تفنيد مرتكزات فكر العنف والتطرف (5): تكملة بيان الأحاديث التي احتج بها القتلة التكفيريون:
مرسل: الأحد أكتوبر 29, 2023 9:10 am
وقبل أن أذكر الحديث الخامس في هذا الأمر أقول:
كتب بعض المعلقين -الذين لم يفهموا أن المقصود تفنيد احتجاجات القتلة التكفيريين على ما يفعلونه من تكفير المسلمين (الذين يشهدون أن لا إله إلا الله ..) من جميع الفرق والمذاهب واستباحة دمائهم وغير ذلك مما هو معروف عنهم!- في معرض الرد على ما سقناه من حقائق علمية آيات فيها ذكر الجهاد وكأننا ننكر الجهاد وما ورد فيه من آيات وأحاديث صحيحة! ولم ينتبهوا إلى أن أعظم ما ننكره هو قتل المؤمن وتكفيره ورمي المسلمين بالكفر والشرك والابتداع والضلال! كما ننكر عليهم هدم قبور الأنبياء والصحابة رضي الله عنهم والعلماء والصلحاء والأئمة والأولياء! وكلامنا هنا في هذا المهيع!
فهؤلاء كفروا واستباحوا أرواح ودماء المسلمين فضلاً عن الكفار وسائر البشر من كافة الأديان والملل والنحل! ولم يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة!
فمن أورد علينا آيات الجهاد قلنا له أوردتها في غير ما نحن بصدده وأيدت آراء هؤلاء القتلة التكفيريين وأنت تشعر أو لا تشعر! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
فهل الجهاد هو ضد المسلمين والمؤمنين؟!
وأعود لما نحن بصدده فنقول وبالله تعالى التوفيق:
5- حديث تسوية القبور وهدمها:
عن أبي الهيَّاج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته).
وفي رواية قال: (ولا صورة إلا طمستها).
رواه مسلم (969) .
والجواب عليه : أن أبا الهياج الأسدي لا يُعرَف إلا بهذا الحديث وليس له في الدنيا إلا هذا الحديث الغريب، وهو حديث غير صحيح من ناحية الصناعة الإسنادية كما سيأتي، بالإضافة إلى كون هذا الحديث معارضاً لقوله تعالى:
{قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً} الكهف:21،
وقوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} البقرة:125.
كما أنه معارض لفعل الصحابة والسلف الصالح وإجماع الأمة على احترام قبور المسلمين وعدم هدمها وتفجيرها وتكسيرها. فقد اتفق الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وجميع السلف الصالح والعلماء والأولياء والمؤمنين في هذه الأمة على دفن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في بيت السيدة عائشة وهو بنيان، ثم اتفاقهم على إدخال هذا البناء في مسجده صلى الله عليه وآله وسلم زمن التابعين، ورضي المؤمنون بذلك طوال هذه القرون وهو دليل على أن هذه هي شريعة الإسلام . هذا بالإضافة إلى الأحاديث الكثيرة الواردة في استحباب زيارة القبور(1).
أما بالنسبة لناحية الصناعة الحديثية: فالحديث أيضاً معلل شاذ مردود. ذكره الدارقطني في كتاب "العلل" (4/173و177و181و182) وذكره القاضي أبو طالب في علل الترمذي (1/149) وفي إسناده حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعنه، وهو مضطرب الإسناد كما بينه الدارقطني في العلل، وذكره ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (2/407) وذكر هذا الحديث هناك في ترجمته على أنه مما يستنكر من حديثه.
والله تعالى أعلم.
كتب بعض المعلقين -الذين لم يفهموا أن المقصود تفنيد احتجاجات القتلة التكفيريين على ما يفعلونه من تكفير المسلمين (الذين يشهدون أن لا إله إلا الله ..) من جميع الفرق والمذاهب واستباحة دمائهم وغير ذلك مما هو معروف عنهم!- في معرض الرد على ما سقناه من حقائق علمية آيات فيها ذكر الجهاد وكأننا ننكر الجهاد وما ورد فيه من آيات وأحاديث صحيحة! ولم ينتبهوا إلى أن أعظم ما ننكره هو قتل المؤمن وتكفيره ورمي المسلمين بالكفر والشرك والابتداع والضلال! كما ننكر عليهم هدم قبور الأنبياء والصحابة رضي الله عنهم والعلماء والصلحاء والأئمة والأولياء! وكلامنا هنا في هذا المهيع!
فهؤلاء كفروا واستباحوا أرواح ودماء المسلمين فضلاً عن الكفار وسائر البشر من كافة الأديان والملل والنحل! ولم يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة!
فمن أورد علينا آيات الجهاد قلنا له أوردتها في غير ما نحن بصدده وأيدت آراء هؤلاء القتلة التكفيريين وأنت تشعر أو لا تشعر! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
فهل الجهاد هو ضد المسلمين والمؤمنين؟!
وأعود لما نحن بصدده فنقول وبالله تعالى التوفيق:
5- حديث تسوية القبور وهدمها:
عن أبي الهيَّاج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته).
وفي رواية قال: (ولا صورة إلا طمستها).
رواه مسلم (969) .
والجواب عليه : أن أبا الهياج الأسدي لا يُعرَف إلا بهذا الحديث وليس له في الدنيا إلا هذا الحديث الغريب، وهو حديث غير صحيح من ناحية الصناعة الإسنادية كما سيأتي، بالإضافة إلى كون هذا الحديث معارضاً لقوله تعالى:
{قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً} الكهف:21،
وقوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} البقرة:125.
كما أنه معارض لفعل الصحابة والسلف الصالح وإجماع الأمة على احترام قبور المسلمين وعدم هدمها وتفجيرها وتكسيرها. فقد اتفق الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وجميع السلف الصالح والعلماء والأولياء والمؤمنين في هذه الأمة على دفن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في بيت السيدة عائشة وهو بنيان، ثم اتفاقهم على إدخال هذا البناء في مسجده صلى الله عليه وآله وسلم زمن التابعين، ورضي المؤمنون بذلك طوال هذه القرون وهو دليل على أن هذه هي شريعة الإسلام . هذا بالإضافة إلى الأحاديث الكثيرة الواردة في استحباب زيارة القبور(1).
أما بالنسبة لناحية الصناعة الحديثية: فالحديث أيضاً معلل شاذ مردود. ذكره الدارقطني في كتاب "العلل" (4/173و177و181و182) وذكره القاضي أبو طالب في علل الترمذي (1/149) وفي إسناده حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعنه، وهو مضطرب الإسناد كما بينه الدارقطني في العلل، وذكره ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (2/407) وذكر هذا الحديث هناك في ترجمته على أنه مما يستنكر من حديثه.
والله تعالى أعلم.