المجاز وتناقض ابن تيمية فيه:

[cisayman3]

زعم ابن تيمية في كتابه (الإيمان) أن المجاز بدعة لم يقل بها أحد من السلف وكان قبل ذلك بصفحات في نفس الكتاب اعترف بأن إمامه أحمد بن حنبل وغيره ممن هو أقدم من أحمد بن حنبل ذكر المجاز فتم بذلك تناقض ابن تيمية وإليكم ذلك موثقاً:
قال في كتاب (الإيمان) ص (109) أثناء كلام:
[فلا مجاز في القرآن، بل وتقسيم اللغة إلى حقيقة ومجاز تقسيم مبتدع محدث لم ينطق به السلف، والخلف فيه على قولين، وليس النزاع فيه لفظياً ؛ بل يقال: نفس هذا التقسيم باطل لا يتميز هذا عن هذا، ولهذا كان ما يذكرونه من الفروق تبين أنها فروق باطلة].
وقد اعترف قبل هذا في نفس الكتاب أن أحمد بن حنبل ذكر المجاز وقبله أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه (المجاز) وذلك قبل هذا بنحو (15) صفحة إذ قال ص (84):
[وكذلك سائر الأئمة لم يوجد لفظ المجاز في كلام أحد منهم إلا في كلام أحمد بن حنبل...]!!
ونقل قبل ذلك بأسطر أن [أول من عرف أنه تكلَّم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه]!!
ولم يذكر ابن تيمية اسم كتابه ههنا لئلا يفتضح!! واسم كتابه (مجاز القرآن) ولد سنة (110) هجرية وتوفي سنة 220 من الهجرة.
ومما يجب أن يرجع إليه ههنا في الرد على ابن تيمية في هذا الموضوع وبيان تخبطاته فيه كتاب (ابن تيمية ليس سلفياً) للعالم الفاضل منصور محمد محمد عويس الأزهري.
ثم رأيت ابن تيمية يثبت المجاز في الرد على البكري (2/708) حيث يقول:
[وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يكذب إبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم قط إلا ثلاث كذبات الحديث مع أن الثلاث وجه المجاز فيها ظاهر صحيح قوله إنه سقيم باعتبار الاستقبال ولا بد لكل بشر أن يسقم غالبا ولو بمقدمات الموت مع جواز إطلاعه على ذلك أو بتأويل القائلية وقوله بل فعله كبيرهم هذا وجه المجاز أنه سبب للتكسير الذي وقع لما فيه من التصوير المنكر أو هو تهكُّم يؤيده قوله فاسألوهم].
قال ابن تيمية في درء التعارض (5/14):
[ وأما قوله يد الله فوق أيديهم وقوله ما فرطت في جنب الله فهو موضع الاستعارة والمجاز والتوسع في الكلام ولا يشك في ذلك اثنان من فصحاء العرب].
....... فتأملوا