معلومات عن سبب تأليف الذهبي لكتاب العلو:

[cisayman3]

قصة الكتاب مختصرة فيما أعلم:
أمر ابن تيمية تلميذين نجيبين عنده وهما (الذهبي وابن القيم) أن يجمع كل واحد منهما كتابا يتضمن العقيدة التي يتبنونها، فيذكر أولاً الآيات المتعلقة بموضوع العلو والاستواء بالمعنى الذي يريدونه ثم الأحاديث ثم آثار التابعين وأتباع التابعين، ثم أقوال العلماء التي تنسب إليهم والتي فيها موافقة هؤلاء الحنابلة المجسمة في اعتقادهم.
وأقوال العلماء تلك أكثرها من صناعة الحنابلة والمجسمة وتأليفاتهم على الأئمة الثلاثة وغيرهم، وهذا أمر معروف ومكشوف اقترفه أمثال ابن منده وابن بطة وابن كادش والعشاري وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين.
وأراد ابن تيمية أن توجد كتب تزلزل أتباع مدرسة التنزيه من أهل السنة من أتباع الأئمة الفقهاء وتشككهم في عقيدتهم وتجرهم إلى عقيدة المشبهة المجسمين.
فصنف الذهبي كتاب العلو وابتدأ به وعمره (18) سنة وانتهى من الزيادات والإضافات عليه لما صار عمره (24) سنة. ثم تراجع عما فيه من الغلو فيما وجدته في نسخة خطية موثقة أثبت صورتها في أول تحقيقي على الكتاب.
وصنف ابن قيم الجوزية كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية في نفس الموضوع وزاد عليه نصوصاً وأقوالاً لم يذكرها الذهبي، وكذلك لم يذكر فيه أشياء كثيرة مما ذكره الذهبي.
والذهبي أمتن وأعلم من ابن القيم بكرات ومرات في صناعة الحديث.
وقد قمت بنقد الكتابين ونسفهما وبيان درجة صحة كل ما ورد فيهما من الأقوال والنصوص، وهذا من أجل الأعمال التي قمت بها في حياتي والحمد لله تعالى، ويمكن لمن أراد أن ينسف كثيرا مما يستدل به الوهابية المتمسلفون في هذا الموضوع أن يرجع إلى تعليقاتي على الكتابين ويستفيد منهما، ولا أدعي العصمة لنفسي ولا التنزه عن الخطأ، فكل ابن آدم خطاء، اللهم اجعلنا من التوابين.