صفحة 1 من 1

علاج مرض/ متزمتو ومتشددو ومتعصبو الأشاعرة وأهل السنة (3):

مرسل: الاثنين نوفمبر 20, 2023 11:03 am
بواسطة cisayman3
تكملة معالجة مرض التعصب والتزمت وتضليل الآخرين عند الأشاعرة وأهل السنة...
كلام الإمام الغزالي في ذلك:
القصد هنا كما بيناه مراراً وتكراراً هو ترك التعصب والإنصاف واتباع الدليل وعدم التهجم على الآخرين بالباطل وتضليلهم تشفياً لهوى النفس ولأحقاد شخصية تنشأ إما عن حسد أو بغض ذاتي.
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
وأعود وأقول أيضاً: إن هناك نماذج عديدة وكثيرة جداً لديَّ قد تقع في مجلد ضخم فيها إثبات الاختلاف بين الأشاعرة أنفسهم وأن الأشاعرة أو أهل السنة ليسوا مذهباً واحداً وإنما هم مذاهب شتى متعددة وأقوال متخالفة يتفقون في أمور ويختلفون في أمور (وهذا شيء جيد وحسن)، وذلك لأنه لا يجوز التقليد في الاعتقاد بالخصوص عند عقلاء الأشاعرة وأهل السنة ولا عند غيرهم وخاصة في حق العلماء!
ونحن قصدنا ـ والله ـ من هذا كله تعميق التآلف والود والاحترام بين الفرق والمذاهب الإسلامية وعدم التضليل والتكفير والمقاطعة والتدابر والتعصب المقيت، شاء من شاء وأبى من أبى.
ولا نود ممن تعلم المنطق والعقلانيات إلا أن يكون عاقلاً غير متشنج ولا متزمت أو متعصب أو حاقد، فمن درس المنطق وظن أن عقله وذهنه صار معصوما من الغلط والخلل فقد أخطأ، لأن (كل ابن آدم خطاء) والقضايا التي يطرقونها ويظنون أنها قضايا برهانية هي في الحقيقة جدلية وليست قطعية، فعلام التباغض والتحاسد والتنافر والتدابر ؟!
وبعض الناس من طلبة العلم يسلكون طريقة الإنشاء العاطفي وهم يزعمون أنهم متكلمون برهانيون، يقولون لفيما بينهم: دعونا نشوش ونهوش على من نبغضهم طالما أن العامة لا يفهمون المسائل ولا القضايا العلمية ولا يقرأون وخاصة في مجتمعنا!
دعونا نتهم فلاناً: بأنه يقول بخلق القرآن!
مع أنهم يقولون هم بذلك!
وأئمة الأشعرية تقول بذلك ما خلا من اتبع الحنبلية منهم...!!
والعامة لا يميزون بما عبأتهم الوهابية الحنبلية في مسألة خلق القرآن ومعاوية بن أبي سفيان..... الخ فيستشنعون ذلك.
ولن يصح إلا الصحيح.......!!
وقد وصف حال هؤلاء الإمام الغزالي رحمه الله تعالى الذي صرح السبكي بأن له ولشيخه ـ كما قدمنا ـ مذهباً في الكسب والاختيار يدنو كل الدنو من الاعتزال... وهو القائل بأن من ظن أن حد الكفر مفارقة مذهب الأشعري أو المعتزلي أو الحنبلي فهو غر بليد قد قيده التقليد!!
لقد وصف حالهم هؤلاء الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في "الاقتصاد في الاعتقاد" ص (52) حيث يقول في القطب الثالث في الغلطة الثالثة:
[وأما اتباع العقل الصرف فلا يقوى عليه إلا أولياء الله تعالى الذين أراهم الله الحق حقاً وقواهم على اتباعه، وإن أردت أن تجرب هذا في الاعتقادات فأورد على فهم العامي المعتزلي مسألة معقولة جلية فيسارع إلى قبولها، فلو قلت له إنه مذهب الأشعري.. لنفر وامتنع عن القبول وانقلب مكذباً بعين ما صدق به مهما كان سيء الظن بالأشعري، إذ كان قبح ذلك في نفسه منذ الصبا. وكذلك تقرر أمراً معقولاً عند العامي الأشعري ثم تقول له إن هذا قول المعتزلي فينفر عن قبوله بعد التصديق ويعود إلي التكذيب. ولســــت أقول هذا طبع العوام بـــــل طبــــــع أكثــــــر مــــن رأيتــــــه مــــن المتوسميــــــن باســــم العلــــم؛ فإنهـــــم لـــــم يفارقــــوا العـــــوام فـــــي أصـــل التقليــــد بل أضافوا إلى تقليد المذهب تقليد الدليل فهم في نظرهم لا يطلبون الحق بل يطلبون طريق الحيلة في نصرة ما اعتقدوه حقاً بالسماع والتقليد، فإن صادفوا في نظرهم ما يؤكد عقائدهم قالوا قد ظفرنا بالدليل، وإن ظهر لهم ما يضعف مذهبهم قالوا قد عرضت لنا شبهة، فيضعون الاعتقاد المتلقف بالتقليد أصلاً وينبزون بالشبهة كل ما يخالفه، وبالدليل كل ما يوافقه، وإنما الحق ضده؛ وهو أن لا يعتقد شيئاً أصلاً وينظر إلى الدليل ويسمي مقتضاه حقاً ونقيضه باطلاً وكل ذلك منشؤه الاستحسان والاستقباح بتقديم الألفة والتخلق بأخلاق منذ الصبا. فإذا وقفت على هذه المثارات سهل عليك دفع الاشكالات].
أفادني بهذا النص للإمام الغزالي أحد إخوتنا وأحبابنا الأشاعرة اليوم.
فليتدبر وليتأمل ذلك المنصفون!
أرجو من الإخوة في مشارق الأرض ومغاربها من المتواصلين معنا أو المطلعين على هذه المقالات أن يشاركوا ويساهموا في كلمة حق لنبذ التعصب للإحن والمحن ونشر المحبة والقول بكلمة الحق والتصدي لمن لا يريد الحق ويصر على التعصب.
............... يتبع