توثيق قضية رواية عبد الله بن عمرو بن العاص من كتب وصحائف أهل الكتاب ومن الإسرائيــليـــات

التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
أضف رد جديد
الباحث المفكر
مشاركات: 116
اشترك في: الأربعاء سبتمبر 03, 2025 8:02 pm

توثيق قضية رواية عبد الله بن عمرو بن العاص من كتب وصحائف أهل الكتاب ومن الإسرائيــليـــات

مشاركة بواسطة الباحث المفكر »

.
توثيق قضية رواية عبد الله بن عمرو بن العاص من كتب وصحائف أهل الكتاب ومن الإسرائيــليـــات

عبد الله بن عمرو بن العاص كان قد حصَّل من كتب أهل الكتاب حمل زاملتين (أي حمل ناقتين) وكان يروي مما فيها وقد خلط بعض الرواة عنه تلك الروايات ببعض الأحاديث وقد نص على ذلك جماعة من كبار الحفاظ والعلماء من أهل السنة والجماعة ومنهم ابن حجر العسقلاني وابن الصلاح والمزي والذهبي وابن كثير:

جاء في كتاب "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل (1/103/برقم74):
[حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: وَجَدْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ يَوْمَ غَزَوْنَا الْيَرْمُوكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، عُمَرُ الْفَارُوقُ قُرِنَ مِنْ حَدِيدٍ أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ أُوتِيَ كِفْلَيْنِ مِنَ الرَّحْمَةِ لِأَنَّهُ يُقْتَلُ،...].
وهذا إسناد صحيح ورواية معمر عن أيوب صحيحة وهي في صحيح البخاري برقم (3352) وفي صحيح مسلم (1240) خلافاً لمن حاول أن يلمز بها من المعاصرين.

قال الحافظ ابن حجر في كتاب "النكت على كتاب ابـن الصلاح" (2/532) شارحاً قول الحافظ ابن الصلاح (إذا كان الصحابي ينظر في الإسرائيليات فلا يُعطى تفسيره حكم الرفع) ما نصه:
[وكعبدالله بن عمرو بن العاص، فإنه كان حصل له في وقعة اليرموك كتب كثيرة من كتب أهل الكتاب فكان يخبر بما فيها من الأمور المغيبة، حتى كان بعض أصحابه ربما قال له: حدّثْنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ولا تحدّثنا عـن الصحيفـة، فمثل هذا لا يكون حكم ما يخبر به من الأمور التي قدَّمنا ذكرهـا الرفـع لقوَّة الاحتمال].
انتهى كلام الحافظ وهو كلام حسن نفيس جداً.

وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/24دار الفكر):
[قُلْتُ: الْمَوْقُوفُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَشْبَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ وَجَدَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ زَامِلَتَيْنِ مَمْلُوءَتَيْنِ كُتُبًا مِنْ عُلُومِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْهُمَا بِأَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ مِنْهَا الْمَعْرُوفُ وَالْمَشْهُورُ والمنكور والمردود].

وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (5/76) في ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص:
[وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللهِ أَيْضاً عَنْ:... أَهْلِ الكِتَابِ، وَأَدْمَنَ النَّظَرَ فِي كُتُبِهِم، وَاعْتَنَى بِذَلِكَ].

وقال الذهبي في ترجمته أيضاً في "تذكرة الحفاظ" (1/35):
[وكان أصاب جملة من كتب أهل الكتاب وأدمــــــــــــــــــــــــن النظر فيها ورأى فيها عجائب].
ولذلك قال الذهبي في "سير النبلاء" (13/108) إنه لا يجوز تقليد جماعة من الصحابة في بعض المسائل.

وهناك نصوص أخرى نأتي بها فيما بعد،
والله تعالى الموفق
أضف رد جديد

العودة إلى ”التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم“