صفحة 1 من 1

الرد على من تعرض لكتابنا صحيح صفة الصلاة! في موضوع: (التلفظ بالنية)

مرسل: الاثنين نوفمبر 20, 2023 10:29 am
بواسطة cisayman3
في الرد والتعقب على (الشيخ هيثم) في انتقاده لكتابنا (صحيح صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم):
أورد (الشيخ هيثم) صحيفة (109) من رسالته مسألة (اختلافهما ـ أي السقاف والألباني ـ في التلفظ بالنية)...
أقول: أولاً الألباني لم يتعرض لقضية الجهر بالنية والتلفظ بها في صفة صلاته فإن (الشيخ هيثم) المتعصب له لم ينقل لنا قوله في مسألة التلفظ بالنية!
فتكون هذه المسألة في الحقيقة هي:
اختلاف الشيخ هيثم معنا في الجهر بالنية وليس اختلاف الألباني معنا فيها لأنه لم يثبت له نصاً فيها هنا!
وإن كان يتوافق ذاك المتمسلف مع هذا المتوهب فيها!
بل نقل (الشيخ هيثم) عن الألباني أن الألباني المتناقض نقل الكلام في النية عن الإمام النووي في روضة الطالبين، والنووي من القائلين باستحباب التلفظ! ومن القائلين في الروضة: (لأنه إن جرت هذه النية على لسانه أو في قلبه ولم يقصد حقيقة معناها فينبغي أن تصح قطعا).
فالنووي لم ينص على بدعية التلفظ بالنية!
ومختصر ما قال ص (112):
[تحرير محل الخلاف: قلت: كيف يقول الشيخ السقاف بسنية واستحباب التلفظ بالنية ؟!! ولم يثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم... ولم يستحسن ذلك إلا بعض أهل العلم، والأصل عندنا كما هو معلوم الاتباع..].
أقول: جوابي على كل هذا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات..) فمن قام ليؤدي عمل فريضة الصلاة وأتى بالنية بقلبه فقط أو بقلبه ولسانه معاً فقد امتثل أمر الشارع وأطاع، سواء ثبت عند هؤلاء المتمسلفين أن النبي نطق بالنية أم لم ينطق! فالسنة تؤخذ كما هو معلوم من القول أو الفعل أو التقريرأو الهم! والنطق بالنية مأخوذ من القول، أي قوله صلى الله عليه وآله وسلم (إنما الأعمال بالنيات)، وهذا يشمل القلب واللسان لأن المصلي يكون قد امتثل للسنة ولأمر الشارع، ولا يستطيع أي إنسان أن يقول بأن من وقف واستحضر النية بقلبه وذكرها بلسانه منقاداً للأمر النبوي أنه خالف السنة وابتدع إلا متنطع متشدد جامد ظاهري لا يفقه السنة ولا يفهمها ولم يتعمق فيها!
لا سيما (والشيخ هيثم) نقل ص (113) من كتاب الزحيلي الشامي أنه قال:
[ولا يشترط التلفظ بها قطعاً، لكن يسن عند الجمهور غير المالكية التلفظ بها لمساعدة القلب على استحضارها ليكون النطق عوناً على التذكر..].
ففهمي لهذا الحديث ولغيره من الأدلة التي ذكرتها في كتابي (صحيح صفة صلاة النبي) هو فهم جمهور الفقهاء!
وما نقله (الشيخ هيثم) عن الزحيلي ص (113) من أن النطق بالنية مستحب عند جمهور العلماء يناقض قول (هيثم) في الصفحة السابقة (112) من نفس كتابه (ولم يستحسن ذلك إلا بعض أهل العلم) حيث صور جمهور الفقهاء عندما أراد أن يرد علينا بأنهم (بعض أهل العلم) للتقليل والتهوين!!
مع أنهم فعلا بعض أهل العلم! لكن هناك تلاعب في الألفاظ للتحايل!
والاحتجاج بعدم ثبوت التلفظ بالنية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة داحضة مردودة يستعملها الوهابيون المتمسلفون لرد ما يريدون نفيه ومحاربته! وهناك أمثلة كثيرة من ذلك مشهورة ادعوا فيها عدم فعل النبي لها وعدم ثبوت الفعل، وعدم الفعل والترك لا يدل على المنع والنهي والتحريم كما هو معلوم عند من يفهم مقاصد الشريعة وأدلتها!
ولشيخنا الإمام العلامة المحدث عبدالله ابن الصديق الغماري أعلى الله درجته في عليين رسالة في ذلك سماها (حسن التفهم والدرْك لمسألة الترك).
ومن تحايل (الشيخ هيثم) وتلاعبه بكلامي أنه قال ص (110) نقلاً عني من كتاب (صحيح صفة صلاة النبي):
[أما الشيخ السقاف فيقول باستحباب تلفظ المصلي بالنية، فيقول مثلاً: أصلي أربع ركعات فرض العشاء الحاضر لله تعالى..]!
وهذا الذي قلته إنما هو عند كلامي وتقريري لما ينبغي أن يقوله المصلي في قلبه من نية الصلاة! كما هو مسطور في كتابي وكما نقله هو ص (110) من كتابه!
ثم قلت بعد نحو (27) سطراً (والتلفظ بالنية عند تكبيرة الإحرام سنة).
وأنا لا أنكر أن يكون التلفظ بهذه الأمور سنة بل أثبت ذلك وأدافع عنه وأقول إن هذا هو الشرع وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثابتة عنه!
لكن هذا الرجل صاحب رسالة الماجستير مبطل وغير عميق في فهم الاستنباط في فقه الشريعة الذي قال الله تعالى عنه: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
وابن تيمية لعدم فهمه لمقاصد وقواعد الشريعة والأدلة واللغة العربية أداه ذلك إلى القول بالتجسيم والتشبيه وهو يقول بما مختصره:
أن من نطق وتلفظ بالنية يستتاب فإن تاب وإلا قتل!
ربما يقصد يقتل مثل الخاشقجي!
والله اعلم