حديث يعلى بن عبيد أن الله مس بيدة ثلاثة أشياء:
مرسل: الاثنين فبراير 05, 2024 3:18 pm
حديث يعلى بن عبيد أن الله مس بيدة ثلاثة أشياء:
قال الذهبي في كتابه "العلو" النص رقم (297):
[حديث يعلى بن عبيد، أنبأ إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابـر قال: أُخبرتُ أنَّ ربكم عزَّ وجل لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء: غرس الجنة بيده، وخلق آدم، وكتب التوراة بيده].
وأقول في تخريج هذا النص:
هذا كلام باطل إسرائيلي تجسيمي منقول عن كعب الأحبار. تقدم برقم (154) ومختصر الكلام فيه من جميع طرقه ورواياته أنه كذب، وهو من الإسرائيليات، وهو مروي عن كعب الأحبار بإسناد صحيح وعنه رواه ابن عمر رضي الله عنه أيضاً. وهذا الذي ساقه الذهبي بهذا الإسناد رواه الآجُرِّي في "الشريعة" ص (288)، ورواه أيضاً هناك عن محمد بن كعب القرظي وهذا كان أبوه من سبي بني قريظة! أي أنه يهودي الأصل! وقد رواه الآجري هناك بعد ذلك مباشرة عن كعب الأحبار، وكذا رواه عن كعب الأحبار عبد الرزاق في "تفسيره" (2/412)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (19/694)، ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (2/125) عن عبد الله بن الحارث مرفوعاَ (!!) وعبدالله بن الحارث الهاشمي ليس صحابياً! ولذلك قال البيهقي هناك: (هذا مرسل)، وابن الحارث هذا من جملة الرواة عن عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعن كعب الأحبار! كما في ترجمته في "تهذيب الكمال" (14/397)، وهذا الأثر عن هؤلاء جميعاً مروي بألفاظ منها لفظ رواية الحارث: (إن الله عز وجل خلق ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده). وروى الحاكم (2/319) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (693) والدارمي في رده على بشر المريسي (1/261) واللالكائي (3/429) والآجري في "الشريعة" ص (288) من طريق: (..عبيد المكتب، عن مجاهد، عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: خلق الله تبارك وتعالى أربعة أشياء بيده: العرش، وجنات عدن، وآدم، والقلم؛ واحتجب من الخلق بأربعة: بنار، وظلمة، ونور، وظلمة). وظاهر إسناد هذا الموقوف الصحة، وهو مما رواه ابن عمر جزماً عن كعب الأحبار. وقال الحافظ البيهقي: (هذا موقوف، والحجاب يرجع إلى الخلق لا إلى الخالق). وفي رواية الدارمي واللالكائي المجسمين: (ثم قال لسائر الخلق كن فكان). بدل جملة (واحتجب ..)! وعبيد بن مهران المكتب رواه تارة عن مجاهد عن ابن عمر، وتارة عن إبراهيم النخعي من قوله رواه هناد في "الزهد" (1/66/45) قال: (حدثنا ابن فضيل عن عبيد المكتب عن ابراهيم قال: خلق الله تبارك وتعالى أربعة أشياء بيده وخلق القلم بيده وخلق جنة عدن بيده)!! وهذا كله يفيد اضطراباً في السند والمتن وتخبطاً فظيعاً! وابن عمر أيضاً من الرواة عن كعب الأحبار كما يجد ذلك من يراجع ترجمة ابن عمر وكعب الأحبار في مثل "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب". وقال الذهبي نفسه في "سير أعلام النبلاء" (3/489) عن كعب الأحبار: ( فجالس أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكان يُحَدِّثهم عن الكتب الإسرائيلية). وقد اعترف الألباني المتناقض في ((مختصر العلو)) ص (130) بأنَّ هذا مروي بإسناد صحيح في شريعة الآجرّي عن كعب الأحبار (!!) ومنه يعلم مصدر قول الصحابي ابن عمر وأولئك التابعين لهذا القول ومن أين أخذوه (!!)
فما يقوله البعض من: ( إن ما يرويه الصحابي مما لا مجال للرأي فيه له حكم الرفع) باطل من القول! لأنه قد يكون من الإسرائيليات ومن أقوال كعب الأحبار عليه من الله ما يستحق. وإذا كان كذلك فكان اللائق بالألباني الذي يصف الذهبي بالإهمال في التحقيق (كما في ضعيفته 3/316) أن يستحيي من الله ومن عباد الله فلا يورد هذا الهُرَاء الإسرائيلي في ((مختصر العلو)) (!!) وإذا أردنا أن نعارض هذا الهُرَاء الإسرائيلي الذي سلَّم به الذهبي والألباني المتناقض!! بنصوص شريعتنا الإسلامية الغراء فنقول لهم: إن جميع العالم بأسره خلقه الله تعالى بيـده حتى الدواب!! قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ}يس:71، وقال تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}الذاريات:47، (!!) و لفظة (أَيْدٍ) معناها الحقيقي في اللغة: جمعُ يد وهي الكف، قال تعالى {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا}الأعراف:195، (!!) ومعنى بيده أو بيديه أو بأياديه في حق المولى جلَّ جلاله أي: بقدرته سبحانه وتعالى!! ومعنى بقدرته أي بكونه قادراً على كل شيء، لا أن القدرة شيء غير الله قائم به فلا تغفلوا عن هذا!! ويُعَبَّرُ عن الذات باليدين ومنه قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}المسد:1! والله أعلم.
قال الذهبي في كتابه "العلو" النص رقم (297):
[حديث يعلى بن عبيد، أنبأ إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابـر قال: أُخبرتُ أنَّ ربكم عزَّ وجل لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء: غرس الجنة بيده، وخلق آدم، وكتب التوراة بيده].
وأقول في تخريج هذا النص:
هذا كلام باطل إسرائيلي تجسيمي منقول عن كعب الأحبار. تقدم برقم (154) ومختصر الكلام فيه من جميع طرقه ورواياته أنه كذب، وهو من الإسرائيليات، وهو مروي عن كعب الأحبار بإسناد صحيح وعنه رواه ابن عمر رضي الله عنه أيضاً. وهذا الذي ساقه الذهبي بهذا الإسناد رواه الآجُرِّي في "الشريعة" ص (288)، ورواه أيضاً هناك عن محمد بن كعب القرظي وهذا كان أبوه من سبي بني قريظة! أي أنه يهودي الأصل! وقد رواه الآجري هناك بعد ذلك مباشرة عن كعب الأحبار، وكذا رواه عن كعب الأحبار عبد الرزاق في "تفسيره" (2/412)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (19/694)، ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (2/125) عن عبد الله بن الحارث مرفوعاَ (!!) وعبدالله بن الحارث الهاشمي ليس صحابياً! ولذلك قال البيهقي هناك: (هذا مرسل)، وابن الحارث هذا من جملة الرواة عن عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعن كعب الأحبار! كما في ترجمته في "تهذيب الكمال" (14/397)، وهذا الأثر عن هؤلاء جميعاً مروي بألفاظ منها لفظ رواية الحارث: (إن الله عز وجل خلق ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده). وروى الحاكم (2/319) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (693) والدارمي في رده على بشر المريسي (1/261) واللالكائي (3/429) والآجري في "الشريعة" ص (288) من طريق: (..عبيد المكتب، عن مجاهد، عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: خلق الله تبارك وتعالى أربعة أشياء بيده: العرش، وجنات عدن، وآدم، والقلم؛ واحتجب من الخلق بأربعة: بنار، وظلمة، ونور، وظلمة). وظاهر إسناد هذا الموقوف الصحة، وهو مما رواه ابن عمر جزماً عن كعب الأحبار. وقال الحافظ البيهقي: (هذا موقوف، والحجاب يرجع إلى الخلق لا إلى الخالق). وفي رواية الدارمي واللالكائي المجسمين: (ثم قال لسائر الخلق كن فكان). بدل جملة (واحتجب ..)! وعبيد بن مهران المكتب رواه تارة عن مجاهد عن ابن عمر، وتارة عن إبراهيم النخعي من قوله رواه هناد في "الزهد" (1/66/45) قال: (حدثنا ابن فضيل عن عبيد المكتب عن ابراهيم قال: خلق الله تبارك وتعالى أربعة أشياء بيده وخلق القلم بيده وخلق جنة عدن بيده)!! وهذا كله يفيد اضطراباً في السند والمتن وتخبطاً فظيعاً! وابن عمر أيضاً من الرواة عن كعب الأحبار كما يجد ذلك من يراجع ترجمة ابن عمر وكعب الأحبار في مثل "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب". وقال الذهبي نفسه في "سير أعلام النبلاء" (3/489) عن كعب الأحبار: ( فجالس أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكان يُحَدِّثهم عن الكتب الإسرائيلية). وقد اعترف الألباني المتناقض في ((مختصر العلو)) ص (130) بأنَّ هذا مروي بإسناد صحيح في شريعة الآجرّي عن كعب الأحبار (!!) ومنه يعلم مصدر قول الصحابي ابن عمر وأولئك التابعين لهذا القول ومن أين أخذوه (!!)
فما يقوله البعض من: ( إن ما يرويه الصحابي مما لا مجال للرأي فيه له حكم الرفع) باطل من القول! لأنه قد يكون من الإسرائيليات ومن أقوال كعب الأحبار عليه من الله ما يستحق. وإذا كان كذلك فكان اللائق بالألباني الذي يصف الذهبي بالإهمال في التحقيق (كما في ضعيفته 3/316) أن يستحيي من الله ومن عباد الله فلا يورد هذا الهُرَاء الإسرائيلي في ((مختصر العلو)) (!!) وإذا أردنا أن نعارض هذا الهُرَاء الإسرائيلي الذي سلَّم به الذهبي والألباني المتناقض!! بنصوص شريعتنا الإسلامية الغراء فنقول لهم: إن جميع العالم بأسره خلقه الله تعالى بيـده حتى الدواب!! قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ}يس:71، وقال تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}الذاريات:47، (!!) و لفظة (أَيْدٍ) معناها الحقيقي في اللغة: جمعُ يد وهي الكف، قال تعالى {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا}الأعراف:195، (!!) ومعنى بيده أو بيديه أو بأياديه في حق المولى جلَّ جلاله أي: بقدرته سبحانه وتعالى!! ومعنى بقدرته أي بكونه قادراً على كل شيء، لا أن القدرة شيء غير الله قائم به فلا تغفلوا عن هذا!! ويُعَبَّرُ عن الذات باليدين ومنه قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}المسد:1! والله أعلم.