ذم التقليد الأعمى والتعصب ووجوب النظر والاستدلال:
مرسل: السبت يناير 27, 2024 6:54 pm
ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أن دينه وما أرسل به رسله يقوم على (البرهان) الذي هو (الدليل) الذي يفيد ثبوت الشيء وكونه (حجة) من ذلك قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } النساء: 174، وقوله تعالى: { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ ءَالِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ } الأنبياء: 24، وقوله تعالى: { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } المؤمنون: 117، وقوله تعالى: { أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَءِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } النمل: 64، وقوله تعالى: { رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } النساء: 165، وقوله تعالى: { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا ءَاتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ } الأنعام: 83، فتبيَّن من هذه الآيات الكريمة أن مسألة الإيمان وبعثة الرسل والدِّين الذي أرسل الله تعالى به رسله وأنبياءه قائم على النظر بالبراهين والحجج والأدلة، وليست دعوى بلا دليل.
ومن جهة أخرى هناك آيات كريمة وردت في ذم التقليد والاتِّباع دون نظر وتبصُّر منها: قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ } الزخرف: 23، وقوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءَابَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ءَابَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلايَهْتَدُونَ }المائدة:104. والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكلها تبيِّنُ أن القرآن الكريمَ ينهى الناس عن التقليد الأعمى، وعن اتّباع الآباء والأجداد أو غيرهم بتعصُّبٍ وبلا وعي ولا تمييز.
ومن جهة أخرى أيضاً نرى آيات كريمة تبيِّنُ أن المؤمن هو من كان على بينة ووعي، منها: قوله تعالى: { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ } هود: 17، وقوله تعالى: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } النحل: 76.
ومن جهة رابعة بين سبحانه أن جميع الرسل بيَّنوا للناس الحقيقة ولم يأمروهم باتِّباعهم على عمى: قال تعالى: { أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ } الرعد: 19. وقوله تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } الفرقان: 73، وهذه من أبلغ الآيات في المعنى المراد وهي أن المؤمنين علماء بآيات الله وفاهمون لها، وفيها ذم للمقلد والجاهل، ويضاف إلى ذلك كله الآيات التي بينت فضل العلماء على الجهلاء، مثل قوله تعالى: { وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ } غافر: 58، وقوله تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ } الأنعام: 50. وقوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } المجادلة: 11. وقوله تعالى: { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } طه: 114.
أما ما ورد في الأحاديث والسيرة النبوية الشريفة مما يتعلَّق بوجوب المعرفة وترك التقليد فأحاديث منها:
ما في البخاري (7372) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لـمَّا بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (إنك تَقْدُمُ على قومٍ من أهل الكتاب فليكن أوَّل ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك (وفي رواية: فإذا عرفوا الله) فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات...).
ومنها: ما جاء في البخاري (86) ومسلم (905) أن الملائكة تسأل الإنسان المرتاب بعد موته عن الرسول فيقول ذلك المرتاب: (لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته).
قال ابن حجر في "الفتح" (3/240): (وفيه ذم التقليد).
ومن جهة أخرى هناك آيات كريمة وردت في ذم التقليد والاتِّباع دون نظر وتبصُّر منها: قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ } الزخرف: 23، وقوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءَابَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ءَابَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلايَهْتَدُونَ }المائدة:104. والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكلها تبيِّنُ أن القرآن الكريمَ ينهى الناس عن التقليد الأعمى، وعن اتّباع الآباء والأجداد أو غيرهم بتعصُّبٍ وبلا وعي ولا تمييز.
ومن جهة أخرى أيضاً نرى آيات كريمة تبيِّنُ أن المؤمن هو من كان على بينة ووعي، منها: قوله تعالى: { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ } هود: 17، وقوله تعالى: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } النحل: 76.
ومن جهة رابعة بين سبحانه أن جميع الرسل بيَّنوا للناس الحقيقة ولم يأمروهم باتِّباعهم على عمى: قال تعالى: { أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ } الرعد: 19. وقوله تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } الفرقان: 73، وهذه من أبلغ الآيات في المعنى المراد وهي أن المؤمنين علماء بآيات الله وفاهمون لها، وفيها ذم للمقلد والجاهل، ويضاف إلى ذلك كله الآيات التي بينت فضل العلماء على الجهلاء، مثل قوله تعالى: { وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ } غافر: 58، وقوله تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ } الأنعام: 50. وقوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } المجادلة: 11. وقوله تعالى: { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } طه: 114.
أما ما ورد في الأحاديث والسيرة النبوية الشريفة مما يتعلَّق بوجوب المعرفة وترك التقليد فأحاديث منها:
ما في البخاري (7372) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لـمَّا بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (إنك تَقْدُمُ على قومٍ من أهل الكتاب فليكن أوَّل ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك (وفي رواية: فإذا عرفوا الله) فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات...).
ومنها: ما جاء في البخاري (86) ومسلم (905) أن الملائكة تسأل الإنسان المرتاب بعد موته عن الرسول فيقول ذلك المرتاب: (لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته).
قال ابن حجر في "الفتح" (3/240): (وفيه ذم التقليد).