صفحة 1 من 1

معنى وتفسير قوله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديَّ}:

مرسل: السبت يناير 27, 2024 7:27 pm
بواسطة cisayman3
أي: ما منعك أن تسجد لما خلقته أنا ولم يخلقه غيري.
ومن أقوال التجسيم قول كعب الأحبار اليهودي:
قال قتادة إن كعباً قال: إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الجنة بيده.
والتثنية في قوله تعالى (يديَّ) لا تفيد إلا الذات كما لا تفيد إلا الإفراد، مثل:
{ تبت يدا أبي لهب} أي تبت ذاته هو.
{لا يأتيه الباطل من بين يديه} أي ليس للباطل عليه سبيل، هو.
{بين يدي عذاب أليم} كذلك.
لا يراد من الجميع تثنية ولا جمع وإنما يراد عود القصد على الذات.
قال الحافظ أبو حيان في تفسيره "البحر المحيط" (4/474):
[وما ورد مما يوهم التجسيم كهذا. وقوله: { لما خلقت بيدي } و { مما عملت أيدينا } و { يد الله فوق أيديهم } و { لتصنع على عيني } و { تجري بأعيننا } و { هالك إلا وجهه } ونحوها. فجمهور الأمة أنها تفسر على قوانين اللغة ومجاز الاستعارة وغير ذلك من أفانين الكلام.
وقال قوم منهم القاضي أبو بكر بن الطيب: هذه كلها صفات زائدة على الذات، ثابتة لله تعالى من غير تشبيه ولا تجديد. وقال قوم منهم الشعبي، وابن المسيب، والثوري: نؤمن بها ونقر كما نصت، ولا نعين تفسيرها، ولا يسبق النظر فيها. وهذان القولان حديث من لم يمعن النظر في لسان العرب].



______________________________