يقول بعض الناس الخائفين من مواجهة الحقيقة واتباع الصواب ومخالفة ما نشأوا عليه مما يتخلله بعض الأفكار المخطئة:
إذا قلنا بأن هناك بعض الأحاديث غير الصحيحة في الصحيحين وغيرهما أو غيرنا مفاهيمنا في بعض الأمور التي كنا نظنها صواباً فبانت خطأ نكون بذلك قد ساعدنا الملاحدة والعلمانيين والذين يسمون أنفسهم القرآنيين الذين ينبذون السنة الغراء!
فأقول لهم:
أولا هذه حجة العجزة والمفلسين!
لا تخش من الإلحاد ولا الملحدين، ولا تتحجج بفتح الطريق للعلمانيين وغيرهم، نحن أتباع الكتاب والسنة والناظرين للعلماء وأقوالهم بالإجلال والتقدير، وما أخطأ فيه العالم لا نتبعه عليه إن بان لنا خطؤه أو خطأ الفكرة!
إن تنقية الدين والأحاديث من الخرافات هي التي تنقذنا من الإلحاد، ألا ترى كيف أن الوهابية ينتقلون من الدين المتزمت المنغلق والتعصب إلى الإلحاد؟
أيها الفاضل هناك قواعد وأسساً لا بد أن تفهم قبل الحكم على الأحاديث بالصحة والضعف، الخطأ الذي نشأ عبر قرون هو أن العقل - أعني بالخصوص عقل المشايخ والعلماء - أول ما ينطلق في التفكير في المسألة يذهب إلى السنة أو إلى أقوال المشايخ قبل القرآن بل يهمل القرآن ولا يستقرىء ما فيه ولا ينظر في القواعد الأساسية، ليس المراد أنه يرده بالعقل المجرد أو بالرأي أو بالهوى والمزاج، نحن ضد من يسمون أنفسهم بالقرآنيين وكذلك ضد العلمانيين وكذلك ضد من يحكم في الشريعة بغير علم ويفتي، أو يرد حديثا بغير علم، أو يفسر آية كريمة كذلك بدون معرفة.
لا تجعل أحدا يخوفك من العقل ولا تسمح له بذلك، القرآن أنزله الله تعالى ليخاطب به العقل وليستوعبه العقل بلسان عربي مبين، وكم من آية تذكر العقل وتنوه بشأنه، {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}!
راجعوا الآيات التي نوهت بشأن العقل وأصحاب الألباب والنظر والتفكر والتدبر والذين يبصرون ويسمعون، (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا)!
وقضية مين أفهم أنت أم الإمام الفلاني هذه حجة المفلسين والعلماء لا يعرفون هذه النظرية الباطلة والحجة الداحضة!
نسأله الهدى إلى سواء السبيل
........ وسنتابع ما قاله العلماء في أحاديث الصحيحين أو بعضها بالأحرى ونماذج من ذلك إن شاء الله تعالى.. والله يوفقنا لما يحبه ويرضاه.