كنا في المدد السابقة قد بينا في مقال مستقل هنا في هذا الموقع أن هذا الحديث من جملة الأحاديث الموضوعة وأنه لا يصح من جهة الإسناد وأن من جملة من ومن أمثل من رواه أبو داود وفي إسناده سلمة بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما وقد قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في التهذيب (4/126): [روى عن... وابن عمر وابن عمرو بن العاص ولم يسمع منهما.. وقال ابنه ليحيى بن صالح: من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب]. فهذا الحديث بهذا السند من جملة الأكاذيب.
وهذا الحديث استعملته كلا الفرقتين في الأخرى، فالجبرية قالوا: إن هذه الطائفة التي تنفي القدر والتي أطلقنا عليها لقب القدرية جاء الحديث يثبت بأنها مجوس هذه الأمة.
والقوم الذين لا يثبتون الجبر ويقولون بالاختيار قالوا: من أثبت القدر هم القدرية لا من نفاه عن العباد! فهذا الحديث في الجبرية وليس في الاختيارية، الجبرية هم من أثبتوا القدر فالحديث وارد فيهم.
وزعمت الجبرية أن الاختيارية يقولون بإثبات القدر، فهم وإن نفوا قدر الله عليهم إلا أنهم أثبتوا القدر من أنفسهم على أعمالهم، ولكن هذه حجة داحضة، وذلك لأنهم لا يثبتون القدر أي لا يثبتون أن الله تعالى أجبرهم على شيء ولا أنهم أجبروا أنفسهم على شيء! فالعقل والمنطق يقول: إن من أثبت عقيدة اسمها القدر هو القدري.
وعلى كل حال فالحديث باطل من جملة الموضوعات والمصنوعات.
___________(تعليقات مفيدة)______________
ونقل الرازي في تفسيره بعض اقوال المعتزلة واستخدامهم لهذا الحديث الموضوع فجزاك الله خيرا على توضيح ضعفه، وننقلها كي يرى البعض ما كان من فتنة في استخدام هذا الحديث من الطرفان.
[سورة القمر (54): الآيات 47 الى 49]
إن المجرمين في ضلال وسعر (47) يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر (48)إنا كل شيء خلقناه بقدر (49)
نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الآية نزلت في القدرية.
وروي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مجوس هذه الأمة القدرية»
وهم المجرمون الذين سماهم الله تعالى في قوله: إن المجرمين في ضلال وسعر وكثرت الأحاديث في القدرية وفيها مباحث الأول: في معنى القدرية الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم: نزلت الآية فيهم، فنقول: كل فريق في خلق الأعمال يذهب إلى أن القدري خصمه، فالجبري يقول: القدري من يقول: الطاعة والمعصية ليستا بخلق الله وقضائه وقدره، فهم قدرية لأنهم ينكرون القدر والمعتزلي يقول: القدري هو الجبري الذي يقول حين يزني ويسرق الله قدرني فهو قدري لإثباته القدر، وهما جميعا يقولان لأهل السنة الذي يعترف بخلق الله وليس من العبد إنه قدري، والحق أن القدري الذي نزلت فيه الآية هو الذي ينكر القدر ويقول بأن الحوادث كلها حادثة بالكواكب واتصالاتها ويدل عليه قوله جاء مشركوا قريش يحاجون رسول الله صلى الله عليه وسلم/ في القدر فإن مذهبهم ذلك، وما كانوا يقولون مثل ما يقول المعتزلة إن الله خلق لي سلامة الأعضاء وقوة الإدراك ومكنني من الطاعة والمعصية، والله قادر على أن يخلق في الطاعة إلجاء والمعصية إلجاء، وقادر على أن يطعم الفقير الذي أطعمه أنا بفضل الله، والمشركون كانوا يقولون: أنطعم من لو يشاء الله أطعمه [يس: 47] منكرين لقدرة الله تعالى على الإطعام، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «مجوس هذه الأمة هم القدرية»
البحث الثالث: اختلف القائلون في التعصب أن الاسم بالمعتزلة أحق أم بالأشاعرة؟ فقالت: المعتزلة الاسم بكم أحق لأن النسبة تكون للإثبات لا للنفي، يقال للدهري: دهري لقوله بالدهر، وإثباته، وللمباحي إباحي لإثباته الإباحة وللتنوية ثنوية لإثباتهم الاثنين وهما النور والظلمة، وكذلك أمثله وأنتم تثبتون القدر، وقالت الأشاعرة: النصوص تدل على أن القدري من ينفي قدرة الله تعالى ومشركو قريش ما كانوا قدرية إلا لإثباتهم قدرة لغير الله، قالت: المعتزلة إنما سمي المشركون قدرية لأنهم قالوا: إن كان قادرا على الحوادث كما تقول يا محمد فلو شاء الله لهدانا ولو شاء/ لأطعم الفقير، فاعتقدوا أن من لوازم قدرة الله تعالى على الحوادث خلقه الهداية فيهم إن شاء، وهذا مذهبكم أيها الأشاعرة، والحق الصراح أن كل واحد من المسلمين الذين ذهبوا إلى المذهبين خارج عن القدرية، ولا يصير واحد منهم قدريا إلا إذا صار النافي نافيا للقدرة والمثبت منكرا للتكليف.
ونقل في موضع -[سورة الأنعام (6): آية 125]
روي عن محمد بن كعب القرظي أنه قال تذاكرنا في أمر القدرية عند ابن عمر فقال لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا منهم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فإذا كان يوم القيامة نادى مناد وقد جمع الناس بحيث يسمع الكل أين خصماء الله فتقوم القدرية وقد أورد القاضي هذا الحديث في تفسيره.لحديث من أقوى ما يدل على أن القدرية هم الذين ينسبون أفعال العباد إلى الله تعالى قضاء وقدرا وخلقا لأن الذين يقولون هذا القول هم خصماء الله لأنهم يقولون لله أي ذنب لنا حتى تعاقبنا وأنت الذي خلقته فينا وأردته منا وقضيته علينا ولم تخلقنا إلا له وما يسرت لنا غيره فهؤلاء لا بد وأن يكونوا خصماء الله بسبب هذه الحجة أما الذين قالوا إن الله مكن وأزاح العلة وإنما أتى العبد من قبل نفسه فكلامه موافق لما يعامل به من إنزال العقوبة فلا يكونون خصماء الله بل يكونون منقادين لله هذا كلام القاضي وهو عجيب جدا.
بيان عدم صحة حديث (القدرية مجوس أمتي) ومن هم القدرية؟
الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
العودة إلى ”الفرق والمذاهب وما يتعلق بها“
الانتقال إلى
- القرآن الكريم وتفسيره
- ↲ تفسير آية أو آيات كريمة
- ↲ أبحاث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف وعلومه
- ↲ قواعد المصطلح وعلوم الحديث
- ↲ تخريج أحاديث وبيان مدى صحتها
- ↲ شرح الحديث
- ↲ التراجم والرجال: الصحابة والعلماء وغيرهم
- ↲ أحاديث العقائد
- العقائد والتوحيد والإيمان
- ↲ القواعد والأصول العقائدية
- ↲ مسائل وقضايا التوحيد والإيمان
- ↲ أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
- ↲ قضايا ومسائل لغوية تتعلق بالعقائد
- ↲ الفرق والمذاهب وما يتعلق بها
- ↲ عرض عقائد المجسمة والمشبهة والرد عليها
- التاريخ والسيرة والتراجم
- ↲ السيرة النبوية
- ↲ قضايا تاريخية
- ↲ سير أعلام مرتبطة بالتاريخ والأحداث السياسية الغابرة
- ↲ معاوية والأمويون والعباسيون
- الفكر والمنهج والردود
- ↲ توجيهات وتصحيح لأفكار طلبة العلم والمنصفين من المشايخ
- ↲ الردود على المخالفين
- ↲ مناهضة الفكر التكفيري والرد على منهجهم وأفكارهم
- ↲ أسئلة وأجوبة عامة
- الفقه وأصوله
- ↲ القواعد الأصولية الفقهية
- ↲ مسائل فقهية عامة
- ↲ المذهب الحنفي
- ↲ المذهب المالكي
- ↲ المذهب الشافعي
- ↲ المذهب الحنبلي
- علوم اللغة العربية
- ↲ النحو والصرف
- ↲ مسائل لغوية ومعاني كلمات وعبارات
- الكتب الإلكترونية
- ↲ كتب العلامة المحدث الكوثري
- ↲ كتب السادة المحدثين الغماريين
- ↲ كتب السيد المحدث حسن السقاف
- ↲ كتب مجموعة من العلماء
- المرئيات
- ↲ العقيدة والتوحيد: شرح متن العقيدة والتوحيد