سؤال لأحدهم هل يجوز عدم الخوض بالتوحيد والاكتفاء بالصلاة والصيام للنجاة عند الله تعالى؟:

[cisayman3]

كتب لي أحد الإخوة سؤالا هنا لا أدري هل هو جاد فيه أم يريد أن يهون ويحتقر ما نقوم ببيانه وإيضاحه هنا فقال:
السؤال:
شيخنا من أتى الله بصلاة وزكاة وصيام وقيام، وليس في قلبه شيء من هذه العقائد التي فُتن بها أهل الكلام، لا يريد أن يخوض في خلق القرآن أو معاني اليد والساق، هل هلك أم كان من الناجين؟

فأجبته بقولي:
الأصل في أهل الإسلام أن يتعلموا ويفهموا كتاب ربهم، قال تعالى {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا} وقال تعالى {أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعلمون}. والأمر سهل عندما تقرأ قوله تعالى { الرحمن على العرش استوى} تفهم أن المراد: الله تعالى هو المسيطر والمدبر لأمور هذا العالم، و{يد الله فوق أيديهم} قوة الله فوق قوتهم، أو كأنهم بايعوا الله تعالى. و{يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله} أي يا حسرتا على ما فرطت في أوامر الله. و{يوم يكشف عن ساق} يوم يشتد الأمر على الكافرين، لأن المؤمنين {من فزع يومئذ آمنون} { لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون}.
إذا كان يفهم القرآن هكذا بسهولة ويسر دون تعقيد ودون فلسفة ومنطق وعلم كلام فهو من الناجين، بشرط أن يأتي ما فرض الله عليه ولا يفعل الكبائر.
أما علم التوحيد البسيط وفهم كلام الله تعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من العلماء الراسخين فهذا واجب لقوله تعالى {فاعلم أنه لا إله إلا الله}......
والمعرض عن العلم وعن فهم كتاب الله تعالى وأوامره على خطر عظيم.
والمقبل على ما ذكرته لك في رضوان الله وطاعته.
وأما الذي يريد أن يسفه العلم والعلماء والتعلم والتفقه والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو للناس فيقول: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) فيقول بمثل ما قلت فهو على خطر عظيم أيضاً
فلا تضع الناس جميعا في سلة واحدة
{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}
{وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}
{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}
{ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
والكلام الذي نقوله هنا في مثل هذا الموقع هو للعلماء وطلبة العلم لتوجيههم في سلوك المنهج الأحسن والأقوم في تعليم العامة.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
___________(تعليقات مفيدة)____________
لقد جعل الله العقل مناطا للتكليف ليفهم المكلف الخطاب ويعقله ويعمل بمقتضاه
فمن اتى الله وفي قلبه معان فاسدة لتلك الايات فلا شك بان اثمه عظيم وخاصة تلك المعاني التي اسستها شرذمة خرجت عن الامة وكفرتها
ولذلك عليك ان تعرف وتتعلم القواعد الصحيحه للايمان والتي بينها سيدنا السقاف في كتابه شرح الطحاوية وكذلك شرح جوهرة التوحيد وغيرهما