ممارسة السلفيين الأكل قبل أذان المغرب وبعد أذان الصبح والرد عليهم:

مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
أضف رد جديد
cisayman3
مشاركات: 300
اشترك في: السبت نوفمبر 11, 2023 8:00 pm

ممارسة السلفيين الأكل قبل أذان المغرب وبعد أذان الصبح والرد عليهم:

مشاركة بواسطة cisayman3 »

اعلم يرحمك الله تعالى أن المنقول عن هؤلاء القوم الذين يدَّعون الانتساب للسلفية وما يشاهد منهم في جهات وأماكن متعددة وما نص عليه شيخهم الألباني أنهم:
يأكلون قبل أذان المغرب الذي يعرفه المسلمون بغياب الشمس في الأفق في هذا العصر أي قبل الوقت المدون في التقاويم (الروزنامات) التي ضبطها المراقبون لأوقات الصلوات!
فهم يرون أنه إذا غابت الشمس وراء الجبل وإن لم تغب في الأفق ولم يأت الليل الحقيقي فإنه يجوز للإنسان أن يفطر!
ومن المعلوم أن الشمس قد تغيب في أسفل المدينة قبل بساعتين من غيابها من على رأس الجبل!
والمصيبة الكبرى أيضاً أنهم يتسحرون ويأكلون بعد الأذان الثاني وهو الأذان المقارن لطلوع الفجر الصادق عند المسلمين ويزعمون بأن الفجر بقي له نحو (30) دقيقة! لأنهم لا يعتبرون طلوع الفجر إلا إذا رأوا ضوءه بأعينهم من البيوت والمساجد المضاءة بالكهرباء!
علماً بأن خيط الفجر وأوائل بزوغ الصبح لا يمكن أن يرى إلا بعيداً عن الكهرباء في الظلمة الشديدة لأن الأضواء تحجب إدراك أوائل بزوغ الفجر كما أن الأضواء أيضاً تمنع العين عن إدراك كثير من النجوم التي لا تدركها العين المجردة إلا في الأماكن المظلمة كالصحراء البعيدة عن أنوار الكهرباء! والعيون واحدة! فتدرك هنا ما لا تدركه هناك!
والداهية العظيمة أيضاً أن هؤلاء المتمسلفين يقولون بأنه إذا طلع الفجر على الإنسان وهو يشرب فإنه يُتِمُّ شرابه ولا يتوقف عنه وإذا كانت اللقمة في فم الإنسان يتم بلعها(1)!!
الأدلة الشرعية في القرآن والسنة الصحيحة
على أن وقت المغرب يبدأ أول الليل عندما تغيب الشمس في الأفق
الأفق عند الفلكيين بالنسبة للغروب هو (90) درجة لجهة الغرب من العمود القائم على الأرض طبقاً لميزان الماء المستعمل في البناء، وفي الشرع كذلك وسيأتي.
اعلموا يرحمكم الله تعالى أن الله عز وجل ربط الصيام بالليل ولم يذكر الشمس علامة له فقال تعالى في كتابه العزيز { ثم أتموا الصيام إلى الليل } وهذا هو الأصل.
وروى البخاري (561) ومسلم (636) عن سلمة بن الأكوع قال: ((كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم المغرب إذا توارت بالحجاب)).
قال العلامة السيد الزبيدي في شرح القاموس (1/203) في مادة (حجب):
((وفي حديث الصلاة (حين توارت بالحجاب)، الحجاب هنا الأفق، يريد حين غابت الشمس في الأفق واستترت به، ومنه قوله تعالى { حتى توارت بالحجاب }(2))).
وعن أبي بَصْرَة الغِفَاري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمُخَمَّص فقال: ((إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها فمن حافظ عليها كان له أجر مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم))(3) رواه مسلم (830).
- وقال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (2/42) عند شرح حديث (560): ((كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي... المغرب إذا وجبت)) ما نصه: ((ولا يخفى أن محله ما إذا كان لا يحول بين رؤيتها غاربة وبين الرائي حائل(4) والله أعلم)). وقال الشوكاني(5) في ((نيل الأوطار)) (1/402-403):
[وقد اختلف العلماء بعد اتفاقهم على أن أول وقت المغرب غروب الشمس في العلامة التي يعرف بها الغروب، فقيل بسقوط قرص الشمس بكماله وهذا إنما يتم في الصحراء، وأما في العمران فلا، وقيل برؤية الكوكب الليلي(6) وبه قالت القاسمية، واحتجوا بقوله ((حتى يطلع الشاهد)) والشاهد النجم. أخرجه مسلم والنسائي من حديث أبي بصرة، وقيل: بل بالإظلام وإليه ذهب زيد بن علي وأبو حنيفة والشافعي وأحمد بن عيسى وعبد الله بن موسى والإمام يحيى، لحديث: ((إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم)) متفق عليه].
حديث ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم)) رواه البخاري (1954) ومسلم (1100).
هذا الحديث يحتج به المتمسلفون وهو ضدهم وحجة عليهم وهو موافق لقول الله تعالى { ثم أتموا الصيام إلى الليل } والليل لا يتحقق إلا بمغيب الشمس في الأفق وليس وراء أي جبل كما يتخيل ويتوهم الألباني!! فإذا توارت الشمس في الحجاب وتحققنا غروبها في الأفق عندها جاز للصائم أن يفطر.
وكل حديث في الصحيحين أو غيرهما خالف ظاهره هذه الآية الكريمة ضربنا به عُرْضَ الحائط! لأن الآحاد إذا عارض المقطوع به سقط ولا عبرة به.
ولذلك قال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (4/196):
((قوله (إذا أقبل الليل من ههنا) أي من جهة المشرق كما في الحديث الذي يليه، والمراد به وجود الظلمة حساً..... (وغربت الشمس) إشارة إلى اشتراط تحقق الإقبال والإدبار وأنهما بواسطة غروب الشمس لا
بسبب آخر.... وإنما ذكر الإقبال والإدبار معاً لإمكان وجود أحدهما مع عدم تحقق الغروب، قاله القاضي عياض)).
قلت: والحديث صريح في أنه إذا غربت الشمس ولم يقبل الليل ولم يدبر النهار لم يفطر الصائم لأن هذه شروط مذكورة في الحديث والأصل فيها قول الله تعالى { وأتموا الصيام إلى الليل }! فمن التهور البالغ ذروته والسعي لإبطال عبادة المسلمين ما سعى إليه الألباني المتناقض من زعمه أن الذي في أسفل المدينة يفطر قبل الذي بأعلاها: قال الألباني المتناقض في صحيحته (6/653) عند الكلام على حديث رقم (2780) ((كنا إذا كنا مع النبي في سفر...)): [وقد أصبح هؤلاء ـ المؤذنون ـ في هذا الزمن أندر من الكبريت الأحمر فقلَّ منهم من يؤذن على التوقيت الشرعي، بل جمهورهم يؤذنون على التوقيت الفلكي المسطر على التقاويم و (الروزنامات) وهو غير صحيح لمخالفته للواقع، وفي هذا اليوم مثلاً (السبت 20 محرم سنة 1406) طلعت الشمس من على قمة الجبل في الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة، وفي تقويم وزارة الأوقاف أنها تطلع في الساعة الخامسة والدقيقة الثالثة والثلاثين! هذا وأنا على (جبل هملان) فما بالك بالنسبة للذين هم في (وسط عمان) ؟ لا شك أنه يتأخر طلوعها عنهم أكثر من طلوعها على (هملان) ومع الأسف فإنهم يؤذنون للفجر هنا قبل الوقت بفرق يتراوح ما بين عشرين دقيقة إلى ثلاثين، وبناء عليه ففي بعض المساجد يصلون الفجر ثم يخرجون من المسجد ولما يطلع الفجر بعد. ولقد عمَّت هذه المصيبة كثيراً من البلاد الإسلامية كالكويت والمغرب والطائف وغيرها، ويؤذنون هنا للمغرب بعد غروب الشمس بفرق 5 - 10 دقائق. ولما اعتمرت في رمضان السنة الماضية صعدت في المدينة إلى الطابق الأعلى من البناية التي كنت زرت فيها أحد إخواننا لمراقبة غروب الشمس وأنا صائم، فما أذَّن إلا بعد غروبها بِـ (13 دقيقة)! وأما في جدة فقد صعدت بناية هناك يسكن في شقة منها صهر لي، فما كادت الشمس أن تغرب إلا وسمعت الأذان، فحمدت الله على ذلك].
أقول لهذا الألمعي: لم يأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كانوا في بلدة واحدة كمكة الواقعة في بطن وادٍ ضمن جبال ولا في المدينة المنورة أن يمتثلوا في الصبح والمغرب وهم في المدينة إلا للمؤذنين في مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم ((إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم))(7) وليس بإمكان الناس جميعاً أن يراقبوا الأوقات لذلك وجدت هذه التقاويم (والروزنامات) لضبط أوقات العبادات التي من أهمها الصلوات، ولم يبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الذي غابت عليه الشمس وراء الجبل ولم تغب في الحقيقة في الأفق ولم تتوارى في الحجاب أنه يجوز بل يجب عليه أن يفطر ولم يبين لأهل مكة أن الذي في أسفلها يفطر قبل الذي يسكن في أعلاها!
ولذلك فالمتناقض الألباني عندما رأى غياب الشمس في جدة وافق ذلك التقويم لأن جدة تقع على البحر ويتبين غروبها هنالك على جهة البحر حيث لا جبال فيكون غروباً حقيقياً في الأفق فهي تتوارى في الحجاب!
وفي غير تلك المدينة من المدن الأخرى التي لا يكون في جهة مغربها بحر مستوٍ يتبين من خلاله تواري الشمس في الحجاب تغيب الشمس عن العين وفي الحقيقة تكون غير متوارية في الأفق أو في الحجاب، وقد حصل هذا معي وجربته حيث كنت أسير في السيارة وأنا أنظر إلى جهة الغرب فغاب قرصها فظننت أنها قد غربت، وبعد أن سرت قليلاً انكشفت لي وبقيت نحو عشرة دقائق حتى غابت وغربت من ذلك المكان الآخر.
وكل هذا مما يبين لنا أن الواجب غروبها الحقيقي في الأفق الذي هو تواريها في الحجاب وهو ما تقرر في القرآن الكريم من قوله تعالى { حتى توارت في الحجاب } وقوله تعالى { وأتموا الصيام إلى الليل } فربطه هنا بالليل ولم يربطه أو يعلقه بالشمس.
وكل ذلك غفل عنه عقل الألباني المتناقض! واتبع شيئاً فأخطأ وغابت عنه
أشياء!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي السفلية:
(1) انظر تصحيح الألباني في سلسلته الصحيحة! (3/381/1394) للحديث الباطل: ((إذا سمع أحدكم النداء والإناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه)) وسيأتي مع بيان تخريجه وبيان ضعف إسناده وبطلان متنه.
وانظر كتاب ((صفة صوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان)) لسليم الهلالي وعلي الحلبي ص (38) من الطبعة السابعة مكتبة الفرقان.
والكتاب المتهافت ((إرشاد الساري إلى عبادة الباري)) قسم الصيام لصاحب الإنشائيات الفارغة ص (44).
(2) وللأسف الكبير انشغل المفسرون في تفسير هذه الآية بأمور تتعلق بالاختلاف في الخيل والشمس ولم يبينوا معنى الحجاب.
(3) رواه أبو يعلى في مسنده (13/164) وأحمد (6/396-397) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/153) وابن حبان في صحيحه (1449و1462) والنسائي (1/259-260) وأبو عوانة (1/359) وغيرهم وهو حديث صحيح.
(4) والحائل قد يكون جبل أو بناء كعمارة أو غير ذلك.
(5) الشوكاني لا قيمة له عندنا وإنما ذكرت كلامه لأن المتمسلفين يعتمدون على كلامه ويعوِّلون عليه.
(6) ما تحته خط كلام جيد وحسن جداً.
(7) البخاري (617) ومسلم (1092).
,,,,,,,,,,,,, يتبع
أضف رد جديد

العودة إلى ”مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم“