صفحة 1 من 1

بيان عدم ثبوت حديث (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء):

مرسل: السبت يناير 27, 2024 7:05 pm
بواسطة cisayman3
قال ابن قيم الجوزية في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة والجهمية" "
[وفي جامع الترمذي: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله قال: [الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء] قال الترمذي، حديث حسن صحيح].
أقول (أنا العبد الفقير حسن بن علي السقاف):
هذا حديث ضعيف منكر رواه أبو داود (4/285 برقم 4941) والترمذي (4/324 برقم 1924) وأحمد (6458) وكذا غيرهم كالحاكم، وفي إسنــاده أبــو قابوس وهو مجهول لم يرو عنه إلا عمرو بن دينار!! قال الذهبي في الميزان: [لا يُعْرَف] وقال الحافظ ابن حجر في [تهذيب التهذيب] (12/223): [ذكره البخاري في الضعفاء من الكبير له...]. والحديث في البخاري (13/358 برقم 7376) بلفظ: [لا يرحم الله مَنْ لا يرحم الناس] وفي البخاري أيضاً (10/438 برقم 6013) بلفظ: [مَنْ لا يرحم لا يُرْحَم] وفي مسلم (4/1809برقم2319) وغيرهما من حديث جرير بلفظ: [لا يرحم الله من لا يرحم الناس]. قلت: وقد جاء حديث أبي قابوس هذا في مسند أحمد (2/160) بلفظ: [ارحموا من في الأرض يرحمكم أهـل السماء] وهذا اللفظ يعكر على المجسمة استدلالهم بالحديث بل يهدمه مـن أساسه!! فهذه الرواية تهدم استدلال المجسمة برواية (من في السماء) وتصحيحهم لها!! لأنها تدلُّ على أنَّ المراد بأهل السماء الملائكة!! وهذه الرواية قاصمة لما حاول المتناقض أنْ يردَّ به عليَّ ـ في الجزء الثاني من صحيحته المطبوعة حديثاً ـ تضعيفي لحديث أبي قابوس الذي أورده في صحيحته القديمة (2/631برقم925) حيث لم يأت بجديد كما لم يأت بأي كلام علمي يثبت فيه ما يريد!! وكنت قد رددت عليه في مقدمة [دفع شبه التشبيه] ص (62-65) وبينت ضعف الحديث وأبطلت جميع ما أورده في صحيحته تلك في سبيل تصحيحه لهذا الحديث الضعيف التالف المخالف لروايـة الصحيحين!! فارجع إليه هناك والله الموفق!! وانظر شرح الحديث في [الفتح] (10/440) وبعض طرقه في [مجمع البحرين] (5/197-200). ومن المعروف شرعاً أنَّ أهل السماء هم الملائكة وعلى ذلك أدلة كثيرة جداً فقد روى البخاري (3209) ومسلم (2637) وغيرهما مرفوعاً: [فينادي جبريل في أهل السماء إنَّ الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء...].
والله تعالى أعلم.
____________(تعليقات مفيدة)___________
أشكال طرحه احد المعلقين:
سيدي الشريف الحديث لم يتفرد به أبوقابوس كما قلت، بل له طرق أخرى ترفعه وتقوية، بل والطرق الأخرى صحيحة...
فقد أخرجه أبو داد الموصلي (1/262)، والطبراني في الكبير (2/100) من طريقين الأول عن سلام، وقيس، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء».
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (25873 عوامة)، والطبراني في الكبير (1/178) الأوسط (3/239) من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء.
وأخرجه وأبو يعلى الموصلي في مسنده (8/ 474) من حديث أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء»
وقال ابن حجر في الفتح (10/40): » ورواته ثقات«
والحاكم في المستدرك من طريق شعبة
شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء»
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
وأخرجه الطبراني في الكبير (2/356)
حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن جرير، قال: سمعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء»
قال الهيثمي في مجمعه (8/187) رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وللحديث شواهد كثيرة، صحيحة وحسنة وضعيفة.
وإن كان القصد من تضعيف الحديث هي لفظة »من في السماء«.
فلهذه اللفظة ألفاظ كثيرة مشابهة في كتاب الله العزيز، وما يلزم هناك من تأويل الآيات القرآنية، يمكن أن يسلكه السالك هنا في هذا الحديث.
منها:
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}
وقوله: { أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }
وقوله: { أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}.
___
الرد عليه:
عبد الله المالكي الأشعري
أَوَّلاً: الشَّيخُ السَّقَّافُ لَمْ يَقُلْ: [تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو قَابُوسَ]، لَكن قَالَ: [وفي إسنــاده أبــو قابوس..] كَمَا في المَنْشُور أَعلَاهُ...
ثَانياً: الرّوَايَاتُ الَّتي ذَكَرْتَهََا أَخي الفَاضلُ، روَايَةُ (أَبي دَاوُدَ الطَّيَالسي)، وَروَايَةُ (الطَّبَرَانيّ) منْ طَريق:
1- [سلام، وقيس، كلاهما عن (أبي إسحاق)، عن (أبي عبيدة)، عن (عبد الله بن مسعود)]
-------
وَروَايَةُ (ابْنُ أَبي شَيْبَةَ)، وَ (الطَّبَرَانيِّ) من طَريقِ:
2- [الأعمش، عن (أبي إسحاق)، عن (أبي عبيدة)، قال: قال (عبد الله)]
-------
وَروَايَةُ (أَبي يَعْلَى المَوْصليّ) منْ طَريقِ:
3- [أبي الأحوص، عن (أبي إسحاق)، عن (أبي عبيدة)، عن (عبد الله بن مسعود)]
------
وَروَايَةُ (الحَاكِمُ) من طَريقِ:
4- [شعبة، عن (أبي إسحاق)، عن (أبي عبيدة)، عن (عبد الله)]
-------
كُلُّهَا رِوَايَاتٌ مُنْقَطعَةٌ، منْ روَايَةِ (أَبي إسْحَاقَ السَّبيعيّ) عَنْعَنَةً وَهُوَ مُدَلّسٌ، وَكُلُّهَا مِنْ روَايَةِ (أَبي عُبَيْدَةَ بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ) عَنْ أَبيِهِ (عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ).
وَهُوَ لَمْ يَسْمَعْ منْهُ وَلَا يَحْفَظُ عَنهُ شَيْئاً، فَهُنَاكَ انْقِطَاعٌ....وَقَدْ وَصَفَهُ ابْنُ حَجَرٍ بالتَّدْليسِ في روَايَته عَنْ أَبيهِ، فَقَالَ: [فروايته عنه ((دَاخِلَةٌ فِي التَّدْليسِ))]
------
وَقَد جَاءَ في طَبَقَات ابْن سَعْدٍ اعتِرَافُهُ بِعَدَمِ حفْظه منْ أَبيهِ شَيْئاً:
[عَنْ: شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: قلت (لأبي عبيدة): أتذكر من (عبدالله) شيئاً؟ فقال: (لا)..]
وَانْظُرْ في ذَلكَ كُلِّهِ مَا قَالَهُ شَيْخُنَا السَّقَّافُ في تَحْقيقهِ لـ (العُلُوّ للذَّهَبيّ) في هَامِشِ الصَّفْحَةِ 131.
-------
وَرِوَايَةُ (الطَّبَرَانيِّ) من طَريقِ:
5- [معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، عن (أبي إسحاق)، عن (جرير)]
فَهَذهِ حَكَمَ عَلَيْهَا شَيْخُنَا السَّقَّافُ بـ ((الوَضْعِ)) بِهَذَا اللَّفْظِ، انْظُرْهُ فِي تَحْقيقهِ لـ (العُلُوّ للذَّهَبيّ) في هَامِشِ الصَّفْحَةِ 130.
------
أَمَّا لَفْظُ (مَنْ في السَّمَاءِ) فَسَأُعْطيكَ تَفْسيراً بَسيطاً يَفْهَمُهُ كُلُّ عَاقِلٍ لَا يَحْتَاجُ فَلْسَفَةً وَلَا سَفْسَطَةً، وَهُوَ لَلْفَخْر الرَّازي، فقَالَ رَحمَهُ اللهُ تَعَالَى وَأَكْرَمَهُ:
[وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُشَبِّهَةَ احْتَجُّوا عَلَى إِثْبَاتِ الْمَكَانِ لِلَّهِ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: ((أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ))، وَالْجَوَابُ عَنْهُ: أَنَّ هَذِهِ الْآيَةُ ((لَا يُمْكِنُ إِجْرَاؤُهَا عَلَى ظَاهِرِهَا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ))، لِأَنَّ: ((كَوْنَهُ فِي السَّمَاءِ)) يَقْتَضِي كَوْنَ السَّمَاءِ ((مُحِيطًا بِهِ مِنْ جَمِيعِ الْجَوَانِبِ))، فَيَكُونُ: ((أَصْغَرَ مِنَ السَّمَاءِ))، وَالسَّمَاءُ أَصْغَرُ مِنَ الْعَرْشِ بِكَثِيرٍ.
فَيَلْزَمُ: ((أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى شَيْئًا حَقِيرًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْعَرْشِ))، وَذَلِكَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ((مُحَالٌ))، وَلِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: ((قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ)) [الْأَنْعَامِ: 12] فَلَوْ كَانَ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَالِكًا لِنَفْسِهِ ((وَهَذَا مُحَالٌ))، فَعَلِمْنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ يَجِبُ ((صَرْفُهَا عَنْ ظَاهِرِهَا إِلَى التَّأْوِيلِ))..]
هَذَا جَوَابٌ مُخْتَصَرٌ نَقْليٌّ ثُمَّ عَقْليٌّ فَتَأَمَّلْ فيهِ، ثُمَّ ارْجعْ إِلَى كَلَام الشَّيْخِ لِتَستَفيدَ... وَفَّقَنَا اللهُ وَإيَّاكُمْ لِمَا اخْتُلِفَ فيه منَ الحَقّ بإذْنهِ...
ثُمَّ إِنَّ [أَبَا قَابُوس] مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ، كَيْفَ نُوَثّقُهُ، وَقَدْ أَقَرَّ بِذَلِكَ الذَّهَبِيِّ أَيْضاً، فَقَالَ:
[لا يُعْرَفُ، تَفرَّدَ عَنْهُ عمرو بن دينار]
ثُمَّ زِدْ عَلَى هَذَا أَنَّ ((البُخَارِيَّ)) ضَعَّفَهُ كَمَا نَقَلَ اْبنُ حَجَرٍ، فَقَالَ:
[ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ مِنَ الكَبِيرِ لَهُ]
كُلُّ هَذَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ فَوْقُ فَكَيْفَ غَفلْتَ عَنْهُ ؟
وَمَنْ وَثَّقَهُ كَابْنِ حبَّانَ أَوْ قَبِلَهُ كَابْن حَجَرٍ، لَمْ يُبَيّنْ لَنَا حَالَهُ، وَالشَّكُّ في حَديثه أَوْلَى منَ الأَخْذ بهِ لأَنَّهُ مَجْهُولٌ.
ثُمَّ ((تَنَبَّهْ)) ((تَنَبَّهْ)) ((تَنَبَّهْ)) إِلَى أَنَّهُ حَتَّى عَلَى قَوْلِكَ: إنَّهُ مَقْبُولُ الحَديثِ.
فإِنَّ الشَّيْخَ السَّقَّافَ أَوْرَدَ لَكَ رِوَايَةَ هَذَا الحَديثِ ((مِنْ طَرِيقِهِ)) لَكِنْ لَيْسَ بِلَفْظ ((مَنْ في السَّمَاء)).
أَلَمْ تَقْرَأْ قَوْلَهُ أَعْلَاهُ:
[وقد جاء حديث ((أبي قابوس)) هذا في مسند أحمد (2/160) بلفظ: [ارحموا من في الأرض يرحمكم ((أهــــــــل الســـمـــــاء))]]
فَتَمَعَّنْ في لَفْظَةِ: (((أهــــــــل الســـمـــــاء)) وَهيَ تَفْسِيرٌ لِلَفْظَةِ ((مَنْ فِي السَّمَاءِ))، هَذَا إِنْ لَمْ تُخَالِفْهَا.
اقْرَأْ قَوْلَهُ تَعَالَى:
[وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ((مَا فِي السَّمَاوَاتِ)) وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ ((وَالْمَلَائِكَةُ)) وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ]
[وَلَهُ ((مَن فِي السَّمَاوَاتِ)) وَالْأَرْضِ ۖ ((كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ))]