نماذج من تمسك محدثي السلف بالأحاديث الباطلة المنكرة على طريقة من يدعون التفويض والسكوت عنها ووجوب الإيمان بها ...

القواعد والأصول العقائدية
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

نماذج من تمسك محدثي السلف بالأحاديث الباطلة المنكرة على طريقة من يدعون التفويض والسكوت عنها ووجوب الإيمان بها ...

مشاركة بواسطة cisayman3 »

نماذج من تمسك محدثي السلف بالأحاديث الباطلة المنكرة على طريقة من يدعون التفويض والسكوت عنها ووجوب الإيمان بها وهذا مما ينقل الإنسان خطوةً خطوة نحو التشبيه والتجسيم:


إننا نجد مثلاً أحمد بن حنبل يقول عن حديث الإقعاد بأنه مُتَلَقٍ عند العلماء بالقبول!! فقد نقل الذهبي في كتاب ((العلو)) ص (444) بتحقيق العبد الفقير أثر مجاهد في تفسير المقام المحمود بالإقعاد على العرش، ثم قال: [فممن أفتى في ذلك العصر بأنَّ هذا الأثر يُسَلَّم ولا يُعَارَض أبو داود السجستاني صاحب السنن، وإبراهيم الحربي وخلق، بحيث أنَّ ابن الإمام أحمد قال عقيب قول مجاهد: أنا منكر على كل من ردَّ هذا الحديث، وهو عندي رجل سوء متهم، سمعته من جماعة وما رأيت محدّثاً ينكره وعندنا إنما ينكــره الجهمية، وقد حدثنا هارون بن معروف، نا محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد في قوله { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} الإسراء: 79، قال: يُقْعِده على العرش، فحدَّثتُ به أبي رحمه الله فقال: لم يُقدر لي أن أسمعه من ابن فضيل، بحيث أن المروذي روى حكاية بنزول عن إبراهيم بن عرفة، سمعتُ ابن عمير يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هذا قد تلقته العلماء بالقبول(1)].
وروى أحمد في مسنده جملة من الأحاديث المنكرة المستبشعة، ومنها حديث فيه أن الله تعالى بعد النفخة الأولى يطوف في الأرض، ولفظه: ((فأصبح ربك يطيف في الأرض وخلت عليه البلاد))(2).
وحديثٌ منكر في الشفاعة فيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة يأتي إلى الله تعالى ليشفع للناس فيجده جالساً على سريره أو كرسيه، ولفظ الحديث: ((فآتي ربي على كرسيه أو سريره))(3)، وأشباه هذه الطامات كثيرة!
ومنها أثر أن الكرسي موضع القدمين(4)، الذي يريد بعض محدثي السلف أن نؤمن به على ظاهره وأن لا نُفَسِّره! وبعض المحدثين من السلف ينقلون عن أسلافهم ومن سبقهم من مشايخهم العجائب، من ذلك ما روى الدوري وغيره في ((تاريخ ابن معين)) (3/520) قال:
[سمعت يحيى يقول: شهدت زكريا بن عدي سأل وكيعاً فقال: يا أبا سفيان هذه الأحاديث يعنى مثل حديث ((الكرسي موضع القدمين)) ونحو هذا؟ فقال وكيع: أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعر يحدِّثون بهذه الأحاديث ولا يُفَسِّرون بشيء](5)!!
وروى الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (10/505) بسنده عن العباس الدوري قال:
[سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاَّم وذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية، والكرسي موضع القدمين(6)، وضحك ربنا، وأين كان ربنا ؟(7)، فقال: هذه أحاديث صحاح(8) حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض وهي عندنا حق لا نشك فيها(9) ولكن إذا قيل كيف يضحك وكيف وضع قدمه قلنا لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يُفَسِّرُه(10). أقول(11): قد فسَّر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم وما أبقوا ممكناً، وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلاً(12)، وهي أهم الدين فلو كان تأويلها سائغاً أو حتماً لبادروا إليه(13) ؛ فعلم قطعاً أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحق لا تفسير لها غير ذلك(14)، فنؤمن بذلك ونسكت اقتداء بالسلف، معتقدين أنها صفات لله تعالى(15)].
انتهى كلام الذهبي المراد نقله.
نسأل الله تعالى العافية والسلامة، وهذا كلام مردود على الذهبي كما تقدَم وكما بَيَّنْتُ ذلك في ((إعلام الثقلين بخرافة الكرسي موضع القدمين)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي السفلية وهي مهمة جداً:
(1) قال الحافظ ابن عبد البر في ((التمهيد)) (19/64): [وقد روي عن مجاهد أن المقام المحمود أن يقعده معه يوم القيامة على العرش، وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية، والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين أن المقام المحمود هو المقام الذي يشفع فيه لأمته، وقد روي عن مجاهد مثل ما عليه الجماعة من ذلك فصار إجماعاً في تأويل الآية من أهل العلم بالكتاب والسنة]، ومع اعتبار أحمد بن حنبل أن القول بالإقعاد تلقته العلماء بالقبول يصرِّح الألباني في سلسلته الضعيفة (2/255/الحديث رقم865) بأن حديث الجلوس والإقعاد هذا حديث باطل ثم يقول: [ومن العجائب التي يقف العقل تجاهها حائراً أن يفتي بعض العلماء من المتقدمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي عن غير واحد منهم ..]. ومن ذلك ينبغي أن نعلم بأن التفويض والقول بالظواهر مذهب باطل مردود يفيد الحيرة فيجعل عقل الألباني يقف حائراً وهو أحد زعماء السلفيين وهذا الفكر! ويؤدي إلى التشبيه والتجسيم!
(2) رواه أحمد في المسند (4/13).
(3) رواه أحمد (1/296) وهو في المسند المخرج بإشراف شعيب (4/429).
(4) الذي رواه عبدالله بن أحمد بن حنبل في كتابه ((السنة)) (1/303) و (2/454) عن أبيه!
(5) وهو في ((الأسماء والصفات)) للبيهقي ص (355)، مع أن كل هؤلاء نقل عنهم التأويل أو نقلوه عن مشايخهم.
(6) (الكرسي موضع القدمين) ليس حديثاً صحيحاً بل هو موضوع مكذوب، وقد حكم عليه الألباني في ((ضعيفته)) (2/306/906) كما قدمنا بأنه: ((ضعيف))، وكان الواجب عليه أن يحكم عليه بأنه باطل موضوع.
(7) إسناده ضعيف والحديث موضوع جزماً!! فقد رواه أحمد في ((المسند)) (4/11) والترمذي (5/288/3109) وابن ماجه (1/64/182) والطبراني في الكبير (19/207/468) وفي السند وكيع بن عُدُس ولم يوثقه إلا ابن حبان ولم يروِ عنه إلا يعلى بن عطاء ؛ ثمَّ إنَّ الترمذيَّ نقل في سننه عقبه تأويل الحديث عن يزيد بن هارون فقال: ((قال يزيد بن هارون: العماء أي ليس معه شيء)). وأوَّلَه الحافظ ابن حبان عند روايته له في صحيحه ووهَّم حماد بن سلمة فقال هناك: ((وَهِمَ في هذه اللفظة حماد بن سلمة من حيث في (غمام) إنما هو (في عماء) يريد به: أنَّ الخلق لا يعرفون خالقهم من حيث هم، إذ كان ولا زمان ولا مكان، ومَنْ لم يعرف له زمان ولا مكان ولا شيء معه لأنه خالقها كان معرفة الخلق إياه كأنه كان في عماء عن علم الخلق، لا أنَّ الله كان في عماء، إذ هذا الوصف شبيه بأوصاف المخلوقين)). وقد ضعَّف الحديث الألباني في تخريجه لسنة ابن أبي عاصم حديث رقم (612) وفي ضعيف الترمذي ص (382) حديث رقم (602) وفي ضعيف ابن ماجه برقم (32)، وقال في ((مختصر العلو)) ص (186) تعليق 193: [وقال: رواه الترمذي وابن ماجه وإسناده حسن! كذا قال وهو مردود لما ذكرنا فتنبَّه.]! قلت: وقد تقدّم الكلام في التعليق على كتاب ((دفع شبه التشبيه)) ص (190) على حماد بن سلمة والرد على من قال بتقليد أعمـى: (مَنْ سمعتموه يتكلَّم في حماد فاتهموه)، وبينا أنَّ هذه إحدى الخرافات الباطلة!!
(8) هذه الأحاديث ليست بالصحاح وبعضها ليست بأحاديث أصلاً!!
(9) عقلاء أهل الحديث والفقهاء أولوها وردوا غير الثابت منها! فهذه فرية حنبلية!
(10) لقد امتلأت كتب التفاسير السلفية والخلفية وكتب السنن والأحاديث بتأويلات وتفسيرات السلف لهذه الأمور!
(11) القائل هنا الذهبي فانتبه لذلك!
(12) هذا الكلام مردود على الذهبي جملة وتفصيلاً! ولم يتذكَّر ساعتئذ أن ابن عباس تأول الساق بالشدة والنسيان بالترك والكرسي بالعلم! وكذلك من نقل تأويلاتهم الحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره ومن نقلنا تأويلاتهم في مقدمة ((دفع شبه التشبيه)) و
((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) وغيرهم!
(13) لقد بادروا إليه فيما نقله ابن جرير وغيره ونقلناه عنهم في الكتب المذكورة! وكتب التفاسير مليئة بذلك!
(14) هذا يقتضي الأخذ بظواهر الألفاظ وهو رأي باطل مردود ظاهر الفساد! لأن ابن عباس وغيره من السلف والخلف لم يمروها هكذا بل تعرضوا لتأويلها وتفسيرها وبيان
معانيها!
(15) إذا كان المطلوب هو السكوت كما يدَّعي فلا يجوز أن يقول بعد ذلك بأنه يجب الاعتقاد بأن من صفات الله تعالى أن الكرسي موضع قدميه! تعالى الله عما يقولون وسبحانه عما يصفون!

____________(تعليقات مفيدة)____________
جزاك الله كل خيرٍ شيخَنا العلَّامة.
وقَدْ قرَأتُ للسّيِّد العالِم محمُود أبي ريَّة في كتابه أضواءٌ على السنّة، رأيَهُ في مسْأَلَة إجْلاس وإقعَاد النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ سلَّم) على العرشِ، فقَال:
[ومن المسيحيَّات التي تدسَّستْ إلَى الإسْلَام مَا ذَكَرُوه مِنْ إِقْعَاد النبيَّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ سلَّم) على العرش! ذلكَ أنَّهمْ لمَّا رأوْا أنَّ مِنْ عَقائِدِ المَسِيحيِّينَ أنَّ عيسَى عَلَيْه السَّلام يَقْعد بِجوَار الله عَلَى العرْش، عزَّ عَليْهم ألَّا يَقْعُدَ مُحَمَّد (صلَّى الله عليه وآلِهِ سلَّم) هُوَ الآخَر عَلى العَرْشِ، فرَوَوْا هَذَا الخَبَرَ الذي نَنْقُلُه لكَ بِنَصِّه عَنْ كِتاب بدائع الفوائد لابن القيم ص 39 و40 ج 4......إلخ]
وقالَ:
[يَعْتقَدُ المسِيحيُّونَ أنَّ المَسِيحَ عَلَيْهِ السَّلَام قَدِ ارْتَفعَ بجسْمِهِ بَعْدَ صَلْبِهِ وَأَنَّهُ يَجْلِسُ هُنَاكَ مَعَ أَبيهِ. وَعِنْدَ الكَاثُولِيكِيَّة الرُّومَانِيَّة عَقيدةٌ جوْهَريَّة تَقْضِي بِأَنَّ أُمَّهُ مَرْيَمَ العَذْرَاءَ قَدِ ارْتَفَعتْ هِيَ الأُخْرَى بِجَسَدِهَا إِلَى السَّماءِ وَأنَّها لَمْ تَمُتْ. وَمُنذُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنة انْعَقَدَ مجْمعٌ دِينيٌّ مُقَدَّسٌ بِرِيَاسَةِ البَابَا بيُوسْ الثَّاني عَشَرَ بمَيْدَانِ القِدِّيسِ بُطْرُس اشتَرَك فيه 35 كردينالا ونحو 500 بَطْرَيرك مِنْ جَمِيعِ أَنْحَاء العَالَم واحْتَشَدَ لَهُ مِلْيُون مِسِيحيٍّ وقرَّر هَذَا المجْمَعُ هَذِهِ العَقِيدَة الدِّيِنيَّة، وَقَال إِنَّها لَا تَقْبَل الجَدَلَ أوْ المُنَاقَشَةَ وَمن يُنَاقِشُهَا أوْ يَشُكُّ فِيهَا يُعْتَبَرُ مِنْ وِجْهَةِ نَظَرِ الكَنِيسَةِ الكَاثُولِيكِيَّة مُلْحِدًا أوْ كَافِرًا (يراجع جريدة الوفد المصري في 31 / 10، و1 و2 و3 / 11 / 1950) والأقْباطُ المِصْرِيُّونَ جَمِيعًا يُؤْمنُونَ بهذِهِ العَقيدَةِ وَتَحْتَفِلُ كُلُّ طَوَائفهِمْ في يوم 16 مسرى مِنْ كُلِّ سنَةٍ بُعَيْدَ انْتِقَالِ السَّيِّدَة مَرْيَمَ بجَسَدِهَا إلَى السَّمَاء، وَيُطْلِقُون عَلَى هَذَا الاحْتِفَالِ اسْمَ " عيد العذراء الكبير "، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَى هَذِهِ العَقِيدَةِ أوْ يُمَارِيَ فِيهَا إذْ مَا دَامَ المسِيحُ عليه السلام قَدِ ارْتَفَعَ إلَى السَّماءِ (وَجَلَسَ بجِوَارِ أبيهِ) فَإِنَّه لَا مَانِعَ مِنْ أَنْ تَصْعَدَ إليهِ أُمُّه مِنْ بَعْدِهِ لِتُقِيمَ وَإِيَّاهُ مَع الله في السَّمَاءِ وَيَحْيَوْنَ جَمِيعًا حَيَاةً طَيِّبَةً فِي هَنَاءٍ وَصَفَاءٍ!]
------------------------
وَوَجَدْتُ بعدَ بحْثِ بسيطٍ:
1- قوْلاً للمَسيحِ عليه السلام، على زَعْمِهِمْ، في متى (26: 64):
*[من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا على سحاب السماء]
2- قولاً لِـ القِدِّيس استِفَانوس عندَما كانوا يَرْجُمُونَهُ، في في سفر الأعمال (7: 56):
*[ها أنا أرى السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله]
3- قولاً لِـ القدِّيس الإنجيلي في مرقس (16: 19):
*[ثم إن الربَّ بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وَجلسَ عن يمين الله]
4- قولاً لِـ القديس بولس في الرِّسالة إلى العبرانيين (1: 2، 3):
*[بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس عن يمينِ العظمة في الأعالي]
و أيضاً في (1: 13):
*[ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الملائكة قال قطُّ: اجلس عن يمينِي، حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك]
وهيَ منقولة بنصِّها من المزمور (110: 1) في العهدِ القديم، إذْ جاءَ فيه:
*[قال الربُّ لربِّي: اجلس عن يمينِي، حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك]
5- ما جاء في لوقا (9: 26):
*[فبهذا يستحي ابنُ الإنسان متى جاء في مجده ومجد الآب والملائكة القدِّيسين]
------------------
فتَتَّضِحُ بهذه النُّقول أصولُ هذه القصَّة المسيحيَّة مصداقاً لما ذكره العلَّامة أبو رية رحمة الله عليه.
أضف رد جديد

العودة إلى ”القواعد والأصول العقائدية“