي تحل اشكالاً لدى البعض بسبب ما طرأ على بعض المذاهب المنزهة او دخل عليها من اقوال لبعض منتسبيها تتخذ من التشبيه والتجسيم مذهبا... ولذلك فالافضل من الرد ونقض اقوالهم هو تبيان ما الذي جعل امثال هؤلاء يقولون بما قالوه... وهذا يشابه ما ابدعت به سيدي سابقا عندما بينت لنا المؤثر الرئيسي على الامام ابن الجوزي رحمه الله... وابن عقيل رحمه الله...وهما حنبليان..وكيف نجاهما الله من وهدة التشبيه والتجسيم... وذلك بفضل امامان من المعتزلة... تمشيخ هؤلاء على يديهما فكان لهما اطيب الاثر في انتهاج منهج التنزيه...وهذا ما اقر به واعترف أصحاب التراجم كالذهبي وغيره... ولذلك مولانا...هذا المنهج يوسع المدارك والملكة لدى طالب العلم..ولا سيما ان اقوال بعض من شذ عن مذاهب الائمة المنزهين..اصبحت عصا ترفع في وجه طلبة العلم..ولا يجدون لها مخرجا... سوى الرد ونقض الاقوال وهذا امر تم قتله بحثا.... لكن منهجكم سيدي هو افضل واكمل وانفع لطالب العلم..وقد ندر من كتب بهذا الاسلوب...وهو يشابه علم تبيان العلل في متون الاحاديث..وهو علم دقيق... ولذلك سيدي تجد اننا تربينا على تبني كلام اهل الحق..ورددنا كلام اهل الباطل..دون الالتفات الى من تاثر بهم او كان لهم الاثر على هؤلاء وهؤلاء....بوركتم مولانا
وأذكّر بقول الإمام القاري كتاب (شرح الشفا) وهو من أواخر كتبه الى الإشارة لذلك:
[وقد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبى صلى الله عليه وسلم كما أفرط غيره، حيث قال: كون الزيارة قربة معلومة من الدين بالضرورة، وجاحده محكوم عليه بالكفر ولعل الثانى أقرب إلى الصواب لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب يكون كفراً لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب] اهـ
وملا علي القاري له مفاسد منها قوله اعتماداً على نسخة مصحفه من الفقه الاكبر ان والدي النبي ماتا على الكفر والعياذ بالله تعالى
مع ان العبارة هي
(ووالدي النبي ما ماتا على الكفر)
فحذف الناسخ ما النافيه
فاللهم السلامه من التحريف والتصحيف
سلمت اناملكم سيدنا ورفع الله لوائكم
_____________________________
وعلى كل حال سأكتب الحل والجواب الذي يسكن حيرة المضطربين والحائرين في هذه القضية في الحلقة التالية بعد أن أعرض عليكم كلام من جلب هذه النصوص للتمويه.
قال هذا القائل الذي يقول بأنه يأخذ بظواهر النصوص وحقيقتها:
جاء في كتاب "الفقه الأكبر" المنسوب للإمام أبي حنيفة ما نصه:
[وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته، لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته..].
قال ملا علي القاري في "شرح الفقه الأكبر" ص (60):
[وقد سئل أبو حنيفة رحمه الله عما ورد من أنه سبحانه ينزل من السماء؟ فقال: ينزل بلا كيف، وكقوله عليه الصلاة والسلام: ((إن الله خلق آدم على صورته)). وفي رواية: ((على صورة الرحمن)). فيجب أن يجرى على ظاهره، ويفوض أمر علمه إلى قائله وينزه الباري عن الجارحة ومشابهة الصفات المحدثات].
وقال البياضي في "إشارات المرام من عبارات الإمام" ص (186) في فصل في تحقيق الصفات المتشابهات: [(قال في الفقه الأكبر: وله تعالى يد) كما ورد مفرداً كقوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم} ومثنى كقوله: {لما خلقت بيديَّ} وجمعاً كقوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيدٍ} (ووجه)... (ونفس).. وفيه إشارات:
.....
الثالثة: التعميم لما يبلغ مع المذكورات نحو سبعة عشر من تلك الصفات: اليمين، والساق، والأعين، والجنب، والاستواء، والغضب، والرضا، والنور، على ما ورد في الآيات. والكف، والإصبعين، والقَدَم، والنزول، والضحك، وصورة الرحمن، على ما ورد في الأحاديث المشهورات، كما في الأبكار والمواقف وغيرهما].
وقال البياضي ص (188) من نفس الكتاب:
[وفي كشف الكشاف في تفسير قوله تعالى: {وأخر متشابهات} أن الصفات السمعية من الاستواء واليد والقدم والنزول إلى السماء الدنيا والضحك والتعجب وأمثالها عند السلف ومنهم أبو الحسن الأشعري صفات ثابتة وراء العقلية ما كُلّفنا إلا اعتقاد ثبوتها مع اعتقاد عدم التشبيه والتجسيم....
الثانية: الرد على المؤوّلة ممن استرسل في تأويلها تفصيلاً من الأشاعرة والمعتزلة حيث ذهبوا إلى أنها مجازات معانٍ ظاهرةٍ وهو رواية عن الأشعري].
انتهى ما نقله هذا الرجل القائل بالظاهر والحقيقة!
وهذا الذي قاله البياضي والقاري هو ضمن جمل متناقضة ومتضاربة فيها اعتماد التفويض والتأويل ونفي التأويل في آن واحد مع الأخذ بالظاهر ونفي التجسيم مع إثباته المعنى بحيث لا يخرج من يقرأ هذين الكتابين إن كان من العلماء إلا بوجع الرأس، وغير العلماء يعود بالتيه والضياع والتشويش وعدم الاعتماد على شيء واضح.
وقبل عرض الحل في هذا الإشكال، ولكي نسير في حل القضية شيئاً فشيئاً وخطوة خطوة لا بد أن نعلم من أين جاء أمثال (ملا علي القاري) بهذه الأقوال المردودة الشاذة الموافقة لعقيدة ابن تيمية وشيعته المجسمة النواصب، فنقول:
لقد أخذ ملا علي القاري كثيراً في شرحه على الفقه الأكبر من شرح ابن أبي العز الحنفي ـ التيمي الحنبلي عقيدة ـ على شرح الطحاوية ثم بعد كل ذلك الأخذ قال إن شارح الطحاوية مبتدع!!
ومن العجيب الغريب أن ملا علي القاري ذم علم الكلام في ذلك الكتاب (شرح الفقه الأكبر) سواء كان علم الكلام بحق أو بباطل ونقل ذلك عن أبي يوسف ص (9) قائلاً: [عن أبي يوسف إنه لا تجوز الصلاة خلف المتكلم وإن تكلم بحق لأنه مبتدع].
مع أن (شرح الفقه الأكبر) برمته في علم الكلام!! وعلي القاري أخذ ذلك من مقدمة ابن أبي العز لشرح الطحاوية.
وابن أبي العز الحنفي ـ الحنبلي حقيقة ـ ناقل وسارق من كتب ابن تيمية وابن القيم! فجلّ شرحه تلخيص ونقولات من كتب هذين الحنبليين المجسمين. ومن لا يصدق هذا يمكنه أن يقارن بين كتاب ابن أبي العز وبين كتب ابن تيمية وابن القيم بواسطة القرص المدمج الذي فيه جميع هذه الكتب على الحاسوب!
ومن دلائل تعويل ملا علي القاري ونقله من شرح ابن أبي العز المبتدع المجسم على الطحاوية ـ كنماذج ـ التالي:
1- قال ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص (16) متبنياً تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
[بل غالب سور القرآن وآياته متضمنة لنوعي التوحيد، بل القرآن من أوله إلى آخره في بيانهما وتحقيق شأنهما. فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو التوحيد العلمي الخبري. وإما دعوته إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي. وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته، فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته. وإما خبر عن إكرامه لأهل التوحيد، وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في الآخرة، وهو جزاء توحيده. وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما يحل بهم في العقبى من العذاب والسلاسل والأغلال فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد].
وهذا الكلام منقول من شرح ابن أبي العز المبتدع الذي يقول في شرحه على الطحاوية (النسخة التي علق عليها أحمد شاكر) ص (41):
[وغالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد، بل كل سورة في القرآن. فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته، وهو التوحيد العلمي الخبري. وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي. وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته، فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته. وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده، وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في الآخرة، وهو جزاء توحيده. وإما خبر عن أهل الشرك، وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما فعل بهم في العقبى من العذاب (1) فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد].
2- وقال ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص (16):
[فالقرآن كله في التوحيد وحقوق أهله وثناؤهم وفي شأن ذم الشرك وعقوق أهله وجزائهم. فـ {الحمد لله رب العالمين} توحيد، {الرحمن الرحيم} توحيد، {اهدنا الصراط المستقيم} توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد، {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} (2) الذين فارقوا التوحيد..].
وهذا مأخوذ من شرح ابن أبي العز ص (42) حيث يقول:
[فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم. فـ {الحمد لله رب العالمين} توحيد، {الرحمن الرحيم} توحيد، {اهدنا الصراط المستقيم} توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد، {الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} الذين فارقوا التوحيد].
3- وقال ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص (16):
[وكذا السنة تأتي مبينة ومقررة لما دل عليه القرآن فلم يحوجنا ربنا سبحانه وتعالى إلى رأي فلان وذوق فلان ووجد فلان في أصول ديننا. ولذا تجد من خالف الكتاب والسنة مختلفين مضطربين. بل قد قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فلا نحتاج في تكميله إلى أمر خارج عن الكتاب والسنة..].
وهذا مأخوذ من شرح ابن أبي العز على الطحاوية ص (46) حيث يقول:
[وكذلك السنة تأتي مبينة ومقررة لما دل عليه القرآن، لم يحوجنا ربنا سبحانه وتعالى إلى رأي فلان، ولا إلى ذوق فلان، ووجده في أصول ديننا. ولهذا تجد من خالف الكتاب والسنة مختلفين مضطربين. بل قد قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فلا يحتاج في تكميله إلى أمر خارج عن الكتاب والسنة..].
ومن العجيب الغريب قول الشيخ ملا علي القاري ص (172) عن ابن أبي العز الحنفي هذا الذي نقل عنه واعتمد عليه:
[والحاصل أن الشارح يقول بعلو المكان مع نفي التشبيه وتبع فيه طائفة من أهل البدعة.. ومن الغريب أنه استدل على مذهبه الباطل برفع الأيدي في الدعاء إلى السماء.. ولو كان الأمر كما قال هذا القائل في مدعاه الباطل لوقع التوجه بالوجه إلى السماء].
من هنا تعلم من أين تسربت أفكار التيمية الوهابية إلى شرح الفقه الأكبر ـ ونحن نعلم أن علي القاري قبل الوهابية ـ وتعلم إن شاء الله فيما سيأتي أن هناك تيارين في المذهب الحنفي مذهب التأويل والتنزيه وهو الغالب ومذهب الخربطات الذي فيه إثبات (الجنب، وصورة الرحمن) وألوان التناقض والتخبط!
والله يجيرنا من مضلات الفتن والأهواء..
....... يتبع
_________(تعليقات مفيدة)____________
لبعض الإخوة الفضلاء تعليقات مفيدة هنا منها قول بعضهم:
أحسنتم سيدنا ومولانا... وما تفضلتم به مولانا أعلاه...من اجمل وابدع ما يمكن طرحه على طلبة العلم... فهي تحل اشكالاً لدى البعض بسبب ما طرأ على بعض المذاهب المنزهة او دخل عليها من اقوال لبعض منتسبيها تتخذ من التشبيه والتجسيم مذهبا... ولذلك فالافضل من الرد ونقض اقوالهم هو تبيان ما الذي جعل امثال هؤلاء يقولون بما قالوه... وهذا يشابه ما ابدعت به سيدي سابقا عندما بينت لنا المؤثر الرئيسي على الامام ابن الجوزي رحمه الله... وابن عقيل رحمه الله...وهما حنبليان..وكيف نجاهما الله من وهدة التشبيه والتجسيم... وذلك بفضل امامان من المعتزلة... تمشيخ هؤلاء على يديهما فكان لهما اطيب الاثر في انتهاج منهج التنزيه...وهذا ما اقر به واعترف أصحاب التراجم كالذهبي وغيره... ولذلك مولانا...هذا المنهج يوسع المدارك والملكة لدى طالب العلم..ولا سيما ان اقوال بعض من شذ عن مذاهب الائمة المنزهين..اصبحت عصا ترفع في وجه طلبة العلم..ولا يجدون لها مخرجا... سوى الرد ونقض الاقوال وهذا امر تم قتله بحثا.... لكن منهجكم سيدي هو افضل واكمل وانفع لطالب العلم..وقد ندر من كتب بهذا الاسلوب...وهو يشابه علم تبيان العلل في متون الاحاديث..وهو علم دقيق... ولذلك سيدي تجد اننا تربينا على تبني كلام اهل الحق..ورددنا كلام اهل الباطل..دون الالتفات الى من تاثر بهم او كان لهم الاثر على هؤلاء وهؤلاء....بوركتم مولانا
وأذكّر بقول الإمام القاري كتاب (شرح الشفا) وهو من أواخر كتبه الى الإشارة لذلك:
[وقد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبى صلى الله عليه وسلم كما أفرط غيره، حيث قال: كون الزيارة قربة معلومة من الدين بالضرورة، وجاحده محكوم عليه بالكفر ولعل الثانى أقرب إلى الصواب لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب يكون كفراً لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب] اهـ
وملا علي القاري له مفاسد منها قوله اعتماداً على نسخة مصحفه من الفقه الاكبر ان والدي النبي ماتا على الكفر والعياذ بالله تعالى
مع ان العبارة هي
(ووالدي النبي ما ماتا على الكفر)
فحذف الناسخ ما النافيه
فاللهم السلامه من التحريف والتصحيف
سلمت اناملكم سيدنا ورفع الله لوائكم
_____________________________