تفنيد مرتكزات فكر العنف والتطرف (7):
مرسل: الأحد أكتوبر 29, 2023 9:12 am
تكملة الأحاديث التي يحتج بها التكفيريون على مذهبهم في التكفير والقتل والجواب عليها:
6- حديث تكفير تارك الصلاة ورميه بالشرك :
عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
(( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ )) . رواه مسلم (82) .
الجواب : قال العلماء : المقصود بالكفر هنا من تركها جاحداً لوجوبها أما من تركها معترفاً بوجوبها ومقراً بأن تركها معصية فلا يكفر جمعاً بين الأحاديث ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ )).
حديث صحيح . رواه مالك في الموطأ (270) وأحمد (5/315) وأبو داود (425و1420) والنسائي (461) وابن ماجه (1401) وابن حبان في صحيحه (5/23) و (6/174) بأسانيد عديدة من حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً . وهذا اللفظ لأبي داود .
وقد جاء في صحيح مسلم (681) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها ، فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها )) .
قال الحافظ ابن حبان في صحيحه (4/317) :
[في إطلاق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ( التفريط ) على مَنْ لم يصلِّ الصلاة حتى دخل وقت صلاة أخرى بيان واضح أنه لم يكفر بفعله ذلك إذ لو كان كذلك لم يطلق عليه اسم التأخير والتقصير دون إطلاق الكفر].
وقال الحافظ السخاوي في الأجوبة الحديثية ص (82) :
[ وأما من تركها بلا عذر ، بل تكاسلاً مع اعتقاد وجوبها ، فالصحيح المنصوص الذي قطع به الجمهور أنه لا يكفر ، .... ويغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ، مع إجراء سائر أحكام المسلمين عليه . ويؤول إطلاق الكفر عليه لكونه شارك الكافر في بعض أحكامه . وهو وجوب العمل ، جمعاً بين هذه النصوص وبين ما صح أيضاً عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (( خمس صلوات كتبهن الله )) فذكر الحديث . وفيه : (( إن شاء عَذَّبَهُ ، وإن شاء غفر له )) وقال أيضاً : (( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة )) إلى غير ذلك . ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة و يورثونه ولو كان كافراً لم يغفر له ، ولم يرث ولم يورث ] .
فالقول بعدم تكفيره هو الذي لا بد من المصير إليه جمعاً بين الأدلة . وأما ما ذكروه من قتل تارك الصلاة تكاسلاً فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتل تارك الصلاة ولا مرة واحدة ، ولا بيَّن أن فيه حدَّ القتل .
وقال الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )) (12/203) :
[ قُلْت : تَارِك الصَّلاة اُخْتُلِفَ فِيهِ ، فَذَهَبَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاق وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَمِنْ الشَّافِعِيَّة اِبْن خُزَيْمَةَ وَأَبُو الطَّيِّب بْن سَلَمَة وَأَبُو عُبَيْد بْن جُوَيْرِيَةَ وَمَنْصُور الْفَقِيه وَأَبُو جَعْفَر التِّرْمِذِيّ إِلَى أَنَّهُ يُكَفَّر بِذَلِكَ وَلَوْ لَمْ يَجْحَد وُجُوبَهَا ، وَذَهَبَ الْجُمْهُور إِلَى أَنَّهُ يُقْتَل حَدًّا ، وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّة وَوَافَقَهُمْ الْمُزَنِيُّ إِلَى أَنَّهُ لا يُكَفَّر وَلا يُقْتَل . وَمِنْ أَقْوَى مَا يُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى عَدَم كُفْره حَدِيث عُبَادَةَ رَفَعَهُ : (( خَمْس صَلَوَات كَتَبَهُنَّ اللَّه عَلَى الْعِبَاد )) الْحَدِيث وَفِيهِ : (( وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْد اللَّه عَهْد ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّة )) . أَخْرَجَهُ مَالِك وَأَصْحَاب السُّنَن وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَابْن السَّكَن وَغَيْرهمَا ، وَتَمَسَّكَ أَحْمَدُ وَمَنْ وَافَقَهُ بِظَوَاهِر أَحَادِيثَ وَرَدَتْ بِتَكْفِيرِهِ وَحَمَلَهَا مَنْ خَالَفَهُمْ عَلَى الْمُسْتَحِلّ جَمْعًا بَيْن الأَخْبَار وَاَللَّه أَعْلَمُ ] .
والحمد لله رب العالمين.
6- حديث تكفير تارك الصلاة ورميه بالشرك :
عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
(( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ )) . رواه مسلم (82) .
الجواب : قال العلماء : المقصود بالكفر هنا من تركها جاحداً لوجوبها أما من تركها معترفاً بوجوبها ومقراً بأن تركها معصية فلا يكفر جمعاً بين الأحاديث ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ )).
حديث صحيح . رواه مالك في الموطأ (270) وأحمد (5/315) وأبو داود (425و1420) والنسائي (461) وابن ماجه (1401) وابن حبان في صحيحه (5/23) و (6/174) بأسانيد عديدة من حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً . وهذا اللفظ لأبي داود .
وقد جاء في صحيح مسلم (681) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها ، فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها )) .
قال الحافظ ابن حبان في صحيحه (4/317) :
[في إطلاق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ( التفريط ) على مَنْ لم يصلِّ الصلاة حتى دخل وقت صلاة أخرى بيان واضح أنه لم يكفر بفعله ذلك إذ لو كان كذلك لم يطلق عليه اسم التأخير والتقصير دون إطلاق الكفر].
وقال الحافظ السخاوي في الأجوبة الحديثية ص (82) :
[ وأما من تركها بلا عذر ، بل تكاسلاً مع اعتقاد وجوبها ، فالصحيح المنصوص الذي قطع به الجمهور أنه لا يكفر ، .... ويغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ، مع إجراء سائر أحكام المسلمين عليه . ويؤول إطلاق الكفر عليه لكونه شارك الكافر في بعض أحكامه . وهو وجوب العمل ، جمعاً بين هذه النصوص وبين ما صح أيضاً عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (( خمس صلوات كتبهن الله )) فذكر الحديث . وفيه : (( إن شاء عَذَّبَهُ ، وإن شاء غفر له )) وقال أيضاً : (( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة )) إلى غير ذلك . ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة و يورثونه ولو كان كافراً لم يغفر له ، ولم يرث ولم يورث ] .
فالقول بعدم تكفيره هو الذي لا بد من المصير إليه جمعاً بين الأدلة . وأما ما ذكروه من قتل تارك الصلاة تكاسلاً فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتل تارك الصلاة ولا مرة واحدة ، ولا بيَّن أن فيه حدَّ القتل .
وقال الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )) (12/203) :
[ قُلْت : تَارِك الصَّلاة اُخْتُلِفَ فِيهِ ، فَذَهَبَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاق وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَمِنْ الشَّافِعِيَّة اِبْن خُزَيْمَةَ وَأَبُو الطَّيِّب بْن سَلَمَة وَأَبُو عُبَيْد بْن جُوَيْرِيَةَ وَمَنْصُور الْفَقِيه وَأَبُو جَعْفَر التِّرْمِذِيّ إِلَى أَنَّهُ يُكَفَّر بِذَلِكَ وَلَوْ لَمْ يَجْحَد وُجُوبَهَا ، وَذَهَبَ الْجُمْهُور إِلَى أَنَّهُ يُقْتَل حَدًّا ، وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّة وَوَافَقَهُمْ الْمُزَنِيُّ إِلَى أَنَّهُ لا يُكَفَّر وَلا يُقْتَل . وَمِنْ أَقْوَى مَا يُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى عَدَم كُفْره حَدِيث عُبَادَةَ رَفَعَهُ : (( خَمْس صَلَوَات كَتَبَهُنَّ اللَّه عَلَى الْعِبَاد )) الْحَدِيث وَفِيهِ : (( وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْد اللَّه عَهْد ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّة )) . أَخْرَجَهُ مَالِك وَأَصْحَاب السُّنَن وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَابْن السَّكَن وَغَيْرهمَا ، وَتَمَسَّكَ أَحْمَدُ وَمَنْ وَافَقَهُ بِظَوَاهِر أَحَادِيثَ وَرَدَتْ بِتَكْفِيرِهِ وَحَمَلَهَا مَنْ خَالَفَهُمْ عَلَى الْمُسْتَحِلّ جَمْعًا بَيْن الأَخْبَار وَاَللَّه أَعْلَمُ ] .
والحمد لله رب العالمين.