صفحة 1 من 1

بيان عدم ثبوت حديث (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء):

مرسل: السبت يناير 27, 2024 7:06 pm
بواسطة cisayman3
قال الحافظ الذهبي [في كتاب العلو الحديث رقم 17 من طبعتنا] مستدلاً على عقيدته:
حديث أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ؟ يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءاً) متفق عليه من حديث عمارة بن القعقاع عن عبد الرحمن ابن أبي نُعْم عنه مطوَّلاً ؛ أَوَّلُهُ: بعث عليٌّ من اليمن بِذُهَـيْـبَة. انتهى.
أقول (العبد الفقير إلى الله تعالى حسن بن علي السقاف):
قوله (بذهيبة) تصغير ذَهَبَة. وكانت تِبْرَاً قال الحافظ: وقد يؤنَّث الذهب في بعض اللغات. وفي القاموس ما مفاده: أنَّ التبر هو: فُتات الذهب والفضة قبل أن يصاغا.
وهذا الحديث غير صحيح بهذا اللفظ. رواه بهذا اللفظ الذي تمسكت به المجسمة البخاري (8/67/4351) ومسلم (2/742/1064) من رواية عمارة بن القعقاع، وقد خالفه سعيد بن مسروق الثوري والد سفيان في الصحيحين وغيرهما فلم يذكر فيه لفظ (السماء) الذي تشبثت به المجسمة كما سيأتي تخريجه إن شاء الله فيكون لفظ السماء من تصرّف الرواة!! فقد روى الثوري الحديث بلفظ: (أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني) رواه البخاري (6/376/3344) و (13/416/7432) ومسلم (2/741/1064) والنسائي في الصغرى (5/87/2578) و (7/118/4101) وأبو داود (4/243/4764) وأحمد (3/68و73) وغيرهم، وهذا وحده كافٍ في نقض الرواية التي ذكرها المصنف وعدم اعتبارها، فالشك لا تثبت به الأحكام في الطهارات فضلاً عن العقائد والقطعيــــات!!
وقد روي الحديث في الصحيحين أيضاً وليس فيه اللفظ الذي استدلَّ به المجسمة على العلـــو ولفظـــه: (ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل ؟!) من حديث جابر وأبي سعيد!! رواه البخاري (6/617/3610) ومسلم (2/744برقم1604/148) من طريق الزهري أخبرني أبوسلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد به. وأخرجه البخاري (6/238/3138) من طريق عمرو بن دينار عن جابـر ؛ ومسلم (2/740/1063) وأحمد في مواضع منها (3/354) من طريق أبي الزبير سمعت جابــر. وكل هذه الطرق توهن اللفظ الذي ذكره المصنف بل تدكُّه دكاً!!
وقال الحافظ هناك في شرح الرواية التي أوردها المصنِّف في الفتح (8/68):
[وسيأتي الكلام على قوله (من في السماء) في كتاب التوحيد].
قلت: ذكر الكلام عليه في الفتح (13/412) فقال:
[قال الكَرْمَاني: قوله (في السماء) ظاهره غير مراد، إذ الله مُنَزَّهٌ عن الحلول في المكان، لكن لـمَّا كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات، وبنحو هذا أجاب غيره عن الألفاظ الواردة في الفوقية ونحوها].
والله تعالى أعلم.
____________________