صفحة 1 من 1

الشيخ ابن عربي ينتقد الأشاعرة:

مرسل: الأحد ديسمبر 24, 2023 5:53 pm
بواسطة cisayman3
ما قاله الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي في الفتوحات يؤيدني في انتقادي للأشعري وللأشعرية غير المنزهين الذين انساقوا وراء الحنابلة:
أما المنزهين فلهم التقدير والاحترام، بالإضافة إلى كونهم غير معصومين، وأن الواجب اتباع الدليل والبرهان.
والقصد هنا أن نبين أن الشيخ ابن عربي رحمه الله تعالى يبين أن الأشاعرة والأشعري أخطأوا في بعض المسائل وأنه يخالفهم في عدة قضايا بل يغلطهم أحيانا وهو من أهل السنة والجماعة عند الجميع!
قال حضرة الشيخ محي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية (34/6):
[ومن هنا تعلم أن صفاته لو كانت زائدة على ذاته كما يقوله المتكلم من الأشاعرة لحكم على الذات ما هو زائد عليها ولا هو عينها وهذه مسألة زلت فيها أقدام كثيرين من العلماء وأضلهم فيها قياس الشاهد على الغائب أو طرد الدلالة شاهد أو غائباً وهذا غاية الغلط].
وقال حضرة الشيخ محي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية (7/1):
[" مسئلة " عجبت من طائفتين كبيرتين الأشاعرة والمجسمة في غلطهم في اللفظ المشترك كيف جعلوه للتشبيه ولا يكون التشبيه إلا بلفظة أمثل أو كاف الصفة بين الأمرين في اللسان وهذا عزيز الوجود في كل ما جعلاه تشبيها من آية أو خبر.
ثم إن الأشاعرة تخيلت أنها لما تأولت قد خرجت من التشبيه وهي ما فارقته إلا أنها انتقلت من التشبيه بالأجسام إلى التشبيه بالمعاني المحدثة المفارقة للنعوت القديمة في الحقيقة].
وقال حضرة الشيخ محي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية (180/4):
[ورأيت أئمة من الأشاعرة على هذه القدم يرون أنهم يعرفون الله كما يعلم نفسه سبحانه من غير مزيد، فهؤلاء مستريحون بجهلهم قد يئسنا من فلاحهم].
وقال حضرة الشيخ محي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية (1/7):
[" مسئلة " دلالة الأشعري في الممكن الأول أنه يجوز تقدمه على زمان وجوده وتأخره عنه والزمان عنده في هذه المسألة مقدر لا موجود فالاختصاص دليل على المخصص فهذه دلالة فاسدة لعدم الزمان فبطل أن يكون هذا دليلاً].
قال حضرة الشيخ محي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية (281/1) في الباب السادس والأربعون:
[العلم بالأشياء علم واحد... والكثر في المعلوم لا في ذاته
والأشعري يرى ويزعم أنه... متعدد في ذاته وصفاته
إن الحقيقة قد أبت ما قاله... ولو أنه من فكره وهباته
الحق أبلج لإخفاء بأنه... متوحد في عينه وسماته].
وقال حضرة الشيخ محي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية (409/4):
[وقوله " لقد خلقنا الإنسان في كبد " والذم العاقب للمدح كقوله " لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم " هذا مدح ثم رددناه أسفل سافلين هذا ذم ويتضمن علم مآل أصحاب الدعاوى التي تعطيها رعونة الأنفس ويتضمن تقرير النعم الحسية والمعنوية ويتضمن التخلق بالاسماء ويتضمن علم القوة التي أعطتها الإنسان وأن لها أثراً وفي ذلك رد على الأشاعرة وتقوية للمعتزلة في إضافة الأفعال إلى المكلفين].
ويبين الشيخ أن الأشاعرة ليسوا متفقين وإن أطلقنا عليهم أشاعرة فيقول الشيخ محي الدين بن عربي في الفتوحات (42/5):
[ثم إنه ما من مذهب إلا وله أئمة يقومون به وهم فيه مختلفون وإن اتصفوا جميعهم مثلاً بالأشاعرة فيذهب أبو المعالي خلاف ما ذهب إليه القاضي ويذهب القاضي إلى مذهب يخالف فيه الأستاذ ويذهب الأستاذ إلى مذهب في مسألة يخالف فيه الشيخ والكل يدعي أنه أشعري].
فليتأمل ذلك أهل الانصاف للخروج من التعصب وتصحيح أقوال وليبتعدوا عن الذب عن المخطئين وتسويغ أخطائهم بتأويلات ممجوجة.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.