صفحة 1 من 1

علاج مرض/ متزمتو ومتشددو ومتعصبو الأشاعرة وأهل السنة (2)

مرسل: الاثنين نوفمبر 20, 2023 11:02 am
بواسطة cisayman3
علاج مرض عضال / متزمتو ومتشددو ومتعصبو ومتنطعو ومتفيقهو أصحابنا الأشاعرة وأهل السنة أصيبوا به:
وقد بلغني من بعض إخواننا أن بعض هؤلاء المتعصبين أقروا واعترفوا بحمد الله تعالى ـ وهذه تسجل حسنة لهم بلا شك ـ أن بقية الفرق الإسلامية التي صرح هؤلاء بأنهم ضالون قالوا أخيرا بأنهم يدخلون الجنة ويعتبرونهم من إخوانهم! وهذا كلام حسن جميل وهو حق.
لكن ينبغي أن يتراجعوا عن نعتهم الآخرين بالضلال لأنه لم يبق له معنى، فمن رضي الله عنهم ويدخلهم الجنة وهم من إخواننا (إنما المؤمنون إخوة) لا يقال بأنهم ضالون، وإن تخالفوا معهم في بعض مسائل العقائد الفرعية.
قال تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون}.
لا سيما والدليل مع مخالفيكم وأنتم ـ أيها المتعصبون ـ ليس معكم حجة على تضليل الآخرين إلا أن موافقة مخالفيكم أو القول بصوابهم خروج ومفارقة لمذهب أهل السنة وللأشاعرة!
وكأن أهل السنة أو الأشاعرة متفقون في كل ما يقولونه في قضايا العقائد.
وهذا مثل قول المتمسلفين من الوهابية: أنهم يفهمون قضايا الدين ومسائله بفهم السلف! وكأن السلف اتفقوا في كل شيء!
ومن المعلوم: أن من أمثلة اختلافهم أن البخاري رحمه الله تعالى قال: (لفظي بالقرآن مخلوق). وأما أحمد فقال: من يقول بهذه المقولة كافر ضال مبتدع جهمي. على اختلاف الروايات عنه.
ولتحقيق الاختلاف ونبذ التعصب والاصرار نعرض أمثلة فيها مخالفة العلماء الأشاعرة وغيرهم لمذهب الأشعري أو موافقتهم لمذهب المعتزلة مثلاً بهدف إقناع المنصفين بترك التعصب والتزمت والتنطع والتطاول على المخالفين وتضليلهم! فنكمل ونقول:
9- صرّح السبكي في ((طبقات الشافعية الكبرى)) (5/192) بأن إمام الحرمين (لا يتقيد بالأشعري). فقال:
((والإمام لا يتقيد لا بالأشعري ولا بالشافعي، لا سيما في البرهان، وإنما يتكلم على حسب تأدية نظره واجتهاده، وربما خالف الأشعري وأتى بعبارة عالية على عادة فصاحته، تأدية نظره واجتهاده، فلا تحتمل المغاربة أن يقال مثلها في حق الأشعري..)).
فهل هذا الإمام من الضالين لأنه لم يلتزم بالأشعري ؟!
10- وقال الإمام السبكي أثناء حديثه عن الكسب والاختيار في الطبقات الكبرى (3/386): ((ولإمام الحرمين والغزالي مذهب يزيد على المذهبين جميعاً، ويدنو كل الدنو من الاعتزال وليس هو هو)).
وأقول: بل هو هو! إذ اتفق قول إمام الحرمين مع المعتزلة في كون قدرة العبد الحادثة هي المؤثرة في الفعل!
قال الشيخ الكوثري في مقدمة تبيين كذب المفتري ص (18):
[والمعتزلة على ضد الحشوية بخط مستقيم...].
وقد اعترف بذلك الشيخ مصطفى صبري ـ المتعصب الجبري المصر على العقائد المردودة ـ في كتابه ((موقف البشر تحت سلطان القدر)) ص (186) في الحاشية حيث قال:
[لا يقال إن مذهب الإمام ليس بأضل من مذهب المعتزلة وقد أخذ موقعه في صف المذاهب الأولى، لأنا نقول: عيب مذهب الإمام زيادة على المعابة التي في مذهب المعتزلة أنه وافقهم بدعوى أنه خالفهم]!!
ونحن لا نورد كل ذلك إلا لنبين بأن هؤلاء المتعصبة لم يستوعبوا بأن ما يسمى المذهب الأشعري إنما هو في الحقيقة مذاهب وتيارات متنوعة ومختلفة! وللإنسان العالم أن يختار ما يراه صواباً بالدليل دون أن يضلل الآخرين من أهل التنزيه!
وتكملة لاستيعاب هذه النقطة نقول: قال الشيخ عليش في شرحه لكبرى السنوسي ص (121) في تعليقه على كلام إمام الحرمين رحمه الله تعالى في أن قدرة العبد الحادثة هي المؤثرة في فعله:
[..وإذا قال هذا في مقالة القاضي والأستاذ مع خفتها بالنسبة إلى ما نقل عن إمام الحرمين فكيف بتلك المقالة الشنيعة التي نقلت عن الإمام.... وكثيراً ما يتوهم من لا علم عنده أن معنى الكسب كون الحادثة لها تأثير ما فإن كان أراد أنها في حال الفعل كما نقل عن القاضي والأستاذ فقد تقدَّم فساده وعدم جريانه على السنة وإنكار الشريف صدوره منهما، وإن كان أراد أنها تؤثر في وجود المقدور بمشيئة الله سبحانه وتعالى كما حكي عن إمام الحرمين فقد تقدَّم فساده وتشعبه من مذهب القدرية مجوس هذه الأمة].
والشيخ عليش والسنوسي مخطئان في ذلك!
وهذا كله من إمام الحرمين رحمه الله تعالى يفيد أنه يجوز مخالفة المشهور من مذهب الأشعري!!
11- ابنُ عبد البر يعتبر الأشاعرة من أهل البدع والأهواء كما في مقال سابق. مع أننا ننكر عليه ونخالفه في ذلك.
قال ابن عبد البر ناقلاً قول ابن خويز منداد معتمداً عليه في أن الأشاعرة من أهل الأهواء والبدع! في كتاب جامع بيان العلم وفضله ص (3/177):
[حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن بكر، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إسحاق بن خواز منداد المصري المالكي في كتاب الإجارات من كتابه في الخلاف قال مالك: لا تجوز الإجارة في شيء من كتب أهل الأهواء والبدع والتنجيم، وذكر كتباً ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم، وتفسخ الإجارة في ذلك، وكذلك كتب القضاء بالنجوم وعزائم الجن وما أشبه ذلك. وقال في كتاب الشهادات في تأويل قول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء قال: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام ويهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها.... على أني أقول: لا خير في شيء من مذاهب أهل الكلام كلهم وبالله التوفيق].
ونحن كما يعلم المتعصبون المتزمتون لا نوافق ابن عبد البر في هذا بل نقف ضده في هذه القضايا مع أنه من أهل السنة والجماعة!
12- وقال ملا علي القاري الحنفي الماتريدي في شرح الفقه الأكبر ص (35):
[فالصفات الأزلية عندنا ثمانية لا كما زعم الأشعري..].
فتأملوا هذه الأمثلة والقصد منها نبذ التعصب وتقبل عدم تقليد الأشعري أو فلان وفلان وأن المخالف لا يخرج عن أهل السنة ولا يكون من الضالين، ما لم يصل إلى عقيدة التشبيه والتجسيم وحمل النصوص في الصفات على حقيقتها وظاهرها في مثل العينين واليدين والوجه والأصابع والساق و.....
........ يتبع